منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#50397
"ومكروا مكرا كبارا"

لازلت أتذكر ذلك المسكين صاحب العربة الصغيرة المسلوبة التي غيرت مسار الأحداث في المنطقة

ولو كان رجال الأمن الذين أخذوا منه تلك العربة يعلمون أن المسألة ستتطور إلى أن يزاحوا هم

ورئيس دولتهم من مناصبهم وسيحرمون من صلاحياتهم وسلطتهم لبذلوا مابوسعهم كي يحفظوها

ويتقوا شر صاحبها ، ولكنها قدرة الله وإرادته.

هم سلبوا عربته وماعلموا أنها كانت تحمل حياته وحريته ويومها شعر أنه ليس له وجود

وأصبح زائدا على هذه الحياة فأضرم نارا عظيمة في جسده أضاءت لها اعناق الأحرار بالشام

مرورا بليبيا الحرة وبمصر الكنانة فانتفض الرجال والنساء والكبار والصغار .

جميع من يشاهدهم يسأل نفسه أين هم طوال هذه السنين فأقول

"لاتأمنوا النار ولو كانت رمادا" لأنها قد تشتعل بأقل الأشياء وهاهي اشتعلت

فأضرموها وكان وقودها دمائهم وأشلائهم كل هذا من أجل الحياة الكريمة.

والجنود الطغاة يمكرون هم ورؤساؤهم وماعلموا أنهم "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"

معهم آخر آلات الحرب يصوبونها في كل اتجاه أملا أن يطفئوا نار الحرية التي اشتعلت

في صدور من طلبها لكي تنطفئ ويعود الظلم ولكن هيهات.

فقد أشعلت هذه النار نيرانا وعزيمة وشجاعة في من سيموا سوء العذاب وذاقوا قهر الرجال شعارهم

"نموت جميعا الآن لأجل أن يحيى من يأتي بعدنا حياة كريمة " ويستمدون قواهم من ربهم ويذكرون أنه

قال"وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا".

تونس تحررت ولله الحمد ومصر عادت وليبيا انتصرت وهذه سنة الله في المجرمين الماكرين

"سيصيب الذين أجرموا صغار عندالله وعذاب شديد بماكانوا يمكرون"

وهاهي اليمن تتأرجح وأسأل الله ربي أن يحفظها ولكن لم ترى عيني حتى هذه اللحظة

المسار الرهيب التي ذهبت له ثورة الشام الحبيبة.

يوم يتلوه يوم تزداد فيه زفراتي وتكاد تخنقني من شدة ماأرى ...قلبي في كل يوم ينبض

ويأمرني..تحرك..تقدم..افعل شيئا..عاطفتي مضرجة بدماء إخوتي..

دمعي لاتسألوا عنه فقد توقف وأظنه سيستعير دمي .

المشهد من داخل جسدي بركان خامد يتصاعد منه رماد يمنع أفكاري أن تحلق

وذهني معطل ولساني يشتكي قلة الكلمات والامدادات..

ياإخوتي شامكم من وصانا عليها نبيكم تحترق.

بشار يصرخ ومن قبله أبوه وجدهم فرعون يقول "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة

لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون * لأقطعن أرجلكم وأيديكم من خلاف"

فيأتي الرد مباشرة من أهلها الشجعان"إنا إلى ربنا منقلبون".

فيستمر في حربه وينفذ كلامه ويحشد شبيحته فيهلكوا الحرث والنسل

وربنا يشاهدهم ويقول "ومايمكرون إلا بأنفسهم ومايشعرون"

فلا تسألوا ماأحدثوا بعدها من خراب فبعد أن كانت مزاريب البيوت تجري بها الأمطار

أصبحت الآن تثعب دماءا وحدائقها كانت مزدانة وردا فغدت ممتلئة أشلاءا

صور رهيبة لاتستطيع أي قوة سينمائية ترجمتها ولاحتى محاكاتها

كل هذا الذي فعلوه "استكبارا في الأرض ومكر السيء "

من يرى صنوف عذابه هو وشبيحته يتذكر " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"

لاتستحق يابشار ياوغد أن تعيش فكيف بأن ترأس أرض الرجال والأبطال.

هذه الشام أرض بني أمية وشيخ الإسلام هذه أرض صلاح الدين ومهبط معظم الأنبياء والمرسلين

هذه قرى الشام تفوح منها العزة والكرامة أبعد هذا

تضع في "كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها" يوم في حماة ويوم في درعا ويوم في دير الزور

وتسجل هنا وهناك أحداث القتل والتعذيب والاغتصاب لايوجد بيت شامي إلا ذاق من بطش عائلتك ،

أحدهم يرفع لافتة ويكتب عليها أحرفا بل رصاصات كل واحد منها اخترق قلبي يقول "حافظ قتل جدي

وبشار قتل أبي " لاتقلق ياأخي فربك يقول " إن رسلنا يكتبون ماتمكرون".

ومع كل هذه المشاهد نلاحظ الصمود الرهيب ولايوقفهم شيء مادام أن الأمر منتهاه حرية كلما سقط

أحبابهم واخوانهم شهداء زاد ذلك من عزيمتهم فيزفونهم بأعلى صوتهم

"للجنة رايحين شهداء بالملايين".

يالله أي قوة هذه...لاشك أنها قوة ربانية ..يستحيل أن يطيقها البشر لوحدهم.

لاتقلقوا ياأهل الشام من شبيحة وجيش بشار"فقد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد".

بشار لن تثبط رصاصاتك ودباباتك من عزيمة الرجال هناك بل هو "مكر الليل والنهار"

وقريبا سينجيهم الواحد القهار.



عذرا ياشامنا الحبيب لم أقف معكم إلا بقلمي وهذا ماأملكه ولو أعلم أن روحي تجلب حريتكم وتعز دينكم

لقدمتها لكم فداءا والله يرحم شهدائكم ويجبر كسر ذويكم

وأبشروا وأملوا خيرا من ربكم "فإنما النصر صبر ساعة".

يارب إن الشام شامك والأرض أرضك فاقلبها على بشار وجيشه وشبيحته جمرا وعلى أهلها سلامة

وغنيمة ، يارب قد أصاب أهل الشام القرح وأنهم يارب يألمون فلاتحرمهم الأجر ولا النصر.

اللهم إن لنا بالشام أخوات انتهكت أعراضهن ونسوة قتل أزواجهن وأيتام وأطفال

مالهم إلا أنت يارحيم.

ياشامنا لكم من الدعاء الدائم وبذل كل ماهو متاح.

والحمدلله على كل حال ونسأل الله النصر والتمكين وخدمة الإسلام والمسلمين.