- الخميس مايو 03, 2012 11:34 am
#49875
لم تعد دراسة وفهم الولايات المتحدة وسياستها الخارجية ترفاً لمجرد حب المعرفة والإطلاع , بل باتت ضرورة تفرضها هيمنة الولايات المتحدة على العالم وثقل تأثيرها على مجريات الأحداث فيه . وهذا الفهم يستلزم تحليل عملية اتخاذ القرار السياسي وآليات صنع السياسة الخارجية الأمريكية وتوجهاتها ومحدداتها في المنطقة العربية وطبيعة دور المؤسسات والجهات المجتمعية والحكومية في هذه العملية , ودور جماعتي الضغط واللوبي الصهيوني لخدمة مصالح الكيان الصهيوني . فكيف تتم صناعة السياسة الخارجية الأمريكية ؟ ومن يصنعها؟
الاسخبارات الامريكية:
تلعب أجهزة الاستخبارات الأمريكية دوراً مهماً في صنع السياسة الخارجية حيث تقوم بتوفير المعلومات للسلطة التنفيذية ,وغالباً ما يتخذ الرئيس مواقفه من القضايا الدولية وفقاً لتقارير الاستخبارات وتحليلاتها , وأكثر الرؤساء الأمريكيين فاعلية في الشئون الخارجية من ينجح في إقامة علاقات عمل جيدة مع الاستخبارات . وتتعدد أجهزة الاستخبارات وتتنوع بتنوع مجال عملها و ويصل عددها إلى 41 جهازاً أبرزها وكالة الاستخبارات المركزية , ووكالة الأمن القومي . وكالة الاستخبارات المركزية C.I.A وهي المحور الرئيسي للاستخبارات الأمريكية والمصدر الأساسي للمعلومات للسلطة التنفيذية ,وفي جهاز ضخم يبلغ عدد موظفيه حوالي 61.500 موظف , وقد استخدمت إدارتا ترومان وأيزنهاوز الوكالة في بدايات تكوينها لمعالجة قضايا السياسة الخارجية المعقدة , فعلى سبيل المثال فوض أيزنهاور الوكالة لإسقاط حكومتي إيران وجواتيمالا , وقد نجحت الوكالة من خلال الدعاية وعمليات التخريب في ذلك , كما حاول أيزنهاور استخدام الوكالة في إسقاط الحكومة الوطنية في سوريا عام 1957م , ولكنها فشلت في ذلك بسبب دعم مصر للحكومة السورية عسكرياً ومعنوياً وسياسياً . كما فشل في حماية النظام الملكي في العراق , حيث فوجئت بانقلاب عسكري عام 1958م , اعتبرته مؤامرة سوفيتية مدعومة من عبد الناصر للسيطرة على المنطقة العربية . كما فشلت في التنبؤ بقيام الثورة الإيرانية عام 1979م بسبب إهمالها للعامل الداخلي الذي واجه نظام الشاه داخل إيران .
الكونجرس :
يمارس الكونجرس نفوذاً حاسماً في سياسة الولايات المتحدة إزاء المنطقة العربية أكثر من أي مكان آخر في العالم , وذلك لاعتبارات عديدة منها : المصالح الأمريكية في المنطقة العربية ,وخاصة النفط , الصراع العربي – الصهيوني , المساعدات الأمريكية لتل أبيب , فمن خلال الكونجرس يتم تخصيص المساعدات الخارجية بمختلف أنواعها , وقد ازداد مستوى المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني باستمرار , حتى وصل إلى نحو 3 مليارات دولار سنوياً , ويزايد الكونجرس على موقف الإدارة الأمريكية في زيادتها , وغالباً ما يعجز الرئيس عن استعمال المساعدات الخارجية للضغط على تل أبيب بسبب اللوبي اليهودي المنظم صاحب التأثير الكبير على الكونجرس . وتعتبر إيران والعلاقات معها أبرز مثال على نفوذ الكونجرس في التأثير على السياسة الخارجية والمشاركة فيها , ففي الوقت الذي ظهر فيه اتجاه داخل الإدارة لتحسين العلاقات مع إيران , قام نواب الكونجرس الجمهوريين خاصة , بشن حملة عنيفة ضد إيران وطالب رئيس مجلس النواب نيوت جنجريش الإدارة بتمويل عمليات سرية لتغيير الحكومة الإيرانية و وقد وافقت الإدارة ووكالة الاستخبارات الأمريكية على ذلك في ديسمبر عام 1995م بالرغم من إيمانها بعدم جدوى ذلك لعدم وجود معارضة إيرانية قوية . وفي صيف 1996م وافق الرئيس كلينتون تحت ضغط الكونجرس على تشريع يعاقب أي شركة أجنبية تستثمر أكثر من 40مليون دولار في القطاعين الصناعي والنفطي في إيران .
