منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#50070
منذ عام 1967 ، وهناك اهتمام متزايد من قبل الباحثين العرب المهتمين بشؤون القضيةالفلسطينية بدور الدعاية الصهيونية في العالم, وبالذات في الولايات المتحدةباعتبارها الحليف الأول لإسرائيل في العالم, وكذا بدراسة الدعاية العربية, ودورالرأي العام الدولي, ودون المبالغة في تقدير أهمية دور الدعاية أو الإعلام الخارجيبالنسبة لتحديد مسار ونتيجة أي صراع دولي بين طرفين أو أكثر, فإن من المسلم به, أنلهما دوراً هاماً من حيث إعداد الرأي العام الخارجي, لتقبل السلوك السياسي لأحدأطراف.

فالحركة الصهيونية تعتبر من أوضح الأمثلة الناجحه للقوى الضاغطةوقدرتها على كسب التأييد الرسمي للقضية التي تدافع عنها, والعطف الشعبي علىمطالبها, وإن أمثلة قليلة من تاريخ الحركة الصهيونية في أمريكا, لتوضح ذلك جيدا. ففي نهاية الثلاثينات, نجحت الحركة الصهيونية, في إقناع الرأي العام الأمريكي, بضرورة استمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين ولذلك، فعندما أصدرت إنجلترا الكتابالأبيض الذي حد من الهجرة ونظمها، استطاعت الحركة الصهيوينة تحريك الرأي العاملصالحها، ولممارسة ضغط على الحكومة، للتدخل لدى الحكومة الإنجليزية لتغييرموقفها.

والدراسة التي أرجو أن يكون هذا البحث مقدمة لها, ليست سرداً لوقائعالتحرك الصهيوني وأحداثه, وليست حصراً لمظاهره, ولكن هدفها تحليل الدعايةالصهيونية, مادتها البشرية والاجتماعية, ومنهجها في العمل, ومضمونها وفحواها, وطبيعة الأسلحة والأساليب التي تمارسها في تحركها.