- الأحد مايو 06, 2012 4:35 pm
#50496
الدبابة هي مركبة قتالية مدرعة، مصممة للاشتباك بالعدو بنيرانها المباشرة والمساندة، ويتكون التسليح الرئيسي للدبابة من مدفع ذو عيار كبير وبعض الأسلحة المساندة التي تضم عددا من الرشاشات المحورية والرشاشات الثانوية، وتأمن الدروع الثقيلة للدبابة درجة عالية من الحماية، في حين أن مجنزراتها تمكنها من عبور الأراضي الوعرة بسرعات كبيرة نسبياً.
كان أول ظهور للدبابات في مطلع القرن العشرين، أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث زود الجيش البريطاني بدبابات مارك-1، وذلك لكسر جمود الجبهة في حرب الخنادق ضد الألمان، وهكذا تطور دور الدبابات كسلاح ليحقق الاختراق ومن ثم الاستفادة منه لتطويره والتغلغل لمهاجمة العدو في العمق.
وقلما تعمل الدبابات منفردة، بل تنضوي في تشكيلات مدرعة وفي قوات الأسلحة المشتركة، يدعمها المشاة والمدفعية وغيرها، وبغياب هذا الدعم تصبح الدبابات معرضة للأسلحة المضادة للدروع، الألغام المضادة للدبابات، المدفعية، السمتيات الهجومية أو الدعم الجوى القريب بالطائرات.
وتعد الدبابات من الوسائط المكلفة للغاية من ناحية التشغيل، فهي بحاجة لقدر كبير من الدعم الفني والصيانة، ومع ذلك لا تزال تمثل عنصرا رئيسيا في ترسانات معظم الجيوش حول العالم. لقد انتزعت الدبابة تدريجيا مركز الصدارة من سلاح الفرسان، وتطورت على مستوى التقانة كما وتكتيكاتها القتالية على مدى عدة أجيال وخلال ما يزيد على قرن كامل تقريبا.
صنع البريطانيون أول دبابة في العالم خلال الحرب العالمية الأولى واطلقوا عليها اسم "تانك" أي الصهريج ومنهم انتقل هذا الاسم إلى غالبية دول العالم
حينما ظهرت الدبابة لأول مرة في ساحات الحرب العالمية الأولى أطلق عليها البريطانيون اسم تانك (بالإنكليزية: Tank) وتعني الخزان أو الصهريج وهدف البريطانيون من هذا الاسم ابقاء مشروع صناعة الدبابة سريا، وقد تبنت معظم دول العالم هذه التسمية بما في ذلك الاتحاد السوفيتي (بالروسية: Танк).
في ألمانيا اطلق على الدبابة اسم بانزر (بالألمانية: Panzer) والتي تعني حرفيا "الدرع" وهي اختصار لعبارة "Panzerkampfwagen" والتي تعني "مركبة القتال المدرعة"، في إيطاليا تسمى "كارو أرماتو" (بالإيطالية: Carro armato) أي "المركبة المدرعة"،وفي فرنسا "شار دو كومبات" (بالفرنسية: Char de combat) أي "مركبة القتال" أما في البلدان العربية فتعرف باسم "الدبابة" أي التي تدب دبا بمعنى تمشي على هينتها والاسم يعود إلى آلة قديمة كانت تتخذ لضرب وهدم الحصون.
[عدل]التاريخ
الحرب العالمية الأولى: الدبابات البدائية
خنادق الحلفاء على الجبهة الألمانية الفرنسية بالحرب العالمية الأولى
دبابة بريطانية من فئة "مارك-4" المسماة "تادبول" والتي تم زيادة طول هيكلها لتتمكن من اجتياز الخنادق الألمانية الواسعة.
دبابة مارك-5
بعد تقدم صناعة المدافع الرشاشة الآلية، أصبحت الكلفة البشرية خلال الحروب عالية جداً، فلجأت كافة الجيوش خلال الحرب العالمية الأولى لحفر الخنادق، وتعزيزها بخطوط كثفية من الأسلاك الشائكة والتحصينات. ولفترة لم يكن أمامها للتقدم واكتساب الأرض، إلا القيام بهجمات جبهوية وبتشكيلات ضخمة من الجنود المشاة على شكل موجات بشرية، على أمل تمكن جزء ولو قليل منهم بعبور المنطقة الحرام والفاصلة ما بين الخنادق الصديقة وتلك المعادية، للاشتباك بالعدو في معارك تلاحمية، وكان ذلك يتم تحت وابل كثيف من نيران المدافع الرشاشة وقذائف الهاونات والمدفعية الثقيلة.
ومن هنا بدأت الجيوش سعيا حثيثا لإيجاد الوسائل لحل هذه العقدة، وكان قد أسند مشروع سري للبحرية البريطانية لتقوم بتطوير الدبابة وتدريب طواقمها على اعتبار أنها من السفن البرية، وأشرف اللورد الأول للأدميرالية "وينستن تشرشل" على لجنة سفن البر، وجائت باكورة هذه الجهود في أيلول من العام 1915، بصنع أول نموذج ناجح للدبابة البريطانية "ليتل ويلي". وللحفاظ على السرية نقلت هذه المركبات الجديدة على أنها خزانات للمياه، ومن هنا انسحب عليها الاسم بالإنكليزية وبشكل رسمي منذ كانون أول من نفس العام.
