- الاثنين مايو 07, 2012 6:13 am
#50669
يعد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة من أقوى جماعات الضغط في البلاد، والذي له تأثيره الكبير على السياسة الخارجية الأمريكية، بالرغم من قلة عدده مقارنة بالتجمعات العرقية الأخرى بالولايات المتحدة، فهناك تجمعات للأمريكيين من أصول لاتينية يفوق عددها بكثير عدد اللوبي الصهيوني، إلا أن اللوبي الصهيوني جيد التنظيم والتمويل، واستطاع أن ينشئ له منظمات تدير أعماله مثل منظمة "إيباك" التي يجتمع عليها يهود الولايات المتحدة ويستطيعون من خلالها أن يؤثرون في صنع القرار الأمريكي.
وفي العام الماضي نشر اثنان من علماء السياسة الأمريكيين عددًا من المقالات السياسية على شبكة الإنترنت بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" بعدد كلمات وصل إلى 34 ألف كلمة، وهما جون ميرشماير من جامعة شيكاجو، وسيتفين والت من كلية جون كينيدي للحكم بجامعة هارفارد، وقد ظهرت نسخ مختصرة من تلك المقالات في دورية "لندن ريفيو" للكتب. وقال المؤلفان في هذا الكتاب أن إسرائيل قد أصبحت عبئًا استراتيجيًا كبيرًا على الولايات المتحدة، ولكنها في الوقت ذاته ظلت تحظى بدعم قوي بسبب اللوبي الإسرائيلي الغني وجيد التنظيم والقادر على الإقناع والذي استطاع أن يحكم قبضته الخانقة على الكونجرس والنخبة الأمريكية. كما أكد المؤلفان أن إسرائيل واللوبي الإسرائيلي استطاعا أن يحظيا بقدرة كبيرة على إقناع إدارة الرئيس بوش بغزو العراق، وقالا إننا ربما نشهد في يوم قريب جدًا دفع أمريكا نحو توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، والكتاب في مجمله عبارة عن مجموع لمقالات الأستاذين التي نشرت في الصحافة في الفترة الماضية.
ويتبنى الأستاذان المذهب الواقعي في علم السياسة، ومن وجهة نظريهما أن القرارت الدبلوماسية يجب أن تتم وفقًا للمصالح القومية العليا، وقالا في الكتاب أنه في فترة ما بعد الحرب الباردة وبعد انتهاء الصراع ما بين القوتين العظميين فإن الولايات المتحدة لم يعد لديها دافع لأن تكون الحامي الأمين لمصالح دولة إسرائيل. وقال المؤلفان أن المليارات الثلاثة التي تدفعها أمريكا في هيئة معونات خارجية سنويًا لإسرائيل، وتفريطها في بيع أكثر التقنيات العسكرية تقدمًا، وقيام أمريكا بتقديم 34 فيتو في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات معاقبة إسرائيل منذ عام 1982، كل ذلك ليس في المصلحة القومية العليا للولايات المتحدة. وقال المؤلفان أن هناك واجبًا أخلاقيًا تجاه الولايات المتحدة لدعم بقاء إسرائيل، ولكنهم يرفضان قبول أن تكون إسرائيل بتلك الأهمية الاستراتيجية الكبيرة للولايات المتحدة، وقالا أن زوال إسرائيل لن يقوض سواء المصالح الجيوسياسية لأمريكا في المنطقة، كما لن يضير بقيمها الأساسية، وهذا هو ما يطلقان عليه المذهب الواقعي في السياسة.
