الملف النووي الايراني في الطريق الي مجلس الامن
مرسل: الجمعة مايو 04, 2012 8:44 pm
الملف النووي الإيراني في الطريق إلى مجلس الأمن
عمليات الشد والجذب وسياسة حافة الهاوية تحتاج إلى قدرة في المراوغة و فهم حركةالواقع السياسي
تبدو عمليات الشد والجذب بين الطرف الايراني والاتحادالاوروبي وتحديدا الترويكا الاوروبية المتمثلة في بريطانيا وفرنسا والمانيا والتيابرمت طهران معهم اتفاقا في اكتوبر (تشرين أول) 2003 والذي تم بموجبه توقف ايران عنتخصيب اليورانيوم قد وصلت الى مرحلة بالغة من الضغط اتبعتها الادارة الاميركية وعلىلسان الرئيس الاميركي جورج بوش بمزيد من الوعيد والتهديد باستخدام السلاح فيما علىالطرف الشرق أوسطي اعلنت تل ابيب انها تجري استعدادات جوية لضرب تلك المنشآت.الطرفالايراني عمل منذ زمن على تأمين المحور الاوروبي وقام الدكتور حسن روحاني خلالالسنوات الماضية بجهود حثيثة للتوصل الى جملة من التفاهمات اغضبت واشنطن وتمكنتطهران من سحب اوراق التهديد والضغط الاميركي طالما انها ماضية عمليا في المفاوضاتمع الاتحاد الاوروبي وايضا بمتابعة تعاونها مع الاتحاد السوفيتي والصين في رؤيةسياسية استراتيجية تهدف لوضع مزيد من العراقيل امام الدعوات الاميركية الرامية لنقلالملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي بغية استصدار قرار ملزم لايران اواستخدام القوة العسكرية لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي كما حدث مع العراق وعلىصورة مشابهة.في هذه الاثناء يتسلم احمدي نجاد سلطاته الرسمية ويشكل حكومته الجديدةوهناك مخاوف اميركية واسرائيلية من احتمالية عودة ايران الى مرحلة متقدمة من التطرفالراديكالي واستثمار الظروف الامنية الاقليمية حيث مازال الاميركيون يعيشون مأزقاأمنيا حادا في العراق وان ثمة رغبة اميركية في الانسحاب وتحقيق الامن والاستقرارواقرار الدستور العراقي واشراك السنة العرب، في الوقت الذي تتعالى فيه الاتهاماتالاميركية لطهران بانها من مصادر تزويد المقاومة العراقية بالمتفجراتوالقنابل.
موقف الاتحاد الأوروبي
ما زال الاتحاد الاوروبي ـ وتحديدافرنسا والمانيا ـ يرى بان رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن يعني ضمناتعقيد الموقف وانهاء المفاوضات الجارية معها وانهاء الدور الاوروبي الخاص في هذاالموضوع وجعله على الطاولة الاميركية، حيث يرى الاوروبيون ان الادارة الاميركيةستدُخل العالم مرة اخرى في نفق مظلم وسوف تزيد هذه العمليات من ارتفاع سعر برميلالنفط ليصل الى 75 دولارا وان هذا الامر سيكون له توابعه الزلزالية على الشرقالاوسط والتي ستطال عمق اوروبا، حيث سيتمتع الارهابيون بفترة ذهبية جديدة تؤكدوتعزز مواقفهم من الغرب عموما بانه يقوم على سياسات مزدوجة ومعايير مختلفة الامرالذي دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر يرفض التهديدات الاميركية الى طهرانوالداعية الى استخدام القوة العسكرية فيما دعت روسيا المجتمع الدولي الى التوقف عنالتصعيد في الملف النووي الايراني غداة صدور قرار عن الوكالة الدولية للطاقة الذريةيطلب من طهران وقف انتاج الوقود النووي.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لهااننا «مع دعمنا للقرار، الا اننا نعتبر ان خلق الظروف من اجل تهدئة الوضع وعودتهالى اطار المفاوضات امر ضروري».