صفحة 1 من 1

الحرب العالمية الأولى

مرسل: الأحد مايو 06, 2012 5:32 pm
بواسطة عبدالعزيز العمر 5
الحرب العالمـية الأولى (1914 - 1918م). شملت الحرب العالمية الأولى أكثر الأقطار وسببت أعظم الخسائر التي لم تسببها حرب أخرى فيما عدا الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م).
لقد أشعلت طلقات حادثة الاغتيال التي وقعت في النمسا ـ المجر تلك الحرب وجرت سلسلة من التحالفات بين القوى الأوروبية الرئيسة لخوض القتال كان كل جانب يتوقع نصراً سريعاً لكن الحرب استمرت أربع سنوات وأزهقت أرواح مايقرب من عشرة ملايين من القوات المتحاربة.
أدت تطورات عدة إلى إراقة دماء كثيرة في هذه الحرب وأدى التجنيد الإجباري إلى أن تكون الجيوش أكبر مما كانت عليه من قبل وكان التعصب الوطني سببا دفع كثيرا من الرجال إلى الموت كما أدت الدعاية دورها في تأييد الحرب وإظهار كل طرف في عيون الآخر بمظهر الشرير.
في 28 يونيو 1914م اغتيل الأرشيدوق فرانسيس فرديناند ولي عهد النمسا - المجر في سراييفو وكان للقاتل جافريلو برنسيب ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب فاعتقدت النمسا ـ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال وانتهزت الفرصة لتعلن الحرب على الصرب لتأخذايضا" بثأر قديم.

أشعل اغتيال فرانسيس فرديناند الحرب العالمية الأولى لكن بعض المؤرخين يعتقدون أن الحرب كانت لها أسباب أعمق وهي أنها نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة الأوروبية والسباق من أجل المستعمرات وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية.

وعندما بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـ وهي التي عرفت بدول التحالف ـ الصرب ضد قوى الوسط المكونة من النمسا ـ المجر وألمانيا ثم انضمت أمم أخرى لدول التحالف أو لقوى الوسط ومنها (تركيا).

أحرزت ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية وفي الجبهة الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914م وحاربت الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرقي فرنسا ولم يحدث تحول في الجبهة الغربية طوال ثلاث سنوات ونصف السنة رغم الحرب الضارية.

وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا ـ المجر.

تأرجح القتال ما بين كرٍ وفر حتى سنة 1917م عندما اندلعت ثورة في روسيا وسرعان ما طلبت روسيا عقد هدنة.

بقيت الولايات المتحدة الامريكية على الحياد أول الامر لكن كثيرا" من الامريكيين تحولوا ضد قوى الوسط بعد أن أغرقت الغواصات الألمانية السفن غير الحربية وفي سنة 1917م انضمت الولايات المتحدة إلى الحلفاء وأمدت الحلفاء بقوى بشرية كانوا في حاجة إليها لكسب الحرب واستسلمت قوى الوسط في خريف 1918م.

كان للحرب العالمية الأولى نتائج لم تستطع الدول المتحاربة أن تتنبأ بها فقد ساعدت الحرب على إسقاط أباطرة النمسا ـ المجر وألمانيا وروسيا كما اسقطت امبراطوريه طالما هيمنت وسادت وهى الدوله العثمانيه وساعدت معاهدات الصلح دولاً جديدة في أن تخرج إلى حيز الوجود من نطاق قوى مهزومة لقد تركت الحرب أوروبا متهالكة لاتستطيع أن تعود لوضع قيادي في الشؤون العالمية مثلما كان لها من قبل وأوجدت تسوية الصلح ظروفا أدت إلى الحرب العالمية الثانية.

الأمم المتحاربة

الحلفاء :
روسيا...................................1 أغسطس 1914م
البريـطانية الإمبراطورية...........4 أغسطس 1914م
بلجيكا...................................4 أغسطس 1914م
الجبل الأسود..........................5 أغسطس 1914م
الصين...................................14أغسطس 1914م
البرتغال................................9 مارس 1916م
البرازيل................................26 أكتوبر 1917م
كوبــا...................................7 أبريل 1917م
بنما.......................................7 أبريل 1917م
الولايات المتحدة.....................6 أبريل 1917م
اليونان..................................2 يوليو 1917م
كوستاريكا............................23 مايو 1918م
نيكاراجوا..............................8 مايو 1918م
هاييتي..................................12 يوليو 1918م
جواتيمالا................................23 أبريل 1918م

دول الوسطى :

صربيا....................................28 يوليو 1914م
النمسا ـ المجر.........................28 يوليو 1914م
ألمانيا...................................1 أغسطس 1914م
بلغاريا...................................14 أكتوبر 1915م
الدولة العثمانية......................31 أكتوبر 1914م
سان مارينو............................3 يونيو 1915
سيام.....................................22 يوليو 1917م
رومانيا..................................27 أغسطس 1916م

اسباب الحرب
تنحصر الأسباب الرئيسية للحرب العالمية الأولى في:
1- نمو النزعات القومية.
2- بناء قوة حربية.
3- التنافس على المستعمرات.
4- التحالفات العسكرية.

