منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#50476

في ضوء هذين الهدفين انطلقا من ادراك المملكة أن الاختلاف العربي حول إدارة الصراع مع إسرائيل كان السبب الرئيسي للكثير من الخلافات العربية بعد 1973م سعت المملكة لبلورة موقف موحد من شروط تسوية الصراع مع إسرائيل يزيد من فرص المحافظة على التضامن العربي والحصول على السلام عادل ويحفظ الحقوق العربية .

وفي عام 1981م أعلن مشروع السلام السعودي والذي أطلق عليه مشروع الأمير فهد ويتكون هذا المشروع من ثمانية مبادئ وثلاثة شروط هي ::

• 1) انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية التي احتلت عام 1967م بما فيها القدس العربية .
• 2) إزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل بعد عام 1967م.
• 3) ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة .
• 4) تأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لايرغب في العودة .
• 5) تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة لمدة لاتزيد عن بضعة أشهر .
• 6) قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .
• 7) تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام .
• 8) تقوم الأمم المتحدة أو بعض الدول الأعضاء فيها بضمان .
ولتحقيق هذه المبادئ جائت المبادرة بثلاث شروط ::
1. وقف الدعم الأمريكي اللامحدود للعدو الاسرائيلي .
2. وضع حد للغطرسة الإسرائيلية .
3. التسليم بأن الرقم الفلسطيني هو الرقم الأساسي في المعادلة في الشرق الأوسط .

جائت هذه المبادرة بموافقة الدول العربية عليها في عام 1982م كما أنها جائت لتقدم بديلا عربيا إيجابيا للإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية بعد حرب 1973م القائمة على فكرة التسوية الجزئية وقد انتقلت بالعرب من موقفهم السلبي المتمثل في مجرد رفض هذه الطريقة والتسوية التي نتجت عنها إلى موقف إيجابي يتمثل في تقديم الحد الأدنى من الشروط العربية المقبولة في أي اتفاقية سلام والمتمركزة على حل شامل يضمن انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967م .

وقد انطلق هذا التحرك السعودي من حرص المملكة على الوصول إلى سلام عادل وشامل يحفظ الحقوق العربية يقول الأمير عبدالله أثناء زيارته لسوريا ( من هنا أرض الأشقاء نناشد العالم ... أن يقف مع الحلول الشرعية العادلة )) .

دور السعودية كوسيط في النزاعات العربية الداخلية والإقليمية ::

المملكة مؤهلة للقيام بجهود توفيقية هدفها إزالة الخلافات العربية وذالك للاعتبارات التالية ::
• التصورات : دعوة السعودية الدائمة لنبذ الخلافات الجانبية العربية والتضامن لمواجهة التحديات المحيطة بالعرب وأهمها التحدي الإسرائيلي .
• الإمكانات : المملكة في هذه الفترة كان لديها الإمكانات السياسية والإقتصادية للعب هذا الدور .
• المصداقية : من أهم الشروط الموضوعية للقيام بدور الوساطة أن يكون الوسيط مقبولا لدى أطراف النزاع ولذالك تسعى المملكة بسياستها الخارجية المعتدلة والهادئة إلى جعل نفسها مقبولة من قبل أطراف أي نزاع عربي وكل هذا يصب في النهاية في مصلحة العرب العليا .

إن المملكة عندما تصبح طرفا في أي نزاع عربي فمعنى ذالك أنها ستفقد تلقائيا دورها كوسيط ودورها في إعادة التضامن العربي عندما يصبح هذا التضامن واجبا وأضاف أنه عندما تصل المبادرة إلى نهايتها ويصبح من واجبنا التدخل لإنقاذ العرب من المزيد من الانقسام سنتدخل وسيكون رأينا مسموعا لأننا لم نكن طرفا .
ومن المحطات المهمة التي تعكس هذا الجهد السعودي كان الخلاف المصري – السوري حول مساعي وزير الخارجية الامريكي ( هنري كسينجر ) السلمية التي بدأت في فبراير ومارس 1975م وكانت تهدف إلى الوصول إلى اتفاق بين مصر وإسرائيل حول انسحاب جزئي من سيناء .

ما في مدينة الطائف السعودية تم اقرار وثيقة الوفاق الوطني اللبناني والتي تعرف باسم اتفاق الطائف والتي أكدت هوية لبنان العربية وجائت بعدد من الاصلاحات في النظام السياسي اللبناني وإن أهم مميزات دور المملكة في لبنان أن هذا الدور وضع لنفسه هدفا ثابتا وهو تحقيق الوفاق الوطني اللبناني من أجل تحقيق تضامن عربي حقيقي وشامل يكون القاعدة التي تقوم عليها استراتيجية التصدي لإسرائيل كما أن الدور السعودي لقي قبولا وتجاوبا من مختلف الأطراف اللبنانية وكان الدور الخارجي الوحيد الذي ظل مطلوبا من كل الأطراف اللبنانية رغم ما طرأ من تحولات على مواقف هذه الأطراف وعلى توازن القوى بينها .