الخليج سيبقى عربياً
مرسل: الاثنين مايو 07, 2012 6:49 pm
المصدر: الأهرام العربى بقلم: اشرف محمود
المطلوب من نجاد ومعاونيه وإيران كلها إن كانوا حريصين على إقامة علاقات ود وأخوة وحسن جوار مع العرب، تقديم عمل إيجابى فاعل وملموس تجاه العرب على الشاطئ الآخر من الخليج العربى الذى سيبقى عربيا كما سماه الزعيم جمال عبدالناصرفى الوقت الذى كان وفد بلاده موجودا فى اسطنبول، يبحث عن حل لأزمة باتت مزمنة ومعقدة مع العالم، كان الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد يفتح باب أزمة جديدة مع العالم العربى، بذهابه إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران منذ أكثر من أربعين عاما وكأنه أدمن العيش مع الأزمات ليصبح السؤال الأهم: لماذا؟! لماذا ذهب نجاد إلى أبوموسى؟ ولماذا الآن بالذات؟! وما أهدافه من وراء هذه الزيارة؟!
هل يقصد صرف النظر عن مؤتمر إسطنبول أم أنه يريد أن يوحى للعالم أنه غير مكترث بما يفكر فيه العالم إزاء الرد على إصرار إيران دخول العالم النووى أم أنه يخفى صراعه الداخلى؟
والحقيقة أن إجابات عديدة يمكن أن يتوصل إليها المراقب للمشهد الإيرانى أو المتابع لإدارة نجاد لبلاده وقضاياه الداخلية والخارجية منذ توليه مهام منصبه، وخصوصا مع بدء فترة ولايته الثانية التى شابها الكثير من الغموض بسبب الاعتراض والتشكيك من معارضيه.
غير أن الإجابة التى تبدو أقرب إلى الفهم والقبول ترجع سبب ما أقدم عليه نجاد من زيارة، اعتبرتها دول الخليج العربى مرفوضة ووصفتها بالمستفزة واعتبرها الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتى بأنها تفتح الباب لمشكلات فى الأمن والسلم العالمى، فنجاد الذى اقتربت ولايته من النهاية ولم يتبق له سوى أربعة عشر شهرا، يريد أن يستغلها فى جذب الأضواء حوله ليكون فى دائرة الاهتمام ليس فى إيران، والتى يواجه فيها معارضة من قبل قواها الدينية والسياسية التقليدية، وإنما فى العالم كله فهو يعشق شغل الناس به ويتفنن فى اتخاذ قرارات عنترية يجتهد العالم فى تفسيرها وقراءتها، وتضع إيران دوما على حافة حرب لا لشىء إلا بكسب شعبية زائفة كسابقيه الذين تخرجوا فى ذات المدرسة مدرسة «الزعامات الصوتية» التى برع منها كثيرون.
والغريب أن نجاد الذى أعلن غير مرة عن رغبة بلاده فى إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل ومبادئ حسن الجوار، مع الدول العربية كلها، وخصوصا دول الخليج الذى يصر هو وكل الإيرانيين على تسميته الخليج الفارسى، برغم وجود ست دول عربية تطل عليه.
والغريب أيضاً أنه وكلما بدا فى الأفق وميض تقارب، بادر القادة الإيرانيون بالسير عكس الاتجاه، وإلا فما تفسير توقيت الزيارة الذى تزامنت مع استضافة طهران وفودا شعبية مصرية لتمهيد الطريق لعودة علاقات البلدين إلى ما يجب أن تكون عليه بين بلدين كبيرين فى المنطقة كانت بينهما علاقات ود وتعاون وصداقة لا ينكرها إلا جاحد، فمن منا يمكن أن ينسى للشاه محمد رضا بهلوى موقفه الرائع والرجولى المتضامن والداعم لمصر فى حربها الأكبر لاسترداد أرضها عام 1973.
لكن أحداً أيضا لا يمكن أن يقبل أن تكون العلاقات مع نظام الملالى، قائمة على حساب المبادئ الأساسية لمصر قلب العروبة النابض، التى تؤمن بأن أمنها القومى من أمن أمتها العربية، فكيف يمكن أن تمهد زيارات الوفود الشعبية المصرية ـ الإيرانية المتبادلة للبلدين الطريق لعودة المياه الصافية إلى مجاريها الطبيعية؟ فيما يضع نجاد ومعاونوه العقبات فى الطريق، برغم علمهم بأن علاقات القاهرة ـ طهران لا يمكن أن تعود إلا إذا توقفت إيران عن التدخل فى شئون الدول العربية ودول الجوار الخليجى وهما شرطا مصر المعلنين.
