منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#11073
من كانت بدايته حزن نهايته حزن الحزن كتاب نحن عنوانه
وهل رأيت عنوان لا يتطابق مع الكتاب
وهل رأيت كتاب نصرانيا فيه محمد رسول الله ؟
وهل رأيت كتاب الاسلام فيه المسيح ابن الله؟
كلا كل عنوان هو مطابقا لكتابه والحزن كتاب نحن نحن عنوانه
الحزن منا وفينا والينا وعلينا الحزن نحن من نصنعه بأيادينا ونوجهه لمن حولنا ثم يرجع الينا
ان الحزن لغة لا يعيها ولا يدرك حقيقتها الا من نزف من الحزن نزفا
ولا أضن سواي أو غيري يعيها

أنت عندما تكون من الحزن حتما ستعود للحزن
كل علامات الحزن منذ بدايته ماهي الا علامات لواقع تعيشه ومستقبلا قادم اليك
الحزن في عيوننا الحزن في قلوبنا وحتى في نبرات أصواتنا
الحزن تعابيرنا ومشاعرنا وسلوكنا وأحاسيسنا وردود أفعالنا ومظهرنا
ان الحزن ثقافة وعلم ولغة ان الحزن سر لا يكتشفه الا القلائل
وأنا منهم وخاتمهم وسيدهم
أنا سيد الأحزان أنا عابر جميع أسبابها
حتى وصلت منها قاب قوسين أو أدنى
أنت عندما تحزن هو لسبب كان سبب هذا الحزن من أخرين
الأخرين هؤلاء كل منهم حزن لسبب من أخر وهكذا الى مالا نهاية
أنت عندما تظلم لا تضر المظلوم فقط

بل سيكون المظلوم أداة ووسيلة لظلم الأخرين
والأخرين سيكونون أداة ووسيلة لظلم أخرين
وهكذا تدور في فلك لا نهايه له ولا حتى بداية
وما الظلم الا مثال وقيس على باقي أسباب الحزن
ان كانت أجتماعية او شخصية جماعية او فرديه
نفسية او أخلاقية او فكرية او دينية او بيئية او ظروفيه
بختصار هي وكل هذا هو السببية نعم للحزن سببية
وما أنا وأنت الا سبب من أسباب الحزن لك ولنا ولهم
الحزن يزيد وينقص الحزن يختلف بأسبابه لكن شعوره واحد وهو حزن
الحزن من القريب أو من الغريب السبب أختلف ولكن الشعور واحد وهو حزن
لربما جوهر السبب يزيد فقط وينقص من الحزن
فحزنك من القريب أشد من حزنك من الغريب
لكن كلاهما في النهاية حزن

ان مظهرك وسلوكياتك وأفكارك وحتى مشاعرك تتقلب مع الحزن فيغير فيها ماكان قبلها
ويضع مكانها مظهر مختلف وسلوك مختلف وفكر مختلف ومشاعر تختلف عن السابق
ومن مظاهر الحزن البكاء العزلة لبس السواد
الألم الضيق الأكتئاب الصراخ الأنهيار الجنون وأخيرا الأنتحار
فالحزن لا ينتهي الا بالموت قال تعالى خلقنا الانسان في كبد
كيف كان الأنسان يتعامل مع أحزانه ؟
حتما لا أعرف في الأمم السابقة والعصور الغابرة كيف كان الأنسان حينها يتعامل مع حزنه
ولكن عرفت كيف يتعامل أهل هذا العصر مع أحزانهم
فكان تعاملهم قاسي نعم كل منهم يقسوا على نفسه
هنالك من يتفهم أبعاد الحزن وما هو فيه من حزن فيتعامل مع الحزن مستمد قانون العقل والمنطق
وهذا مثال فقدان عزيز قد توفى هنالك من يتعامل مع الحزن على انه قظاء وقدر
وهنالك من يتعامل مع الحزن على أنه حزن في حد ذاته
فتكون أثاره متبقية فيه وتنعكس على نفسيته

