- الأحد مايو 06, 2012 10:39 am
#50437
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل أنت مفكّر........... أم لاموس؟
علّم الفيلسوف اليوناني "سقراط" تلاميذه بأن البحث عن الحقيقة لا يمكنه أن ينجح إلا بعد أن يبدؤون بالتحليل والتساؤل عن كل اعتقاد وإيمان يحكم عقولهم وله في وجدانهم مكانة غالية وعزيزة. إذا نجح هذا الاعتقاد بتجاوز اختبار الدلائل، والاستنتاجات، والمنطق، وجب أن يبقى محفوظاً. لكن إذا لم ينجح في الاختبار، وجب على المفكّر، ليس فقط رميه جانباً، بل عليه التساؤل عن السبب الذي قاده إلى الاعتقاد بهذه المعلومات الخاطئة في البداية. وطبعاً، ليس من المفاجئ أن نعرف بأن هذه التعاليم لم تكن تناسب النخبة الحاكمة في حينها. معظم السلطات الفكرية نشأت أساساً عبر التاريخ من أجل تظليل الفكر الجماهيري. وفي الحقيقة، إن لم يفعلوا ذلك لما استطاعوا تنظيم الحشود الغفيرة. لقد حوكم "سقراط" بتهمة "التخريب" وكذلك بتهمة "إفساد الشباب". وأُجبر بعدها على إنهاء حياته عن طريق تجرّع كوب من السمّ. إنه ليس من السهل اليوم أن تكون مفكراً مستقلاً. جميع المفكرين المستقلّين يُعتبرون خطرون على جهات سلطوية معيّنة وحتى حشود معيّنة أيضاً، فالمفكّر المستقلّ له اسم وتصنيف خاص حسب مكانه وزمانه وتوجّهه الفكري. فهو الكافر، المهدد للأمن القومي، الخائن، المهووس بنظريات المؤامرة، المجنون، الملحد، قليل الحياء، مخرّب، مفسد، مجرّد من الأخلاق، عديم التهذيب... والقائمة طويـلة.
المجموعات البشرية التي هي غير معتادة على التفكير بنفسها، لا يمكن لأي حقيقة، مهما كانت واضحة وصريحة، أن تنحيهم عن معتقداتهم وأحكامهم المسبقة. إنهم مستعدون لإنكار ما يرونه بأعينهم. إنهم ضحايا حالة نفسية تُسمى بـ"تأثير اللاموسية" lemming effect. هذه الكلمة جاءت من "لاموس"، وهو أحد القوارض الصغيرة التي عُرف عنها بأنها تلحق بعضها البعض، بشكل أعمى، في سباق محموم نحو الموت المحتّم كالقفز من هاوية مُرتفع أو من على حافة نهر هائج. "اللاموسية" هي ظاهرة نفسية كامنة في معظم الحيوانات، ويمكن ملاحظتها بوضوح بين البشر العاديين وكذلك بين النخبة المتعلّمة التي من المفروض أنها الأكثر ثقافة ورقي وتحرر. "اللاموسية" ليست ظاهرة عقلية، بل نفسية. ولذلك، فما من أحد منيع أو محصّن من الإصابة بتأثير هذه الحالة المقيّدة مهما كانت انتماءاته الطبقية أو الفكرية أو المذهبية. فيمكن لأحد ألمع العلماء الجامعيين الذي يلاحق منحة أو هبة أو تقدير معيّن أن يكون "لاموس" مثله مثل أي فتاة مراهقة مهووسة بالأزياء. فالأوّل يتبع، وبشكل أعمى، مسار المنهج العلمي الرسمي دون أي تساؤل أو اعتراض، والأخرى تتبع آخر صرعات الأزياء وموديلات الزينة دون تفكير. فما الفرق بينهما؟ كلاهما لا يستطيعان مقاومة قوى الطبيعة.
إن القوّة التي تدفع الفرد إلى الامتثال للتوجّه السائد لا يمكن مقاومتها بسهولة. فبالنسبة للـ"لاموس" البشري، ليس مهماً مدى المنطق الذي تعتمد عليه الفكرة، بل المهم هو مدى القوّة والشعبية التي تدعم تلك الفكرة. فالإنسان، كما اللاموس، يتصرّف وفق التأثير الجماعي. وجب أن تكون هذه النزعة الطبيعية موجودة في الإنسان، وإلا لما كان هناك أي فرصة لاتخاذ الخطوات الأولى نحو بناء الحضارة. "اللاموسية" هي نزعة بقاء، غريزة فطرية تكمن في مُعظم الناس. لكن في النهاية، وكما حصل مع باقي الظواهر الطبيعية، يمكن لهذه النزعة البشرية أن تُستخدم لأغراض مؤذية. فتأثير "الاموسية" هو الذي كان الدافع الأساسي وراء فقدان شرائح اجتماعية كبرى للحكم العقلاني السليم، فساروا في توجهات خاطئة لفترات طويلة من الزمن.
الإنكار الجازم هو عبارة عن آلية دفاع نفسية، يتم استخدامها من قبل "اللاموس البشري" ليس فقط من أجل تحصين نفسه من التعرّف على واقع آخر غريب عنه وبالتالي سيكون واقعاً مزعجاً، بل أيضاً من أجل طمأنة نفسه بأنه سيبقى مقبولاً لدى جماعته، لأنه يخاف من النبذ الجماعي كما لو أنه الموت بعينه. فاللاموس البشري هو دائماً في حالة رعب من أن يصنّفه احد على أنه أرعن أو متمرّد أو شاذ، أو أي تهمة تصنفه بأنه خارج عن التوجّه العام. فبالتالي، وجب على معتقداته أن تكون دائماً وفق معتقدات الجماعة، وأفكاره متماثلة وحتى متطابقة مع الفكر العام. فالأشخاص اللواميس لا يستطيعون تحمّل عبئ المسؤولية، أو إزعاجات المجتمع، التي هي نتيجة حتمية للتفكير المستقلّ. سوف يقاومون، بكل ما عندهم من قوى عقلية ونفسية، جميع الجهود التي تُبذل في سبيل تغيير مُعتقداتهم المظلّلة. يمكننا محاولة فتح عقولهم وتحريرهم من عماهم المتجسّد ذاتياً، لكن ليس من السهل مصارعة قوة الطبيعة الإنسانية. فإن أكبال الامتثال الأيديولوجي قابضة عليهم بقوّة مما يجعل عملية تكسيرها صعباً جداً. وفقاً للمصادر المحدودة التي لدينا، إنه من المستحيل منافسة آلات الإعلام والتثقيف والتعليم العالمية التي يسيطر عليها الأسياد الكبار. تذكّر أن ".. أكذوبة الإمبراطور هي أكثر قابلية للتصديق من حقيقة الفقير.." لكن بالرغم من ذلك، وجب على البعض أن يحاولوا بقدر الإمكان في سبيل إرساء القاعدة المناسبة على الأقل، ربما تتمكّن الحقيقة من الظهور في يوم من الأيام. هناك القلائل من بيننا والذين يتمتعون بالشجاعة والفطنة الكافية بحيث تمكنهم من كسر قيود اللاموسية ومن ثم قبول الحقيقة كما هي. لقد وضعت هذه المعلومات في تناول أكبر عدد ممكن من المستعدين لتقبل الحقيقة، وبالتالي ليتحرّروا من وطأة غسيل الدماغ الإعلامي والأكاذيب التي تسوّق على جميع المستويات. حتى في ظل هذا الكم الهائل من المنطق والأدلّة والإثباتات والحقائق الموثّقة، فسوف يبقى هؤلاء الضعفاء في حالة إنكار وتكذيب، ويصرفون هذه الحقائق على أنها مجرّد أفكار سخيفة نابعة من أحد المهووسين بنظرية المؤامرة.
يمكنك الاستمرار في الإيمان بتلك الخرافات التي لقّنوك بها إذا كانت تساعدك بالنوم مرتاحاً في الليل، أو يمكنك من ناحية أخرى تجنيد كل ما عندك من شجاعة أخلاقية وفكرية لتحرير نفسك من الاستعباد الذي تفرضه عليك النخبة العالمية وعملاءها ومواجهة الحقيقة البشعة كما هي. يمكنك التصرّف حيال هذا من خلال مشاركة هذه الحقيقة القبيحة مع الآخرين عن طريق إقامة حوارات تتناول هذا الأمر بجدّية. أو يمكنك بكل بساطة الابتسام والسخرية من كل ما ستقرئه الآن، وعد إلى جهاز التلفاز الذي يسيطرون عليك من خلاله وتتبّع أخبار الرياضة والأزياء وآخر موديل للسيارات وبرامج الحوارات السياسية التافهة، أو فيلم أجنبي مجّاني، وتظاهر بأن هذه الحالة العالمية المرعبة غير موجودة. واترك الآخرين القابعين في مكان ما في هذا العالم يفكرون عنّك ويديرون شؤونك ويقرّرون مصيرك.
و ما اكثر اللواميس في عالمنا الحالي
فهل انتم مستعدون من اتتخلصو من تلك الحاله الاموسيه ؟
مقال اعجبني و نقلته و قمت باضافه بعض الجزئيات عليه
البقية: هل أنت مفكّر........... أم لاموس؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل أنت مفكّر........... أم لاموس؟
علّم الفيلسوف اليوناني "سقراط" تلاميذه بأن البحث عن الحقيقة لا يمكنه أن ينجح إلا بعد أن يبدؤون بالتحليل والتساؤل عن كل اعتقاد وإيمان يحكم عقولهم وله في وجدانهم مكانة غالية وعزيزة. إذا نجح هذا الاعتقاد بتجاوز اختبار الدلائل، والاستنتاجات، والمنطق، وجب أن يبقى محفوظاً. لكن إذا لم ينجح في الاختبار، وجب على المفكّر، ليس فقط رميه جانباً، بل عليه التساؤل عن السبب الذي قاده إلى الاعتقاد بهذه المعلومات الخاطئة في البداية. وطبعاً، ليس من المفاجئ أن نعرف بأن هذه التعاليم لم تكن تناسب النخبة الحاكمة في حينها. معظم السلطات الفكرية نشأت أساساً عبر التاريخ من أجل تظليل الفكر الجماهيري. وفي الحقيقة، إن لم يفعلوا ذلك لما استطاعوا تنظيم الحشود الغفيرة. لقد حوكم "سقراط" بتهمة "التخريب" وكذلك بتهمة "إفساد الشباب". وأُجبر بعدها على إنهاء حياته عن طريق تجرّع كوب من السمّ. إنه ليس من السهل اليوم أن تكون مفكراً مستقلاً. جميع المفكرين المستقلّين يُعتبرون خطرون على جهات سلطوية معيّنة وحتى حشود معيّنة أيضاً، فالمفكّر المستقلّ له اسم وتصنيف خاص حسب مكانه وزمانه وتوجّهه الفكري. فهو الكافر، المهدد للأمن القومي، الخائن، المهووس بنظريات المؤامرة، المجنون، الملحد، قليل الحياء، مخرّب، مفسد، مجرّد من الأخلاق، عديم التهذيب... والقائمة طويـلة.
المجموعات البشرية التي هي غير معتادة على التفكير بنفسها، لا يمكن لأي حقيقة، مهما كانت واضحة وصريحة، أن تنحيهم عن معتقداتهم وأحكامهم المسبقة. إنهم مستعدون لإنكار ما يرونه بأعينهم. إنهم ضحايا حالة نفسية تُسمى بـ"تأثير اللاموسية" lemming effect. هذه الكلمة جاءت من "لاموس"، وهو أحد القوارض الصغيرة التي عُرف عنها بأنها تلحق بعضها البعض، بشكل أعمى، في سباق محموم نحو الموت المحتّم كالقفز من هاوية مُرتفع أو من على حافة نهر هائج. "اللاموسية" هي ظاهرة نفسية كامنة في معظم الحيوانات، ويمكن ملاحظتها بوضوح بين البشر العاديين وكذلك بين النخبة المتعلّمة التي من المفروض أنها الأكثر ثقافة ورقي وتحرر. "اللاموسية" ليست ظاهرة عقلية، بل نفسية. ولذلك، فما من أحد منيع أو محصّن من الإصابة بتأثير هذه الحالة المقيّدة مهما كانت انتماءاته الطبقية أو الفكرية أو المذهبية. فيمكن لأحد ألمع العلماء الجامعيين الذي يلاحق منحة أو هبة أو تقدير معيّن أن يكون "لاموس" مثله مثل أي فتاة مراهقة مهووسة بالأزياء. فالأوّل يتبع، وبشكل أعمى، مسار المنهج العلمي الرسمي دون أي تساؤل أو اعتراض، والأخرى تتبع آخر صرعات الأزياء وموديلات الزينة دون تفكير. فما الفرق بينهما؟ كلاهما لا يستطيعان مقاومة قوى الطبيعة.
إن القوّة التي تدفع الفرد إلى الامتثال للتوجّه السائد لا يمكن مقاومتها بسهولة. فبالنسبة للـ"لاموس" البشري، ليس مهماً مدى المنطق الذي تعتمد عليه الفكرة، بل المهم هو مدى القوّة والشعبية التي تدعم تلك الفكرة. فالإنسان، كما اللاموس، يتصرّف وفق التأثير الجماعي. وجب أن تكون هذه النزعة الطبيعية موجودة في الإنسان، وإلا لما كان هناك أي فرصة لاتخاذ الخطوات الأولى نحو بناء الحضارة. "اللاموسية" هي نزعة بقاء، غريزة فطرية تكمن في مُعظم الناس. لكن في النهاية، وكما حصل مع باقي الظواهر الطبيعية، يمكن لهذه النزعة البشرية أن تُستخدم لأغراض مؤذية. فتأثير "الاموسية" هو الذي كان الدافع الأساسي وراء فقدان شرائح اجتماعية كبرى للحكم العقلاني السليم، فساروا في توجهات خاطئة لفترات طويلة من الزمن.
