سورية: رسائل الثورة
مرسل: الأحد مايو 06, 2012 7:54 pm
الثّورة عبارة عن عمل جراحيّ في جسد الوطن، وضرورة الثّورة تنبع من حجم العلّة التي يعاني منها الوطن، وبهذا المقياس فإنّ الثّورة السّوريّة أعظم الثّورات العربيّة مشروعيّة؛ لأنّ السّوء الذي لحق بسورية والسّوريين من وراء هذا النّظام القاتل هو أعظم من كلّ سوء لحق بالعرب والمسلمين في أيّ مكان من أرض!
إنّ الثّورة السّوريّة دخلت في شهرها الرّابع عشر وهي أشدّ تصميمًا على المضيّ إلى آخر المشوار، وكأيّ ثورة عظيمة وكبيرة حاولت توجيه عدد من الرّسائل للنّظام الفاسد وللشّعب المصابر بكل فئاته، كما أنّها وجهت رسائل للثّوار والدّاعمين لهم، وتلك الرّسائل نابعة من جوهر الثّورة ومن أدبياتها وأهدافها، ولعلّ من أهم تلك الرّسائل الرّسائلَ التّالية:
1- الرّسالة الأولى موجّهة إلى الشّعب السّوريّ، تذكّره فيها الثّورة بالمآسي التي لاقاها خلال ما يزيد عن أربعين سنة من الخداع والتّخويف والسّلب والنّهب وتقييد الحرّيات، وتذكره كذلك بالإمكانات الهائلة التي يملكها، ويستطيع توظيفها في إسقاط نظام البغي والعدوان، والحقيقة أنّ الثّورة السّورية فجّرت كلّ ينابيع الخير في نفوس المتعاطفين معها من السّوريين وغيرهم، واستطاعت أن تحدث في نفوسهم وفي حياتهم الاجتماعيّة ما يشبه الزلزال؛ فصار النّاس يعجبون من حجم التّغيير الذي طرأ على حياتهم، وأيّ تغيير أعظم من أن يصبح نيل الشّهادة هدفًا متألّقًا لعدد كبير من الشّباب، وأن يصبح إيثار المنكوبين بالسّكن والمال والطّعام شيئًا مألوفًا وعاديًّا؟!
إنّ المألوف في الثّورات العالميّة أنّها تشتغل على تغيير الفضاء السّياسيّ وإعادة تشكيل الطّبقة السّياسيّة، لكنّ الثّورة السّوريّة رأت أن تشتغل على الفضاء الإنسانيّ ليكون كلّ تغيير سياسيّ مقبل عبارة عن صدى للتّغيير الأخلاقيّ والإنسانيّ الذي ينعم به النّاس في سورية اليوم.
لقد أوضح الشّعب السّوريّ للعالم بأنّه يملك القدرة على التّضحية ونكران الذّات، ويملك المثابرة على البذل والعطاء غير المشروط، وهذا في حدّ ذاته يشكّل نصرًا مبينًا بكلّ المقاييس والمعايير.
2- رسالة إلى النّظام تخبره فيها بأنّه فقد شرعيّته حين بدأ بقصْف المدن وقتْل الأطفال واغتصاب الحرائر، ولذلك فالثّورة السّوريّة هي ثورة على الشّرعيّة التي استمدّها النّظام من دعوى الوطنيّة والقوميّة والممانعة في وجوه المشاريع الغربيّة، وكانت الفكرة المركَّزة والمعبِّرة في هذا الصّدد هي: (الشّعب لا يثق بالنّظام). وحين تُعدم الثّقة فإنّ كلّ الدّعاوى والرّوابط الوطنيّة تصبح من غير معنى.
النّاس في بداية الثّورة كانوا يطالبون بالإصلاح، ثم تبيّن لهم خلال أشهر قليلة بأنّ النّظام الذي يحكمهم مصمّم بطريقة لا تسمح بإدخال أيّ تغييرات عليه، فهو: إمّا أن يبقى على ما هو عليه، وإمّا أن يرحل، وليس هناك منزلة ثالثة بين هاتين المنزلتين، وهذه القناعة لا تزداد مع الأيّام إلاّ رسوخًا، حيث تقدّم كلّ المبادرات العربيّة والدّوليّة البراهين على صحّتها.
3- وجّهت الثّورة رسالة صريحة وواضحة إلى أقطاب المعارضة ومحترفي العمل السّياسيّ وكلّ القيادات الدّينيّة والشّعبيّة، وهذه الرّسالة تؤكّد لهم أنّ عليهم أن يسارعوا إلى الالتحاق بالثّورة على شروطها هي وليس على شروطهم.
