الاطار الفكري لحزب المحافظين
مرسل: الثلاثاء مايو 01, 2012 7:57 pm
منذ بداية التكتلات البرلمانية ، ومع بروز المحافظين والأحرار على الساحة السياسية ، استشهدت الأحزاب البريطانية بفلسفة روسو لتأييد فكرة تواجدها . وقد كانت رؤية المحافظين تعتمد على مساندة العرش ، وقد استمر ذلك إلى أن ظهرت فلسفة "بولنجبروك" وهو أحد قيادات المحافظين . وقد عكف "بولنجبروك" خلال الفترة التي هيمن فيها الأحرار على السلطة (حكم هذا الحزب بشكل متصل معظم القرن الـ18) في وضع إطار فلسفي جديد للمحافظين . وقد كانت الفلسفة الجديدة التي وضعها تقضي بإنهاء سلطة العرش المقدسة ، والتأكيد على أن تكون السلطة مستمدة من رضاء الشعب . وقد لاقت أفكاره قبول الملك جورج الثالث ، وقد كانت تلك الفلسفة أيضاً سبباً في تغيير اتجاه المحافظين نحو التدرج في الاعتراف بسلطة الشعب . وقد ارتبطت تلك الفلسفة بانتزاع المحافظين الحكم من الأحرار بين عام 1770 وعام 1832 .
على أنه حدثت إبان هذه الفترة حالة من الجمود الفكري للمحافظين ، ارتبطت بالأحداث الجسام التي وقعت وقتها ، وعلى رأسها تحرر الولايات الأمريكية من حكم التاج البريطاني ، والثورة الصناعية ، وقيام الثورة الفرنسية وانتقال مبادئها إلى بريطانيا . وقد ارتبط ذلك كله بالعودة للوراء ، من خلال بعض أفكار منظري الحزب وعلى رأسهم "جاك بيرك" ، والتي تراجعت عن الثقة في البرلمان باعتباره ممثلاً للأمة . وقد استمر هذا الوضع حتى بروز أفكار "بنتام" و"كوبندن" التي كانت ترمي لتوسيع الحقوق الفردية ، واتباع سياسة حرية التجارة ، التي سبقهم إليها الأحرار ونفذوها إبان حكمهم 1832-1874 . ولم تقم للمحافظين قائمة إلا بعد ظهور أفكار "دزرائيلي" ، الذي استنبط للمحافظين برنامجاً يتمشى وروح العصر ومع التقدم الذي وصلت إليه الصناعة والتجارة . عندئذ بدأ حزب المحافظين يتناوب الحكم مع الأحرار .
أما حزب العمال ، فقد ظهرت نواته مع تأليف جمعيات لنشر الأفكار الاشتراكية ، ومنها جمعية الآخاء التي جمعت بين أعضائها كثيراً من المفكرين من أمثال "سدني وب" و "برنارد شو" ، وجمعية "العمال المستقلة" عام. على أن هذه الجمعيات لم تنل نجاحاً كبيراً في أول الأمر ، لبعثرة جهودها ، وتفكك أعضائها وترددهم في قبول دخول الانتخابات لتحقيق أهدافهم عبر البرلمان . وعندما اجتمع مؤتمر نقابات العمال عام 1899 اتخذ قراراً باجتماع جميع الهيئات الاشتراكية لتقرير خطة سياسية . وخلال المؤتمر تقرر تأليف حزب العمال ، الذي انضمت إليه جميع الهيئات التي كانت تعمل على نشر القيم الاشتراكية ، وأطلق عليه وقتئذ "حزب العمال المستقل" . وقد كان لطائفة الميتودست الدينية أثر كبير في الدعوة للمبادئ الاشتراكية للعمال ، فقد استمرت هذه الطائفة من بداية تكوينها تدين بمبادئ مؤسسها "ريزلي" الذي كان دائماً نصير الفقراء .
وقد اندمجت جميع هذه الهيئات ، وأنضم إليها 41 نقابة من نقابات العمال، وتألف حزب العمال الحالي ، وإن كان جميع من اشتركوا في تأسيس هذا الحزب ليسوا من العمال ، إذ أن جمعية الفابيان التي انضمت إليه كانت تضم كبار المفكرين والكتاب الذين مدوا هذا الحزب منذ نشأته بكثير من الآراء والنظريات التي لا تزال لها تأثير في سياسته .
