يتساقطون و نتلقّاهم ..!!
مرسل: السبت مايو 05, 2012 6:23 pm
قامت الدنيا عندما صدر كتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية للمفكر الفرنسي روجيه جارودي، الذي فضح قليلاً من كثير اختلقته الصهيونية العالمية و إسرائيل للإبقاء على صورة الضحية المستهدفة، و ابتزاز العالم لتحصيل الدعم اللامتناهي، حتى صارت قضية الدفاع عن إسرائيل و رموزها القضية الأساس في أوروبا و العالم، و أُعِدّت تُهم معاداة السامية لكل من يجرؤ على إثارة أو دراسة تاريخ اليهود و المرحلة النازية أو التعرّض لإسرائيل، و هذه التهمة كفيلة للقضاء على المستقبل السياسي و الأكاديمي و الوظيفي، و نزع الألقاب و الرتب من أي كان، و هذا ما حصل مع المؤرخ البريطاني (ديفيد إيرفنج).
إلاّ أن موجة التشكيك و التساؤل ارتفع سقفها في الغرب و في داخل الكيان الصهيوني من بعض الليبراليين الإسرائيليين؛ حيث تتوالى الدراسات و التحقيقات التي تؤكد صحة ما جاء به جارودي من وجود مبالغات تاريخية تصل إلى درجة الفبركة، و لكن العالم بسطوة آلة الإعلام الإسرائيلية و الأمريكية الرديفة يتعامل معها على أنها حقائق لا تقبل النقض أو حتى النقاش!
و آخر الشهادات ما نشره المؤرخ الإسرائيلي (توم سيجيف) يرمي به (سيمون وزنثال)، الذي يعتبر أيقونة الدفاع عن الضحايا اليهود و صياد المجرمين النازيين، بالكذب و السعي لتمجيد الذات بهالة من صنع الخيال.
و (سيمون وزنثال) علم من أعلام إسرائيل؛ فهو من الناجين من معسكرات الاعتقال، و تم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، و حصل على (50) تكريم دولي و لقب الفروسية لدوره في اعتقال القائد النازي (أدولف ايخمان)، و كان يعتبر مرجعاً تاريخياً لمرحلة النازية و المعاناة اليهودية حتى وفاته عام 2005، غير أن الصحفي (غاي والترز) من (الديلي ميل) يؤكد أن هذا الرجل كان من أكبر المخادعين في تاريخ القرن العشرين، و قد كذب في أغلب جوانب سيرته الذاتية بداية من تلفيق حصوله على شهادة الهندسة من جامعة براغ، و احتجازه الطويل و تعذيبه في معسكرات الاعتقال، و تضخيم دوره الاستخباري في تعقّب النازيين، و المبالغة بأرقام الضحايا.
و هذه الفضائح و المكاشفات من داخل الصف الإسرائيلي ليست حديثة؛ فقد سبق لأينشتاين، عالم الفيزياء المعروف، أن كتب لصحيفة نيويورك تايمز أثناء زيارة مناحيم بيغين لأمريكا عقب مجزرة دير ياسين عام 1948 يحتج على الترحيب به، واصفاً إياه و عصابة الأرغون بالإرهاب و التطرف الأعمى.
لقد وصل الحال ببعض اليهود و الإسرائيليين أن ضجّوا من الأكاذيب، و هذا ما قاله الدكتور (نورمان فلنكشتين) في محاضرته الشهيرة؛ رداً على سؤال باكٍ تخنقه العبرات و الشهقات على ضحايا النازية أنه ملَّ من دموع التماسيح، على الرغم من أن أقاربه قضوا في معسكرات الاعتقال، و لكن الأكاذيب و معاقبة الفلسطينيين على جرائم لم يرتكبوها لن يكون الحل.
لقد تنكر بعض الإسرائيليين لأكاذيب قومهم، و تشوّهت صورتهم في العالم بعد حرب غزة و أسطول الحرية، و نحن نتلقاهم بعد كل مصيبة و نوفر لهم مخرجاً و ملاذاً، و نغض الطرف، و نجدّد الثقة بهم و بوعودهم، مع استمرار الانتهاكات فوق الأرض و تحتها حتى أفقدنا المناصرين الثقة بعدالة قضيتنا! فلماذا يلتزمون معنا و نحن نفرط بحقوقنا؟ و هل سيكونون أكثر ملكية من الملك، و أكثر فلسطينية من الفلسطينيين، أو حرصاً من العرب؟
ليست ذاكرة بعيدة يوم سقط رابين و هو رجل الهاجاناة و قائد الجيش الوالغ في دماء العرب، و مخترع سياسة تكسير العظام في الانتفاضة ليتلقاه العرب، و يحضروا جنازته، و يشيعوا جثمانه، و يثنوا عليه بصفته الصديق و صانع السلام و شهيد التقارب و الحمامة الوديعة، فينسى العالم ما كان مقابل شهادة رؤساء الضحايا العرب بالصفح و حسن السلوك، و من قبله بيغن الذي ساعدناه أيضاً على تطهير سجله الدموي و الحصول على جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد و زيارة أول رئيس عربي للكيان الصهيوني لتأكيد العفو عما سلف، و العالم الآن يعلن معارضته للحصار و استمرار الاستيطان، و نحن نسارع لنلهيهم و ننقذ الإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات و الخروج منها بخفّي حنين!