ولاحظ المؤلفان أن النقاشات حول إسرائيل في الولايات المتحدة قليلة للغاية، وأن الثمن الحتمي لمن ينتقد إسرائيل هو أن يوصم بمعاداة السامية، ولكنهما رغم ذلك قررا الكتابة عن اللوبي الإسرائيلي لكسر ذلك التابوه المحرم من أجل تحفيز ا لغير على إجراء مناقشات حول وجوده، وتوقعا أن يواجها هجمات بشعة، ولم يخب ظنهما كثيرًا، فقد نشر إليوت كوهين الأستاذ بجامعة هوبكينز مقالاً في الواشنطن بوست الأمريكية هجومًا عليهما تحت عنوان "نعم، إن ذلك معاداة للسامية"، كما أوردت جريدة التايمز البريطانية أن العديد من المنظمات اليهودية قد سحبت دعوات لعقد لقاءات مع ميرشماير ووالت، في انتهاك واضح لآداب وروح المناقشات وحرية التعبير.
وينفي كل من ميرشماير ووالت أن يكونا معاديان للسامية أو أنهما عنصريان، ولكن يقولا أنهما علماء جادين ولا يوجد سبب للتشكيك في ولائهما وإخلاصهما، ووصفا في الكتاب الانتهاكات الأخلاقية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتي يتفق معهما الكثير من الإسرائيليين واليهود الأمريكيين، كما تحدثا عن حرب العراق وسألا العديد من الأسئلة الاستراتيجية عن العلاقة المميزة بين إسرائيل وأمريكا والتي تستحق النقاش، كما أنهما وصفا إسرائيل على أنها القوة الغاشمة الوحيدة على الساحة الدولية، ويحملان إسرائيل واللوبي الإسرائيلي الكثير من اللوم على ما وصفاه بفقدان البوصلة الأمريكية وفقدانها لأموالها وأرواح أبنائها.
كما أشار المؤلفان في الكتاب إلى خطورة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتلكؤ الأمريكي لفعل المزيد لكبح جماحها. وقد أثنى المستشار السابق للأمن القومي للرئيس كارتر زيبيجنيو بريزنسكي على الأستاذين ميرشماير ووالت على صفحات دورية فورين بوليسي الأمريكية، وقال أنهما أسديا خدمة جليلة بإطلاق مناظرات شعبية طالما احتاجها الشعب الأمريكي لمناقشة دور إسرائيل في السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه قال أن مشاركة اللوبي المدعوم خارجيًا في إدارة السياسات الأمريكية ليست شيئًا جديدًا، فقد تعامل مع الكثير منها في حياته السياسية، ووصف التجمعات الإسرائيلية والكوبية والأرمنية على أنها الأقوى على الساحة الأمريكية، ثم يأتي بعد ذلك التجمعات اليونانية والتايوانية، ثم التجمعات البولندية التي كانت في السابق ذات نفوذ وقد اشتكى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت نفسه إلى جوزيف ستالين من قوة نفوذه، ويقول أنه يتوقع أن تشهد الساحة الأمريكية المزيد من النفوذ من التجمعات المكسيكية والهندوسية والصينية في المستقبل القريب.
وأكد الأستاذان ميرشماير ووالت في كتابيهما على أن ترويض نفوذ التجمعات الخارجية داخل أمريكا هو ما يرغبان فيه، ويجب أن يتم تقنين عمل تلك التجمعات وفرض قوانين على تمويل حملاتها، ولكن هذا ليس بالطبع السبب الرئيس لنشر هذا الكتاب، ولكن يقول المؤلفان أن هناك العديد من المشكلات في السياسة الخارجية الأمريكية والتي حدثت مؤخرًا، مثل الحجج الواهية والمخادعة لتبرير غزو العراق وعدم قدرة الصحافة على تحدي وفضح هذا الخداع، وأوهام الانتصار التي روجت لها الإدارة الأمريكية، والأداء الفقير للاستراتيجيين الأمريكيين الذين خططوا لتلك الحرب، إضافة إلى الكوارث الأخلاقية لأبو غريب وجوانتانامو، وتزايد شراسة الحرب الأهلية في العراق، ثم العجز الأمريكي الحالي للتعامل مع الرابح الوحيد من غزو العراق وهي إيران، وقالا أن كل ذلك زاد من الغضب الشعبي الأمريكي الذي يطالب الآن بتوضيحات. أما توضيحات ميرشماير ووالت فهو أن السبب في ذلك من البداية هو اللوبي الإسرائيلي، وقالا أن كتابيهما لم يكن بمثابة التشخيص لتلك الازدواجية الأمريكية ولكنه فضح لأعراضها.
