صفحة 1 من 1

المنهج التجريبى

مرسل: السبت مايو 05, 2012 11:02 pm
بواسطة عايد العنزي 0 5
المنهج التجريبى
يحتل التجريب مكاناً مركزياً فى علم النفس كما فى العلوم الأخرى جميعاً، لأنه خير ما يمثل قواعد المنهج العلمى والباحث التجريبى لا يقف عند مجرد وصف موقف أو تحديد حالة، ولا يقتصر نشاطه على ملاحظة ما هو موجود ووصفه، بل يقوم عن عمد بمعالجة عوامل معينة تحت شروط مضبوطة ضبطاً دقيقاً لكى يتحقق من كيفية حدوث شرطاً أو حادثة معينة ويحدد أسباب حدوثها، فالتجريب هو تغيير متعمد ومضبوط للشروط المحددة لحادثة ما وملاحظة التغيرات الناتجة فى الحادثة نفسها وتفسيرها.
خطوات البحث التجريبى:
1- التعرف على المشكلة وتحديدها.
2- صياغة الفروض وإستنباط نتائجها.
3- وضع تصميم تجريبى يتضمن جميع النتائج وشروطها وعلاقتها ويستلزم ذلك:
- إختيار عينة من المفحوصين لتمثيل مجتمعاً معيناً.
- التعرف على العوامل غير التجريبية ( المتغيرات الداخلية وضبطها ).
- إجراء إختبارات إستطلاعية لإكمال نواحى القصور فى الوسائل.
- تحديد مكان إجراء التجربة ووقت إجرائها والمدة التى تستغرقها إجراء التجربة.
4- تنظيم البيانات الخام وإختصارها بطريقة تؤدى إلى أفضل الطرق للتعبير عن هذه النتائج.
5- تطبيق الطرق الإحصائية المختلفة وإختبارات الدلالة المناسبة لتحديد مدى الثقة فى نتائج البحث.
فالبحث التجريبى يبدأ من حيث يبدأ كل بحث أى من التعرف على المشكلة والتحليل الدقيق لها ثم صياغة الفروض وإثبات النتائج المترتبة عليها..
ولكى يمكن تصور فرض النتائج المترتبة عليه يجب تحديد المتغير المستقل والمتغير التابع ثم يصمم الباحث التجربة إختبار صحة الفرض الذى وضعه ويحاول فى هذا التصميم أن يضبط جميع المتغيرات فيما عدا المتغير المستقل الذى يتناول بالتغير ثم يلاحظ ما يحدث للمتغير التابع كنتيجة للتغير فى المتغير المستقل..
والمتغير التابع هو الظاهرة التى توجد أو تختفى أو تتغير حينما يوجد المتغير المستقل أو يختفى أو يتغير..
أما المتغير المستقل فهو العامل الذى يتناوله الباحث بالتغير للتحقق من علاقته بالمتغير التابع..
وليس التجريب مجرد عملية تغير بسيطة لأحد المتغيرات ( المتغير المستقل ) الذى ما يحدث لمتغير أخر ( المتغير التابع ) وإنما يعتمد التجريب على الملاحظة المضبوطة وأهم واجب يواجهه الباحث حينما يخطط تجربة هو أن يتمكن من ضبط جميع العوامل التى تؤثر فى المتغير التابع، فإذا لم يتعرف عليها ويضبطها فإنه لا يمكنه بأى حال التأكد مما إذا كان تغير المتغير المستقل أو أن عامل أخر الذى أحدث التغير فى المتغير التابع، لذلك تحدد درجة جودة التجربة على أساس مدى الضوابط فيها ويعتبر ضبط التجربة من أهم شروط المنهج التجريبى..
فالباحث حينما يريد إكتشاف العلاقة الوظيفية بين ظاهرتين يجب أن يتعرف على جميع المتغيرات والعوامل الأخرى التى تؤثر فى المتغير التابع وذلك بالإعتماد على خبرته السابقة بالظاهرة والتحليل الدقيق للمشكلة أو بالفحص الشامل لجميع البحوث التى تناولت بالدراسة نفس المتغير التابع، ولذلك يعتبر نتائج الدراسات السابقة من أهم مصادر المعلومات عن المتغيرات التى يجب ضبطها فى التجربة ويجب أن نستبعد من الموقف التجريبى كثيراً من العوامل التى يمكن أن تؤثر فى السلوك، وذلك لأن العوامل غير المضبوطة تعطى نتائج غير دقيقة وغير حاسمة، ونجد فى علم النفس صعوبة كبيرة فى ضبط كل العوامل المؤثرة على المتغير التابع، وذلك نتيجة لتشابك العوامل المؤثرة على سلوك الإنسان وتعقدها ولهذا يجب أن تعاد النتائج عدة مرات حتى تعطينا نتائج منسقة..
نقد المنهج التجريبى:
وجد لإستخدام المنهج التجريبى فى علم النفس نقد معين وهو أن السلوك الإنسانى حين نخصصه للدراسة فى العمل تحت شروط الضبط والقيام لا يكون هو نفسه السلوك فى الحياة العادية اليومية، ولكن يمكن الرد على هذا النقد بأن سلوك الإنسان على درجة كبيرة من التعقيد والتنوع، وأن دراسته فى الظروف السوية العادية أمر صعب.