1- نمو النزعات القومية
تجنبت أوروبا حرباً كبرى في المائة عام السابقة على الحرب العالمية الأولى ورغم أن حروبا صغيرة اشتعلت فإنها لم تضم دولا أخرى لكن فكرة اكتسحت القارة في القرن التاسع عشر ساعدت على بدء الحرب الكبرى تلك الفكرة كانت القومية وهي الاعتقاد أن الولاء لامة بعينها ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي ولاء آخر وزاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب لأن أهداف أمة ما لابد أن تتعارض مع أهداف أمة أو مجموعة أمم أخرى بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة وتحولها قضايا كبرى وأصبح من الممكن أن تؤدي شكوى صغيرة إلى تهديد بالحرب لقد قويت القومية خلال سنوات القرن التاسع عشر بين أفراد الشعب الذين يشتركون في لغة واحدة وتاريخ أو ثقافة وقد أدى استعار المشاعر القومية إلى قيام دولتين جديدتين تأسستا على أساس من مبادئ القومية هما: ألمانيا وإيطاليا اللتان كانتا نتاجا لتوحد دويلات عديدة صغيرة وكان للحرب دور كبير في تحقيق التوحيد القومي في إيطاليا وألمانيا.
ولقيت السياسات القومية تأييدا عاطفيا عندما منحت دول كثيرة في غرب أوروبا حق التصويت لأناس أكثر وأعطى حق التصويت المواطنين اهتماما أكبر وإعجابا أعظم بالأهداف القومية.
ومن ناحية أخرى أضعفت القومية الإمبراطوريات الشرقية في النمسا ـ المجر روسيا والدولة العثمانية.
كانت هذه الإمبراطوريات تحكم مجموعات عرقيه ودول كثيرة تناضل من أجل الاستقلال وكانت الصراعات بين المجموعات القومية متفجرة في دول شبه جزيرة البلقان في الجنوب الشرقي من أوروبا وعرفت شبه الجزيرة بأنها برميل البارود في أوروبا لأن شعوبا كثيرة من البلقانيين كانوا جزءًا من الدولة العثمانية.
حصلت اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال في الفترة من 1821 إلى 1913م لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة مع جيرانها بشأن الحدود وانتهزت النمسا ـ المجر وروسيا ضعف الدولة العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان.
وجاء التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر الحرب العالمية الأولى وقادت صربيا حركة لتوحيد العنصر السلافي في المنطقة أما روسيا وهي أقوى الدول السلافية فقد أيدت صربيا لكن النمسا ـ المجر كانت تخشى القومية السلافية التي أدت إلى قلق في إمبراطوريتها حيث كان هناك ملايين من السلاف يعيشون تحت حكم النمسا ـ المجر. وفي سنة 1908م أغضبت النمسا ـ المجر صربيا بإلحاق البوسنة والهرسك إلى إمبروطوريتها، وكانت صربيا تريد السيطرة على هذه الأراضي لأن كثيراً من الصرب يعيشون هناك.
2-بناء القوة الحربية
قبل أن تنفجر الحرب العالمية الأولى، وفي أواخر القرن الثامن عشر كان لدى ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم اعتمدت فيه على تجنيد عسكري لكل القادرين من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم.
وسلكت أقطار أخرى نفس المسلك الذي سلكته ألمانيا وزادت من جيوشها المتحفزة وظلت بريطانيا في أول الأمر غير مهتمة بشأن بناء ألمانيا لقوتها حيث كانت دولة في جزيرة تعتمد على أسطولها للدفاع والزود عن اى خطر وكان أقوى أسطول في العالم فى ذلك الوقت.
أدى التقدم التقني في الأدوات والمعدات وأساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات الحربية وأصبحت المدافع والأسلحة الحديثة الأخرى أكثر دقة وأسرع من الأسلحة السابقة وأصبحت البواخر والسكك الحديدية قادرة على الإسراع في حركة القوات والإمدادات.
وفي نهاية القرن التاسع عشر ساعدت التقنيات الحديثة الأقطار على أن تشن حروبا أطول وتتحمل خسائر أفدح من ذي قبل.
ورغم ذلك فإن الخبراء العسكريين أصروا على أن الحروب القادمة سوف تكون أقصر امدا".

