صفحة 1 من 1

الإتفاق الألماني السوفييتي

مرسل: الأربعاء مايو 02, 2012 12:03 am
بواسطة سليمان الفراج ١٣
الاتفاق الألماني السوفييتي أو اتفاق مولوتوف-ريبنتروب رسميا عرفت باسم معاهدة عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي هي معاهدة وقعت في العاصمة السوفيتية موسكو في 23 أغسطس 1939 بين وزير الخارجية الألماني ريبنتروب ونظيره السوفيتي مولوتوف. نصت المعاهدة على بقاء كل من ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي على الحياد في حالة تعرض أحد الطرفين لهجوم من طرف ثالث. وقد تضمت المعاهدة برتكولا سريا يقسم شمال وشرق أوروبا إلى مناطق نفوذ سوفيتي وألماني ترقبا لاعادة الترتيب السياسي والحدودي لهذه الدول. وعلى إثر ذلك قامت ألمانيا في 1 سبتمبر والاتحاد السوفيتي في 17 سبتمبر بمهاجمة بولندا واقتاسمها بينهما تلى ضم الاتحاد السوفيتي لإستونيا ولاتيفيا وليتوانيا وبيسارابيا قبل أن يهاجم فنلندا مجبرا إياها على التنازل على أجزاء من أراضيها. بقيت اتفاقية عدم الاعتداء بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي سارية المفعول حتى 2 يونيو 1941 حينما أقدمت ألمانيا على غزو الاتحاد السوفيتي


الإطار التاريخي
كانت القوى الغربية (على رأسها فرنسا و بريطانيا) و الاتحاد السوفييتي شديدي القلق أمام تزايد التهديد الذي تمثله ألمانيا النازية تحت هتلر. احتلت ألمانيا النازية الرور و أعادت الخدمة العسكرية و طورت بشدة ترسانتها العسكرية منتهكتا بذلك معاهدة فرساي الموقعة عقب الحرب العالمية الأولى.
كاريكاتير بولندية تمثل ريبنتروب يقبل يد ستالين أمام مولوتوف الذي يبتسم و يصفق
منذ أفريل 1938، بدأ الاتحاد السوفييتي مفاوضات دبلوماسية مع فنلندا في محاولة لتحسين قدراتهم على الدفاع المشترك ضد ألمانيا. ادعى السوفيات خوفهم من هجوم ألماني قد يستهدف لينينغراد و يصلها عبر فنلندا. بقيت هذه المفاوضات متوقفة (إلى أن عادت في الخريف ثم قاد فشلها إلى حرب الشتاء).
وقعت فرنسا و بريطانيا (ممثلة من طرف دلادييه و تشاميرلين) معاهدة ميونخ مع ألمانيا النازية و إيطاليا (ممثلة من طرف هتلر و موسوليني) في 30 سبتمبر 1938 و التي تفسح المجال أمام ألمانيا النازية لضم تشيكوسلوفاكيا التي تقطنها أقلية عرقية ألمانية إلى أراضيها. و حال الرفض البولندي من قبل الكولونيل بيك لعبور أراضيه دون اقتراح ستالين إرسال الجيش الأحمر لمساعدة تشيكوسلوفاكيا (خوفا من خسارة الأراضي السوفياتية التي حازتها بولندا بمقتضى معاهدة ريغا).
وقعت الحكومة الفرنسية التي يمثلها جورج بونيه معاهدة عدم اعتداء مع ريبنتروب في 6 ديسمبر 1938 و يتعاهد بمقتضاها البلدين على التشاور المتبادل في ما يخص المسائل المتعلقة بهما في حال أزمات دولية و تعتبر حدودهما الجغرافية نهائية.
قلقا من البرامج التوسعية لألمانيا النازية في الشرق (بحثا عن «مجالها الحياتي» و بتشجيع الخطاب العدائي لذي ألقاه هتلر ضد السلاف و الذي يقترح إبادتهم أو استعبادهم)، حاول الاتحاد السوفياتي مرارا إقناع فرنسا و بريطانيا بتكوين حلف بينهم، ينص على المساعدة العسكرية المتبادلة في حال حاولت ألمانيا غزو أحد هذه البلدان، من دون جدوى.
نفور فرنسا و بريطانيا من فكرة «التحالف الكبير» ضد ألمانيا النازية و التنازلات التي قدمتاها لهتلر و الدلائل المشيرة إلى أمل هاذين البلدين في نشوب حرب بين ألمانيا و الاتحاد السوفياتي، قد يفسر ابتعاد الاتحاد السوفياتي عن الديمقراطيات الغربية الغير مبالية بها إن لم تكن معادية لها، و ابرامها معاهدة مع ألمانيا. يذكر تشرشل في كتابه أن فرنسا كانت بدراية منذ 7 ماي 1939، أن الاتحاد السوفياتي كان يميل أكثر إلى اتفاقية تهدف إلى اقتسام بولندا أكثر منها إلى حمايته.
في 23 أوت 1939، وقعة في موسكو معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوفياتية المعروفة أكثر تحت اسم الاتفاق الألماني السوفييتي، و وقعها الاتحاد السوفييتي و ألمانيا النازية عن طريق ممثليهما مولوتوف و ريبنتروب، و لذلك يعرف أيضا باسم اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب.