منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By صالح العجيان0
#50683
- نظرية الانتقام الشامل : Massive Retaliation
هي نظرية بلورها جون فوستر دلاس ووزير خارجية الولايات المتحدة المريكية في الخمسينات و التي اعتقد أنها ستكون بمثابة التصحيح لكل الأخطاء و نقاط الضعف التي أسفر عنها تطبيق سياسة الاحتواء ضد الإتحاد السوفييتي في مرحلة التالية على انتهاء الحرب المباشرة .
و تقوم هذه النظرية على أن الطريقة الوحيدة لردع أي معتد هي أن يقنعه مقدما بان أعماله العدوانية ستجلب عليه انتقاما مروعا يجعله يخسر أكثر مما يكسب و من ثمة فان الهدف من تطبيق إستراتيجية الانتقام الشامل لن تقتصر على مجرد محاصرة الكتلة الشيوعية و تطويقها ( كما كان الهدف من سياسة الاحتواء ) و إنما كان يتجاوز ذلك إلى العمل على تحرير هذه الكتلة و تدميرها ، و هدفها هو حمل الخصم على الاستسلام و فرض إرادة النصر عليه .
و قد اخذت الاهتمام من طرف الرأي العام الأمريكي الذي رفض مبدأ الحرب المحدودة في مقابل تأكيد المبدأ الأمريكي الامتناع عن حرب أو الدخول في حرب شاملة و كان ذلك ناتجا من تجربة الحرب الكورية ( 1950 – 1953 ) الفاشلة
و قد قامت هذه النظرية على ثلاث مقومات:
1 – تخفيض للقوات البرية الأمريكية و تقليص حجم الانفاق العسكري
2 – بناء جدار عازل للكتلة الشرقية عن طريق الأحلاف – حلف بغداد وحلف جنوب شرق آسيا
3 – أي محاولة لانتهاك الشيوعيين( الإتحاد السوفييتي) لخط التقسيم الفاصل بين الكتلتين يشكل مبررا كافيا لدخول الولايات المتحدة في حرب شاملة ضدها .
لقد تعرضت نظرية الانتقام الشامل لأول اختبار عنيف لها أثناء حرب الهند الصينية 1954 و هو الاختبار الذي ثبت بعده أن التهديدات الأمريكية باللجوء إلى شن حرب شاملة بالأسلحة النووية لم تكن إلا من قبيل التهويش لذا فقدت قابليتها للتصديق كما أنها برهنت عدم قابليتها للحركة و التصرف في مواجهة الحروب المحدودة و النزاعات المحلية و أنها بالتجائها إلى التهديد بالحرب أذعرت حلفاء أمريكا حين أخفقت في إرهاب أعدائها و انتهت إلى حالة يرثى لها .
كما لم يحظ بالنجاح نتيجة إطلاق السوفيت لأول صاروخ 1357 يحمل قمرا اصطناعيا ( سبوتنيك ) إلى مدار حول الأرض مما اعتبرته القيادة الأمريكية قدرة السوفيت على استخدام هذه الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية إلى أي مكان و هو ما يعني تفوق القوة الاستراتيجية السوفيتية العابرة للقارات و قدرتها على توجيه الضربة الأولى دون عقاب مما أدى الى ظهورالحرب الشاملة حيث تعني الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا فيما أصبحت الحرب المحدودة هي أعمال العسكرية التقليدية .
5- نظرية الرد المرن : Flexible Résponse
ساهم في وضعها كل من داويت ايزنهاور ورئيس الأركانماكسويل تايلور شاع استعمال هذا المصطلح خلال فترة الحرب الباردة و قد إتخذ إسم الاستجابة المرنة، الرد تحت السيطرة ،نظرية التدرج في الهجوم الانتقامي .
وبالمعنى الاستراتيجي نشأ الرد المرن من الحاجة الى التخلي عن الرد الانتقامي الشامل و استبداله بشيء مرن و أكثر عرضة للسيطرة و ذلك انه لا يجب الرد على العدوان بحرب عنيفة تستخدم فيها كل الوسائل حتى الذرية و إنما يجب الرد بطريقة مرنة و بقدرات تتناسب مع ما حدث من عدوان، حيث أقنعت أزمة برلين الثانية و الوضع في الفيتنام الإدارة الأمريكية أن أمريكا بحاجة إلى توسيع قدراتها التقليدية لمواجهة المزيد من الأوضاع الطارئة .
و قد إقتنعكنديو دافع عنها لأنها نظرية مرنة في الوقت و هي توفر المقدرة على التصرف إزاء أي نوع من أنواع الحرب سواء كانت عالمية ،محدودة،نووية، تقليدية،كبيرة أو صغيرة و لان الرد المرن ليس الرد المماثل فقد يكون الرد على الهجوم دفاعا نوويا تكتيكيا أو عملا نوويا محدود خشية تحول النزاع من محدود إلى شامل و أن يحافظ الردع على مصداقيته .
و بهذا اتضح بان الأساس في إستراتيجية الرد المرن هو وجود خيارات متعددة يمكن اعتماد احدها و أن الرد على الهجوم الشيوعي يجب أن يتلاءم مع الخيار الاستراتيجي المعتمد . انتقدت لأن من غير الممكن أن تكتفي دولة ما بانتقام مماثل للهجوم الذي تعرضت له و إنما ترد بقسوة ، أما فيما يخص إستراتيجية الرد المتدرج تضمنت بعض خصائص الرد المرن و بعض خصائص الرد الشامل و تقضي هذه الاستراتيجية بدأ الأعمال القتالية و تنفيذها من الأصغر إلى الأكبر و من البسيط إلى المعقد وفق ثلاث مراحل :
1 – الدفاع المباشر : في حال وقوع هجوم سوفيتي تقليدي ( الضربة الأولى ) حيث ستكون الجهود الأولية وقف السوفيت إذا ما حاولوا الهجوم على الغرب باستخدام NATO .
2 – التصعيد المتعمد : كانت تقليدية عندما دخلت قوات الشمال الأطلسي مما أدى إلى الاستسلام الإتحاد السوفييتي و تدخل NATO و استخدامه للأسلحة النووية .
3 – الرد بالعمل النووي : و هي المرحلة الاخيرة و هي اكثر سيناريو للتدمير المتبادل و تعني مجموع الهجوم على العالم الشيوعي إذا لم يفعل السوفيت ذلك .
6- نظرية الدومينو:
تقوم على افتراض وقوع دولة ما في يد قوة كبيرة سوف يؤدي إلى التوالي سقوط الدول المجاورة و كأنه بناء أقيم رأسيا ، فإذا أزيح جزء منه انهار باقي البناء على التوالي .