غير ان اعضاء مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقةالذرية البالغ عددهم 35، قد تبنوا بالاجماع الخميس الماضي قرارا اوروبيا يدعو طهرانالى التوقف عن انتاج الوقود النووي وهو ما اعتبرته طهران بالقرار المستغرب والمفاجئبسبب وجود مجموعة من التفاهمات التي قطعت بين الطرفين الايراني والاوروبي، فيماتؤكد مصادر اوروبية بان هناك اتفاقا دوليا ومحاولة اوروبية للضغط على احمدي نجادالرئيس الايراني الذي تسلم مهامه رسميا والذي يعتبر من المقربين الى التيارالايراني المحافظ المعروف عنه رفضه التخلي عن الخيار النووي ويعدونه حقا لهم، لحملهعلى توقيع اتفاق يتم بموجبه فعلا تخلي ايران نهائيا عن عمليات تخصيب اليورانيوممقابل ضمان وصولها الآمن الى الطاقة النووية المدنية، وتنمية التجارة والاستثماراتوتطوير النقل والتكنولوجيا، الامر الذي وصفته طهران بانه غير مقبول ولا يمثل الحدالادنى، غير ان ايران تطالب بان تتضمن هذه المقترحات ضمانا اوروبيا لأمن ايران منالتدخل الخارجي ومساعدتها في التنمية وفق خطط وشروط واضحة ومتزامنة وحقها في تخصيباليورانيوم للاغراض السلمية، مما دفع الترويكا الاوروبية لدعوة حكام الوكالةالدولية للطاقة الذرية للاجتماع بعدما رفضت ايران تلك المقترحات.
فنالمراوغة والاستنزاف الإيراني
الايرانيون عملوا مع الاوروبيين على نظام المجساتوالتوريط والاستنزاف حيث منح الايرانيون اوروبا والترويكا الاوروبية وعودا وتطميناتوحققوا تفاهمات لم تصل الى الدرجة النهائية وهي الدرجة التي تعتقد طهران بانها لنتكون بسهولة ما لم تكون هناك ضمانات لإيران وفقا لصفقة تاريخية كما يعول الايرانيونعلى حدوث تبدل في السياسات الدولية فالموقف الالماني على رفض استخدام القوةالعسكرية وكذلك رفضت الصين عمليا احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن إضافةلموقف روسيا الدولة التي اسهمت في بناء القدرات النووية الايرانية يشعل الاجواءويزيدها سخونة وتعقيدا وهو ما تعول عليه ايران التي تدرس كافة مراحل وخطوات الازمةوابعادها الدولية والقانونية فقد اعلنت الصين رسميا وعلى لسان سفيرها في الاممالمتحدة وانغ غونجغيا قوله ان القضية تتطلب حلا دبلوماسيا وعلى وكالة الطاقة ان تجدالسبيل الى ذلك بديلا عن مجلس الامن، جاء ذلك وسط تهديدات اميركية بالدعوة الىاحالة الملف الايراني على مجلس الامن في الشهر المقبل.ايران من جهتها تميل الىتوظيف تلك المعطيات الى اقصى درجة وفقا لسياسة حافة الهاوية التي قد تعيد انتاجالاتفاقات على نحو آخر، حيث تؤكد الدوائر الايرانية بان احتمالية تعرض طهران لضربةعسكرية غير ممكنة في الوقت الراهن وان حدث هذا سيوسع دائرة انعدام الامن ويضاعفالمأزق السياسي للادارة الاميركية، خاصة وان لطهران ادواتها الخارجية الفاعلة التيمن المتوقع ان تسهم هي الاخرى في زيادة ومضاعفة حالة التوتر والقلق الامني فيالعراق والعديد من دول الشرق الاوسط وهو ما تأخذه الادارة الاميركية بالحسبان، كماان ايران تمتلك قدرات عسكرية كبيرة وان حدوث قصف جوي للمفاعلات النووية الايرانيةيعني اشتعال الشرق الاوسط، عدا عن ذلك فإن كثرة التلويح بالتهديد تضاعف هي الاخرىحجم التطرف في الشارع الايراني ولربما في السياسة الايرانية التي تدرك ايضا بأن منبين الاستراتيجيات الاميركية في المنطقة مضاعفة حالة التوتر والقلق لدى السياسةالايرانية الداخلية والخارجية واستنزافها.