الإنكار الجازم هو عبارة عن آلية دفاع نفسية، يتم استخدامها من قبل "اللاموس البشري" ليس فقط من أجل تحصين نفسه من التعرّف على واقع آخر غريب عنه وبالتالي سيكون واقعاً مزعجاً، بل أيضاً من أجل طمأنة نفسه بأنه سيبقى مقبولاً لدى جماعته، لأنه يخاف من النبذ الجماعي كما لو أنه الموت بعينه. فاللاموس البشري هو دائماً في حالة رعب من أن يصنّفه احد على أنه أرعن أو متمرّد أو شاذ، أو أي تهمة تصنفه بأنه خارج عن التوجّه العام. فبالتالي، وجب على معتقداته أن تكون دائماً وفق معتقدات الجماعة، وأفكاره متماثلة وحتى متطابقة مع الفكر العام. فالأشخاص اللواميس لا يستطيعون تحمّل عبئ المسؤولية، أو إزعاجات المجتمع، التي هي نتيجة حتمية للتفكير المستقلّ. سوف يقاومون، بكل ما عندهم من قوى عقلية ونفسية، جميع الجهود التي تُبذل في سبيل تغيير مُعتقداتهم المظلّلة. يمكننا محاولة فتح عقولهم وتحريرهم من عماهم المتجسّد ذاتياً، لكن ليس من السهل مصارعة قوة الطبيعة الإنسانية. فإن أكبال الامتثال الأيديولوجي قابضة عليهم بقوّة مما يجعل عملية تكسيرها صعباً جداً. وفقاً للمصادر المحدودة التي لدينا، إنه من المستحيل منافسة آلات الإعلام والتثقيف والتعليم العالمية التي يسيطر عليها الأسياد الكبار. تذكّر أن ".. أكذوبة الإمبراطور هي أكثر قابلية للتصديق من حقيقة الفقير.." لكن بالرغم من ذلك، وجب على البعض أن يحاولوا بقدر الإمكان في سبيل إرساء القاعدة المناسبة على الأقل، ربما تتمكّن الحقيقة من الظهور في يوم من الأيام. هناك القلائل من بيننا والذين يتمتعون بالشجاعة والفطنة الكافية بحيث تمكنهم من كسر قيود اللاموسية ومن ثم قبول الحقيقة كما هي. لقد وضعت هذه المعلومات في تناول أكبر عدد ممكن من المستعدين لتقبل الحقيقة، وبالتالي ليتحرّروا من وطأة غسيل الدماغ الإعلامي والأكاذيب التي تسوّق على جميع المستويات. حتى في ظل هذا الكم الهائل من المنطق والأدلّة والإثباتات والحقائق الموثّقة، فسوف يبقى هؤلاء الضعفاء في حالة إنكار وتكذيب، ويصرفون هذه الحقائق على أنها مجرّد أفكار سخيفة نابعة من أحد المهووسين بنظرية المؤامرة.
يمكنك الاستمرار في الإيمان بتلك الخرافات التي لقّنوك بها إذا كانت تساعدك بالنوم مرتاحاً في الليل، أو يمكنك من ناحية أخرى تجنيد كل ما عندك من شجاعة أخلاقية وفكرية لتحرير نفسك من الاستعباد الذي تفرضه عليك النخبة العالمية وعملاءها ومواجهة الحقيقة البشعة كما هي. يمكنك التصرّف حيال هذا من خلال مشاركة هذه الحقيقة القبيحة مع الآخرين عن طريق إقامة حوارات تتناول هذا الأمر بجدّية. أو يمكنك بكل بساطة الابتسام والسخرية من كل ما ستقرئه الآن، وعد إلى جهاز التلفاز الذي يسيطرون عليك من خلاله وتتبّع أخبار الرياضة والأزياء وآخر موديل للسيارات وبرامج الحوارات السياسية التافهة، أو فيلم أجنبي مجّاني، وتظاهر بأن هذه الحالة العالمية المرعبة غير موجودة. واترك الآخرين القابعين في مكان ما في هذا العالم يفكرون عنّك ويديرون شؤونك ويقرّرون مصيرك.
و ما اكثر اللواميس في عالمنا الحالي
فهل انتم مستعدون من اتتخلصو من تلك الحاله الاموسيه ؟
مقال اعجبني و نقلته و قمت باضافه بعض الجزئيات عليه
البقية: هل أنت مفكّر........... أم لاموس؟