صفحة 1 من 1

المحاضرة الخامسة

مرسل: الاثنين مايو 07, 2012 5:49 pm
بواسطة مهند مسمار 0
المحاضرة الخامسة

*من دفتر الطالب عبد الملك الضحيان، جزاه الله خيراً.

مناهج دراسة العلاقات الدولية:
المنهج هو أسلوب المعرفة، أي الطريقة التي يتبعها الباحث في سبيل التعرف غلى حقائق الظواهر أو الأحداث محل الدراسة. و المنهج بهذا المعنى هو شكل عملية المعرفة. أما المعرفة فتعني الوصول لحقيقة الشيء بإجراءات ذهنية تدور بين طرفين هما العقل الإنساني و المادة المستهدفة بالدراسة.

1- المناهج النمطية
‌أ- المنهج الفلسفي المثالي:

يستهدف هذا المنهج تقديم صورة لما يجب أن يكون عليه الواقع الدولي إنطلاقاً من مجموعة من المبادئ الأخلاقية؛ لأن أنصار هذا المنهج يؤمنون أن الخير و القيم النبيلة أشياء متأصلة في النفس الإنسانية. و أهم الأفكار التي يتبناها أنصار هذا المنهج:
I- فكرة الدولة العالمية.
II- فكرة السلام العالمي.
III- فكرة الأخوة الإنسانية.

ب- المنهج القانوني:
يستهدف هذا المنهج واقعاً قانونياً مثالياً من خلال مجموعة من القواعد القانونية التي تهدف إلى واقع فاضل. و هذا المنهج هو منهج دراسة كل من المنظمات و القانون الدولي. لأن صلب القانون الدولي مجموعة من القواعد الأخلاقية المثالية. أما مصادر القانون الدولي فهي المعاهدات، و الأعراف الدولية، و المبادئ العامة للنظم القانونية للأمم المتحضرة، و مواثيق المنظمات الدولية... الخ. كما يتضمن ميثاق الأمم المتحدة مجموعة من القواعد القانونية التي تستهدف تحقيق واقعاً دولياً مثالياً. و نذكر من هذه القواعد:
المساواة في السيادة بين الدول.
حل المنازعات بالطرق السلمية.
نبذ القوة في العلاقات الدولية.

2- المناهج الواقعية
‌أ- المنهج التاريخي:

هذا المنهج يقوم على تسجيل أحداث الواقع الدولي متسلسلة حسب توقيت حدوثها، أي سرد للأحداث بلا تفسير أو تعميم. فعلم السياسة بلا تاريخ كنبات بلا جذور، و التاريخ بدون علم السياسة كنبات بدون ثمر.

ب- المنهج العلمي التجريبي:
هذا المنهج هو منهج علم العلاقات الدولية، و تبعاً له فإن عملية المعرفة تبدأ من الواقع الدولي. إذن مقدمات هذا المنهج واقعية، بمعنى دراسة الواقع الدولي أو واقع العلاقات الدولية أو واقع البيئة الدولية. و أدوات هذا المنهج هي
الملاحظة: النظرة الأولى على الواقع.
التجريب: تكرار الملاحظة.

أما أهداف المنهج فهي:
• التفسير: الكشف عن حقيقة الواقع.
• التعميم: إيجاد قوانين عامة يسترشد بها في فهم الواقع.
• التوقع: إستشراف المستقبل بشأن الواقع الدولي.
فمن خلال ملاحظة الواقع يتم الوصول إلى ما يسمى بالفرض الأولي (الفرضية) ثم ندخل عليه التجريب، و إذا ثبتت صحة الفرض الأولي يصير فرضاً علمياً و بالتالي يكون صالحاً للتفسير و التوقع.

فمثلاً، في موضوع السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية تجاه إسرائيل، اعترفت الولايات المتحدة بإسرائيل في 1948. الفرض الأولي هنا هو أن السياسة الأميركية منحازة لإسرائيل. و التجريب هو تكرار الملاحظة خلال عدة أعوام. أما التفسير فهو أن أي موقف دولي يعرض على مجلس الأمن و تكون إسرائيل طرفاً فيه فإن الولايات المتحدة الأميركية ستصوت لصالح إسرائيل.