تطور الهجمة الغربية على الإسلام
مرسل: الأحد مايو 06, 2012 3:40 pm
لقد بدأت المرحلة الأولى من مواجهة الإسلام والعالم الإسلامي بشكل دولي تقوده بعض دول الغرب، بعد أحداث سبتمبر مباشرة، وركزت على مجموعة من الأهداف الرئيسة استهدفت تغيير الإسلام من ناحية، وتحييده من ناحية أخرى، وإبعاد المسلمين عن الإسلام من جانب ثالث. ووضعت الخطط والبرامج الساعية لتنفيذ هذه الأهداف، ومن بينها: تفريق الصف المسلم، ودعم الحركات الطائفية والمذهبية، وتحييد الإسلام ما أمكن عن الحياة العامة، وتقزيم العمل الإسلامي والخيري بكل الطرق الممكنة، وتكوين جبهة دولية تساند المشروع الأمريكي الذي اتخذ له مسمى محاربة الإرهاب. واستمرت تلك المرحلة حتى بداية عام 2007م الذي شهد الانتقال إلى ما يمكن أن يُسمَّى بالمرحلة الثانية من المواجهة مع الإسلام، والتي بدأت تتخذ سِمَات وآليات مختلفة عن سِمَات المرحلة الأولى من المواجهة.
أيها المسلمون: تتسم المرحلة الجديدة بخطورة أكبر، فهي تهدف إلى إعلان الحرب الشاملة على العالم الإسلامي من ناحية، والتخطيط للقضاء على الإسلام ومحو تأثيره الدولي، واستعداء العالم أجمع عليه من ناحية أخرى. ومن بين الوسائل التي ظهرت في المرحلة الثانية لتحقيق ذلك تشجيعُ الارتداد عن الإسلام، وتخدير وتغييب عموم المسلمين عن المواجهة من خلال شعارات التعايش والتسامح، إضافة إلى السعي نحو استعداء العالم بشكل مباشر على الإسلام، وغير ذلك من الأهداف التي يمكن استقراؤها من الخطط والمشروعات الغربية المعلنة.
أيها المسلمون: اهتم الغرب بمناهج تدريس العلوم الدينية في عالمنا، وبدأت الإدارات الغربية ترصد محاضرات الدعاة وكلمات الوعاظ، حتى القنوات الفضائية التي لا تجاهر عادة بعداء الإسلام أصبحت ترصد ذلك صباح مساء. وأعلن الغرب أن هناك حاجة إلى إعادة فهم الإسلام في ضوء متغيرات العصر. العبارات جميلة وبراقة، والهدف ماكر، والأسلوب نجح من قبل.
دعم الغرب خلال المرحلة الأولى من المواجهة العديد من البرامج التي تهدف إلى التخفيف من أثر الإسلام على الحياة اليومية في العالم الإسلامي، ومن ذلك: تغيير المناهج الدراسية، والحد مما يُنشر في الفضائيات مما يمكن أن يُعدّ معادياً للسامية أو مخالفاً للقيم العالمية! ومن ذلك أيضاً: الضغط على الحكومات من أجل تحييد دور المسجد، وإتاحة فرص متساوية للجميع في التعبير عن رؤيتهم لدين الإسلام، وعدم الحجر على أي فكر بدعوى المساس بمسلَّمات عقدية بعينها. كما سعى الغرب بشكل واضح إلى استبدال كل جمعيات العمل الإغاثي الإسلامي أو المؤسسات الخيرية، بمؤسسات محلية لا ترتبط بالدين، بدعوى مقاومة الإرهاب. كما نشطت في الفترة نفسها كتابات المفكرين المرتبطين بالغرب والذين يدعون إلى إعادة شرح الإسلام في ضوء واقع العالم اليوم، وعدم الالتزام بأية تفسيرات سابقة للقرآن. وأبرزت وسائل الإعلام الغربية رموزاً لما يسمى بالتنوير في العالم العربي، ويقصد به في معظم الأحيان الهجوم على الإسلام أو محاولة إقصائه من الحياة العامة للمجتمعات الإسلامية.