الملف النووي ومجلسالامن
عمليا يعني رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن اتخاذ قرار دوليملزم لطهران للتراجع عن عملية تخصيب اليورانيوم والتطلع للحصول على السلاح النوويولربما تطول المسألة كثيرا ويفرض على ايران حصار اقتصادي دولي سيؤثر حتما عليهاوعلى تعاملاتها الخارجية وعلى علاقاتها الدولية وهو عمليا ما تتطلع اليه واشنطنوتتمناه، حيث عمدت الادارة الاميركية الى ايصال رسائل تهديد لطهران بأنها لن تسمحلطهران بناء اسلحة دمار شامل وان على ايران ان تعتبر من جارتهاالعراق، خاصة بعدتصاعد مطالب ايرانية بضرورة مواصلة عمليات التخصيب وازالة الاختام الموضوعة علىمختبرات التخصيب في اصفهان، غير ان هذه الضوضاء لم تدفع الايرانيين، لارتكاب حماقاتسياسية قد تستخدمها واشنطن ضدهم في المستقبل وهم الاكثر براغماتية في التعاملالسياسي في مثل هذه القضايا المعقدة، حيث حرص الطرف الايراني على الغطاء القانونيالدولي، في ان تتم ازالة الاختام باشراف الوكالة التي تريد نصب كاميرات اضافيةللمراقبة.واعلنت اخيرا انها ستنهي ذلك بحلول منتصف الاسبوع الحالي. إلا انالايرانيين يضغطون من اجل انهاء الامر بأسرع وقت.وكانت احدى لجان البرلمان الايرانيقد طالبت في وقت سابق باستئناف النشاطات النووية الحساسة في تحويل اليورانيوم مندون اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ان لجنة الشؤون الخارجية في البرلمانالايراني الذي يهيمن عليه المحافظون تبنت بيانا كان قد طالب بالشروع في التحويل قبلاجتماع الوكالة.المخاوف الايرانية واضحة من اعادة تفعيل دور مجلس الامن في قضايا منهذا النوع اذ غالبا ما تكون مرتبطة بعوامل سياسية اميركية على وجه الخصوص، حيث يؤكدذلك عباس خاميار المحلل الاستراتيجي في طهران ان الملف الآن هو حاجة امريكية قويةفي هذه المرحلة، فالملف الايراني ـــ دائماً كان يلعب دوراً هاماً في السياسةالامريكية وهذا يدعونا لاستذكار موضوع اسقاط الرئيس كارتر عندما أدخل الملفالايراني في الانتخابات الاميركية لاحتجاز الرهائن الاميركان في السفارة الاميركيةبطهران لمدة 444 يوماً، بعد عدة سنوات سقط رئيس جمهورية اميركي آخر بسبب ايرانكونترا ـــ ايران غيت ان صح التعبير، اتصور هذه مادة سياسية جيدة للاميركان خاصة انبوش هو بأمس الحاجة لها في هذه المرحلة، وتأتي هذه الاهمية بعد تورط الولاياتالمتحدة في المستنقع العراقي، ووجود طروحات داخل الادارة الاميركية أولا للانسحابمن المدن العراقية وبدء الحملة الاميركية على ايران.
خليج النفطوالأزمات
بهذا الوضع فإن الازمة وتصاعدها حتما ستقترب من جوهر الامن الخليجي فهيفي دائرة الحدث لو اخذ التصعيد منحى جديا ومجلس التعاون الخليجي يدرك خطورة الازمةعلى أمنه الوطني والخليجي، حيث ترى اوساط خليجية بأن اشعال فتيل الازمات في المنطقةيعني مزيدا من القلق والتوتر الامني، خاصة ان المستنقع العراقي لم يجف بعد وانمخاطر اللجوء الى العمل العسكري من شأنه مضاعفة اسعار النفط من جهة ومن جهة اخرىزيادة معالم التهديد الخارجي المتمثل باحتمالية الرد العسكري الايراني، خاصة انوزير الدفاع الايراني المقرب من الامام علي خامنئي ومن الرئيس نجاد قد هدد بضربالقوات والقواعد الاميركية في دول الخليج وتحديدا العراق وقطر والاسطول الاميركي فيالخليج مما يؤدي الى اعادة وضع الخيارات الامنية والعسكرية في سلم الاولويات علىحساب اولويات داخلية طال انتظارها، ويتوقع الخبراء في الخليج بأن هذه الظروف ستعززوجود الطيف السياسي الراديكالي على حساب قوى المجتمع المدني وانها ايضا تخلق ظروفاايجابية للتطرف والعنف والارهاب في المنطقة الذي لطالما اتهمت فيه الولايات المتحدةدول الشرق الاوسط بالقصور في محاربته واجتثاثه لتعمل هي على احيائه من جديد، اماعلى صعيد الدول العربية فإن هناك اهمية تدعو الدول العربية للتحرك عمليا للمطالبةمجددا بتنفيذ ما جاء في قرار مجلس الامن الدولي 687 لعام1991باعتبار منطقة الشرقالاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل، بدلا من عمليات الاصطفاف السياسي التي قدتفرضها واشنطن محدثة قطيعة بين الطرف العربي والايراني، خاصة ان مجرد تهديد الامنالقومي الايراني فإن ثمة تداعيات اخرى سترتبط به ولا تقل عنه اهمية .
عمليات الشد والجذب وسياسة حافة الهاوية تحتاج إلى قدرة في المراوغة و فهم حركةالواقع السياسي
تبدو عمليات الشد والجذب بين الطرف الايراني والاتحادالاوروبي وتحديدا الترويكا الاوروبية المتمثلة في بريطانيا وفرنسا والمانيا والتيابرمت طهران معهم اتفاقا في اكتوبر (تشرين أول) 2003 والذي تم بموجبه توقف ايران عنتخصيب اليورانيوم قد وصلت الى مرحلة بالغة من الضغط اتبعتها الادارة الاميركية وعلىلسان الرئيس الاميركي جورج بوش بمزيد من الوعيد والتهديد باستخدام السلاح فيما علىالطرف الشرق أوسطي اعلنت تل ابيب انها تجري استعدادات جوية لضرب تلك المنشآت.الطرفالايراني عمل منذ زمن على تأمين المحور الاوروبي وقام الدكتور حسن روحاني خلالالسنوات الماضية بجهود حثيثة للتوصل الى جملة من التفاهمات اغضبت واشنطن وتمكنتطهران من سحب اوراق التهديد والضغط الاميركي طالما انها ماضية عمليا في المفاوضاتمع الاتحاد الاوروبي وايضا بمتابعة تعاونها مع الاتحاد السوفيتي والصين في رؤيةسياسية استراتيجية تهدف لوضع مزيد من العراقيل امام الدعوات الاميركية الرامية لنقلالملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي بغية استصدار قرار ملزم لايران اواستخدام القوة العسكرية لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي كما حدث مع العراق وعلىصورة مشابهة.في هذه الاثناء يتسلم احمدي نجاد سلطاته الرسمية ويشكل حكومته الجديدةوهناك مخاوف اميركية واسرائيلية من احتمالية عودة ايران الى مرحلة متقدمة من التطرفالراديكالي واستثمار الظروف الامنية الاقليمية حيث مازال الاميركيون يعيشون مأزقاأمنيا حادا في العراق وان ثمة رغبة اميركية في الانسحاب وتحقيق الامن والاستقرارواقرار الدستور العراقي واشراك السنة العرب، في الوقت الذي تتعالى فيه الاتهاماتالاميركية لطهران بانها من مصادر تزويد المقاومة العراقية بالمتفجراتوالقنابل.
موقف الاتحاد الأوروبي
ما زال الاتحاد الاوروبي ـ وتحديدافرنسا والمانيا ـ يرى بان رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن يعني ضمناتعقيد الموقف وانهاء المفاوضات الجارية معها وانهاء الدور الاوروبي الخاص في هذاالموضوع وجعله على الطاولة الاميركية، حيث يرى الاوروبيون ان الادارة الاميركيةستدُخل العالم مرة اخرى في نفق مظلم وسوف تزيد هذه العمليات من ارتفاع سعر برميلالنفط ليصل الى 75 دولارا وان هذا الامر سيكون له توابعه الزلزالية على الشرقالاوسط والتي ستطال عمق اوروبا، حيث سيتمتع الارهابيون بفترة ذهبية جديدة تؤكدوتعزز مواقفهم من الغرب عموما بانه يقوم على سياسات مزدوجة ومعايير مختلفة الامرالذي دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر يرفض التهديدات الاميركية الى طهرانوالداعية الى استخدام القوة العسكرية فيما دعت روسيا المجتمع الدولي الى التوقف عنالتصعيد في الملف النووي الايراني غداة صدور قرار عن الوكالة الدولية للطاقة الذريةيطلب من طهران وقف انتاج الوقود النووي.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لهااننا «مع دعمنا للقرار، الا اننا نعتبر ان خلق الظروف من اجل تهدئة الوضع وعودتهالى اطار المفاوضات امر ضروري».غير ان اعضاء مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقةالذرية البالغ عددهم 35، قد تبنوا بالاجماع الخميس الماضي قرارا اوروبيا يدعو طهرانالى التوقف عن انتاج الوقود النووي وهو ما اعتبرته طهران بالقرار المستغرب والمفاجئبسبب وجود مجموعة من التفاهمات التي قطعت بين الطرفين الايراني والاوروبي، فيماتؤكد مصادر اوروبية بان هناك اتفاقا دوليا ومحاولة اوروبية للضغط على احمدي نجادالرئيس الايراني الذي تسلم مهامه رسميا والذي يعتبر من المقربين الى التيارالايراني المحافظ المعروف عنه رفضه التخلي عن الخيار النووي ويعدونه حقا لهم، لحملهعلى توقيع اتفاق يتم بموجبه فعلا تخلي ايران نهائيا عن عمليات تخصيب اليورانيوممقابل ضمان وصولها الآمن الى الطاقة النووية المدنية، وتنمية التجارة والاستثماراتوتطوير النقل والتكنولوجيا، الامر الذي وصفته طهران بانه غير مقبول ولا يمثل الحدالادنى، غير ان ايران تطالب بان تتضمن هذه المقترحات ضمانا اوروبيا لأمن ايران منالتدخل الخارجي ومساعدتها في التنمية وفق خطط وشروط واضحة ومتزامنة وحقها في تخصيباليورانيوم للاغراض السلمية، مما دفع الترويكا الاوروبية لدعوة حكام الوكالةالدولية للطاقة الذرية للاجتماع بعدما رفضت ايران تلك المقترحات.
فنالمراوغة والاستنزاف الإيراني
الايرانيون عملوا مع الاوروبيين على نظام المجساتوالتوريط والاستنزاف حيث منح الايرانيون اوروبا والترويكا الاوروبية وعودا وتطميناتوحققوا تفاهمات لم تصل الى الدرجة النهائية وهي الدرجة التي تعتقد طهران بانها لنتكون بسهولة ما لم تكون هناك ضمانات لإيران وفقا لصفقة تاريخية كما يعول الايرانيونعلى حدوث تبدل في السياسات الدولية فالموقف الالماني على رفض استخدام القوةالعسكرية وكذلك رفضت الصين عمليا احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن إضافةلموقف روسيا الدولة التي اسهمت في بناء القدرات النووية الايرانية يشعل الاجواءويزيدها سخونة وتعقيدا وهو ما تعول عليه ايران التي تدرس كافة مراحل وخطوات الازمةوابعادها الدولية والقانونية فقد اعلنت الصين رسميا وعلى لسان سفيرها في الاممالمتحدة وانغ غونجغيا قوله ان القضية تتطلب حلا دبلوماسيا وعلى وكالة الطاقة ان تجدالسبيل الى ذلك بديلا عن مجلس الامن، جاء ذلك وسط تهديدات اميركية بالدعوة الىاحالة الملف الايراني على مجلس الامن في الشهر المقبل.ايران من جهتها تميل الىتوظيف تلك المعطيات الى اقصى درجة وفقا لسياسة حافة الهاوية التي قد تعيد انتاجالاتفاقات على نحو آخر، حيث تؤكد الدوائر الايرانية بان احتمالية تعرض طهران لضربةعسكرية غير ممكنة في الوقت الراهن وان حدث هذا سيوسع دائرة انعدام الامن ويضاعفالمأزق السياسي للادارة الاميركية، خاصة وان لطهران ادواتها الخارجية الفاعلة التيمن المتوقع ان تسهم هي الاخرى في زيادة ومضاعفة حالة التوتر والقلق الامني فيالعراق والعديد من دول الشرق الاوسط وهو ما تأخذه الادارة الاميركية بالحسبان، كماان ايران تمتلك قدرات عسكرية كبيرة وان حدوث قصف جوي للمفاعلات النووية الايرانيةيعني اشتعال الشرق الاوسط، عدا عن ذلك فإن كثرة التلويح بالتهديد تضاعف هي الاخرىحجم التطرف في الشارع الايراني ولربما في السياسة الايرانية التي تدرك ايضا بأن منبين الاستراتيجيات الاميركية في المنطقة مضاعفة حالة التوتر والقلق لدى السياسةالايرانية الداخلية والخارجية واستنزافها.
الملف النووي ومجلسالامن
عمليا يعني رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن اتخاذ قرار دوليملزم لطهران للتراجع عن عملية تخصيب اليورانيوم والتطلع للحصول على السلاح النوويولربما تطول المسألة كثيرا ويفرض على ايران حصار اقتصادي دولي سيؤثر حتما عليهاوعلى تعاملاتها الخارجية وعلى علاقاتها الدولية وهو عمليا ما تتطلع اليه واشنطنوتتمناه، حيث عمدت الادارة الاميركية الى ايصال رسائل تهديد لطهران بأنها لن تسمحلطهران بناء اسلحة دمار شامل وان على ايران ان تعتبر من جارتهاالعراق، خاصة بعدتصاعد مطالب ايرانية بضرورة مواصلة عمليات التخصيب وازالة الاختام الموضوعة علىمختبرات التخصيب في اصفهان، غير ان هذه الضوضاء لم تدفع الايرانيين، لارتكاب حماقاتسياسية قد تستخدمها واشنطن ضدهم في المستقبل وهم الاكثر براغماتية في التعاملالسياسي في مثل هذه القضايا المعقدة، حيث حرص الطرف الايراني على الغطاء القانونيالدولي، في ان تتم ازالة الاختام باشراف الوكالة التي تريد نصب كاميرات اضافيةللمراقبة.