- السبت مايو 05, 2012 1:32 pm
#50223
الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى .
مؤرخ ومستشرق نمساوي يفهم ويكتب الحقيقة أكثر من مؤرخي العرب 2/2
ص 146(( أثناء إقامة عبدالعزيز في الكويت التي استغرقت مدة طويلة سنحت له فرصة كافية لمعرفة طبيعة الإنجليز عن كثب , وأدرك أنهم ريقدمون أي مساعدة لأهل البلاد , إلا إذا كان ذلك سيعود عليهم بالنفع , لذلك لم عبدالعزيز يرغب أن يُستغل من قبلهم
الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى .
مؤرخ ومستشرق نمساوي يفهم ويكتب الحقيقة أكثر من مؤرخي العرب 2/2
ص 146(( أثناء إقامة عبدالعزيز في الكويت التي استغرقت مدة طويلة سنحت له فرصة كافية لمعرفة طبيعة الإنجليز عن كثب , وأدرك أنهم لايقدمون أي مساعدة لأهل البلاد , إلا إذا كان ذلك سيعود عليهم بالنفع , لذلك لم يرغب عبدالعزيز أن يُستغل من قبلهم , كما صرح هو بذلك قائلاً بأنه لا يمكنه الثقة بالإنجليز ولا يقدر على محبتهم . إلا أن عبدالعزيز – على الرغم من ذلك – كان يرى أن صادرات بلاده ووارداته متوقفة عليهم , لذا سعى إلى إقامة علاقات حسنة معهم , وكان يعامل مبعوثيهم بما يقتضيه أدب المعاملة الحسنة , كما كان يقبل منهم الهدايا , إلا أنه لم يكن يسمح لهم التدخل في شئونه الداخلية .
استضاف عبدالعزيز في ربيع عام 1912م-1914م (1331هـ ) الوكيل الإنجليزي في الكويت [ الضابط وليم شكسبير ] , الذي بذل كل الجهد لعقد معاهدة مع عبدالعزيز ضد العثمانيين , ولكن عدالعزيز لم يرغب في الإقدام على هذه الخطوة المغرية .
وحينما انضمت الدولة العثمانية في نهاية خريف عام 1914م (1332هـ ) إلى صف دول الإتحاد [ ألمانيا , النمسا- المجر , الدولة العثمانية ] في أثناء الحرب العالمية الأولى اتصل النائب الإنجليزي في الكويت على الفور بعبدالعزيز والتمس منه القيام بشن هجوم على الدولة العثمانية , وكان هذا الشيء نفسه الذي حاوله معه كل من مبعوث والي البصرة [ سليمان شفيق كمالي باشا ] وشيخ المحمرة [ الشيخ خزعل ] بل وشريف مكة أيضاً , ولكن عبدالعزيز ظل يؤجل البت في الأمر وقتاً طويلاً بحجة أن ذلك ربما يكون مدعاة لنشوب القلاقل في دولته عند مغادرته لها . وقد كان في الوقت نفسه يجمع جميع المعلومات حول الوضع الحقيقي للدولة العثمانية وحلفائها )) ص 147.
ص 148(( لقد كان عبد العزيز مسلماً صادقاً وعربياً يسري في دمه عشق الاستقلال ’ لذلك أعلن على الملأ خيانة طالب [ النقيب] مارشال البصرة , لأنه باع وطنه الأم للأجانب غير المسلمين . كما سفه علناً تصرفات شيخ المحمرة الذي باع حريته مقابل عبوديته للإنجليز . أما شريف مكة فقد لاحقه ابن سعود في كل مكان باللوم , لأنه دنس مواطني عبدالعزيز بحكمه عليهم –حتى وقت قصير – بأنهم كفرة وغير مؤمنين , ولأنه وضع الأماكن المقدسة في حماية الكفرة .