أيها المسلمون: ولعلي في هذه الخطبة القصيرة أذكر وسيلتين من وسائل الغرب الماكرة في الفترة الحالية ضمن خططهم للهجمة على الإسلام:
الوسيلة الأولى: تحييد دور المسجد: من الخطوات الهامة التي تبنَّتها جهات غربية في معركة التعامل مع القوة العقدية والفكرية للأمة، الانتقالُ الحادّ من مشروع التغريب إلى مشروع التغيير، أي: من مشروع تغيير المسلمين إلى مشروع تغيير الإسلام، وكان من أهم خطوات تحقيق ذلك تحييد دور المسجد خارج معادلة التأثير على المسلمين. لقد لاحظ مفكرو الغرب منذ قرون طويلة أن الطريق الأمثل للتخلُّص من تأثير الدين يكمن في تهميش مكانة دُور العبادة، وارتباط الناس بها، ونجح مخططو ما سُمِّي بالنهضة العَلْمانية الغربية في إبعاد الإنسان الأوروبي عن الكنيسة من ناحية، وتحويل الكنيسة إلى مركز اجتماعي لا ديني من ناحية أخرى. وقد شهدت سنوات المواجهة بين بعض الدول العربية وبين الجماعات الإسلامية أن المنافسة على سيادة المساجد تُحسَم دائماً لصالح التيارات الشعبية والجماعات الإسلامية، بصرف النظر عن قُرْبها أو بُعْدها من المفهوم الصحيح والمعتدل للإسلام. ولكن الحكومات العربية والكثير من الحكومات الإسلامية التي تسعى للحفاظ على مكانتها في مواجهة تيارات عديدة تستخدم الإسلام لمحاولة إزاحتها من السلطة سواء بحق أو بغير ذلك، قد وجدت أن الطريق الوحيد للتعامل مع المسجد هو أن يدخل تحت سيطرة الدولة بشكل تام، وكانت هذه هي خطط معظم الحكومات في العقدين الماضيين.
أما مفكرو مشروع الهيمنة الغربية المهتمون بالتعامل مع الإسلام، فإن لهم تصوراً مخالفاً فيما يتعلق بدور المسجد. هؤلاء المفكرون لا يريدون استخدام المسجد على الإطلاق، فالمسجد في نظرهم رمز للإسلام بصرف النظر عما سيقال أو يحدث داخله. ولذلك فإن محاولة تغيير الإسلام كانت تهدف في المرحلة الأولى إلى تقليل ارتباط الإنسان بالمسجد ما أمكن، ونَقْل ساحة النقاش والفتوى والفكر والدعوة إلى خارج المساجد لتنتقل إلى الفضائيات، أو جمعيات المجتمع المدني، أو المنتديات الفكرية أو الإعلامية. وعندما يُنقل النقاش حول الإسلام إلى خارج المسجد تنفتح الكثير من الفرص لأنصار مشروع تغيير الإسلام، فعندها يصبح عالِم الدين مجرد طرف في النقاش، ويمكن أن يتم التغلب على أفكاره من خلال الحيل الإعلامية والتسويقية وغيرها من الطرق التي لا تمتُّ إلى الرسالة أو المضمون بصلة. فهل أدركتم اللعبة أيها المسلمون؟.
ورغم أن تصورات الغرب في تلك الفترة لتغيير الإسلام كانت متنوعة، إلا أنها كانت تصورات يجمعها قاسم مشترك، وهو عدم الاعتماد الكلي على التيارات العَلْمانية أو الليبرالية العربية للقيام بذلك، فهذه التيارات رغم تبنِّيها المناهج العَلْمانية والليبرالية الغربية، إلا أنها في مجملها تتوقف عندما يتعلق الأمر بالإسلام كونه ديناً. التفسير الغربي لذلك أن بعضاً منهم يحمل بين جوانحه قلباً لا يزال به نور الإسلام، وبعضهم الآخر يدرك أن المعركة خاسرة، وهناك من لا يرى إشعال الصراع حول الإسلام حتى وإن كان ذلك ما يطلبه الغرب.
