منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
By عبدالرحمن الراشد 0
#50450
انهار نظام الأحلاف الثنائي على الحرب العالمية الأولى ، وذلك نتيجة لهزيمة ألمانيا والنمسا والمجر كما نشأ نظام جديد من الأحلاف . ومن بين الدول المنتصرة في الحرب كانت فرنسا ، وإيطاليا هما الدولتان اللتان أخذتا زمام المبادرة لإنشاء نظام الأحلاف الجديد . ذلك أن بريطانيا اتجهت بعد الحرب إلى الحد من الهيمنة الفرنسية في أوروبا . ومن ثم لم يكن من الممكن أن تدخل مع فرنسا في تحالف جديد . وابتعدت بالتالي عن الدخول في نظام الأحلاف الأوروبي .

كان هدف فرنسا هو منع ألمانيا من استعادة قوتها وحصر نفوذها خاصة بعد فقدان "ميثاق الضمان" الأنجلو – أمريكي ، بينما كانت إيطاليا تركز على دعم مصالحها في البحر الأدرياتي ، وفي البلقان والتي كانت تشعر أن بريطانيا ، وفرنسا لم تحترمها في تسويات الصلح . وفي هذا الإطار عملت ألمانيا وروسيا السوفيتية على بلورة تحالف ألماني سوفييتي يمكنهما من المناورة إزاء الهيمنة الغربية على السياسة الأوروبية .

كانت اللبنة الأولى في نظام الأحلاف الأوروبي الجديد هي إقامة حلف "الوفاق الصغير" بين تشيكوسلوفاكيا ورومانيا ومملكة الصرب والكروات والسلوفين فقد كانت هذه الدول تعمل على المحافظة على التسوية الإقليمية التي أقرتها معاهدة تريانون . وكانت هناك احتمالات لعودة الملكية إلى دولتي النمسا ، والمجر خاصة أن الإمبراطور السابق شارل الأول كان يبذل محاولات للعودة للحكم . ومن ثم أقيم حلف الوفاق الصغير من خلال سلسلة من المعاهدات بين تلك الدول . ففي 23 أبريل سنة 1921 وقعت تشيكوسلوفاكيا ورومانيا معاهدة تحالف تقضي بمساعدة كل منهما للأخرى في حالة قيام المجر بالهجوم على أي منهما لم تتسبب في أي من الدولتين . وفي 31 أغسطس سنة 1922 وقعت معاهدة تحالف بين تشيكوسلوفاكيا ومملكة الصرب . وفي أكتوبر عام 1921 أعلنت الدول الثلاث عزمها على مقاومة عودة إمبراطور النمسا والمجر السابق بكل الوسائل . وفي الوقت ذاته سعت فرنسا إلى دعم الدول الثلاث ، والدول الجديدة التي نشأت في وسط أوروبا بموجب تسويات الحرب العالمية الأولى ، كوسيلة لاجبار ألمانيا على التسليم بتلك التسويات . وفي فبراير عام 1921 وقعت فرنسا اتفاقيتين مع بولندا أكدتا أن الدولتين ستتشاوران في حالة وقوع عدوان على أحدهما ، وأن الدول المقصوده بذلك هي ألمانيا وروسيا السوفيتية وعندما رفضت ألمانيا أن تتعهد في


اتفاقات لوكارنو بضمان حدودها مع تشيكوسلوفاكيا وبولندا وقعت مع فرنسا في يوم توقيع إتفاقات لوكارنو على مواثيق مساعدة مع هاتين الدولتين . ومن ثم فقد أقامت فرنسا حلفا مع بولندا وتشيكوسلوفاكيا كذلك ارتبطت فرنسا بحلف الوفاق الصغير من خلال سلسة من الاتفاقات فوقعت اتفاقا مع مملكة الصرب سنة 1927 وبذلك فقد أقامت فرنسا وارتبطت بنظام جديد من الأحلاف مع مجموعة الدول الجديدة أو المستفيدة من الحرب العالمية الأولى يدعم تسويات الحرب ، ويحد من نفوذ ألمانيا .

رأت إيطاليا الفاشية أن نظام الأحلاف الفرنسي يمثل تهديدا لمصالحها فا ارتباط فرنسا بمملكة الصرب من شأنه تهديد المصالح الإيطالية لان لإيطاليا مطالب إقليمية هامة لدى تلك المملكة وأهمها السيطرة على إقليم فيومى كما أن للدولتين مصالح متعارضة في البانيا ولذلك فقد شرعت إيطاليا في دعم المجر ضد الوفاق الصغير فعقدت معها معاهدة صداقة سنة 1927 ودعمت مطلب المجر في إعادة نظر في الحدود التي رسمتها معاهدة تريانون كذلك فقد سعت إيطاليا الفاشية إلى إقامة تكتل دولي في البلقان والدانوب يؤكد هيمنتها السياسية على هذه المنطقة وقد لجأت إيطاليا إلى استخدام الضغط العسكري للحصول على تنازلات سياسية من دول البلقان فقد احتلت جزيرة كورفو اليونانية مؤقتا لبث الرعب في الدول المعارضة لمطالبها الإقليمية وقد أجبر ذلك مملكة الصرب على التوصل إلى اتفاقية مع إيطاليا عرفت بإسم اتفاقية نيتونو في يناير عام 1924 تنازلات بموجبها عن مدينة فيومى لإيطاليا وهي المدينة التي كانت إيطاليا تطالب بها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى واحتلتها بالقوة عام 1923 كذلك فقد سيطرة اقتصاديا وسياسيا على البانيا ووقعت معها ميثاق تيرانا في نوفمبر 1926 بموجب هذا الميثاق تعهدت الحكومة الالبانية بعدم انتهاج سياسيه خارجية تضر بالمصالح الإيطالية وفي نوفمبر 1927 تم توقيع تحالف دفاعي بين إيطاليا وألبانيا تم إستكماله بإتفاق آخر في يوليو 1928 تعهدت بموجبة الحكومة الألبانية بألا تتصرف في جميع المسائل البلقانية إلا بالإتفاق مع إيطاليا وفي سبتمبر 1928 عقدت اليونان وإيطاليا اتفاقا تعهدت اليونان بموجبة بالحياد في حالة تعرض إيطاليا لعدوان لم تتسبب فيه وهكذا أقامت إيطاليا نظاما آخر للأحلاف في منطقة البلقان يدعم مصالحها في تلك المنطقة .








من ناحية ثالثه فقد سعت ألمانيا إلى تخفيف القيود التي فرضتها عليها معاهدة فرساى عن طريق التحالف مع روسيا السوفيتية كما سعت الأخيرة إلى تخفيف الحصار الإقتصادي الغربي عن طريق التحالف مع ألمانيا وكانت الخطوة الأولى لهذا الطريق هي عقد إتفاقية رابا للو عام 1922 كما تم عقد معاهدة تحالف بينهما في 24 ابريل 1926 تعهدت ألمانيا بموجبها بالبقاء على الحياد في حالة وقوع إعتداء من دولة ثالثة على الإتحاد السوفيتي ووعدت بعدم الدخول في تحالف يكون من أهدافه فرض مقاطعة إقتصادية على الإتحاد السوفيتي .