اللوبي اليهودي :
تلعب جماعات المصالح في الولايات المتحدة دوراً كبيراً ومهماً في صنع السياسة الخارجية , وبالرغم من أن التأثير السياسي لجماعات الضغط ليس مرئياً لعامة الناس , إلا أن صناع السياسة الخارجية يدركون فاعلية هذه الجماعات , ومن ثم فهم يتبعون السياسات التي تحظى برضاها أو على الأقل بسكوتها , ويعد اللوبي اليهودي أبرز مثال على ذلك . وبفعل تأثير هذا اللوبي أصبح الكيان الصهيوني المتلقى الأكبر للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم والحليف الأفضل لها, الذي يمكن للولايات المتحدة كما قال بعض رؤسائها أن تدخل حرباً للحفاظ عليه . لقد كان موقف ألمانيا النازية من اليهود , دافعاً لمئات الآلاف من اليهود للانخراط في الحركة الصهيونية العالمية . وبحلول عام 1948م كان عدد الصهاينة الأمريكيين نحو مليون شخص , أي خمس عدد اليهود المستقرين في الولايات المتحدة , ومع قيام الكيان المحتل في مايو عام 1948م احتاج من اليهود الأمريكيين أموراً ثلاثة : 1- التبرع المالي . 2- استعمال نفوذهم السياسي في الولايات المتحدة لدعم الكيان . 3- الهجرة والعيش في فلسطين المحتلة . وقد فضل غالبية اليهود الأمريكيين البقاء في أمريكا ودعم الكيان الغاصب مادياً وسياسياً . وفي عام 1954م ظهر أول لوبي صهيوني في الولايات المتحدة باسم : المجلس الصهيوني الأمريكي للعلاقات العامة 'إيباك' لكنه ولمدة عقدين من الزمان , كانت العلاقات الأمريكية الصهيونية مقتصرة على الاعتراف المعنوي والسياسي وبعض المساعدات المالية , ولم يكن للوبي الصهيوني تأثير كبير على صناع السياسية الأمريكية ,وهذا يرجع لاعتبارات منها وجود مصالح أمريكية مع الدول العربية , وخاصة لضمان تدفق النفط , وقد رأى صناع السياسة الأمريكية أن تحالفاً وثيقاً مع تل أبيب قد يدفع الدول العربية لإقامة علاقات قوية مع الاتحاد السوفيتي ,والخشية من أن أي حرب جديدة يمكن أن توجد للاتحاد السوفيتي دوراً أكبر في المنطقة العربية . لكن حقبة الستينات شهدت تحولاً كبيراً في العلاقات الأمريكية الصهيونية بعد نجاح اللوبي الصهيوني في كسب المجتمع المدني الأمريكي , وبخاصة السياسيون وصناع الرأى في أجهزة الإعلام والجامعات . بتصوير الاحتلال على أنه تجربة مشابهة للتجربة الأمريكية من حيث التكوين والتأسيس فكلاهما تأسس من قبل مستوطنين هاجروا من أوروبا . وهناك سبب آخر للتحول في السياسة الأمريكية وهو صعود القومية العربية الثورية التي قادها عبد الناصر وقراراته المستفزة للولايات المتحدة ومنها : شراء الأسلحة من الاتحاد السوفيتي والاعتراف بالصين الشعبية , ودعوته الاتحاد السوفيتي للمشاركة في صنع دبلوماسية المنطقة العربية , كل هذا أدي إلى وجود جو عدائي مكن اللوبي اليهودي من التشديد على فوائد التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب . وبعد عام 1967م أصبحت تل أبيب حلقة مركزية مهمة بالنسبة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية , وتوثقت علاقاتها مع الولايات المتحدة وتزايدت المساعدات الاقتصادية الأمريكية لها , وفي السبعينات توصل الرئيس كارتر إلى عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الغاصب والتي أنهت حالة الحرب بين البلدين , وقد أدى خروج مصر من منظومة البلدان العربية إلى إضعافها وتمزيق الصف العربي ,واستمر تصاعد قوة اللوبي اليهودي في أمريكا , حتى توصل البعض إلى قناعة أنه في حالة الاحتياج إلى خدمة من واشنطن , فإن عليهم إقناع اللوبي الصهيوني أولاً لتيسير تمريرها . ومن الملاحظات المهمة على اللوبي الصهيوني سيطرة الاتجاه المؤيد لحزب الليكود اليميني . وفي عام 1998م وبعد وصول نتنياهو إلى السلطة وبعد ضغوط عليه لقبول خطة الانسحاب المتواضعة من 13% من الأراضي الفلسطينية المحتلة نجحت إيباك في جمع توقيع 81 سيناتوراً أمريكياً على رسالة لكلينتون ترفض الضغط على نتنياهو .
