التجربة الأردنية في الإصلاح السياسي
مرسل: الأحد مايو 06, 2012 9:03 pm
إننا ندرك إن الأردن المحدود بموارده والقوي بقيادته والتفاف ابنائه حول العرش الهاشمي اصبح النموذج الديمقراطي بالمنطقة وترسخ هذا الانتماء نتيجه العطاء المستمر من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ملتزما بقواعد العمل الديمقراطي وايمانه العالي ان الوطن للجميع وان كل مواطن مسؤول امام القانون والجميع على خط شروع واحد في الحقوق والواجبات 0لذلك يعتبر الاردن نموذجا يحتذى به في المنطقة من حيث الانطلاق لعمليات الاصلاح بمختلف جوانبه سواء في عمليات السوق والتخطيط للبناء الفوقي او التحتي حيث قدم الاردن الصورة الواضحة في تجربته الاصلاحية للعملية السياسية والاقتصادية واعتمدت الولايات المتحدة الامريكية الدلالات الاردنية في نموذجها الاصلاحي مما جعل للاردن دور اقليمي مؤثر في المنطقة وتعاظم هذا النفوذ في معالجة القضية الفلسطينية والعراقية او ضمن الحملة العالمية لمكافحة الارهاب 00 ويعتبر الاردن اشد الداعمين للاصلاح المستمر عبر معالجات المعاضل بكافة جوانبها من خلال سلسلة من الاجراءات الدستورية والقانونية المستندة على قواعد العمل الديمقراطي ويؤكد جلالة الملك عبد الله دائما إن الإصلاح هو برنامج المملكة الأردنية ولا رجعه عنه 0 لنأخذ مثلا موضوع ( فن الثقافة الديمقراطية في الاردن ومن ضمنها مفهوم المسألة ) الذي يشكل اهم عنصر في الادارة الديمقراطية الحديثة للدول مع مفهوم الشفافية0ترى كافة مؤسسات الدولة الاردنية وشخوصها تحت طاولة التساؤل المستمر والحوار البناء ومغادرة الخطأ فورا وابتكار الوسائل والمستلزمات لتفادي وقوع الظلم او الانحياز او التجاوز او التحايل او الخطأ او الاستغلال الوظيفي وفق المصالح الشخصية الضيقة والقضاء على كل هذه المظاهر وعدم الرجعه اليها جاءت وفق المعادله اعلاه دون تمييز احد قريب او بعيد والقانون واحد امام الكل لذلك تشاهد الالتزام العالي المنضبط والاخلاص في العمل وسرعه انجازه بدقة عالية هي المعيار الاول في تحمل المسؤولية المبني على الوعي العالي للمواطنة الصالحة وجميع مؤسسات الاردن تتسابق في تقديم وتوفير الخدمات للمواطن الاردني دون وقوع جهد او عناء من قبل المواطن ليحصل على مبتغاه0 هنا في العراق نسمع معظم المسؤولين في خطاباتهم الكثيرة عن الشفافية والمسألة0 ولكن أين هي ؟ ومن كثرة استخداماتها 00 تحولت الى نكته!! لا يصدقها العراقيون بل يرفضون حتى مجرد سماعها 0 ليست السلطة التنفيذية العراقية هي من أضاعت مصداقية هذا المفهوم بل أيضا القوى السياسية الأخرى المنخرطة في العملية السياسية 0 لكن المتابع للسياسة الرشيدة في الأردن يجد تطبيق هذا المفهوم بكل احترام وتقدير 00 مع الأسف في العراق تأخذ المناقشات المنحى الشخصي المتشنج سببه الرئيسي غياب دقة المعلومة والمصالح الشخصية والأجندات الخارجية التي تحددها أنماط الخلل السياسي والاقتصادي والأمني وبالتالي غياب ( مسألة المسؤول) 0ومن خلال تجربة التسع سنوات الماضية أتضح أن القيادات العراقية لا تؤمن بالشفافية وأمورهم كافة تتم سراً وفق مفهوم ( الباطنية) ؟0 لنتعلم من الأردن عملية التحول الديمقراطي وفي مقدمتها فن القيادة وإعداد الشعب المؤهل لهذا التحول بالإضافة إلى انفتاح الشعب وتامين مجموعة عوامل أخرى للمساهمة واتساع المشاركة الشعبية في الحكم وعودة الحياة واحترام الحرية المسؤولة في التعبير عن الرأي ودعم حرية الكتابة والصحافة واحترام حقوق الإنسان كما جاء بالباب الثاني من الدستور واستحداث كل مقومات إنجاح العمل الديمقراطي والسياسي والاقتصادي في العراق0 ولنستفد من تجارب الآخرين في عمليات البناء والأعمار وتقويه ركائزه وبارك الله بالمخلصين ذات الحس الوطني والأخلاقي الجاد ولنغادر فورا النفاق والانتهازية والنظرة الشخصية الضيقة وسرقة المال العام ولنأخذ الأردن أنموذجا قريبا لنا 0