صفحة 1 من 1

تلخيص كتاب " إدارة الأزمات في عالم متغير"

مرسل: الاثنين مايو 07, 2012 11:37 am
بواسطة صالح العجيان0

تلخيص كتاب " إدارة الأزمات في عالم متغير"
للدكتور عباس رشدي العماري

الطبعة الأولى عام 1993

الناشر : مركز الأهرام للترجمة والنشر

المكان : القاهرة – شارع الجلاء

عدد صفحات الكتاب 222




الدكتور عباس رشدي العمارى، السفير بوزارة الخارجية، حاصل على دكتوراه في القانون، ودكتوراه أخرى في العلوم السياسية، وهو أستاذ زائر سابقا بجامعة الإيبرو أمريكانا في المكسيك، وفي أكاديمية ناصر، وله عدة مؤلفات منها صنع القرارات المصرية، ومعالجة الأزمات الدولية،وإدارة الأزمات والأمن القومي المصري.
يعرض هذا الكتاب علم إدارة الأزمات في تطورها التاريخي ,إضافة إلى دراسة عدد من الحالات لأزمات دولية و عربية ,كيم تم تسييرها و إدارتها و الدروس المستفادة منها .

مفهوم الأزمة في العلم الاجتماعي المعاصر:
تناول الباحث في هذا العنصر مفهوما للأزمة في علم الاجتماع المعاصر حيث يراها
أنها مرحله متقدمه من مراحل الصراع في أي مظهر من مظاهره وعلى أي نطاق من نطاقاته بدءا من داخل النفس البشرية الواحدة وانتهاء بالصراعات الدولية وهو غريزة متجذرة في أغوار النفس البشرية منذ ان قتل قابيل أخاه هابيل وهو حقيقة من حقائق الحياة الثابتة .
وعندما نقول ان ألازمه مرحله من مراحل الصراع فإننا نقصد بذلك مختلف مظاهر الصراع الإنساني وفي كل مجال من مجالاته وعلى أي مستوى من مستوياته ابتداء من الصراع النفسي الذي يفقد الإنسان توازنه النفسي عند ذروه احتدامه والصراع بين الإنسان وأخيه الإنسان داخل مجتمعه بمستوياته المختلفة من الأسرة إلى القبيلة إلى العشيرة والى الدولة وبين الدولة وغيرها من الدول .

بعض التعريفات لمفهوم الأزمة :
تعددت التعريفات التي تناولت الأزمة ,حيث اعتمد الكثير من الباحثين على إيجاد تعريفا يشمل جميع جوانب هذا المصطلح المهم ,و قد قام الباحث بجمع مجموعة من التعاريف التي تناولت هذا المصطلح .
1. يعرف فوالتر ريموند مؤلف قاموس " المصطلحات السياسية " الأزمة الدولية بأنها حدوث خلل جسيم في العلاقات الطبيعية بين الدول ذات السيادة بسبب عجزها عن حل نزاع قائم بينها .

2. ويعرف هنري كيسنجر مفهوم الأزمة بأنها : هي عرض لوصول مشكله ما إلى المرحلة السابقة مباشرة على الانفجار مما يقتضي ضرورة لمبادرة بحلها قبل ان تتفاقم عواقبها .

3. ويعرف أوران يونج – الكاتب السياسي فيشمل تعريفه للازمه وإدارتها معا تقوله أنها حدوث تحد معتمد يقابله رد فعل مدروس وفي هذه العملية يسعى كل من طرفي النزاع إلى توجيه الأحداث الصالحة ويشمل النطاق الزمني للازمه وحدوث التحدي وحدود القرار اللازم لمواجهته وتأثير هذا القرار على الخصم ورد فعله عليه .

4. كورال بيل يعرف ألازمه بأنها : وصول عناصر الصراع في علاقة ما إلى المرحلة التي تهدد بحدوث تجول جذري في طبيعة هذه العلاقة مثل التحول من السلم إلى الحرب في العلاقات الطبيعية بين الدول والتفتح في علاقات التحالف والتصدع في تماسك المنظمة الدولية .
5. ويعرف مجمع سلوك ألازمه الدولية ألازمه بأنها : موقف ناجم عن حدوث تغيرفي البيئة الخارجية أو الداخلية للقرار السياسي .

سمات القرار السياسي في تصور السلطة العليا للمجتمع :
1. ظهور تهديد للقيم الأساسية للمجتمع يتزامن معه أو يعقبه
2. إمكانية الدخول في مواجهه عسكريه.
3. مع الإدراك أن هناك وقتا محدودا للرد على هذا التهديد

السمات الظاهرة للازمه:
1. إمكانية حدوث مواجهه مسلحه
2. محدودية الوقت اللازم للرد على هذا الخطر
3. الشعور بالخطر المحدق

أسباب الأزمة : تناول الباحث في هذا العنصر أهم الأسباب التي تتسبب في حدوث الأزمات حيث جاءت كما يلي:
1. الأسباب الاقتصادية : فمنذ أقدم العصور ويمكننا ان نلاحظ ان ندره المياه أو المرعى كانت من أهم أسباب الصراع التي دفعت القبائل البدائية إلى مهاجمة بعضها البعض .
و كمثال على هذا : تلك الأحداث التي سادت مصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية نتيجة التضخم الناتج عن اقتصاديات الحرب والذي أدى إلى ازدياد الفوارق الاجتماعية بين الطبقات بسبب ارتفاع الأسعار وعدم ارتفاع الأجور والبطالة المترتبة على إغلاق العديد من المصانع بعد انتهاء الحرب أو لعدم قدرتها على الصمود في وجه المنافسة الأجنبية .
2. أسباب اجتماعيه : والمثال لا يزال مأخوذا عن مصر يذاكر الأستاذ محمد حسنين هيكل انه كان هناك احد عشر ألفا من كبار الإقطاعيين يملكون وحدهم 70% من الأراضي الزراعية في مقابل 11 مليون فلاح لا يملكون سوى اجر يومهم أي عدم تكافؤ في العمل والمشاركة السياسية والتنافر القومي والديني في المجتمعات التي تتعدد فيها الأعراق و الديانات والصراعات الحزبية والثقافية "التجديد في مواجهة قداسه التراث " كلها مفجرات للصراع الاجتماعي .
3. أسباب ايدولوجية : لابد من التفرقة ما بين الايدولوجية /أي الصراع الايدولوجي والصراع الثقافي حيث أن الثقافة بمفهومها الواسع تشمل العديد من القيم والمبادئ إما الايدولوجية فهي تتضمن مجموعة من القيم والمبادئ السياسية أكثر تحديدا ووضوحا ومنهجيه ومثال على ذلك : الماركسية وللينيه والديمقراطية الليبرالية
4. أسباب سياسيه : تبين الصراع السياسي على السلطة بين الأحزاب المختلفة اوبين الحاكم والمحكوم عندما تعجز آليات تسويه الصراعات الاجتماعية عن تحقيق التوازن الاجتماعي مما يصيب النظام وقيادته وايدولوجيته بأزمة شرعيه حادة كما يصيب المجتمع ككل الشعور بالاغتراب.
5. أسباب مثل الصراع على النفوذ أو الهيبة بين الدول : أي الهيمنة بين الدول أو بين المعسكرات الدولية وهو مايسميه هانز مورجانثو وبالصراع على القوه بمدلولها الواسع وغير المقصود على القوة المادية وحدها .


إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات / الفرق بينهما : يستعرض الباحث في هذا العنصر الفرق بين مصلح إدارة الأزمات و الإدارة بالأزمات و يمكن إيجازها كما يلي :
•إدارة الأزمات هي كيفيه التغلب عليها والتحكم في ضغطها ومسارها واتجاهاتها وتجنب سلبياتها والاستفادة منها أي الاستفادة من ايجابياتها .
•الإدارة بالأزمات : تقوم على افتعال ألازمه وإيجادها كوسيلة لتحقيق أهداف معينه لمتحقق الأزمة أي صانعها .
التحليل الجزئي والشمولي في إدارة الأزمات : لما كانت الأزمة فعلا إنسانيا فان نجاح إدارتها أو الإدارة بها يتوقف إلى حد كبير مع ترك هامشي للظروف غير المتوقعة ومن هذا المنطلق ركزت الدراسات الخاصة بإدارة الأزمات على المقومات الشخصية لصانع قرارات إدارة الأزمات فيما يعرف بالتحليل الجزئي وهو مجال أسهم فيه علماء النفس بقسط وافر من الجهد كما كرست دراسات أخرى في إدارة الأزمات اهتماماتها على عوامل المقومات الخاصة بسلوك الجماعة والمحددات أي محددات الصراع فيها وهو ما يعرف بالتحليل الشمولي أو الكلي وهو ما جعله علماء الاجتماع محورا لنشاطهم .

دور الفرد في صنع قرار الأزمة : يركز الباحث في هذا العنصر عن الدور الذي يلعبه الفرد أو صانع القرار في صنع الأزمة أو صنع قرارها حيث يري
إن الخطوة الأولى والاساسيه في إدارة أزمة ما (أو الادراة بالأزمة ) هي جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات من "موقف الأزمة" وفيما يتعلق بالمعلومات الضرورية نجد أنفسنا إزاء مشكلتين هما :
1. الافتقار إلى الموضوعية في جمع المعلومات : تتعلق المشكلة بصعوبة الحصول على معلومات موضوعيه عن الموقف ووجه الصعوبة في ذلك قد يوضحه الفرض عند حدوث سرقه وهروب لصوص من مكان السرقة فإننا نجد اختلافا نحو اتخاذ القرار الصحيح تتطلب تحديدا دقيقا للخط الفاصل ما بين الحقائق الموضوعية وبين الرؤيا الشخصية لهذه الحقائق .
2. تفسير المعلومات : والمشكلة الأخرى بالنسبة للمعلومات هي محاوله تفسيرها على ضوء رغبات المرء الشخصية أو ما يعرف باسم منطقه الميول النفسية فيتقبل المرء من هذه المعلومات ما يوافق هواه ويتفق مع تطلعاته ويتجاهل من هذه المعلومات ما يخالف رغباته ومن ثم يسعى لاختلاف المبررات للمعلومات التي تجد الهوى في نفسه كما تفننت في إيجاد الذرائع لاستبعاد المعلومات التي تتناقض مع مفاهيمه الاساسيه ومن ثم يأتي تفسيره للمعلومات مشوبا بنظره شخصيه ضيقه بينما يتطلب الإدارة الناجحة للازمات دراسة الأزمة على ضوء عناصرها الموضوعية والأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوثها وعدم الاكتفاء بإلقاء مسئوليه خلق موقف الأزمة على عاتق الخصم ومحاوله تبرئه الذات من أية تبعه في خلق هذا الموقف ذلك أن إدارة ألازمه لا يتحقق نجاحها بالدفاع عن الذات وإنكار الخطأ الشخصي .

الضوابط الاختيارية في العلاقات القطبية:
نجد أن من أهم الضوابط للسيطرة على أزمة العلاقات القطبية وتداعيها :
1. تبادل الرهائن : تقول النظرية العامة للردع النووي انه في العصر النووي يعتبر سكان كافه المدن في الدولتين العظيمتين وحلفائها بمثابة رهائن بالنسبة للقوة الأخرى وذلك نتيجة لعجز حكومات هذه الشعوب عن توفير الحماية الكافية لها ضد ضربه نوويه انتقاميه قد توجهها القوة الأخرى ولذلك أثار اختراع الجديد إلى إضعاف فلسفه الردع النووي .
2. القدرة على الحصول على معلومات عن الطرف الأخر : نقصد بالقدرة على الحصول على معلومات عن الطرف الأخر إمكانية مراقبته والتقدير السليم لقدراته الفكرية ونواياه السياسية ودرجه استعداده ولقد كانت الجاسوسية هي الأسلوب التقليدي لتحقيق هذه الغاية ومازالت حتى يومنا هذا وسيلة لها خطورتها
3. المحافظة على الأوضاع القائمة : وهذا الضابط يشير إلى تسليم كل من القوتين العظمتين بضرورة عدم استخدام القوة لتغير الترتيبات الإقليمية المتفق عليها بينهما والمستقرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية خاصة فيما يتعلق ب المناطق الحمراء أو مناطق النفوذ الحيوي .

شروط جوهريه لنجاح الإدارة بالأزمات : يتطرق الباحث في هذا العنصر إلى الشروط التي يمكن من خلالها نجاح إدارة الأزمة
1. وجود تفاوت كبير في ميزان القوى لصالح مدير الأزمة مما يضطر المستهدف بها إلى التسليم بمطالبه تجنبا لصراع يعرف الأخير نتيجته مسبقا والتاريخ حافل بالأمثلة التي تهدد فيها قوة عظمى دولة صغيرة حتى ترضخ الأخيرة لمطالبها .
2. وفي حاله عدم وجود فارق جوهري بين قوة الطرفين فإن على مدير الأزمة أو مفتعلها أن يقنع الطرف المستهدف بها بقدرته على تكبيده خسائر فادحه في حاله عدم إذعانه .
3. عدم تصعيد الأزمة إلى الحد الذي يوحلها إلى صراع وهي الحالة التي يقدر فيها المستهدف بالأزمة بأنه مطالب بالتضحية بمصلحه جوهريه أو أساسية من مصالحه .
نماذج تطبيقيه :يتناول الباحث في هذا العنصر أهم الأزمات الدولية التي حدثت في العالم و يمكنها إدراجها كما يلي:

الأزمة الصينية 1945-1947 :
يرجع الاهتمام الأمريكي بالصين إلى ثلاثينات هذا القرن حيث يقول المؤرخ شالرمايكل " لقد اعتقد القادة الأمريكيون ان نجاح العدوان الياباني على الصين بعد غزو اليابان لمنثورياوهو بمثابة قيام اليابان بهجوم مباشر على مصالح أمريكا وحلفائها في المحيط الهادي وعندما تحققت ظنون الامريكين بهجوم اليابان على يرل هاربر في 1941 قررت حكومة فرانكلين روزفلت كبح جماع التقدم الياباني عن طريق دعم نظام "شيان – كاي – شيك " عسكريا وسياسيا واقتصاديا حتى يتمكن من المساهمة في التصدي للخطر الياباني أو خاصة بعد أن استقر عزم الولايات المتحدة على أن تلعب دورا رئيسيا في إعادة تشكيل الخريطة الرئيسية لآسيا في عالم مابعد الحرب .
أهداف الحكومة الأمريكية في الصين :
1. منع السوفيت من التدخل في الصين
2. تجنب نشوء حرب أهليه
3. تقويه مركز شيان – كاي – شيك
4. الإسراع إجلاء القوات اليابانية التي مازالت موجودة في الصين حتى يتمكن حرمانهم من فرصه إشعال الفتنه بين الوطنين والشيوعيين.

انفجار الأزمة :
في نوفمبر عام 1945 م وبينما كانت الولايات المتحدة تقوم بتنفيذ قرارها الخاص بمساعدة قوات كاري شيك من خلال نقل أربعة جيوش من هذه القوات من مواقعها في جنوب الصين إلى شمالها اشتبكت هذه القوات مع الشيوعيين وسقط العديد من القتلى الأمريكيين فبادر السفير باتريك هيرلي بتسريب رسالة إلى الصحف الامريكيه يعلن فيها اعتزامه بتقديم استقالته لان تيارا قويا في الخارجية الأمريكية يساند الشيوعيين والصينيين منهم بصفه خاصة وكان هيرلي يقصد من وراء ذلك ان يقطع على خصومه طريق تحميله مسئوليه الوضع المتردي في الصين .

الإدارة الأمريكية للازمة :
أحدثت رسالة هيرلي ردود فعل عنيفة وخاصة بين الجمهوريين – خصوم ترومان الألداء وبين اللوبي الصيني في الولايات المتحدة وعلى المستوى الشعبي بصفه عامه ولذلك اخذ ترومان قرارا سريعا بإيفاد جورج مارشال كممثل شخصي له إلى الصين
وكان تقدير ترومان للموقف والذي اتخذ على أساسه قراره سالف الذكر : إن الاتحاد السوفيتي بعد دخوله الحرب ضد اليابان وعقب مؤتمر "بالتا" قام بنشر قواته في منثوريا أي في مواقع استراتيجيه لمساعدة الشيوعيين الصينيين ومنثم فانه لم يتخذ الولايات المتحدة موقفا حازما في الصين فان الاتحاد السوفيتي سوف يبادر إلى شغل الفراغ السياسي الناجم عن هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية
وقد عبر جورج مارشال عن وجهة نظر الرئيس في تصريح له أدلى به قبل مغادرته البيت الأبيض بعد تعيينه في منصبه الجديد جاء فيه " انه على الرغم من أن توحيد الصين في الوقت الحاضر قد أصبح هدفا بعيد المنال فان تخلي الولايات المتحدة عن كاي شيك سوف يؤدي إلى تقسيم الصين وسيطرة الاتحاد السوفيتي على منثوريا وبالتالي ضياع كل الأهداف التي حاربت الولايات المتحدة من اجلها في الشرق الأقصى

تجميد الأزمة :
توصل ترومان مع مستشاريه بعد تقليب الأمر على كافه وجوهه إلى إيجاد صيغه توفيقه بين هذه الأهداف المتعارضة في ظاهرها : بين عدم التخلي عن كاي شيك وعدم التواني في مساعدته وتطلب تنفيذ هذه الصيغة اتخاذ القرارات الآتية :
1. عدم الإدلاء بأيه تصريحات علنية حول حقيقة نظام كاي – شيك
2. رفض الطلب الذي تقدمت به مدام كاي شيك عام 1948 م للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية حيث سقطت معظم الأسلحة المقدمة كمساعدات للوطنيين في أيدي الشيوعيين وفشلت في وقف تقدمهم وحولت معظم المساعدات الاقتصادية الحسابات أصدقاء كاي شيك في البنوك .
3. رفض طلب آخر تقدمت به مدام كاي شيك بعدم تعيين قائد عسكري أمريكي للقوات الوطنية خشيه أن يؤدي ذلك ذلك إلى تورط الولايات المتحدة في حرب لا ترغب في خوضها
4. خفض معونات العسكرية والاقتصادية للصين في ميزانتي عامي1947-1948

ملاحظات على الإدارة الأمريكية للأزمة الصينية :
1. تمثل ألازمه نوبة من نوبات حاله الخصومة القائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بصفه خاصة والشيوعية العالمية بوجه عام
2. وفي تقيم الإدارة الأمريكية لها يأتي في الجانب السلبي منه مشكله تناقض الانطباعات الشخصية مع الحقائق الموضوعية وفي هذا الصدد يقول بول جونسون في كتابه القيم " تاريخ العالم الحديث من عام 1917 حتى الثمانينات " واصفا محصله هذه ألازمة.
3. وإذا كانت أخطاء الرئيس روزفلت السالف الإشارة إليها قد بذرت بذور الأزمة فان المعلومات المتحيزة للنظام كاي شيك وهي تلك التي كان السفير هيرلي والجنرال ووديماير يوافيان بها الرئيس ترومان والتي تعمدت إخفاء فساد هذا النظام وسوء إدارته وفقدانه لشعبيته قد أسهمت في تفاقم ألازمه
4. وزاد من تفاقمها فضلا عن المعلومات الخاطئة التي بينت قرارات ألازمه على أساسها فقدان الاتصال المباشر مع الطرف الأخر للازمة حيث أهدر الرئيس روزفلت فرصه الذهبية عندما لم يستحب لطلب كلمن ماوتي تونج وشواين لاي بدعوتهما لواشنطن لسماع وجهة نظرهما الخاصة بعد أن أيدت الخارجية الأمريكية طلبهما وهي المقابلة التي لو كان مقدر لها ان تتم
5. كما يؤخذ على إدارة ترومان سماحها للاعتبارات الداخلية بالتأثير على إدارتها للازمة في الوقت الذي يتوقف فيه نجاح إدارة الأزمة ما إلى الحد الكبير على القدرة على عزلها عن المؤثرات الداخلية
6. ويتحمل ترومان مسئوليه تجاهله لنصيحة وزير الخارجية " دين اتشيون " والتي طلب منه أن فيها أن تقبض الولايات المتحدة يدها عن مساعدة الصين وان يترك للتناقض الطبيعي بين أطماع الاتحاد السوفيتي في التوسع في منثوريا وحرص الصين على المحافظة على وحدتها الإقليمية مهمة تفجير الصراع الحقيقي بين الدولتين وفي هذا الصدد أكد "اتشيون" أن هذا التناقض إما أن يدفع الصين إلى محاربة الاتحاد السوفيتي للدفاع عن سلامة أراضيه فتؤدي هذه الحرب إلى تصدع وحدة العالم الشيوعي و إما أن يتغاضى ماوتسي تونج عن استيلاء الاتحاد السوفيتي على جزء من بلاده .

أزمة برلين 1948 - 1949 :
مقدمات الأزمة :
كان أول قرار اتخذه الثلاثة الكبار (ستالين ، ترومان ، اتلى )بعد انتهاء حرب الباسفيك هو عقد مؤتمر للسلام تمثل فيه الدول الدائمة العضوية في مجال الأمن بواسطة وزراء خارجيتها ويكون مقره لندن ولكن السوفيت أثاروا مشكله بالنسبة لاشتراك فرنسا في مفاوضات السلام مع رومانيا وبلغاريا والمجر ، محتجين بان فرنسا قد خرجت من الحرب قبل أن تدخلها هذه الدول ولم تفلح جهود جيمس بورنز وزير الخارجية الأمريكي بيقين وزير خارجية المملكة المتحدة في حمل مولتوف وزير خارجية السوفيتي على العدول عم موقفه وبدا واضحا للجميع أن هدف السوفيت من تعطيل المؤتمر هو توفير الوقت اللازم لدعم احتلال القوات السوفيتية للمناطق التي وصلت إليها في أوروبا الشرقية واسيا قبل انعقاد مؤتمر السلام حتى تواجه هذا المؤتمر بأمر واقع لا مجال للمساومة فيه
وأخيرا جاء قرار الحلفاء بإصدار عملة جديدة في قطاعات الاحتلال الغربي الثلاثة في برلين في أوائل عام 1948 ليشير مخاوف السوفيت ان هذا الإجراء ليس إلا مقدمه لتوحيد قطاعات الاحتلال الغربي وإقامة حكومة حليفه للغرب في ألمانيا الغربية وهو ما كان الحلفاء يعتزمون فعله عندما صرحوا بأنهم يعدون لإجراء انتخابات حرة لتشكيل هذه الحكومة تقول انه على الرغم من أن اتفاقات بوتسدام قد نصت على ألمحافظه على الوحدة الاقتصادية لألمانيا وان قرار الحلفاء بإصدار عملة موحدة في قطاعات احتلالهم الثلاثة قد جاء اتساقا مع هذه الاتفاقيات فان درجه التوتر في العلاقات الغربية – السوفيتية لم تكن في بوتسدام قد ارتفعت بالدرجة المقلقة التي وصلت إليها عندما اتخذ الحلفاء قرارهم الأخير هذا.

تطورات الأزمة : ردا على قرار الحلفاء بإصدار عملة جديدة موحدة في قطاعات الاحتلال الغربي قام السوفيت بفرض حصار على مدينة برلين في يوليو عام 1948 وقطع الاتصالات البرية والنهرية المؤدية إليها ولم يتركوا سوى ممر جوي يربط قطاع الاحتلال الغربي بالعاصمة برلين وقد مثل القرار نقطة انفجار الأزمة

في مواجهة هذا الحصار قررت الولايات المتحدة :
1. فرض حظر على الصادرات إلى منطقه الاحتلال السوفيتي
2. عدم اتخاذ إجراءات عسكريه لفك الحصار بالقوة تجنبا للدخول في مواجهة مع السوفيت وذلك طوال فترة الأزمة
3. تم عرض الأمر على مجلس الأمن إلا أن السوفييت دفعوا بعدم اختصاص المجلس بنظر الموضوع لوقوعه في اختصاص مجلس وزراء الخارجية المنشأ بموجب اتفاق بوتسدام في عام 1945
4. فرض حصار مضاد من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا على الصادرات إلى منطقة الاحتلال السوفيتي
5. إقامة جسر جوي ضخم لتزويد قطاعات الاحتلال الغربي في برلين بالمواد الضرورية.

نهاية الأزمة : وبصدور قرار مجلس وزراء الخارجية بدفع الحصار عن برلين خفت حدة التوتر وعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه في مرحلة ما قبل الأزمة واتفقت الدول الأربع على عقد مؤتمر لمجلس الوزراء الخارجية لمناقشة المشكلة الألمانية في باريس يوم 23 مايو عام 1949.



ملاحظات على إدارة الولايات المتحدة للازمة برلين :
1. ورثت إدارة ترومان بسبب سياسات روزفلت الخاطئة وضعا معقدا في ألمانيا المحتلة وقد زاد من تعقيدات هذا الوضع الأهمية الخاصة لموقع ألمانيا الاستراتيجي في قلب القارة الأوروبية وعلى خط التماس المباشر مع القوات السوفيتية وإذا كان روبرت ميرفي يأخذ على صانع القرار الأمريكي عدم التهديد باستخدام القنبلة الذرية في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة للقنبلة الذريه كان نظريا فقط حيث أوضحت التقارير المقدمة للرئيس ترومان بتاريخ 13 ابريل 1947 بأنه على الرغم من امتلاك الولايات المتحدة للمواد الأزمة لتصنيع 12 قنبلة ذرية فانه لم يكن يوجد في الترسانة النووية أية قنبلة نووية جاهزة للاستخدام
2. ثم إن فكرة إقامة الجسر الجوي تمثل قدرة ترومان على ابتداع الحلول الوسط بين الإحجام عن قبول التحدي السوفيتي وبين قبوله بقدر كبير من المخاطرة فلقد تمكنت الولايات المتحدة من أن تستعرض من خلال الجسر الجوي الضخم الذي إقامته وأمام العالم بأسره حجم الإمكانات اللامحدودة والقدرات الهائلة التي تتمتع بها ومن ناحية أخرى حد الجسر الجوي من فاعلية الحصار وأفرغه من مضمونه وعلى المدى القصير عجلت هذه الأزمة بإقامة حكومة ألمانيا الغربية وتنفيذ مشروع مارشال وحلف شمال أطلنطي بعد أن أفحم التهديد السوفيتي في وسط أوروبا الأصوات المعارضة لها داخل الكونجرس الأمريكي وقضت على الاعتراضات الفرنسية على إعادة تسليح ألمانيا كما أن أزمة برلين قد لفتت الأنظار إلى حقيقة هامة وهي الفراغ الهائل في وسط أوروبا الذي كان من الممكن ان يترتب على نزع السلاح من ألمانيا كما كان مقدرا من قبل والمحاذير التي كان من الممكن أن تحدث لو أنها بقيت على الحياد من جراء المحاولات المتوقعه من قبل الاتحاد السوفيتي لإفساد حيادها.