الإعلام :
وسائل الإعلام جزء لا يتجزأ من العملية السياسية الأمريكية , وشريكة ومساهمة بطريقة غير مباشرة في صنع السياسة الخارجية , والبعض يراها بمثابة الذراع الداعم للنخبة السياسية المسيطرة ,وهو ما يفسر اعتماد وسائل الإعلام على المصادر الحكومية في قصصها الإخبارية , فالتيار العام لوسائل الإعلام يعكس مشاعر القيادة السياسية وهمومها ويقلل من أهمية الآراء المعارضة . وقد ظهر ذلك بوضوح أثناء حرب تحرير الكويت , فقد قبلت وسائل الإعلام الأهداف الرئيسة للحكومة بتجنب أي نوع من التحقيقات الجدلية والحساسة التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان دعم الرأي العام للحرب , وهو ما التزمت به وسائل الإعلام . وتؤثر التغطية الإخبارية السلبية للمنطقة العربية من وسائل الإعلام ,والتي يسيطر على أغلبها اليهود , في تصورات الرأي العام وصناع السياسة ومواقفهم حول المجتمعات العربية والإسلامية , حيث تركز على الأصولية الإسلامية والإرهاب الإسلامي , وهو ما يعزز المفاهيم الأمريكية الخاطئة عن الإسلام , ويعقد مهمة صناع السياسة الخارجية تجاه الدول
الاسخبارات الامريكية:
تلعب أجهزة الاستخبارات الأمريكية دوراً مهماً في صنع السياسة الخارجية حيث تقوم بتوفير المعلومات للسلطة التنفيذية ,وغالباً ما يتخذ الرئيس مواقفه من القضايا الدولية وفقاً لتقارير الاستخبارات وتحليلاتها , وأكثر الرؤساء الأمريكيين فاعلية في الشئون الخارجية من ينجح في إقامة علاقات عمل جيدة مع الاستخبارات . وتتعدد أجهزة الاستخبارات وتتنوع بتنوع مجال عملها و ويصل عددها إلى 41 جهازاً أبرزها وكالة الاستخبارات المركزية , ووكالة الأمن القومي . وكالة الاستخبارات المركزية C.I.A وهي المحور الرئيسي للاستخبارات الأمريكية والمصدر الأساسي للمعلومات للسلطة التنفيذية ,وفي جهاز ضخم يبلغ عدد موظفيه حوالي 61.500 موظف , وقد استخدمت إدارتا ترومان وأيزنهاوز الوكالة في بدايات تكوينها لمعالجة قضايا السياسة الخارجية المعقدة , فعلى سبيل المثال فوض أيزنهاور الوكالة لإسقاط حكومتي إيران وجواتيمالا , وقد نجحت الوكالة من خلال الدعاية وعمليات التخريب في ذلك , كما حاول أيزنهاور استخدام الوكالة في إسقاط الحكومة الوطنية في سوريا عام 1957م , ولكنها فشلت في ذلك بسبب دعم مصر للحكومة السورية عسكرياً ومعنوياً وسياسياً . كما فشل في حماية النظام الملكي في العراق , حيث فوجئت بانقلاب عسكري عام 1958م , اعتبرته مؤامرة سوفيتية مدعومة من عبد الناصر للسيطرة على المنطقة العربية . كما فشلت في التنبؤ بقيام الثورة الإيرانية عام 1979م بسبب إهمالها للعامل الداخلي الذي واجه نظام الشاه داخل إيران .