وقام فكر هذا الحزب على العمل من أجل تحسين ظروف العمال ، وليس لإحداث انقلاب اجتماعي كبير . وفي هذا الشأن يشار على سبيل المثال إلى أنه عندما تولى حزب العمال السلطة لأول مرة عام 1924 تحت قيادة "اللورد كولون" بحثوا مسألة فرض ضريبة على رأس المال ، وقد تبين لهم صعوبة فرض تلك الضريبة ، بسبب تأثيرها على الادخار ومركز السوق التجارية . وكانت النتيجة أنه لم يعيروا هذا الموضوع بالاً على الإطلاق عندما تولوا الحكم مرة أخرى .
على أنه حدثت إبان هذه الفترة حالة من الجمود الفكري للمحافظين ، ارتبطت بالأحداث الجسام التي وقعت وقتها ، وعلى رأسها تحرر الولايات الأمريكية من حكم التاج البريطاني ، والثورة الصناعية ، وقيام الثورة الفرنسية وانتقال مبادئها إلى بريطانيا . وقد ارتبط ذلك كله بالعودة للوراء ، من خلال بعض أفكار منظري الحزب وعلى رأسهم "جاك بيرك" ، والتي تراجعت عن الثقة في البرلمان باعتباره ممثلاً للأمة . وقد استمر هذا الوضع حتى بروز أفكار "بنتام" و"كوبندن" التي كانت ترمي لتوسيع الحقوق الفردية ، واتباع سياسة حرية التجارة ، التي سبقهم إليها الأحرار ونفذوها إبان حكمهم 1832-1874 . ولم تقم للمحافظين قائمة إلا بعد ظهور أفكار "دزرائيلي" ، الذي استنبط للمحافظين برنامجاً يتمشى وروح العصر ومع التقدم الذي وصلت إليه الصناعة والتجارة . عندئذ بدأ حزب المحافظين يتناوب الحكم مع الأحرار .
أما حزب العمال ، فقد ظهرت نواته مع تأليف جمعيات لنشر الأفكار الاشتراكية ، ومنها جمعية الآخاء التي جمعت بين أعضائها كثيراً من المفكرين من أمثال "سدني وب" و "برنارد شو" ، وجمعية "العمال المستقلة" عام. على أن هذه الجمعيات لم تنل نجاحاً كبيراً في أول الأمر ، لبعثرة جهودها ، وتفكك أعضائها وترددهم في قبول دخول الانتخابات لتحقيق أهدافهم عبر البرلمان . وعندما اجتمع مؤتمر نقابات العمال عام 1899 اتخذ قراراً باجتماع جميع الهيئات الاشتراكية لتقرير خطة سياسية . وخلال المؤتمر تقرر تأليف حزب العمال ، الذي انضمت إليه جميع الهيئات التي كانت تعمل على نشر القيم الاشتراكية ، وأطلق عليه وقتئذ "حزب العمال المستقل" . وقد كان لطائفة الميتودست الدينية أثر كبير في الدعوة للمبادئ الاشتراكية للعمال ، فقد استمرت هذه الطائفة من بداية تكوينها تدين بمبادئ مؤسسها "ريزلي" الذي كان دائماً نصير الفقراء .
وقد اندمجت جميع هذه الهيئات ، وأنضم إليها 41 نقابة من نقابات العمال، وتألف حزب العمال الحالي ، وإن كان جميع من اشتركوا في تأسيس هذا الحزب ليسوا من العمال ، إذ أن جمعية الفابيان التي انضمت إليه كانت تضم كبار المفكرين والكتاب الذين مدوا هذا الحزب منذ نشأته بكثير من الآراء والنظريات التي لا تزال لها تأثير في سياسته .
وقام فكر هذا الحزب على العمل من أجل تحسين ظروف العمال ، وليس لإحداث انقلاب اجتماعي كبير . وفي هذا الشأن يشار على سبيل المثال إلى أنه عندما تولى حزب العمال السلطة لأول مرة عام 1924 تحت قيادة "اللورد كولون" بحثوا مسألة فرض ضريبة على رأس المال ، وقد تبين لهم صعوبة فرض تلك الضريبة ، بسبب تأثيرها على الادخار ومركز السوق التجارية . وكانت النتيجة أنه لم يعيروا هذا الموضوع بالاً على الإطلاق عندما تولوا الحكم مرة أخرى .