في ربيع عام 1915م/1334هـ بعث الشريف حسين ابنه عبدالله إلى عبدالعزيز بن عبدالرحمن لعرض صداقته عليه , وطلب مساعدته لإخماد حركة التمرد التي قام بها أقرباؤه ضده , ولكن عبدالعزيز رفض كل ذلك بحجة أنه لا يستطيع مساندته , في هذه الأثناء وجه عبدالعزيز مبعوثيه إلى ابن رشيد لعقد معاهدة صلح معه , وطلب منه مدَّه بالأسلحة والذخيرة الموجودة في الواحات الخاضعة للنفوذ العثماني , كي يتمكن من التصدي لحلفاء الإنجليز , ولكن وزير ابن رشيد الذي كان الإنجليز يدفعون مرتبه بالعملة الذهبية لم يرغب في سماع أي شيء عن السلام , أما رشيد باشا نائب ابن رشيد في دمشق [ هو رشيد بن ليلى نائب ابن رشيد في إستانبول ] والذي كان يتسلم مبالغ مالية من الفرنسيين , فقد سعى في كل مكان إلى بث الإشاعات المغرضة ضد عبدالعزيز )) ص148.
ص 149(( لم يتمكن عبدالعزيز من التصدي للإنجليز , فهو وحده , ويجب عليه منذ الآن الاعتماد على نفسه فقط , فالأعداء من حوله في كل مكان , هؤلاء الأعداء الذين كانت الحكومة العثمانية تؤيدهم إلى حد ما .
وهكذا التزم عبدالعزيز الحياد , ولكنه في الوقت نفسه سمح للقبائل التابعة له بالقيام بغارات مع المتحالفين مع الإتجليز , كما طالبهم بتأييد عجمي شيخ قبيلة المنتفق , وقد كان عجمي على الرغم من أن الحكومة التركية نبذته قبل فترة قصيرة يتزعم كل من ظل ولاؤه وفياً تجاه السلطان العثماني , ومن جانب آخر كان يندد بكل من هو حليف وصديق للإنجليز , لذلك كان ابن سويط شيخ قبيلة الظفير وحليف ابن رشيد من ألد خصومه , أما أقرب أصدقائه فهو عبدالعزيز بن عبدالرحمن كما أن عجمياً ارتبط منذ عام 1916م/ 1334هـ بصداقة مع سالم الصباح ابن أمير الكويت .
توفي مبارك الصباح في 3 يناير 1916م / محرم 1334هـ وترك بعده أولاده جابر وسالم وناصر , ...كان جابراً مولعاً بإنجلترا وحليفاً لها )) , ص150 (( كما كان الماريشال طالب [ النقيب ] من أقرب أصدقائه , لقد استطاع [جابر ] إثبات ذاته أمام سكان الكويت , بيناع استمال سالم القبائل إلى صفه , وبمساعدتها أخذ يحارب أخاه جابر وأتباعه , وعندما أمر عبدالعزيز بن عبدالرحمن القبائل بمساندة سالم آل صباح , أخذ جابر يحرض كل من سنيدان بن حثلين وابن منيخر شيخي قبائل العجمان القاطنة في شمال الأحساء ضد عبدالعزيز .
كان للمبعوثين الإنجليز والذهب الإنجليزي دور كبير في هذا الشأن . فجميعهم كانوا يريدون القضاء على عبدالعزيز , لأنه رفض محاربة القوات العثمانية والقبائل المتحالفة معها . وهكذا قرروا شن هجوم على دولة عبدالعزيز من ناحيتين , فكان على القبائل الموالية لجابر آل صباح وهم مطير والعجمان وبنو مرة شن الهجوم من الشرق , أما قبائل حرب وعتيبة [ الجزء الخاضع للشريف في الحجاز ] فكانت المسئولة عن الهجوم من الغرب . إذ أمدها الشريف حسين بالأسلحة الإنجليزية والذهب الفرنسي , وقد وجد [ الشريف ] في ذلك فرصة لصب جام غضبه على حاكم الرياض , لأنه رفض تحقيق مطالبه , ولم يؤيد خططه , وقد ظن الشريف حسين أن أحفاد سعود بن فيصل سوف يناصرونه ويتزعمون القبائل ضد الرياض ولكنهم رفضوا التحالف مع حسين حليف غير المسلمين , بل إنهم عادوا إلى عبدالعزيز كي يؤكدوا له ولاءهم الذي حافظوا عليه بصدق خلال المعارك التي أعقبت هذه الأحداث .)) ص 150.
نقله د.صالح السعدون عن كتاب ألويس موزيل , آل سعود ,دراسة في تاريخ الدولة السعودية .
