صفحة 1 من 1

الشيوعية

مرسل: الأحد مايو 06, 2012 6:05 pm
بواسطة عبدالعزيز العمر 5
الشيوعية هي إيديولوجيا اجتماعية وسياسية واقتصادية التي تهدف إلى تأسيس مجتمع ثوري اشتراكي خالٍ من الطبقات مبني على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج. هذه الحركة بتفسيراتها الماركسية اللينينية أثرت بشكل ملحوظ على تاريخ القرن العشرين الذي شهد تنافساً حاداً بين «العالم الاشتراكي» (وهو الدول الاشتراكية المحكومة من قبل أحزاب شيوعية) و«العالم الرأسمالي» (وهي دول حكومات الأسواق الاقتصادية والديموقراطية الليبرالية) الذي بلغ ذروته في الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية والكتلة الغربية.
في النظرية الماركسية تعتبر الشيوعية مرحلة معينة من مراحل التطور التاريخي الذي يخرج حتماً من تطور القوات المنتجة التي تقود إلى غزارة في الثروة المادية التي تسمح للتوزيع المبني على الاحتياجات والعلاقات الاجتماعية التي تعتمد على حرية الأفراد.
يختلف المعني الدقيق للشيوعية وغالباً ما يتم عن طريق الخطأ الخلط بينها وبين الاشتراكية في الخطاب السياسي العام. ولكن النظرية الماركسية تؤكد أن الاشتراكية ما هي إلا مرحلة انتقالية في الطريق إلى الشيوعية.
قام اللينييون بمراجعة هذه النظرية عن طريق تقديم مفهوم حزب الطليعة للثورة البروليتارية والتحكم بجميع القوى السياسية بعد الثورة باسم العمال وبمشاركهم في المرحلة الانتقالية بين الرأسمالية والاشتراكية.
فهي نظرية اجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع. وتعتبر الشيوعية (الماركسية) تياراً تاريخياً من التيارات المعاصرة. الأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية وأسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين ويعتبر أيضاً من أهم رواد الشيوعية في العصر الحديث والتي دافعت عنها حتى ماتت من أجل افكارها وهى العالمة والفيلسوفة روزا لكسمبورغ والتي أضافت إضافات ذات اهمية كبيرة للنظرية الشيوعية كتطور حتمي للاشتراكية.
وفي الرؤية الماركسية، الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية، تأتي بعد مرحلة الاشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللا قومية، ويرى ماركس أن الصراع التنافسي للبرجوازية يولد العهد الكوسموبوليتي الذي يغلب عليه الطابع الاحتكاري، وتحول الربح التنافسي للربح الاحتكاري سيؤدي إلى ثورات تفرض النظم الاشتراكية ويتقاضى كل فرد في المجتمع حسب عمله، حيث يتم القضاء على الملكية الخاصة، وتأتي الشيوعية كتطور تاريخي للاشتراكية، ومن ميزات العهد الشيوعي أنه عهد أممي، وتزول الدولة تلقائياً وتضمحل بحيث يتلاشى وجود الدولة، بينما يرى أعداء الشيوعية أن التطور التاريخي يقود إلى مرحلة العولمة، وقد رأى فوكوياما أن العولمة نهاية التاريخ، وفي النظام العالمي الذي تنبأ به فوكوياما يقول أنها ستقصي ثمانين بالمئة من سكان الأرض خارج سوق العمل، وسيعيشون على الفتات، ويرى الشيوعيون أن مرحلة العولمة هي ذاتها مرحلة الكوسموبوليتية التي تحدث عنها ماركس في بيانه الشيوعي، لكن الشيوعيين يرون أن عهد العولمة الكوسموبوليتي سينتهي إلى نظام اشتراكي تفرضه الثورات، أما أعداء الشيوعية فيرون أن العولمة هي نهاية التاريخ، ولن تتطور البشرية بعدها.
الشيوعية الأولى
كثير من المثقفين الغربيين قاموا بالدفاع عن أفكار مشابهة لفكرة الشيوعية. ففي القرن الرابع قبل الميلاد، قام الفيلسوف اليوناني أفلاطون باقتراح يضع الملكية عامة لكل المجتمع لكي يبعد عن طبقات المجتمع الدنيا التناحر فيما بينها في ملكية العقار ويعتبر أيضا اكتشاف جدير بالنظر ان نجد عند افلاطون أول مبادئ الشيوعية حين ذكر بعض من المبادئ التي نادى بها كارل ماركس في مثاله عن المدينة الفاضلة التي تقوم على مشاعية الملكية. في العام 1534م، قام المدعو جون من مدينة لايدين بتحويل مدينة منستير إلى مجتمع أطلق عليه اسم "القدس الجديدة" وابتدع فكرة تعدد الأزواج والزوجات إلى أن هجم الكاثوليك على تلك المدينة مما أدى إلى حدوث مذبحة في المدينة ونهاية حلم المدعو جون. في القرن التاسع عشر وإبّان الثورة الصناعية في أوروبا، سئم الكثيرون من الانحطاط والاضطهاد الذين ألمّا بالناس نتيجة اللهث وراء لقمة العيش فاعتزلوا المجتمع، ونذكر هنا روبرت أوين الذي اعتزل المجتمع وكوّن مجتمعاً صغيراً أسماه نيو هارموني في ولاية إنديانا الأمريكية وكان المجتمع الصغير الذي أنشأه يتخذ طابعاً شيوعياً.[ادعاء غير موثق منذ 936 يوماً]
كلمة "الشيوعية" في اللغة
الشيوعية في اللغة تأتي من كلمة مشاعية، والمشاعية هي في مفهوم الماركسيين والشيوعيين، مشاعية الملكية للأرض ووسائل الإنتاج، ويرى الشيوعيون أن الشيوعية هي مرحلة تاريخية تتلو الاشتراكية، وحسب أدبيات الأحزاب الشيوعية فإن الفرق بين الشيوعية والاشتراكية يتلخص بالشعارات التالية حيث إنه في النظم الاشتراكية، يكون لكل عمله ولكل حسب جهده، أما في العهد الشيوعي فيكون لكل عمله ولكل حسب حاجته.