في غير الدول العربية لا أحد فوق المساءلة و التمحيص، و الحق يخرج من الشقوق حتى لو غُلّقت عليه الأبواب، و تآمر المتآمرون، و طغى الإعلام الأمريكي الصهيوني التوجّه، و نحن ما نزال نرتع في جهالة الرأي الواحد و نسمع للناطق الرسمي، و نستأجر الأقلام لتكتب ما نراه حقاً، و نتبنى رواية الأعداء، و نقطع لسان كل من لا يردّد الرواية الرسمية بالحبس أو التصفية!
إلاّ أن موجة التشكيك و التساؤل ارتفع سقفها في الغرب و في داخل الكيان الصهيوني من بعض الليبراليين الإسرائيليين؛ حيث تتوالى الدراسات و التحقيقات التي تؤكد صحة ما جاء به جارودي من وجود مبالغات تاريخية تصل إلى درجة الفبركة، و لكن العالم بسطوة آلة الإعلام الإسرائيلية و الأمريكية الرديفة يتعامل معها على أنها حقائق لا تقبل النقض أو حتى النقاش!
و آخر الشهادات ما نشره المؤرخ الإسرائيلي (توم سيجيف) يرمي به (سيمون وزنثال)، الذي يعتبر أيقونة الدفاع عن الضحايا اليهود و صياد المجرمين النازيين، بالكذب و السعي لتمجيد الذات بهالة من صنع الخيال.
و (سيمون وزنثال) علم من أعلام إسرائيل؛ فهو من الناجين من معسكرات الاعتقال، و تم ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، و حصل على (50) تكريم دولي و لقب الفروسية لدوره في اعتقال القائد النازي (أدولف ايخمان)، و كان يعتبر مرجعاً تاريخياً لمرحلة النازية و المعاناة اليهودية حتى وفاته عام 2005، غير أن الصحفي (غاي والترز) من (الديلي ميل) يؤكد أن هذا الرجل كان من أكبر المخادعين في تاريخ القرن العشرين، و قد كذب في أغلب جوانب سيرته الذاتية بداية من تلفيق حصوله على شهادة الهندسة من جامعة براغ، و احتجازه الطويل و تعذيبه في معسكرات الاعتقال، و تضخيم دوره الاستخباري في تعقّب النازيين، و المبالغة بأرقام الضحايا.
و هذه الفضائح و المكاشفات من داخل الصف الإسرائيلي ليست حديثة؛ فقد سبق لأينشتاين، عالم الفيزياء المعروف، أن كتب لصحيفة نيويورك تايمز أثناء زيارة مناحيم بيغين لأمريكا عقب مجزرة دير ياسين عام 1948 يحتج على الترحيب به، واصفاً إياه و عصابة الأرغون بالإرهاب و التطرف الأعمى.
لقد وصل الحال ببعض اليهود و الإسرائيليين أن ضجّوا من الأكاذيب، و هذا ما قاله الدكتور (نورمان فلنكشتين) في محاضرته الشهيرة؛ رداً على سؤال باكٍ تخنقه العبرات و الشهقات على ضحايا النازية أنه ملَّ من دموع التماسيح، على الرغم من أن أقاربه قضوا في معسكرات الاعتقال، و لكن الأكاذيب و معاقبة الفلسطينيين على جرائم لم يرتكبوها لن يكون الحل.
لقد تنكر بعض الإسرائيليين لأكاذيب قومهم، و تشوّهت صورتهم في العالم بعد حرب غزة و أسطول الحرية، و نحن نتلقاهم بعد كل مصيبة و نوفر لهم مخرجاً و ملاذاً، و نغض الطرف، و نجدّد الثقة بهم و بوعودهم، مع استمرار الانتهاكات فوق الأرض و تحتها حتى أفقدنا المناصرين الثقة بعدالة قضيتنا! فلماذا يلتزمون معنا و نحن نفرط بحقوقنا؟ و هل سيكونون أكثر ملكية من الملك، و أكثر فلسطينية من الفلسطينيين، أو حرصاً من العرب؟
ليست ذاكرة بعيدة يوم سقط رابين و هو رجل الهاجاناة و قائد الجيش الوالغ في دماء العرب، و مخترع سياسة تكسير العظام في الانتفاضة ليتلقاه العرب، و يحضروا جنازته، و يشيعوا جثمانه، و يثنوا عليه بصفته الصديق و صانع السلام و شهيد التقارب و الحمامة الوديعة، فينسى العالم ما كان مقابل شهادة رؤساء الضحايا العرب بالصفح و حسن السلوك، و من قبله بيغن الذي ساعدناه أيضاً على تطهير سجله الدموي و الحصول على جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد و زيارة أول رئيس عربي للكيان الصهيوني لتأكيد العفو عما سلف، و العالم الآن يعلن معارضته للحصار و استمرار الاستيطان، و نحن نسارع لنلهيهم و ننقذ الإسرائيليين بالعودة إلى المفاوضات و الخروج منها بخفّي حنين!
في غير الدول العربية لا أحد فوق المساءلة و التمحيص، و الحق يخرج من الشقوق حتى لو غُلّقت عليه الأبواب، و تآمر المتآمرون، و طغى الإعلام الأمريكي الصهيوني التوجّه، و نحن ما نزال نرتع في جهالة الرأي الواحد و نسمع للناطق الرسمي، و نستأجر الأقلام لتكتب ما نراه حقاً، و نتبنى رواية الأعداء، و نقطع لسان كل من لا يردّد الرواية الرسمية بالحبس أو التصفية!