وفي العام الماضي نشر اثنان من علماء السياسة الأمريكيين عددًا من المقالات السياسية على شبكة الإنترنت بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" بعدد كلمات وصل إلى 34 ألف كلمة، وهما جون ميرشماير من جامعة شيكاجو، وسيتفين والت من كلية جون كينيدي للحكم بجامعة هارفارد، وقد ظهرت نسخ مختصرة من تلك المقالات في دورية "لندن ريفيو" للكتب. وقال المؤلفان في هذا الكتاب أن إسرائيل قد أصبحت عبئًا استراتيجيًا كبيرًا على الولايات المتحدة، ولكنها في الوقت ذاته ظلت تحظى بدعم قوي بسبب اللوبي الإسرائيلي الغني وجيد التنظيم والقادر على الإقناع والذي استطاع أن يحكم قبضته الخانقة على الكونجرس والنخبة الأمريكية. كما أكد المؤلفان أن إسرائيل واللوبي الإسرائيلي استطاعا أن يحظيا بقدرة كبيرة على إقناع إدارة الرئيس بوش بغزو العراق، وقالا إننا ربما نشهد في يوم قريب جدًا دفع أمريكا نحو توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، والكتاب في مجمله عبارة عن مجموع لمقالات الأستاذين التي نشرت في الصحافة في الفترة الماضية.
ويتبنى الأستاذان المذهب الواقعي في علم السياسة، ومن وجهة نظريهما أن القرارت الدبلوماسية يجب أن تتم وفقًا للمصالح القومية العليا، وقالا في الكتاب أنه في فترة ما بعد الحرب الباردة وبعد انتهاء الصراع ما بين القوتين العظميين فإن الولايات المتحدة لم يعد لديها دافع لأن تكون الحامي الأمين لمصالح دولة إسرائيل. وقال المؤلفان أن المليارات الثلاثة التي تدفعها أمريكا في هيئة معونات خارجية سنويًا لإسرائيل، وتفريطها في بيع أكثر التقنيات العسكرية تقدمًا، وقيام أمريكا بتقديم 34 فيتو في مجلس الأمن الدولي ضد قرارات معاقبة إسرائيل منذ عام 1982، كل ذلك ليس في المصلحة القومية العليا للولايات المتحدة. وقال المؤلفان أن هناك واجبًا أخلاقيًا تجاه الولايات المتحدة لدعم بقاء إسرائيل، ولكنهم يرفضان قبول أن تكون إسرائيل بتلك الأهمية الاستراتيجية الكبيرة للولايات المتحدة، وقالا أن زوال إسرائيل لن يقوض سواء المصالح الجيوسياسية لأمريكا في المنطقة، كما لن يضير بقيمها الأساسية، وهذا هو ما يطلقان عليه المذهب الواقعي في السياسة.
ولاحظ المؤلفان أن النقاشات حول إسرائيل في الولايات المتحدة قليلة للغاية، وأن الثمن الحتمي لمن ينتقد إسرائيل هو أن يوصم بمعاداة السامية، ولكنهما رغم ذلك قررا الكتابة عن اللوبي الإسرائيلي لكسر ذلك التابوه المحرم من أجل تحفيز ا لغير على إجراء مناقشات حول وجوده، وتوقعا أن يواجها هجمات بشعة، ولم يخب ظنهما كثيرًا، فقد نشر إليوت كوهين الأستاذ بجامعة هوبكينز مقالاً في الواشنطن بوست الأمريكية هجومًا عليهما تحت عنوان "نعم، إن ذلك معاداة للسامية"، كما أوردت جريدة التايمز البريطانية أن العديد من المنظمات اليهودية قد سحبت دعوات لعقد لقاءات مع ميرشماير ووالت، في انتهاك واضح لآداب وروح المناقشات وحرية التعبير.