الأزمة الكورية 1950- 1953 :
تطورات الازمة : عندما وصل هودنج إلى سول كانت الأزمة الاقتصادية على أشدها في كوريا والثورة الاجتماعية والسياسية تعصف بها خاصة وان الشعب الكوري لم يكن مهيأ نفسيا لقبول احتلال أمريكي أو سوفيتي جديد بعد معاناة 35 عاما من الاحتلال الياباني البغيض.
وزاد من تفاقم الأوضاع في كوريا النهج الديكتاتوري الكريه الذي اتبعه هودنج الذي لم يكن له سابقة خبرة بالشعوب الآسيوية ولا بالاحتلال مشاكله فضلا عن نزعته العنصرية المتطرفة فقام بفرض حظر تجول والتنكيل بالمنظمات اليسارية وتعمد إهانة الكوريين بوصفه إياهم بأنهم ينتمون إلى نفس سلالة القطط التي ينحدر منها اليابانيون .

و في نفس الوقت ساهم السوفيت بدورهم في زيادة الأوضاع الاقتصادية في كوريا عندما حظروا قيام تبادل تجاري بين الشمال كوريا وجنوبها ومع استفحال خطر المنظمات اليسارية في كوريا الجنوبية وتصاعد عملياتها ردا على إجراءات القمع التي مارسها ضدها هودنج وإدراك الأخير بأنه قد أوشك على فقد زمام السيطرة على الأمور استدعت الحكومة الأمريكية الزعيم الكوري سنجان ري من منفاه الاختياري في الولايات المتحدة وعهدت إليه بتكوين حكومة ائتلافية في كوريا الجنوبية عام 1945 وعندما اجتمع مؤتمر وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا في موسكو عام 1945 بهدف التشاور مع المنظمات والأحزاب السياسية المختلفة في كوريا للتوصل إلى اتفاق حول إقامة حكومة ديمقراطية لكوريا بأسرها بدا واضحا أن أيا من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لن يوافق على أن تحكم كوريا جماعة سياسية تنتمي عقائديا إلى دولة أخرى .

ومع تصاعدات اضطرابات الشيوعيين في كوريا الجنوبية في خريف عام 1946 اقترح روبرت باترسون وزير الدفاع الأمريكي انسحاب القوات الأمريكية من كوريا إلا ان الخارجية الأمريكية اعترضت على هذا الاقتراح خشية قيام الشيوعيين في كوريا الشمالية بالاستيلاء على كوريا الجنوبية فور انسحاب القوات الأمريكية منها وتجنبا لاحتمال ان يؤدي قيام النظام الشيوعي في كوريا بأسرها إلى استقطاب اليابان إلى الفلك الشيوعي فيما بعد .
وكان تقدير صانع القرار الأمريكي قبل انفجار الأزمة :
1. ان كوريا تمثل ساحة لاختبار القوة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي
2. ان الانسحاب المبكر للولايات المتحدة من كوريا الجنوبية سوف يغري الاتحاد السوفيتي والكوريين الشيوعيين باحتلال كوريا الجنوبية مما يربط كوريا إلى الفلك السوفيتي

استفحال الأزمة :
بعد عام تقريبا من انسحاب القوات الأمريكية من كوريا وفي يوم 25 يونيو عام 1950 هددت مدافع الشيوعيين عبر خط عرض 38 ْ مؤذنة ببدء هجوم شامل ومنسق على كوريا الجنوبية اشتركت فيه سبع فرق مشاة مكونة من 90 ألف رجل تدعمها الدبابات والطائرات واحتلت مدينة كايونج – العاصمة الكورية القديمة التي تقع على بعد 35 ميلا شمال غرب سول.
وفور حدوث الهجوم ابرق جون موكاسيو سفير الولايات المتحدة في سول إلى وزير خارجيته دين اتشيتون موضخا أن طريقة الهجوم وحجمه يدلان على انه يستهدف غزوا شاملا لكوريا الجنوبية.
وعلى الفور قام اتشيتون بدوره بالاتصال بالرئيس هاري ترومان الذي كان يقضي عطله نهاية الأسبوع في ولاية " ميسوري " واقترح عليه طلب عقد مجلس الامن فوافقه الرئيس على ذلك .
قرار مصيري :
في يوم 29 سبتمبر من نفس العام قررت الحكومة الأمريكية عبور خط عرض 38 ْ شمالا على ضوء اعتبارات :
1. التأييد الكبير الذي حظي به هذا القرار داخل الأمم المتحدة وخاصة من ارنست بيفن وزير الخارجية البريطاني الذي طالب بوضع حد للتقسيم المصطنع لشبه الجزيرة الكورية
2. مطالبة الجمهوريين بإتباع سياسة متشددة مع الشيوعيين
3. اعتقاد ترومان بان أي انتصار للولايات المتحدة في كوريا سوف يدعم رصيد الديمقراطيين في أية انتخابات قادمة .

أزمة الصواريخ الكوبيه أكتوبر 1962

مقدمات الأزمة :
يلمح بعض الكتاب الأمريكيين إلى أن أزمة الصواريخ ترجع بجذورها إلى زيادة ميكويان نائب رئيس الوزراء السوفيتي إلى كوبا في عام 1959 على راس وفد تجاري كبير لهدف توثيق العلاقات التجارية بين البلدين ولم يكن بالحسبان الكتاب إلى احتمال سعي الاتحاد السوفيتي إلى إقامة قواعد صواريخ متطورة للغاية في الفناء الحلفي للولايات المتحدة ذاتها واللجوء إلى هذا الأسلوب الصاروخ في الاستفزاز