سجل الاستخدام الأول للدبابة في المعارك باشتراك دبابتين من طراز مارك-1 البريطانية الصنع في القتال أثناء معركة "فليرس كورسيليت" (جزء من معركة السوم) في 15 سبتمبر 1916، وطور الفرنسيون دبابة شنيدر.سي.آي-1، واستعملوها لأول مرة في 16 نيسان 1917.
وكانت أول مشاركة ناجحة لحشد من الدبابات في معركة كامبري في 20 تشرين الثاني 1917، وكان لها دور حاسم في معركة "أمينس"، عندما تمكنت قوات الحلفاء من اختراق المواقع الألمانية بفضل دعم الدروع. على الجانب الألماني لم يتم إنتاج إلا عدد محدود من دبابات آي.7.في. والذي لم يتجاوز الـ 20 دبابة حتى نهاية الحرب.
كانت أول مواجهة بين الدبابات من الطرفين يوم 24 نيسان 1918، في "فيلرس بريتونيوكس" عندما تجابهت ثلاث دبابات مارك-4 بريطانية مع ثلاث ألمانية من طراز آي.7.في. لجأ الألمان للعديد من الإجراءات للحد من تأثير دروع الحلفاء، فقاموا بحفر الخنادق العريضة، ووجدوا عرضا بعض الذخائر المؤثرة، كما عمدوا لاستدراجها نحو عوائق رأسية، بغية التمكن من استهداف بطن الدبابة لملاحظتهم هشاشة تدريعه أمام الأسلحة الخفيفة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير مسار الحرب. كما ظهرت تصنيفات جديدة، فكانت الدبابة "الذكر" تسلح بمدافع متوسطة وثقيلة نسبيا، في حين كانت الدبابة "الأنثى" تزود بعدد كبير من الرشاشات الخفيفة بغرض حماية الأولى ومواجهة مشاة العدو كمهمة رئيسية لها. عانت هذه الدبابات البدائية من مشاكل عديدة، فلم تتجاوز سرعتها الـ 13 كم/س على الأكثر، كما كان لها اعتمادية منخفضة عموما لكثرة أعطالها الميكانيكية والفنية، وكمثال يكفي القول أنه ومن أصل 150 دبابة مارك-1 احتشدت في معركة السوم، فإنه لم تتمكن إلا 9 دبابات فقط من الانطلاق في مرحلة الهجوم، نتيجة للمشاكل الميكانيكية.
كان أول ظهور للدبابات في مطلع القرن العشرين، أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث زود الجيش البريطاني بدبابات مارك-1، وذلك لكسر جمود الجبهة في حرب الخنادق ضد الألمان، وهكذا تطور دور الدبابات كسلاح ليحقق الاختراق ومن ثم الاستفادة منه لتطويره والتغلغل لمهاجمة العدو في العمق.
وقلما تعمل الدبابات منفردة، بل تنضوي في تشكيلات مدرعة وفي قوات الأسلحة المشتركة، يدعمها المشاة والمدفعية وغيرها، وبغياب هذا الدعم تصبح الدبابات معرضة للأسلحة المضادة للدروع، الألغام المضادة للدبابات، المدفعية، السمتيات الهجومية أو الدعم الجوى القريب بالطائرات.
وتعد الدبابات من الوسائط المكلفة للغاية من ناحية التشغيل، فهي بحاجة لقدر كبير من الدعم الفني والصيانة، ومع ذلك لا تزال تمثل عنصرا رئيسيا في ترسانات معظم الجيوش حول العالم. لقد انتزعت الدبابة تدريجيا مركز الصدارة من سلاح الفرسان، وتطورت على مستوى التقانة كما وتكتيكاتها القتالية على مدى عدة أجيال وخلال ما يزيد على قرن كامل تقريبا.
صنع البريطانيون أول دبابة في العالم خلال الحرب العالمية الأولى واطلقوا عليها اسم "تانك" أي الصهريج ومنهم انتقل هذا الاسم إلى غالبية دول العالم
حينما ظهرت الدبابة لأول مرة في ساحات الحرب العالمية الأولى أطلق عليها البريطانيون اسم تانك (بالإنكليزية: Tank) وتعني الخزان أو الصهريج وهدف البريطانيون من هذا الاسم ابقاء مشروع صناعة الدبابة سريا، وقد تبنت معظم دول العالم هذه التسمية بما في ذلك الاتحاد السوفيتي (بالروسية: Танк).