مؤرخ ومستشرق نمساوي يفهم ويكتب الحقيقة أكثر من مؤرخي العرب 2/2
ص 146(( أثناء إقامة عبدالعزيز في الكويت التي استغرقت مدة طويلة سنحت له فرصة كافية لمعرفة طبيعة الإنجليز عن كثب , وأدرك أنهم ريقدمون أي مساعدة لأهل البلاد , إلا إذا كان ذلك سيعود عليهم بالنفع , لذلك لم عبدالعزيز يرغب أن يُستغل من قبلهم
الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى .
مؤرخ ومستشرق نمساوي يفهم ويكتب الحقيقة أكثر من مؤرخي العرب 2/2
ص 146(( أثناء إقامة عبدالعزيز في الكويت التي استغرقت مدة طويلة سنحت له فرصة كافية لمعرفة طبيعة الإنجليز عن كثب , وأدرك أنهم لايقدمون أي مساعدة لأهل البلاد , إلا إذا كان ذلك سيعود عليهم بالنفع , لذلك لم يرغب عبدالعزيز أن يُستغل من قبلهم , كما صرح هو بذلك قائلاً بأنه لا يمكنه الثقة بالإنجليز ولا يقدر على محبتهم . إلا أن عبدالعزيز – على الرغم من ذلك – كان يرى أن صادرات بلاده ووارداته متوقفة عليهم , لذا سعى إلى إقامة علاقات حسنة معهم , وكان يعامل مبعوثيهم بما يقتضيه أدب المعاملة الحسنة , كما كان يقبل منهم الهدايا , إلا أنه لم يكن يسمح لهم التدخل في شئونه الداخلية .
استضاف عبدالعزيز في ربيع عام 1912م-1914م (1331هـ ) الوكيل الإنجليزي في الكويت [ الضابط وليم شكسبير ] , الذي بذل كل الجهد لعقد معاهدة مع عبدالعزيز ضد العثمانيين , ولكن عدالعزيز لم يرغب في الإقدام على هذه الخطوة المغرية .
وحينما انضمت الدولة العثمانية في نهاية خريف عام 1914م (1332هـ ) إلى صف دول الإتحاد [ ألمانيا , النمسا- المجر , الدولة العثمانية ] في أثناء الحرب العالمية الأولى اتصل النائب الإنجليزي في الكويت على الفور بعبدالعزيز والتمس منه القيام بشن هجوم على الدولة العثمانية , وكان هذا الشيء نفسه الذي حاوله معه كل من مبعوث والي البصرة [ سليمان شفيق كمالي باشا ] وشيخ المحمرة [ الشيخ خزعل ] بل وشريف مكة أيضاً , ولكن عبدالعزيز ظل يؤجل البت في الأمر وقتاً طويلاً بحجة أن ذلك ربما يكون مدعاة لنشوب القلاقل في دولته عند مغادرته لها . وقد كان في الوقت نفسه يجمع جميع المعلومات حول الوضع الحقيقي للدولة العثمانية وحلفائها )) ص 147.
ص 148(( لقد كان عبد العزيز مسلماً صادقاً وعربياً يسري في دمه عشق الاستقلال ’ لذلك أعلن على الملأ خيانة طالب [ النقيب] مارشال البصرة , لأنه باع وطنه الأم للأجانب غير المسلمين . كما سفه علناً تصرفات شيخ المحمرة الذي باع حريته مقابل عبوديته للإنجليز . أما شريف مكة فقد لاحقه ابن سعود في كل مكان باللوم , لأنه دنس مواطني عبدالعزيز بحكمه عليهم –حتى وقت قصير – بأنهم كفرة وغير مؤمنين , ولأنه وضع الأماكن المقدسة في حماية الكفرة .