تطورات الأزمة :
فور اكتشاف الصواريخ السوفيتية في كوبا أصدر الرئيس جون كينيدي قرارا بتشكيل ما عرفت باسم اللجنة التنفيذية لمجلس الأمن القومي من 15 عضو لإدارة الأزمة وطلب الرئيس من أعضاء هذه اللجنة أن ينفضوا أيديهم من كافه مسؤولياتهم الأخرى وان يتفرغوا تماما لإجراء دراسات مستوفية لكافه جوانب الأزمة وانسب الأساليب لمواجهتها في اقصر وقت ممكن
ويتصور روبرت كينيدي المناخ العام الذي باشرت اللجنة أعمالها في ظله قبوله أن يبرز مايميز هذه الاجتماعات هو ظاهرة المساواة التامة في تعامل أعضاء هذه اللجنة فيما بينهم حيث طرحنا جانبا الشكليات ولم نعد اهتماما للأسبقيات الوظيفية
وتلخص برنامج عمل اللجنة في محاولة الوقوف على النوايا الكامنة وراء هجر الاتحاد السوفيتي لحرصه التقليدي على عدم المجازفة والمغامرة بنص صواريخه في كوبا وأيضا السعي للوصول إلى أكثر البدائل ملائمة لإحباط المغامرة السوفيتية دون المجازفة بالدخول في مواجهة مأساوية مع الاتحاد السوفيتي .

نهاية الأزمة :
عندما فشلت الولايات المتحدة في حسم الموقف عسكريا في كوريا كرست كل جهدها للعمل الدبلوماسي وخاصة في إطار الأمم المتحدة وقد أثمرت جهودها في قيام الأمين العام للأمم المتحدة بالإعلان في أول يونيو عام 1951 عن أن وقف إطلاق النار على جانبي خط عرض 38 ْ يفي بالغرض المستهدف من قرارات الأمم المتحدة بشأن " المشكلة الكورية " طالما أن ذلك سوف يؤدي إلى عودة السلام واستقرار الأمن بالمنطقة .
وفي يوم 23 يونيو أعلن جاكوب مالك المندوب السوفيتي في مجلس الامن أن بلاده تعتقد ان هنالك فرصة لتسوية المشكلة الكورية
وهكذا بدأت محاولات الهدنة في كايسونج في يوم 10 يوليو 1951 وهي المحادثات التي استغرقت وقتا طويلا حتى توقفت يوم 18 أكتوبر بسبب رفض " ترومان " تسليم الأسرى الكوريين والصينيين الذين أعربوا عن رغبتهم في عدم العودة إلى بلادهم فاستؤنف القتال بشده من جديد واستمرت المعارك محتدمة طوال عهد ترومان حتى بداية ولاية ايزنهاور
ووجد حدثان اخمدا في نهاية اورا هذه الأزمة المعمرة : اولهما وفاة ستالين ساحبا معه الى رمثه شحنة هائلة من التوتر الذي عكر صفو العلاقات الدولية الطويلة وثانيها استخدام ايزنهاور للقنوات الدبلوماسية في توصيل تهديده باستخدام القنبلة الذرية ما لم تضع الحرب الكوريه أوزارها وهكذا انتهت الحرب يوم 26 يوليو عام 1953.


محاولة الوقوف على النوايا السوفيتية : وكانت النتائج التي خلصت للجنة متعددة على ضوء اختلاف القرارات للوقائع على النحو التالي :
1. جاء في مقال تحليلي للكاتب السياسي الشهير والتر ليبمان في عموده الأسبوعي يف واشنطن بوست أن نصب الصواريخ السوفيتية في كوبا من شأنه أن يمكن الاتحاد السوفيتي من الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول قيام الأخيرة بإزالة صواريخها من تركيا في مقابل أن يسحب الاتحاد السوفيتي صواريخه من كوبا
ونشرت ( نيورك تايمز ) مقالا تاريخيا بتاريخ 12 سبتمبر تضمنت ( ……. أن العالم كله يعلم أن الولايات المتحدة قد طوقت الاتحاد السوفيتي وغيره من الدول الاشتراكية بسلسلة من القواعد ، فماذا تراها قد وضعت في هذه القواعد ……. جرارات بالطبع لا وإنما أسلحة مدمرة على طول الحدود السوفيتية سواء في تركيا أو اليونان أو باكستان أو غيرها من أراضي الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال أطلنطي ( nato) والحلف المركزي (cento ) وحلف جنوب شرق آسيا (seato) وهي تزعم أنها تفعل ذلك في ممارسة منها لحق الدفاع الشرعي عن نفسها وعن حلفائها فإذا ما أقدمت دولة أخرى على اتخاذ إجراء مماثل ومن اجل تحقيق أهداف مماثله ملأت الدنيا ولو له وضجيجا !!! فيا له من نفاق
قدر بعض أعضاء اللجنة أن الهدف السوفيتي هو " تعزيز "موقف السوفيت التفاوضي لإزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا
ولكن فريقا أخر داخل اللجنة اعترض على هذا الرأي على أساس :
أ . عدم توازن المخاطرة الكبيرة التي أقدم عليها السوفيت مقابل الهدف المتواضع الذي سعوا إلى تحقيقه. إذا لا جدال في أن إقدام السوفيت على إدخال إعداد كبيرة من صواريخهم متوسطة المدى على الرغم من التحذيرات الأمريكية الصريحة والقاطعة لايتناسب مطلقا مع هدف متواضع مثل إزالة سرب من الصواريخ جوبيتر 15 صاروخا من قاعدة حلف شمال الأطلنطي في تركيا.
ب . انه لم يكن السوفيت مجبرين على اتخاذ هذا الإجراء إذا كان هدفهم الحقيقي هو إزالة الصواريخ الأمريكية من تركيا وذلك لأن الولايات المتحدة أعلنت صراحة ومرات عديدة عزمها على إزالة هذه الصواريخ وبدون مقابل.
ج . أنه لا وجه للمقارنة بين أهمية الصواريخ الأمريكية في تركيا والصواريخ السوفيتية في كوبا وذلك لان القاعدة الأمريكية في تركيا لا تمثل سوى 3 % من إجمالي .