في ألمانيا اطلق على الدبابة اسم بانزر (بالألمانية: Panzer) والتي تعني حرفيا "الدرع" وهي اختصار لعبارة "Panzerkampfwagen" والتي تعني "مركبة القتال المدرعة"، في إيطاليا تسمى "كارو أرماتو" (بالإيطالية: Carro armato) أي "المركبة المدرعة"،وفي فرنسا "شار دو كومبات" (بالفرنسية: Char de combat) أي "مركبة القتال" أما في البلدان العربية فتعرف باسم "الدبابة" أي التي تدب دبا بمعنى تمشي على هينتها والاسم يعود إلى آلة قديمة كانت تتخذ لضرب وهدم الحصون.
[عدل]التاريخ
الحرب العالمية الأولى: الدبابات البدائية
خنادق الحلفاء على الجبهة الألمانية الفرنسية بالحرب العالمية الأولى
دبابة بريطانية من فئة "مارك-4" المسماة "تادبول" والتي تم زيادة طول هيكلها لتتمكن من اجتياز الخنادق الألمانية الواسعة.
دبابة مارك-5
بعد تقدم صناعة المدافع الرشاشة الآلية، أصبحت الكلفة البشرية خلال الحروب عالية جداً، فلجأت كافة الجيوش خلال الحرب العالمية الأولى لحفر الخنادق، وتعزيزها بخطوط كثفية من الأسلاك الشائكة والتحصينات. ولفترة لم يكن أمامها للتقدم واكتساب الأرض، إلا القيام بهجمات جبهوية وبتشكيلات ضخمة من الجنود المشاة على شكل موجات بشرية، على أمل تمكن جزء ولو قليل منهم بعبور المنطقة الحرام والفاصلة ما بين الخنادق الصديقة وتلك المعادية، للاشتباك بالعدو في معارك تلاحمية، وكان ذلك يتم تحت وابل كثيف من نيران المدافع الرشاشة وقذائف الهاونات والمدفعية الثقيلة.
ومن هنا بدأت الجيوش سعيا حثيثا لإيجاد الوسائل لحل هذه العقدة، وكان قد أسند مشروع سري للبحرية البريطانية لتقوم بتطوير الدبابة وتدريب طواقمها على اعتبار أنها من السفن البرية، وأشرف اللورد الأول للأدميرالية "وينستن تشرشل" على لجنة سفن البر، وجائت باكورة هذه الجهود في أيلول من العام 1915، بصنع أول نموذج ناجح للدبابة البريطانية "ليتل ويلي". وللحفاظ على السرية نقلت هذه المركبات الجديدة على أنها خزانات للمياه، ومن هنا انسحب عليها الاسم بالإنكليزية وبشكل رسمي منذ كانون أول من نفس العام.
سجل الاستخدام الأول للدبابة في المعارك باشتراك دبابتين من طراز مارك-1 البريطانية الصنع في القتال أثناء معركة "فليرس كورسيليت" (جزء من معركة السوم) في 15 سبتمبر 1916، وطور الفرنسيون دبابة شنيدر.سي.آي-1، واستعملوها لأول مرة في 16 نيسان 1917.
وكانت أول مشاركة ناجحة لحشد من الدبابات في معركة كامبري في 20 تشرين الثاني 1917، وكان لها دور حاسم في معركة "أمينس"، عندما تمكنت قوات الحلفاء من اختراق المواقع الألمانية بفضل دعم الدروع. على الجانب الألماني لم يتم إنتاج إلا عدد محدود من دبابات آي.7.في. والذي لم يتجاوز الـ 20 دبابة حتى نهاية الحرب.
كانت أول مواجهة بين الدبابات من الطرفين يوم 24 نيسان 1918، في "فيلرس بريتونيوكس" عندما تجابهت ثلاث دبابات مارك-4 بريطانية مع ثلاث ألمانية من طراز آي.7.في. لجأ الألمان للعديد من الإجراءات للحد من تأثير دروع الحلفاء، فقاموا بحفر الخنادق العريضة، ووجدوا عرضا بعض الذخائر المؤثرة، كما عمدوا لاستدراجها نحو عوائق رأسية، بغية التمكن من استهداف بطن الدبابة لملاحظتهم هشاشة تدريعه أمام الأسلحة الخفيفة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير مسار الحرب. كما ظهرت تصنيفات جديدة، فكانت الدبابة "الذكر" تسلح بمدافع متوسطة وثقيلة نسبيا، في حين كانت الدبابة "الأنثى" تزود بعدد كبير من الرشاشات الخفيفة بغرض حماية الأولى ومواجهة مشاة العدو كمهمة رئيسية لها. عانت هذه الدبابات البدائية من مشاكل عديدة، فلم تتجاوز سرعتها الـ 13 كم/س على الأكثر، كما كان لها اعتمادية منخفضة عموما لكثرة أعطالها الميكانيكية والفنية، وكمثال يكفي القول أنه ومن أصل 150 دبابة مارك-1 احتشدت في معركة السوم، فإنه لم تتمكن إلا 9 دبابات فقط من الانطلاق في مرحلة الهجوم، نتيجة للمشاكل الميكانيكية.