واعلنت اخيرا انها ستنهي ذلك بحلول منتصف الاسبوع الحالي. إلا انالايرانيين يضغطون من اجل انهاء الامر بأسرع وقت.وكانت احدى لجان البرلمان الايرانيقد طالبت في وقت سابق باستئناف النشاطات النووية الحساسة في تحويل اليورانيوم مندون اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ان لجنة الشؤون الخارجية في البرلمانالايراني الذي يهيمن عليه المحافظون تبنت بيانا كان قد طالب بالشروع في التحويل قبلاجتماع الوكالة.المخاوف الايرانية واضحة من اعادة تفعيل دور مجلس الامن في قضايا منهذا النوع اذ غالبا ما تكون مرتبطة بعوامل سياسية اميركية على وجه الخصوص، حيث يؤكدذلك عباس خاميار المحلل الاستراتيجي في طهران ان الملف الآن هو حاجة امريكية قويةفي هذه المرحلة، فالملف الايراني ـــ دائماً كان يلعب دوراً هاماً في السياسةالامريكية وهذا يدعونا لاستذكار موضوع اسقاط الرئيس كارتر عندما أدخل الملفالايراني في الانتخابات الاميركية لاحتجاز الرهائن الاميركان في السفارة الاميركيةبطهران لمدة 444 يوماً، بعد عدة سنوات سقط رئيس جمهورية اميركي آخر بسبب ايرانكونترا ـــ ايران غيت ان صح التعبير، اتصور هذه مادة سياسية جيدة للاميركان خاصة انبوش هو بأمس الحاجة لها في هذه المرحلة، وتأتي هذه الاهمية بعد تورط الولاياتالمتحدة في المستنقع العراقي، ووجود طروحات داخل الادارة الاميركية أولا للانسحابمن المدن العراقية وبدء الحملة الاميركية على ايران.
خليج النفطوالأزمات
بهذا الوضع فإن الازمة وتصاعدها حتما ستقترب من جوهر الامن الخليجي فهيفي دائرة الحدث لو اخذ التصعيد منحى جديا ومجلس التعاون الخليجي يدرك خطورة الازمةعلى أمنه الوطني والخليجي، حيث ترى اوساط خليجية بأن اشعال فتيل الازمات في المنطقةيعني مزيدا من القلق والتوتر الامني، خاصة ان المستنقع العراقي لم يجف بعد وانمخاطر اللجوء الى العمل العسكري من شأنه مضاعفة اسعار النفط من جهة ومن جهة اخرىزيادة معالم التهديد الخارجي المتمثل باحتمالية الرد العسكري الايراني، خاصة انوزير الدفاع الايراني المقرب من الامام علي خامنئي ومن الرئيس نجاد قد هدد بضربالقوات والقواعد الاميركية في دول الخليج وتحديدا العراق وقطر والاسطول الاميركي فيالخليج مما يؤدي الى اعادة وضع الخيارات الامنية والعسكرية في سلم الاولويات علىحساب اولويات داخلية طال انتظارها، ويتوقع الخبراء في الخليج بأن هذه الظروف ستعززوجود الطيف السياسي الراديكالي على حساب قوى المجتمع المدني وانها ايضا تخلق ظروفاايجابية للتطرف والعنف والارهاب في المنطقة الذي لطالما اتهمت فيه الولايات المتحدةدول الشرق الاوسط بالقصور في محاربته واجتثاثه لتعمل هي على احيائه من جديد، اماعلى صعيد الدول العربية فإن هناك اهمية تدعو الدول العربية للتحرك عمليا للمطالبةمجددا بتنفيذ ما جاء في قرار مجلس الامن الدولي 687 لعام1991باعتبار منطقة الشرقالاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل، بدلا من عمليات الاصطفاف السياسي التي قدتفرضها واشنطن محدثة قطيعة بين الطرف العربي والايراني، خاصة ان مجرد تهديد الامنالقومي الايراني فإن ثمة تداعيات اخرى سترتبط به ولا تقل عنه اهمية .