في ربيع عام 1915م/1334هـ بعث الشريف حسين ابنه عبدالله إلى عبدالعزيز بن عبدالرحمن لعرض صداقته عليه , وطلب مساعدته لإخماد حركة التمرد التي قام بها أقرباؤه ضده , ولكن عبدالعزيز رفض كل ذلك بحجة أنه لا يستطيع مساندته , في هذه الأثناء وجه عبدالعزيز مبعوثيه إلى ابن رشيد لعقد معاهدة صلح معه , وطلب منه مدَّه بالأسلحة والذخيرة الموجودة في الواحات الخاضعة للنفوذ العثماني , كي يتمكن من التصدي لحلفاء الإنجليز , ولكن وزير ابن رشيد الذي كان الإنجليز يدفعون مرتبه بالعملة الذهبية لم يرغب في سماع أي شيء عن السلام , أما رشيد باشا نائب ابن رشيد في دمشق [ هو رشيد بن ليلى نائب ابن رشيد في إستانبول ] والذي كان يتسلم مبالغ مالية من الفرنسيين , فقد سعى في كل مكان إلى بث الإشاعات المغرضة ضد عبدالعزيز )) ص148.
ص 149(( لم يتمكن عبدالعزيز من التصدي للإنجليز , فهو وحده , ويجب عليه منذ الآن الاعتماد على نفسه فقط , فالأعداء من حوله في كل مكان , هؤلاء الأعداء الذين كانت الحكومة العثمانية تؤيدهم إلى حد ما .
وهكذا التزم عبدالعزيز الحياد , ولكنه في الوقت نفسه سمح للقبائل التابعة له بالقيام بغارات مع المتحالفين مع الإتجليز , كما طالبهم بتأييد عجمي شيخ قبيلة المنتفق , وقد كان عجمي على الرغم من أن الحكومة التركية نبذته قبل فترة قصيرة يتزعم كل من ظل ولاؤه وفياً تجاه السلطان العثماني , ومن جانب آخر كان يندد بكل من هو حليف وصديق للإنجليز , لذلك كان ابن سويط شيخ قبيلة الظفير وحليف ابن رشيد من ألد خصومه , أما أقرب أصدقائه فهو عبدالعزيز بن عبدالرحمن كما أن عجمياً ارتبط منذ عام 1916م/ 1334هـ بصداقة مع سالم الصباح ابن أمير الكويت .
توفي مبارك الصباح في 3 يناير 1916م / محرم 1334هـ وترك بعده أولاده جابر وسالم وناصر , ...كان جابراً مولعاً بإنجلترا وحليفاً لها )) , ص150 (( كما كان الماريشال طالب [ النقيب ] من أقرب أصدقائه , لقد استطاع [جابر ] إثبات ذاته أمام سكان الكويت , بيناع استمال سالم القبائل إلى صفه , وبمساعدتها أخذ يحارب أخاه جابر وأتباعه , وعندما أمر عبدالعزيز بن عبدالرحمن القبائل بمساندة سالم آل صباح , أخذ جابر يحرض كل من سنيدان بن حثلين وابن منيخر شيخي قبائل العجمان القاطنة في شمال الأحساء ضد عبدالعزيز .
كان للمبعوثين الإنجليز والذهب الإنجليزي دور كبير في هذا الشأن . فجميعهم كانوا يريدون القضاء على عبدالعزيز , لأنه رفض محاربة القوات العثمانية والقبائل المتحالفة معها . وهكذا قرروا شن هجوم على دولة عبدالعزيز من ناحيتين , فكان على القبائل الموالية لجابر آل صباح وهم مطير والعجمان وبنو مرة شن الهجوم من الشرق , أما قبائل حرب وعتيبة [ الجزء الخاضع للشريف في الحجاز ] فكانت المسئولة عن الهجوم من الغرب . إذ أمدها الشريف حسين بالأسلحة الإنجليزية والذهب الفرنسي , وقد وجد [ الشريف ] في ذلك فرصة لصب جام غضبه على حاكم الرياض , لأنه رفض تحقيق مطالبه , ولم يؤيد خططه , وقد ظن الشريف حسين أن أحفاد سعود بن فيصل سوف يناصرونه ويتزعمون القبائل ضد الرياض ولكنهم رفضوا التحالف مع حسين حليف غير المسلمين , بل إنهم عادوا إلى عبدالعزيز كي يؤكدوا له ولاءهم الذي حافظوا عليه بصدق خلال المعارك التي أعقبت هذه الأحداث .)) ص 150.
نقله د.صالح السعدون عن كتاب ألويس موزيل , آل سعود ,دراسة في تاريخ الدولة السعودية .