الكونجرس :
يمارس الكونجرس نفوذاً حاسماً في سياسة الولايات المتحدة إزاء المنطقة العربية أكثر من أي مكان آخر في العالم , وذلك لاعتبارات عديدة منها : المصالح الأمريكية في المنطقة العربية ,وخاصة النفط , الصراع العربي – الصهيوني , المساعدات الأمريكية لتل أبيب , فمن خلال الكونجرس يتم تخصيص المساعدات الخارجية بمختلف أنواعها , وقد ازداد مستوى المساعدات الأمريكية للكيان الصهيوني باستمرار , حتى وصل إلى نحو 3 مليارات دولار سنوياً , ويزايد الكونجرس على موقف الإدارة الأمريكية في زيادتها , وغالباً ما يعجز الرئيس عن استعمال المساعدات الخارجية للضغط على تل أبيب بسبب اللوبي اليهودي المنظم صاحب التأثير الكبير على الكونجرس . وتعتبر إيران والعلاقات معها أبرز مثال على نفوذ الكونجرس في التأثير على السياسة الخارجية والمشاركة فيها , ففي الوقت الذي ظهر فيه اتجاه داخل الإدارة لتحسين العلاقات مع إيران , قام نواب الكونجرس الجمهوريين خاصة , بشن حملة عنيفة ضد إيران وطالب رئيس مجلس النواب نيوت جنجريش الإدارة بتمويل عمليات سرية لتغيير الحكومة الإيرانية و وقد وافقت الإدارة ووكالة الاستخبارات الأمريكية على ذلك في ديسمبر عام 1995م بالرغم من إيمانها بعدم جدوى ذلك لعدم وجود معارضة إيرانية قوية . وفي صيف 1996م وافق الرئيس كلينتون تحت ضغط الكونجرس على تشريع يعاقب أي شركة أجنبية تستثمر أكثر من 40مليون دولار في القطاعين الصناعي والنفطي في إيران .
اللوبي اليهودي :
تلعب جماعات المصالح في الولايات المتحدة دوراً كبيراً ومهماً في صنع السياسة الخارجية , وبالرغم من أن التأثير السياسي لجماعات الضغط ليس مرئياً لعامة الناس , إلا أن صناع السياسة الخارجية يدركون فاعلية هذه الجماعات , ومن ثم فهم يتبعون السياسات التي تحظى برضاها أو على الأقل بسكوتها , ويعد اللوبي اليهودي أبرز مثال على ذلك . وبفعل تأثير هذا اللوبي أصبح الكيان الصهيوني المتلقى الأكبر للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم والحليف الأفضل لها, الذي يمكن للولايات المتحدة كما قال بعض رؤسائها أن تدخل حرباً للحفاظ عليه . لقد كان موقف ألمانيا النازية من اليهود , دافعاً لمئات الآلاف من اليهود للانخراط في الحركة الصهيونية العالمية . وبحلول عام 1948م كان عدد الصهاينة الأمريكيين نحو مليون شخص , أي خمس عدد اليهود المستقرين في الولايات المتحدة , ومع قيام الكيان المحتل في مايو عام 1948م احتاج من اليهود الأمريكيين أموراً ثلاثة : 1- التبرع المالي . 2- استعمال نفوذهم السياسي في الولايات المتحدة لدعم الكيان . 3- الهجرة والعيش في فلسطين المحتلة . وقد فضل غالبية اليهود الأمريكيين البقاء في أمريكا ودعم الكيان الغاصب مادياً وسياسياً . وفي عام 1954م ظهر أول لوبي صهيوني في الولايات المتحدة باسم : المجلس الصهيوني الأمريكي للعلاقات العامة 'إيباك' لكنه ولمدة عقدين من الزمان , كانت العلاقات الأمريكية الصهيونية مقتصرة على الاعتراف المعنوي والسياسي وبعض المساعدات المالية , ولم يكن للوبي الصهيوني تأثير كبير على صناع السياسية الأمريكية ,وهذا يرجع لاعتبارات منها وجود مصالح أمريكية مع الدول العربية , وخاصة لضمان تدفق النفط , وقد رأى صناع السياسة