ومن أجل التغلب على ذلك لجأ الغرب إلى طريقين: الأول: التدخل المباشر لتحقيق الهدف المطلوب من خلال استخدام القوانين الدولية والذراع العسكرية والاقتصادية. أما الطريق الآخر: فهو الضغط المباشر على الدول والحكومات العربية والإسلامية لاتِّخاذ ما يراه الغرب من خطوات لتحقيق الهدف المطلوب وهو تغيير الإسلام. كما بدأ استخدام السفارات ومؤسسات المعونة والجمعيات الغربية الموجودة في المنطقة للمساهمة بشكل عملي ومكشوف في هذا البرنامج. وشهدت السنوات الست الماضية سباقاً محموماً من أجل تحقيق هذه الأهداف، وتمرير هذا المخطط إلى العالم الإسلامي. وتحقق للمشروع بعض النجاحات، ولكنه فشل أيضاً في جوانب أخرى منه كثيرة.
أيها المسلمون: تتسم المرحلة الجديدة بخطورة أكبر، فهي تهدف إلى إعلان الحرب الشاملة على العالم الإسلامي من ناحية، والتخطيط للقضاء على الإسلام ومحو تأثيره الدولي، واستعداء العالم أجمع عليه من ناحية أخرى. ومن بين الوسائل التي ظهرت في المرحلة الثانية لتحقيق ذلك تشجيعُ الارتداد عن الإسلام، وتخدير وتغييب عموم المسلمين عن المواجهة من خلال شعارات التعايش والتسامح، إضافة إلى السعي نحو استعداء العالم بشكل مباشر على الإسلام، وغير ذلك من الأهداف التي يمكن استقراؤها من الخطط والمشروعات الغربية المعلنة.
أيها المسلمون: اهتم الغرب بمناهج تدريس العلوم الدينية في عالمنا، وبدأت الإدارات الغربية ترصد محاضرات الدعاة وكلمات الوعاظ، حتى القنوات الفضائية التي لا تجاهر عادة بعداء الإسلام أصبحت ترصد ذلك صباح مساء. وأعلن الغرب أن هناك حاجة إلى إعادة فهم الإسلام في ضوء متغيرات العصر. العبارات جميلة وبراقة، والهدف ماكر، والأسلوب نجح من قبل.
دعم الغرب خلال المرحلة الأولى من المواجهة العديد من البرامج التي تهدف إلى التخفيف من أثر الإسلام على الحياة اليومية في العالم الإسلامي، ومن ذلك: تغيير المناهج الدراسية، والحد مما يُنشر في الفضائيات مما يمكن أن يُعدّ معادياً للسامية أو مخالفاً للقيم العالمية! ومن ذلك أيضاً: الضغط على الحكومات من أجل تحييد دور المسجد، وإتاحة فرص متساوية للجميع في التعبير عن رؤيتهم لدين الإسلام، وعدم الحجر على أي فكر بدعوى المساس بمسلَّمات عقدية بعينها. كما سعى الغرب بشكل واضح إلى استبدال كل جمعيات العمل الإغاثي الإسلامي أو المؤسسات الخيرية، بمؤسسات محلية لا ترتبط بالدين، بدعوى مقاومة الإرهاب. كما نشطت في الفترة نفسها كتابات المفكرين المرتبطين بالغرب والذين يدعون إلى إعادة شرح الإسلام في ضوء واقع العالم اليوم، وعدم الالتزام بأية تفسيرات سابقة للقرآن. وأبرزت وسائل الإعلام الغربية رموزاً لما يسمى بالتنوير في العالم العربي، ويقصد به في معظم الأحيان الهجوم على الإسلام أو محاولة إقصائه من الحياة العامة للمجتمعات الإسلامية.