والتي بدورها تنعكس على مظهره وسلوكه ومشاعره وفكره وأرائه
ومعتقداته وردود فعله وقراراته الخاصة به او التي تتعلق بالاخرين
وفقدان عزيز هومثال فقط وقس على باقي الأمثلة من أمثلة الحزن العديدة
أنت بستطاعتك أن تكبر الحزن وتجعله يؤثر فيك وتستطيع أن تصغر الحزن فتتحكم انت فيه
المسئلة تدور حول نظرتنا للحزن بأبعاده وما يترتب عنه جراء هذه النضرة سواء كانت اجابية أو سلبية
ان كل أنسان منا يبحث عن السعادة ولكن الحقيقة أن البحث عن السعادة هو ليس سعادة
مثال شخص سعادته في المال ان بحثه وجمعه للمال هو في ذاته غير سعادة له

بل أنشغال وقلق وهلما جرا مما يترتب عنه وهذا مثال وقس على باقي الأمثلة مما يتصور الأنسان أنها سبب لسعادته
اذأ أين السعادة ؟؟
أين السعادة في أيات القران والأحاديث ؟؟
ان المتدبر للقران يجد أن السعادة تنحصر في الجنة فقط
وكذالك الحال مع الأحاديث والروايات النبوية الشريفة
وقوانين الدنيا خاضعة لأسباب بها تكون السعادة
وقد تعجب عزيزي ان قلت لك أن الحزن هو سبب من أسباب السعادة كيف ؟؟؟
عندما يحزن شخص على فقدان شيء معين وبعد العناء والسهر والتعب والمشقه
ثم يجد هذا الشيء الذي أفتقده وكان يهدف له ويبحث عنه حتما سيشعر بسعادة حينها
لابد أن نعرف ماذا نريد من السعادة وأي سعادة نريدها في دنيانا
بل السعادة هل هي شيء أم مجموعة أشياء هل هي سبب واحد أم مجموعة أسباب وهل تنصب في بعد معين ام في عدة أبعاد

الجنة في الاخرة بطبيعة الحال فيها أسباب متعدده تحقق السعادة الأبدية من أنهار وفواكة وحور عين ومالم يخطر على بالك
ولن يخطر الا اذا دخلت الجنه ستندهش منها حينها قبل أن تكتشفها
وأذا كان الجنة فيها سبل متعددة لتحقيق السعادة الأبدية من تعدد محتويات الجنة ومافيها من نعيم مختلف فكيف الدنيا ؟؟؟؟؟؟
هل سبب واحد من السعادة كفيل بتحقيق سعادة كاملة في الدنيا ؟؟؟
عقليا ومنطقيا لا
لهذا تجد أن الأنسان يستخدم عدة أشياء ويبحث عن عدة اشياء حتى تتوفر فيه السعادة الكاملة
مثال فرضي وهمي نتصوره ونفترضة ونطرحه بهذا الشكل
لو كان هنالك انسان على وجه الارض اجتمعت فيه كل أسباب السعادة الدنيوية
من أصغر سبب وأتفهه الى أكبر سبب وأعظمه هل تتصور أنه سيكون سعيد فعلا ؟؟؟
مشكلة من يبحث عن السعادة يتناسى طبيعة الحياة أن فيها ملل وتشبع
وهذا بحد ذاته كفيل بأن مع مرور الزمن ينهي لك علة السعادة الموجودة في شيء معين كنت تسعد به
مما يجعلني أتيقن أن سعادة الجنة متجددة السبل لا نهائية حتى يكون هنالك حقا سعادة أبدية
والمتفكر والمتأمل لما حوله سيجد نوعيات وفرت لها كل شيء وهم لا يعيشون في سعادة
مما يعني أن الحزن بجانب أنه يكون سبب أحيانا من أسباب السعادة
الا أنه شي مطلوب حتى تبقى السعادة وهذا خاضع للأنداد والأظداد
الحزن ظد السعادة والسعادة ظد الحزن لولا وجود الحزن لما عرفنا السعادة
كالليل والنهار تماما لولا ذاك ماعرفنا تلك