صفحة 1 من 1

السياسة الخارجية في عهد لويس دا سلفيا . لولا .

مرسل: الجمعة مايو 04, 2012 4:35 am
بواسطة محمد بن شاهين
انهي الرئيس البرازيلي "لويس دا سلفيا" الشهير ب - "لولا" فترة رئاسته في ديسمبر 2010، تاركا منصبه وفقا للدستور البرازيلي، الذي لا يسمح بفترة رئاسية ثالثة. ولا شك في أن وجود "لولا" علي رأس السلطة في البرازيل ولمدة ثماني سنوات كان مرحلة فارقة في تاريخ البرازيل. حيث أصبح "لولا" محط إعجاب واهتمام دول العالم كافة، لأن هذا الرئيس الذي بدأ حياته عاملا في مصانع الصلب، ثم تدرج في العمل السياسي والحزبي كمعارض للحكم الديكتاتوري في البلاد، استطاع أن يقفز بالبرازيل من مجرد دولة من دول العالم الثالث، مثقلة بالديون الخارجية ومعدلات التضخم والفقر الشديد والبطالة، إلي قطب جنوبي صاعد لديه ثامن أقوي اقتصاد علي مستوي العالم، بالإضافة إلي خطط وطموحات لمكانة دولية مرموقة في الساحة الدولية.
وقد وضعت الرؤية البرازيلية للسياسة الخارجية هدفين رئيسيين، الأول: الاستفادة من السياسة الخارجية في توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول محددة، لتحسين الأوضاع الاقتصادية الداخلية، والتي تعود بالنفع المباشر علي المواطن البرازيلي.
الثاني: بلورة وضع متميز للبرازيل، والظهور كفاعل مهم في الساحة الدولية، بهدف تعديل بنية النظام الدولي، ليكون نظاما متعدد الأقطاب تشارك فيه أقطاب جنوبية صاعدة، لا أن يظل منغلقا علي سيطرة الفاعلين الدوليين الكبار، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن أهم ما يميز إدارة "لولا" في تحقيق أهداف السياسة الخارجية هو إدراك الحجم الفعلي لقوة البرازيل، دون الوقوع في خطأ التهويل أو خطيئة التقليل من شأن هذه القوة. لقد نجحت إدارة "لولا" في فهم أن البرازيل قوة دولية متوسطة، تسعي لتعظيم دورها الدولي والمشاركة بفاعلية أكبر في الساحة الدولية، من أجل إحداث تغيير في بنية النظام الدولي. وهي تقوم بذلك دون التهويل من حجم قوتها، أو التصرف باعتبارها إحدي القوي العظمي، بمعني أنها تعلم جيدا عدم قدرتها علي مواجهة الولايات المتحدة مواجهة عدائية صريحة، علي نهج الرئيس الفنزويلي "شافيز"، ولكنها أيضا لا تقع في خطيئة التقليل من شأن القوة البرازيلية الصاعدة.

.