المدارس الشيوعية الماركسية
الماركسية – اللينينية
هي رؤية اشتراكية اعتمدها الاتحاد السوفييتي وأغلب الأحزاب الشيوعية ما زالت تعتمدها. تقول النظرية بإمكانية بناء الشيوعية عن طريق برنامج ضخم تصنيعي وجماعي. وعلى الرغم من سقوط الاتحاد السوفييتي ما زالت الأحزاب الشيوعية تدعو لرفع الراية الماركسية اللينينية. كذلك تقول الماركسية اللينينية بالامبريالية الرأسمالية، والتركيز على بناء الحزب الذي يحكم نيابة عن الطبقة العاملة، وتطوير الدولة الاشتراكية والمركزية. قام لينين هنا بتكييفها مع الوضع في روسيا.
الستالينية
هي إشارة إلى النظام السياسي تحت قيادة جوزيف ستالين. قامت على الخطة الخمسية في تسريع التصنيع، ربط الماركسية – اللينينية بالقومية الروسية، الاشتراكية في بلد واحد، زيادة المتناقضات كلما زاد التقدم في البناء الاشتراكي، قمع المعارضين السياسيين حسب الاقتضاء.
التروتسكية
هي المعارضة اليسارية لستالين، وقد نجح ستالين في نفي تروتسكي. أسس تروتسكي الأممية الرابعة. نشطت في البلدان المتقدمة في أوروبا وأميركا. قامت التروتسكية على أساس الثورة البروليتاريا العالمية وقيام دكتاتوريا البروليتاريا على أساس الديمقراطية.
الماوية
اتجاه ماركسي لينيني مرتبط بماو تسي تونغ. كان لإصلاحات خروشوف صدا في تصاعد الخلافات بين الصين والاتحاد السوفييتي. الأحزاب المعارضة لخروشوف قالت بأنها معادية للرجعية.
التيتوية
تقوم على أساس أن كل بلد يجب أن يكون لديه الوسائل الخاصة من أجل تحقيق الشيوعية وفقا لظروف البلد نفسه، ولا يمكن تطبيق نموذج وحيد على الجميع. هذا الاتجاه منسوب إلى الزعيم اليوغسلافي يوسف بروز تيتو.
الشيوعية المجالسية
هي نظرية ماركسية وتحررية في الوقت عينه، تعارض المركزية في الديمقراطية الاجتماعية وفي اللينينية. حيث تؤكد عللا حكم مجالس العمال في مواقع العمل والمجتمعات. وتدار المجتمع ككل من قبل مجلس العمال الذي يتألف من مندوبين عن العمال يمكن عزلهم في أي لحظة.
اللوكسمبورغية
ترتكز على كتابات روزا لوكسمبورغ حيث تقول أن المركزية الديمقراطية ليست ديمقراطية حقيقية. تدعم فكرة الشيوعية المجالسية. تشبه التحررية في الاعتماد على الجماهير في الثورة، ولكنها ترى أهمية للحزب الثوري. ترفض سياسة الإصلاحات الديمقراطية الاجتماعية. انتقدت روزا كل من لينين وتروتسكي.
زوتشيه
أيديولوجية كوريا الشمالية. تصف أنها التطبيق الخلاق للماركسية اللينينية. تستبدل العمال بالعسكريين كقوة ثورية رئيسية. وفقا لكيم جونغ إيل يجب أن يكون للشعب استقلال في الفكر والسياسة واكتفاء ذاتي اقتصادي واعتماد ذاتي في الدفاع. وأن السياسة يجب أن تخدم تطلعات الجماهير ويجب أن تخدم بناء الثورة، وأن أسلوب الثورة والبناء يكون وفقا للبلد، وأهم عمل ثوري هو التعبئة الفكرية الشيوعية للجماهير.
المدارس الشيوعية غير الماركسية
الشيوعية التحررية
ترتبط بميخائيل باكونين ولا تعود للأممية بل لنقابة العمال الدولية. يربط الشيوعيين التحرريين الدولة بالرأسمالية وأن الواحدة لا يمكن أن تلغى بدون الثانية. الشيوعي التحرري بيتر كروبوتكين قال بالتحول الثوري للمجتمع. النقابية التحررية تساند الشيوعية التحررية ولكنها ترتكز على النقابات بدلا من الأحزاب في التغيير الثوري. تدعم الشيوعية التحررية التنظيم الاجتماعي الحر الذي يقوم على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج وعلى الديمقراطية المباشرة وعلى سلطة مجالس العمال بالتوافق مع الحرية الفردية والديمقراطية.