2. ثم قام فريق من أعضاء اللجنة بتقديم قراراتهم للوقائع التالية :
أن الاتحاد السوفيتي أقدم على نشر صواريخه في كوبا على الرغم من وضوح وصرامة التحذيرات الأمريكية وليس هنالك من تفسير أخر لذلك فير انه أراد أن ينفذ الرئيس الأمريكي تهديداته بالفعل ويؤكد هذا التفسير أن الاتحاد السوفيتي لم يحرص على إخفاء صواريخه أي انه يرغب في ان يكتشفه الأمريكيون ومنطق هذا التفسير هو ان تنفيذ الولايات المتحدة لتهديداتها سوف يثير عليها ثائرة العالم بأسره بما في ذلك حلفاؤها في حلف الشمال الأطلنطي ودول أمريكا اللاتينية كلها بل والرأي العام الأمريكي ذاته كما انه سوف يؤكد للراي العام داخل الاتحاد السوفيتي وللصينيين أيضا مدى عدوانية السلوك الأمريكي وعندما تواجه الولايات المتحدة كل هذه التعقيدات وفي الوقت الذي تغرق فيه في سويس اخرى في كوبا " تشبيها بالتورط البريطاني في حرب السويس علم 1956 بتقدم الاتحاد السوفيتي نحو بودابست أخرى في برلين " تشبيها بنجاح السوفيت في ثورة المجر عام 1956 أيضا ومن ثم افتراض أصحاب هذا التحليل أن هدف السوفيت هو توريط الولايات المتحدة في كوبا للتقدم نحو برلين.
فقد الفريق الثاني :
1. إن حرب مواقع صواريخ للسوفيت في كوبا لابد وان يؤدي إلى إصابة عدد كبير من الخبراء السوفييت والذين وصل عددهم في كوبا إلى نحو عشرة ألاف خبير سوفييتي وهو الأمر الذي يدرك السوفييت تماما انه يشكل اكبر رادع للامريكين من الإقدام على هذه الخطوة
2. إن التضحية بأرواح ألاف من الجنود الأمريكيين في برلين في مقابل ألاف من الجنود السوفييت في كوبا دونما هدف واضح.
3. وانه لا محل للقياس بين برلين والمجر إذ في الوقت الذي تقع فيه المجر في نطاق النفوذ الحيوي للاتحاد السوفيتي مما يشكل قيدا على أي تحرك أمريكي مضاد للتدخل السوفييتي فيها عام 1956 فان برلين ليست كذلك وإنما تمثل الخط الأحمر الذي يؤدي تجاوزه من قبل الدولتين العظيمتين إلى حدوث مواجهة بينها ومن ثم تمت تنحية هذا الاستنتاج جانبا.
3. وعرض فريق ثالث من أعضاء اللجنة الحقائق التالية : انه على الرغم من فشل عملية خليج الخنازير فقد كان لدى الاتحاد السوفيتي ما يحمله على الاعتقاد بان الولايات المتحدة قد تحاول إعادة الكره كما انه وبغض النظر عن فشل هذه العملية إلا أنها أثبتت قدرة الولايات المتحدة على تفجير الموقف في كوبا متى أرادت وكما أن الاتحاد السوفيتي لا بد وان يكون على علم مستمر بالتصريحات الملتهبة التي أدلت بها بعض الشخصيات العامة في البيت الأبيض والكونجرس ضد النظام كاسترو ، ومطالبتها للإدارة الأمريكية بوضع نهاية لنظام حكمه ويضاف إلى ذلك ما تم رصده من مبالغات في تقارير السفارة السوفيتية في هافانا حول نشاط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في كوبا.
ولقد تصدت مجموعه من داخل اللجنة لنقد هذا الاستنتاج أيضا وكان أهم ما وجهته له من انتقادات :
1. لو كان هدف الاتحاد السوفيتي هو الدفاع عن كوبا لما كان بحاجة إلى إرسال صواريخه إلى هناك وإنما كان يكفي بوجود القوات السوفيتية التي بلغ عددها في ذروة احتدام الأزمة 22 ألف فرد للقيام بهذه المهمة.
2. ولو كان السوفيت قد قصدوا هدفهم على الدفاع عن كوبا فقط وبالأسلحة النووية لما كانوا بحاجة إلى نصب الصواريخ متوسطة المدى فيها بل كانت الأسلحة النووية التكتيكية تكفي لتحقيق هذا الغرض وذلك اقتصادا للنفقات واختصارا للوقت اللازم لنشرها ولسهولة إخفائها أيضا والاهم من ذلك كله لاتفاقها مع مفهوم الحرب المحدودة
3. كما أن هذا الاستنتاج لا يقدم تفسيرا لإقامة منصات للصواريخ من طراز IRBM ذات التكلفة العالية والتي يسهل اكتشافها
4. ثم إن الدفاع عن كوبا لا يتناسب وحجم المخاطرة الكبيرة التي أقدم عليها السوفيت بإرسال صواريخهم إلى كوبا
( دراسة سابقه على أن هدف الاتحاد السوفيتي هو تقييد التفوق الأمريكي في مجال الصواريخ ).