- الخميس مايو 03, 2012 4:56 pm
#49916
مشكلة اكراد تركيا قديمة قبل حكم حزب العدالة والتنمية , ورغم تعاقب الحكومات التركية , فما زالت مشكلة الاكراد قائمة . وحزب العمال الكردستاني (pkk) في تركيا يخوض نضالا مسلحا ضد الحكومات التركية , من أجل نيل الاكراد حقوقهم الثقافية , المتعارف عليها عالميا , ولقد تنازلت القيادات الكردية كثيرا امام الحكومات التركية , فلم يعد مطلب القيادات الكردية الانفصال , او الحكم الذاتي , بل نيل " حكم اداري" ضمن الدولة التركية الكبيرة .
ولكن الحكومة التركية الحالية قطعت شوطا على طريق حل المشكلة الكردية ,ولا احد يعرف لماذا تراجعت الى الوراء ولم تبرم اتفاقا مع الاكراديمنحهم هذا المطلب المتواضع ؟ . وبالمقابل شنت القوات التركية المسلحة حربا ضارية ضد قوات حزب العمال في الجبال الجنوبية في تركيا , وفي الجبال الشمالية في العراق .
وجدت قوات حزب العمال ملاذا أمنا في جبال شمال العراق , منذ عقد تسعينات القرن الماضي , وبالذات منذ العدوان الثلاثيني عام 1991 , وفرض حصار على العراق , وفرض خطوط العرض ( 32 و36 ) في الشمال وفي الجنوب . منذ ذاك الوقت تحول الحكم الذاتي لاقليم كردستان العراق , من حكم ذاتي يتبع الحكومة المركزية في بغداد , الى حكم شبه مستقل , ففي ضوء هذه الاوضاع وجدت قوات حزب العمال معونة من الاحزاب الكردية العراقية ( الحزب الديمقراطي , والاتحاد الوطني ) , بدواعي التعاطف القومي بين ابناء القومية الكردية الموزعين جغرافيا في اربعة دول ( العراق وايران وتركيا وسوريا ). وقد شنت الطائرات التركية مئات الغارات الجوية على مواقع يعتقد انها لقوات حزب العمال الكردستاني , ولكن كل تلك الغارات والهجمات البرية للقوات التركية وتوغلها في اراضي شمال العراق , لم تسفر عن نتيجة اجابية لصالح الحكومة التركية , ولم توقف هجمات حزب العمال على القوات التركية النظامية , كان اخرها عملية ( هكاري ) راح فيها عشرات الجنود الاتراك بين قتيل وجريح .
لقد وجهت الحكومة التركية اصابع الاتهام الى جهات خارجية , وقالت ان حزب العمال صار " ورقة اقليمية بيد جهات معروفة " , في اشارة الى ايران وسوريا واسرائيل . فايران منزعجة من اقامة قاعدة الدرع الصاروخي للناتو فوق اراضيها . اما سوريا فمنزعجة من موقف الحكومة التركية من دعم الانتفاضة السورية , اما اسرائيل فمنزعجة من موقف تركيا الخاص بقطاع غزة وما رافقه في اسطول الحرية .
ما يثير العجب أن السيد رجب طيب اردوغان يقوم بادوار الوساطة بين بعض الدول لحل المشكلات العالقة فيما بينها , وبات يوصف بعراب المنطقة , وفي الوقت نفسه لا يقوم بحل مشكلة قديمة في بلاده , ألا هي مشكلة الاكراد . لقد ظن زعماء الاتراك في سدة الحكم أنه بمجرد اعتقال زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان , سينتهي دور الحزب , وستتوقف الهجمات المسلحة من قبل قوات الحزب , ولكن هذا الظن كان محض سراب , لا ينم عن حنكة سياسية ولا أفق استراتيجي , بل ينم عن أفق ضيق وتعصب اعمى , وعدم اعتراف بالاخر .
الحكومات التركية المتعاقبة كانت ولا تزال تعتمد على موقف الادارة الامريكية المؤيد لها في موضوع القضية الكردية , فقد وقفت الادارات الامريكية موقفا مزدوجا من هذه القضية , وكالت بمكيالين فيها , اذ وقفت مؤيدة لاكراد العراق ضد حكومة بغداد , في حين وقفت مع الحكومة التركية ضد الاكراد فيها . ولكن المعروف أن الدول الكبرى تنظر الى مصالحها , وتتخذ مواقفها في ضؤ هذه المصالح , وهي مستعدة لان تتخلى عن اي صديق اذا اقتضت مصالحها ذلك .فهي تخلت عن اصدقائها امثال شاه ايران , وماركوس الفلبين , ومبارك مصر , وبن علي تونس . واذا وجدت ان مصالحها تقتضي ان تتخلى عن زعماء تركيا فسوف تفعل .