الأمريكية أن تحالفاً وثيقاً مع تل أبيب قد يدفع الدول العربية لإقامة علاقات قوية مع الاتحاد السوفيتي ,والخشية من أن أي حرب جديدة يمكن أن توجد للاتحاد السوفيتي دوراً أكبر في المنطقة العربية . لكن حقبة الستينات شهدت تحولاً كبيراً في العلاقات الأمريكية الصهيونية بعد نجاح اللوبي الصهيوني في كسب المجتمع المدني الأمريكي , وبخاصة السياسيون وصناع الرأى في أجهزة الإعلام والجامعات . بتصوير الاحتلال على أنه تجربة مشابهة للتجربة الأمريكية من حيث التكوين والتأسيس فكلاهما تأسس من قبل مستوطنين هاجروا من أوروبا . وهناك سبب آخر للتحول في السياسة الأمريكية وهو صعود القومية العربية الثورية التي قادها عبد الناصر وقراراته المستفزة للولايات المتحدة ومنها : شراء الأسلحة من الاتحاد السوفيتي والاعتراف بالصين الشعبية , ودعوته الاتحاد السوفيتي للمشاركة في صنع دبلوماسية المنطقة العربية , كل هذا أدي إلى وجود جو عدائي مكن اللوبي اليهودي من التشديد على فوائد التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب . وبعد عام 1967م أصبحت تل أبيب حلقة مركزية مهمة بالنسبة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية , وتوثقت علاقاتها مع الولايات المتحدة وتزايدت المساعدات الاقتصادية الأمريكية لها , وفي السبعينات توصل الرئيس كارتر إلى عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الغاصب والتي أنهت حالة الحرب بين البلدين , وقد أدى خروج مصر من منظومة البلدان العربية إلى إضعافها وتمزيق الصف العربي ,واستمر تصاعد قوة اللوبي اليهودي في أمريكا , حتى توصل البعض إلى قناعة أنه في حالة الاحتياج إلى خدمة من واشنطن , فإن عليهم إقناع اللوبي الصهيوني أولاً لتيسير تمريرها . ومن الملاحظات المهمة على اللوبي الصهيوني سيطرة الاتجاه المؤيد لحزب الليكود اليميني . وفي عام 1998م وبعد وصول نتنياهو إلى السلطة وبعد ضغوط عليه لقبول خطة الانسحاب المتواضعة من 13% من الأراضي الفلسطينية المحتلة نجحت إيباك في جمع توقيع 81 سيناتوراً أمريكياً على رسالة لكلينتون ترفض الضغط على نتنياهو .
الإعلام :
وسائل الإعلام جزء لا يتجزأ من العملية السياسية الأمريكية , وشريكة ومساهمة بطريقة غير مباشرة في صنع السياسة الخارجية , والبعض يراها بمثابة الذراع الداعم للنخبة السياسية المسيطرة ,وهو ما يفسر اعتماد وسائل الإعلام على المصادر الحكومية في قصصها الإخبارية , فالتيار العام لوسائل الإعلام يعكس مشاعر القيادة السياسية وهمومها ويقلل من أهمية الآراء المعارضة . وقد ظهر ذلك بوضوح أثناء حرب تحرير الكويت , فقد قبلت وسائل الإعلام الأهداف الرئيسة للحكومة بتجنب أي نوع من التحقيقات الجدلية والحساسة التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان دعم الرأي العام للحرب , وهو ما التزمت به وسائل الإعلام . وتؤثر التغطية الإخبارية السلبية للمنطقة العربية من وسائل الإعلام ,والتي يسيطر على أغلبها اليهود , في تصورات الرأي العام وصناع السياسة ومواقفهم حول المجتمعات العربية والإسلامية , حيث تركز على الأصولية الإسلامية والإرهاب الإسلامي , وهو ما يعزز المفاهيم الأمريكية الخاطئة عن الإسلام , ويعقد مهمة صناع السياسة الخارجية تجاه الدول