وينفي كل من ميرشماير ووالت أن يكونا معاديان للسامية أو أنهما عنصريان، ولكن يقولا أنهما علماء جادين ولا يوجد سبب للتشكيك في ولائهما وإخلاصهما، ووصفا في الكتاب الانتهاكات الأخلاقية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والتي يتفق معهما الكثير من الإسرائيليين واليهود الأمريكيين، كما تحدثا عن حرب العراق وسألا العديد من الأسئلة الاستراتيجية عن العلاقة المميزة بين إسرائيل وأمريكا والتي تستحق النقاش، كما أنهما وصفا إسرائيل على أنها القوة الغاشمة الوحيدة على الساحة الدولية، ويحملان إسرائيل واللوبي الإسرائيلي الكثير من اللوم على ما وصفاه بفقدان البوصلة الأمريكية وفقدانها لأموالها وأرواح أبنائها.
كما أشار المؤلفان في الكتاب إلى خطورة المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتلكؤ الأمريكي لفعل المزيد لكبح جماحها. وقد أثنى المستشار السابق للأمن القومي للرئيس كارتر زيبيجنيو بريزنسكي على الأستاذين ميرشماير ووالت على صفحات دورية فورين بوليسي الأمريكية، وقال أنهما أسديا خدمة جليلة بإطلاق مناظرات شعبية طالما احتاجها الشعب الأمريكي لمناقشة دور إسرائيل في السياسة الخارجية الأمريكية، ولكنه قال أن مشاركة اللوبي المدعوم خارجيًا في إدارة السياسات الأمريكية ليست شيئًا جديدًا، فقد تعامل مع الكثير منها في حياته السياسية، ووصف التجمعات الإسرائيلية والكوبية والأرمنية على أنها الأقوى على الساحة الأمريكية، ثم يأتي بعد ذلك التجمعات اليونانية والتايوانية، ثم التجمعات البولندية التي كانت في السابق ذات نفوذ وقد اشتكى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت نفسه إلى جوزيف ستالين من قوة نفوذه، ويقول أنه يتوقع أن تشهد الساحة الأمريكية المزيد من النفوذ من التجمعات المكسيكية والهندوسية والصينية في المستقبل القريب.
وأكد الأستاذان ميرشماير ووالت في كتابيهما على أن ترويض نفوذ التجمعات الخارجية داخل أمريكا هو ما يرغبان فيه، ويجب أن يتم تقنين عمل تلك التجمعات وفرض قوانين على تمويل حملاتها، ولكن هذا ليس بالطبع السبب الرئيس لنشر هذا الكتاب، ولكن يقول المؤلفان أن هناك العديد من المشكلات في السياسة الخارجية الأمريكية والتي حدثت مؤخرًا، مثل الحجج الواهية والمخادعة لتبرير غزو العراق وعدم قدرة الصحافة على تحدي وفضح هذا الخداع، وأوهام الانتصار التي روجت لها الإدارة الأمريكية، والأداء الفقير للاستراتيجيين الأمريكيين الذين خططوا لتلك الحرب، إضافة إلى الكوارث الأخلاقية لأبو غريب وجوانتانامو، وتزايد شراسة الحرب الأهلية في العراق، ثم العجز الأمريكي الحالي للتعامل مع الرابح الوحيد من غزو العراق وهي إيران، وقالا أن كل ذلك زاد من الغضب الشعبي الأمريكي الذي يطالب الآن بتوضيحات. أما توضيحات ميرشماير ووالت فهو أن السبب في ذلك من البداية هو اللوبي الإسرائيلي، وقالا أن كتابيهما لم يكن بمثابة التشخيص لتلك الازدواجية الأمريكية ولكنه فضح لأعراضها.