أيها المسلمون: ولعلي في هذه الخطبة القصيرة أذكر وسيلتين من وسائل الغرب الماكرة في الفترة الحالية ضمن خططهم للهجمة على الإسلام:
الوسيلة الأولى: تحييد دور المسجد: من الخطوات الهامة التي تبنَّتها جهات غربية في معركة التعامل مع القوة العقدية والفكرية للأمة، الانتقالُ الحادّ من مشروع التغريب إلى مشروع التغيير، أي: من مشروع تغيير المسلمين إلى مشروع تغيير الإسلام، وكان من أهم خطوات تحقيق ذلك تحييد دور المسجد خارج معادلة التأثير على المسلمين. لقد لاحظ مفكرو الغرب منذ قرون طويلة أن الطريق الأمثل للتخلُّص من تأثير الدين يكمن في تهميش مكانة دُور العبادة، وارتباط الناس بها، ونجح مخططو ما سُمِّي بالنهضة العَلْمانية الغربية في إبعاد الإنسان الأوروبي عن الكنيسة من ناحية، وتحويل الكنيسة إلى مركز اجتماعي لا ديني من ناحية أخرى. وقد شهدت سنوات المواجهة بين بعض الدول العربية وبين الجماعات الإسلامية أن المنافسة على سيادة المساجد تُحسَم دائماً لصالح التيارات الشعبية والجماعات الإسلامية، بصرف النظر عن قُرْبها أو بُعْدها من المفهوم الصحيح والمعتدل للإسلام. ولكن الحكومات العربية والكثير من الحكومات الإسلامية التي تسعى للحفاظ على مكانتها في مواجهة تيارات عديدة تستخدم الإسلام لمحاولة إزاحتها من السلطة سواء بحق أو بغير ذلك، قد وجدت أن الطريق الوحيد للتعامل مع المسجد هو أن يدخل تحت سيطرة الدولة بشكل تام، وكانت هذه هي خطط معظم الحكومات في العقدين الماضيين.
أما مفكرو مشروع الهيمنة الغربية المهتمون بالتعامل مع الإسلام، فإن لهم تصوراً مخالفاً فيما يتعلق بدور المسجد. هؤلاء المفكرون لا يريدون استخدام المسجد على الإطلاق، فالمسجد في نظرهم رمز للإسلام بصرف النظر عما سيقال أو يحدث داخله. ولذلك فإن محاولة تغيير الإسلام كانت تهدف في المرحلة الأولى إلى تقليل ارتباط الإنسان بالمسجد ما أمكن، ونَقْل ساحة النقاش والفتوى والفكر والدعوة إلى خارج المساجد لتنتقل إلى الفضائيات، أو جمعيات المجتمع المدني، أو المنتديات الفكرية أو الإعلامية. وعندما يُنقل النقاش حول الإسلام إلى خارج المسجد تنفتح الكثير من الفرص لأنصار مشروع تغيير الإسلام، فعندها يصبح عالِم الدين مجرد طرف في النقاش، ويمكن أن يتم التغلب على أفكاره من خلال الحيل الإعلامية والتسويقية وغيرها من الطرق التي لا تمتُّ إلى الرسالة أو المضمون بصلة. فهل أدركتم اللعبة أيها المسلمون؟.
ورغم أن تصورات الغرب في تلك الفترة لتغيير الإسلام كانت متنوعة، إلا أنها كانت تصورات يجمعها قاسم مشترك، وهو عدم الاعتماد الكلي على التيارات العَلْمانية أو الليبرالية العربية للقيام بذلك، فهذه التيارات رغم تبنِّيها المناهج العَلْمانية والليبرالية الغربية، إلا أنها في مجملها تتوقف عندما يتعلق الأمر بالإسلام كونه ديناً. التفسير الغربي لذلك أن بعضاً منهم يحمل بين جوانحه قلباً لا يزال به نور الإسلام، وبعضهم الآخر يدرك أن المعركة خاسرة، وهناك من لا يرى إشعال الصراع حول الإسلام حتى وإن كان ذلك ما يطلبه الغرب.
ومن أجل التغلب على ذلك لجأ الغرب إلى طريقين: الأول: التدخل المباشر لتحقيق الهدف المطلوب من خلال استخدام القوانين الدولية والذراع العسكرية والاقتصادية. أما الطريق الآخر: فهو الضغط المباشر على الدول والحكومات العربية والإسلامية لاتِّخاذ ما يراه الغرب من خطوات لتحقيق الهدف المطلوب وهو تغيير الإسلام. كما بدأ استخدام السفارات ومؤسسات المعونة والجمعيات الغربية الموجودة في المنطقة للمساهمة بشكل عملي ومكشوف في هذا البرنامج. وشهدت السنوات الست الماضية سباقاً محموماً من أجل تحقيق هذه الأهداف، وتمرير هذا المخطط إلى العالم الإسلامي. وتحقق للمشروع بعض النجاحات، ولكنه فشل أيضاً في جوانب أخرى منه كثيرة.