-التنافس على المستعمرات

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين حولت الأمم الأوروبية كل إفريقيا تقريبًا ومعظم آسيا إلى مستعمرات كما ألهبت زيادة التصنيع التسابق نحو المستعمرات التي أمدت الأمم الأوروبية بالمواد الخام للمصانع وبالأسواق لبضائعها المصنعة وبفرص الاستثمار لكن التسابق نحو المستعمرات أحدث توترًا بين الأقطار الأوروبية.

4-نظام التحالفات العسكرية

أعطت التحالفات القوى الأوروبية إحساسا بالأمن قبل الحرب العالمية الأولى وكان كل قطر يسعى إلى عدم تشجيع أعدائه بالهجوم عليه بالدخول في اتفاقيات عسكرية مع بلد أو بلدان أخرى.

فمثل هذه الاتفاقية تضمن مساعدة أعضاء التحالف لهذا القطر لكن هذا النظام خلق أخطارا معينة.

إذ إن اندلاع الحرب يضطر أعضاء التحالف الأخرى إلى الدخول في الحرب وهذا يعني أن عددا من الأمم سوف تشترك في القتال الذي لن يقتصر على الطرفين المتنازعين وكان التحالف يعني أن يضطر بلد ما إلى أن يعلن الحرب ضد بلد آخر أو الدخول في شأن لايهمه.

بالإضافة إلى ذلك فإن بنود كثير من التحالفات ظلت سرا وكانت السرية من شأنها أن تزيد من فرص إساءة حكم البلد على نتائج أعماله.


التحالف الثلاثي
كانت ألمانيا في قلب السياسة الأوروبية الأجنبية منذ سنة 1870م وحتى نشوب الحرب العالمية الأولى حيث كون المستشار أوتو فون بسمارك رئيس وزراء ألمانيا سلسلة من التحالفات لتقوية أمن بلده فبدأ بتحالف مع النسما ـ المجر.

وفي سنة 1879م اتفقت ألمانيا والنمسا ـ المجر أن تشتركا في الحرب إذا ما هوجم أي بلد منهما من جانب روسيا ثم انضمت إيطاليا إلى التحالف سنة 1882م وأصبح هذا التحالف يعرف بالتحالف الثلاثي.

اتفق أعضاء التحالف الثلاثي أن يساعد كل منهم الآخر في حال وقوع أي عدوان من بلدين أو أكثر.

ثم جعل بسمارك النمسا ـ المجر وألمانيا تدخلان في تحالف مع روسيا وكان هذا التحالف الذي عرف بعصبة الأباطرة الثلاثة قد تكون سنة 1881م.

اتفقت القوى الثلاث على أن تظل على الحياد إذا اشتركت واحدة منها في حرب مع قطر آخر وحث بسمارك النمسا ـ المجر وروسيا المتنافستين حول النفوذ في البلقان بأن تعترف كل منهما بنفوذ الأخرى في المنطقة ومن ثم قلل من شأن خطر الاحتكاك بين البلدين.

وساءت علاقات ألمانيا مع البلدان الأوروبية الأخرى بعد ترك بسمارك السلطة سنة 1890م.

لقد عمل بسمارك على أن يحُول بين فرنسا جارة ألمانيا في الغرب وبين أن تتحالف مع دولة أخرى من جيران ألمانيا في الشرق أي مع روسيا والنمسا.
وفي سنة 1894م اتفقت روسيا وفرنسا على تعبئة قواتهما إذا ما عبأت أمة أخرى من دول التحالف الثلاثي قواتها.

كما اتفقت فرنسا وروسيا على أن تساعد كل منهما الأخرى إذا ما هوجمت إحداهما من جانب ألمانيا.


الوفاق الثلاثي
اتبعت بريطانيا سياسة خارجية خلال القرن التاسع عشر عرفت بالعزلة المجيدة.

لكن بناء ألمانيا لقواتها البحرية جعل بريطانيا تشعر بالحاجة إلى حلفاء وأنهت بذلك عزلتها.

وفي سنة 1904م سوت كل من فرنسا وبريطانيا خلافاتهما الماضية حول المستعمرات ووقعتا الاتفاق الودي.

وعلى الرغم من أن الاتفاق لم يتضمن أية التزامات بمساعدة حربية إلا أن البلدين بدءا مناقشة خططهما الحربية المشتركة.

وفي سنة 1907م انضمت روسيا إلى الحلف الودي وأصبح يعرف بالوفاق الثلاثي ولم يرغم الوفاق الثلاثي أعضاءه أن يشتركوا في الحرب مثلما تضمن التحالف الثلاثي لكن التحالفات قسمت أوروبا إلى معسكرات متنازعة.