وعليه فان من الحكمة ان تتصرف الحكومة التركية وفق الاعتبارات الوطنية التركية , وتمنح القوميات في تركيا حقوقها القومية , دون الاخلال بوحدة البلاد وامنها الوطني , فالاكراد قومية كبيرة في تركيا , ولها الحق في نيل حقوقها في حكم ذاتي , والتمسك بتراثها القومي . وبهذه الخطوة تعزز الانتماء الوطني للارض التركية والى العلم التركي , بدل الميل الى النزعة الانفصالية . فهل يكون اردوغان عراب تسوية في بلاده قبل ان يكون عراب تسوية في بلدان الاقليم ؟
ولكن الحكومة التركية الحالية قطعت شوطا على طريق حل المشكلة الكردية ,ولا احد يعرف لماذا تراجعت الى الوراء ولم تبرم اتفاقا مع الاكراديمنحهم هذا المطلب المتواضع ؟ . وبالمقابل شنت القوات التركية المسلحة حربا ضارية ضد قوات حزب العمال في الجبال الجنوبية في تركيا , وفي الجبال الشمالية في العراق .
وجدت قوات حزب العمال ملاذا أمنا في جبال شمال العراق , منذ عقد تسعينات القرن الماضي , وبالذات منذ العدوان الثلاثيني عام 1991 , وفرض حصار على العراق , وفرض خطوط العرض ( 32 و36 ) في الشمال وفي الجنوب . منذ ذاك الوقت تحول الحكم الذاتي لاقليم كردستان العراق , من حكم ذاتي يتبع الحكومة المركزية في بغداد , الى حكم شبه مستقل , ففي ضوء هذه الاوضاع وجدت قوات حزب العمال معونة من الاحزاب الكردية العراقية ( الحزب الديمقراطي , والاتحاد الوطني ) , بدواعي التعاطف القومي بين ابناء القومية الكردية الموزعين جغرافيا في اربعة دول ( العراق وايران وتركيا وسوريا ). وقد شنت الطائرات التركية مئات الغارات الجوية على مواقع يعتقد انها لقوات حزب العمال الكردستاني , ولكن كل تلك الغارات والهجمات البرية للقوات التركية وتوغلها في اراضي شمال العراق , لم تسفر عن نتيجة اجابية لصالح الحكومة التركية , ولم توقف هجمات حزب العمال على القوات التركية النظامية , كان اخرها عملية ( هكاري ) راح فيها عشرات الجنود الاتراك بين قتيل وجريح .
لقد وجهت الحكومة التركية اصابع الاتهام الى جهات خارجية , وقالت ان حزب العمال صار " ورقة اقليمية بيد جهات معروفة " , في اشارة الى ايران وسوريا واسرائيل . فايران منزعجة من اقامة قاعدة الدرع الصاروخي للناتو فوق اراضيها . اما سوريا فمنزعجة من موقف الحكومة التركية من دعم الانتفاضة السورية , اما اسرائيل فمنزعجة من موقف تركيا الخاص بقطاع غزة وما رافقه في اسطول الحرية .
ما يثير العجب أن السيد رجب طيب اردوغان يقوم بادوار الوساطة بين بعض الدول لحل المشكلات العالقة فيما بينها , وبات يوصف بعراب المنطقة , وفي الوقت نفسه لا يقوم بحل مشكلة قديمة في بلاده , ألا هي مشكلة الاكراد . لقد ظن زعماء الاتراك في سدة الحكم أنه بمجرد اعتقال زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان , سينتهي دور الحزب , وستتوقف الهجمات المسلحة من قبل قوات الحزب , ولكن هذا الظن كان محض سراب , لا ينم عن حنكة سياسية ولا أفق استراتيجي , بل ينم عن أفق ضيق وتعصب اعمى , وعدم اعتراف بالاخر .
الحكومات التركية المتعاقبة كانت ولا تزال تعتمد على موقف الادارة الامريكية المؤيد لها في موضوع القضية الكردية , فقد وقفت الادارات الامريكية موقفا مزدوجا من هذه القضية , وكالت بمكيالين فيها , اذ وقفت مؤيدة لاكراد العراق ضد حكومة بغداد , في حين وقفت مع الحكومة التركية ضد الاكراد فيها . ولكن المعروف أن الدول الكبرى تنظر الى مصالحها , وتتخذ مواقفها في ضؤ هذه المصالح , وهي مستعدة لان تتخلى عن اي صديق اذا اقتضت مصالحها ذلك .فهي تخلت عن اصدقائها امثال شاه ايران , وماركوس الفلبين , ومبارك مصر , وبن علي تونس . واذا وجدت ان مصالحها تقتضي ان تتخلى عن زعماء تركيا فسوف تفعل .
وعليه فان من الحكمة ان تتصرف الحكومة التركية وفق الاعتبارات الوطنية التركية , وتمنح القوميات في تركيا حقوقها القومية , دون الاخلال بوحدة البلاد وامنها الوطني , فالاكراد قومية كبيرة في تركيا , ولها الحق في نيل حقوقها في حكم ذاتي , والتمسك بتراثها القومي . وبهذه الخطوة تعزز الانتماء الوطني للارض التركية والى العلم التركي , بدل الميل الى النزعة الانفصالية . فهل يكون اردوغان عراب تسوية في بلاده قبل ان يكون عراب تسوية في بلدان الاقليم ؟