إنّها تقول لهم: اللّحظة التي تمرّون بها هي لحظة تضحية وبذل، وليست لحظة تقاسم للمناصب أو تأسيس للألقاب وأشكال النّفوذ، ومن المؤسف أنّ بعض قادة المعارضة لم يستوعبوا هذا المعنى، ومضوا يتنافسون على المكاسب الصّغيرة، وأنا متأكّد من أنّ الثّورة سوف تتجاوزهم، وتتركهم في نهاية المطاف وشأنهم
إنّ الثّورة السّوريّة دخلت في شهرها الرّابع عشر وهي أشدّ تصميمًا على المضيّ إلى آخر المشوار، وكأيّ ثورة عظيمة وكبيرة حاولت توجيه عدد من الرّسائل للنّظام الفاسد وللشّعب المصابر بكل فئاته، كما أنّها وجهت رسائل للثّوار والدّاعمين لهم، وتلك الرّسائل نابعة من جوهر الثّورة ومن أدبياتها وأهدافها، ولعلّ من أهم تلك الرّسائل الرّسائلَ التّالية:
1- الرّسالة الأولى موجّهة إلى الشّعب السّوريّ، تذكّره فيها الثّورة بالمآسي التي لاقاها خلال ما يزيد عن أربعين سنة من الخداع والتّخويف والسّلب والنّهب وتقييد الحرّيات، وتذكره كذلك بالإمكانات الهائلة التي يملكها، ويستطيع توظيفها في إسقاط نظام البغي والعدوان، والحقيقة أنّ الثّورة السّورية فجّرت كلّ ينابيع الخير في نفوس المتعاطفين معها من السّوريين وغيرهم، واستطاعت أن تحدث في نفوسهم وفي حياتهم الاجتماعيّة ما يشبه الزلزال؛ فصار النّاس يعجبون من حجم التّغيير الذي طرأ على حياتهم، وأيّ تغيير أعظم من أن يصبح نيل الشّهادة هدفًا متألّقًا لعدد كبير من الشّباب، وأن يصبح إيثار المنكوبين بالسّكن والمال والطّعام شيئًا مألوفًا وعاديًّا؟!
إنّ المألوف في الثّورات العالميّة أنّها تشتغل على تغيير الفضاء السّياسيّ وإعادة تشكيل الطّبقة السّياسيّة، لكنّ الثّورة السّوريّة رأت أن تشتغل على الفضاء الإنسانيّ ليكون كلّ تغيير سياسيّ مقبل عبارة عن صدى للتّغيير الأخلاقيّ والإنسانيّ الذي ينعم به النّاس في سورية اليوم.
لقد أوضح الشّعب السّوريّ للعالم بأنّه يملك القدرة على التّضحية ونكران الذّات، ويملك المثابرة على البذل والعطاء غير المشروط، وهذا في حدّ ذاته يشكّل نصرًا مبينًا بكلّ المقاييس والمعايير.
2- رسالة إلى النّظام تخبره فيها بأنّه فقد شرعيّته حين بدأ بقصْف المدن وقتْل الأطفال واغتصاب الحرائر، ولذلك فالثّورة السّوريّة هي ثورة على الشّرعيّة التي استمدّها النّظام من دعوى الوطنيّة والقوميّة والممانعة في وجوه المشاريع الغربيّة، وكانت الفكرة المركَّزة والمعبِّرة في هذا الصّدد هي: (الشّعب لا يثق بالنّظام). وحين تُعدم الثّقة فإنّ كلّ الدّعاوى والرّوابط الوطنيّة تصبح من غير معنى.
النّاس في بداية الثّورة كانوا يطالبون بالإصلاح، ثم تبيّن لهم خلال أشهر قليلة بأنّ النّظام الذي يحكمهم مصمّم بطريقة لا تسمح بإدخال أيّ تغييرات عليه، فهو: إمّا أن يبقى على ما هو عليه، وإمّا أن يرحل، وليس هناك منزلة ثالثة بين هاتين المنزلتين، وهذه القناعة لا تزداد مع الأيّام إلاّ رسوخًا، حيث تقدّم كلّ المبادرات العربيّة والدّوليّة البراهين على صحّتها.
3- وجّهت الثّورة رسالة صريحة وواضحة إلى أقطاب المعارضة ومحترفي العمل السّياسيّ وكلّ القيادات الدّينيّة والشّعبيّة، وهذه الرّسالة تؤكّد لهم أنّ عليهم أن يسارعوا إلى الالتحاق بالثّورة على شروطها هي وليس على شروطهم.
إنّها تقول لهم: اللّحظة التي تمرّون بها هي لحظة تضحية وبذل، وليست لحظة تقاسم للمناصب أو تأسيس للألقاب وأشكال النّفوذ، ومن المؤسف أنّ بعض قادة المعارضة لم يستوعبوا هذا المعنى، ومضوا يتنافسون على المكاسب الصّغيرة، وأنا متأكّد من أنّ الثّورة سوف تتجاوزهم، وتتركهم في نهاية المطاف وشأنهم