صفحة 1 من 1

مقارنه بين الشورى والديموقراطيه

مرسل: الجمعة مايو 04, 2012 8:12 pm
بواسطة سعود الحربي 5
السلام عليكم

سأحاول قدر الإمكان أن يكون الحديث موجزاً ومختصراً فاعذروني وأرجو ممن لديه المزيد أن لايبخل علينا به

الديمقراطية :

في البداية سأمر وبسرعة على مفهوم الديمقراطية بالمعنى المصطلح عليه حالياً ولن أتعمق في البحث في أصول المصطلح لغوياً وفكرياً وسياسياً

الديمقراطية المعروفة المقصودة هنا هي البرلمان بأي شكل أو إسم له وهي كمان نعرف اختيار المجتمع لمن يمثلونه ويسنون القوانين والدساتير ويعدلونها وينظمون حياة الأفراد باختصار هي انتخاب الدولة ومؤسساتها وسلطتيها التنفيذية والتشريعية ومن ثم تصبح الدولة فوق الديمقراطية

إذن هي شكل من أشكال الحكم أو الأنظمة حيث أنه يوجد غيرها ..كما أن طريقة التمثيل فيها تختلف من أمة لأخرى ومن زمن لآخر

بالنسبة للديمقراطية الرأسمالية تحديداً فقد اتخذت الشكل البرلماني الحرّ ظاهرياً وأنا لا أراه كذلك ..حيث أن مفهوم الحرية الفردية في المجتمع الرأسمالي هو أكذوبة كبيرة لان عوامل التأثير في رأي الفرد وبالتالي في الرأي العام الذي هو من سيقرر في النهاية الفائز والخاسر كثيرة ومتمكنة وقوية لدرجة أنها حقيقة تقتل هذه الحرية الفردية وتقمعها وراء الشعارات البرّاقة

وقد تمّ الاعتراض على الديمقراطية الرأسمالية من الماركسية حيث طبقت الدولة الاشتراكية في روسيا وغيرها أشكالاً أخرى من أنظمة الحكم ربما تحدثنا عنها لاحقاً

الملخص : الديمقراطية شكل من أشكال الحكم البشرية الموضوعة من قِبَل البشر وتتغير قواعد اللعبة فيها بتغير ظروفهم

الشورى في الإسلام :

عرفت سورة كاملة في القرآن الكريم بسورة الشورى للدلالة على اهميتها ويقول تعالى فيها :


"فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر"

وهذا الامر بالتشاور نزل الى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لمشاورة أصحابه بعد غزوة أحد ..فما بالنا نحن ؟؟


وبعكس مادرج عليه البعض في تفسيرها بأنها أيضاً احد انظمة الحكم بينما هي في الواقع منهج شمولي للفرد والمجتمعات والأمم من حيث الأخذ بمبدأ التشاور وتبادل النصيحة وغيرها

وكما تطبق الشورى في السياسة فإنها تطبق في الفقه ويختلف التطبيقان في الاختصاص
والشورى في الإسلام فوق الدولة لأنها من فروض الشريعة السماويّة إذن هي فوق أي قانون وضعي يتيح للحكام حق التصرف بالعباد والبلاد

والشورى في الإسلام مستقلة باستقلال الشريعة التي لم يتم انتهاكها من قبل الحكام مما أدى إلى حفظها حتى يومنا هذابعكس مايذهب اليه بعض المغرضين عندما ينتقدون مراحل الخلافة الاسلامية

كما ان الشريعة رسمت للشورى حدوداً ثابتة لايمكن لها تجاوزها مادام شرع الله باقياً وهذا لانجده في أي نظام وضعي آخر ..إذن الشورى ليست تشريعاُ مستقلاً كغيرها من النظم ومنها الديمقراطية الغربية

..و الشريعة حمت الشورى من أي زلل كما أن الشورى الفقهية توضح الشريعة ومقاصدها وتيسر فهمها للمسلمين وتمنع تسلط الحكام على أحكام الشريعة

ولم يحصل أن تعدت أي سلطة سياسية إسلامية على أحكام الشريعة كما تفعل الحكومات عندما تغير الدساتير والقوانين مهما كان هذا التعديل كبيراً

باختصار : الشورى في الإسلام هي إرادة الأمة ومعنيُ بها كل فرد وليست مجرد عملية انتخاب بسيطة وملتبسة ولاتعبر عن الواقع الحقيقي وانما عن قدرة رأس المال على شراء أصوات البشر