وكيف يمكن أن يكون حسن الجوار عنوان العلاقات فى منطقة الخليج، وها هو على أكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى يصرح بحدة لا تخلو من تهديد، واستعراض للقوة، عندما يقول بحسم: حكمنا لهذه الجزر وغير قابل للتفاوض وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة، ونحن نتساءل هنا: إذا كانت سيادة إيران مؤكدة وموثقة كما يقول السيد صالحى فلمادا ترفض إيران الذهاب إلى المحكمة الدولية للفصل فى هذا النزاع القائم منذ أربعين عاما حسب طلب الإمارات؟ وأين هى الوثائق التى يحتكم إليها لننظر نحن العرب فى أمرها، وتقدم الإمارات ما لديها من وثائق تحفظ حقها وتؤكد سيادتها لننهى هذا الصراع الذى ينافس فى زمنه صراع العرب فى قضيتهم الأم «فلسطين» هى، وكيف يمكن لنا كعرب أن نثق فى علاقات طبيعية مع نظام سياسى يرفض أن يذعن لصوت العقل ولو من أجل حقوق الجيرة والدين التى تفرض عليه واجبات، يتجاهلها عن عمد وتكبر يصل حد الغرور؟
ولا يكتفى السيد صالح بالتهديد، وإنما يعطى دروسا لدول الخليج التى اجتمعت لترد على الصلف الإيرانى مطالبا إياها «أن تتصرف بشأن سوء التفاهم الذى يمكن أن ينشأ بصبر وبصيرة وحكمة»، ثم يعود ليتذكر نبرته الحادة ليكمل بالتحذير «وإلا فإن الأمور قد تصبح معقدة».
فأى صبر وحكمة يطلبهما صالحى من الإمارات ودول الخليج، وهو يرفض دعوة الإمارات للحوار والتفاوض أو الاحتكام للمحكمة الدولية، وأى تعقيد ذلك الذى يفوق ما هو قائم بالفعل حاليا، سواء فى استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث أو الدور الخفى فى البحرين وسوريا والسعودية التى هددها نجاد صراحة، عندما لوح بالمسافة ما بين أبوموسى والسعودية مقدرا إياها بـ1034 كم فى إشارة لقدرته العسكرية التى يمكنها أن تصل إلى هذه المسافة، ثم التهديد بغلق مضيق هرمز فى وجه تصدير البترول الخليجى، فمن الذى يعقد الأمور.
إن المطلوب من نجاد ومعاونيه وإيران كلها إن كانوا حريصين على إقامة علاقات ود وأخوة وحسن جوار مع العرب، تقديم عمل إيجابى فاعل وملموس تجاه العرب على الشاطئ الآخر من الخليج العربى الذى سيبقى عربيا كما سماه الزعيم جمال عبدالناصر، عمل يحترم سيادة كل بلد على حدوده وأرضه، عمل تعكس به إيران تقديرها للدور العربى الخليجى معها من خلال استضافة الإيرانيين بأعداد كبيرة فى هذه البلدان يعملون ويمتلكون ويعيشون حياة آمنة، متساوين فى الحقوق والواجبات مع أصحاب البلد، وتدرك إيران أن دول الخليج والدول العربية هى السند والداعم لها فى ظل الحصار الحالى وما يمكن أن يليه من عقوبات أممية أو غربية، ساعتها يمكن أن يفتح الباب لعلاقات طبيعية بين جيران مسالمين لا يخشى أحدهم من الآخر ولا يستعرض الآخر قوته عليهم ولن يجد نجاد أفضل من القبول بعرض القضية على المحكمة الدولية لوضع حد فاصل لهذا النزاع الذى طال ولابد له من نهاية، لأنه لا يمكن أن يستمر هكذا إلى الأبد!
المطلوب من نجاد ومعاونيه وإيران كلها إن كانوا حريصين على إقامة علاقات ود وأخوة وحسن جوار مع العرب، تقديم عمل إيجابى فاعل وملموس تجاه العرب على الشاطئ الآخر من الخليج العربى الذى سيبقى عربيا كما سماه الزعيم جمال عبدالناصرفى الوقت الذى كان وفد بلاده موجودا فى اسطنبول، يبحث عن حل لأزمة باتت مزمنة ومعقدة مع العالم، كان الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد يفتح باب أزمة جديدة مع العالم العربى، بذهابه إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران منذ أكثر من أربعين عاما وكأنه أدمن العيش مع الأزمات ليصبح السؤال الأهم: لماذا؟! لماذا ذهب نجاد إلى أبوموسى؟ ولماذا الآن بالذات؟! وما أهدافه من وراء هذه الزيارة؟!
هل يقصد صرف النظر عن مؤتمر إسطنبول أم أنه يريد أن يوحى للعالم أنه غير مكترث بما يفكر فيه العالم إزاء الرد على إصرار إيران دخول العالم النووى أم أنه يخفى صراعه الداخلى؟
والحقيقة أن إجابات عديدة يمكن أن يتوصل إليها المراقب للمشهد الإيرانى أو المتابع لإدارة نجاد لبلاده وقضاياه الداخلية والخارجية منذ توليه مهام منصبه، وخصوصا مع بدء فترة ولايته الثانية التى شابها الكثير من الغموض بسبب الاعتراض والتشكيك من معارضيه.
غير أن الإجابة التى تبدو أقرب إلى الفهم والقبول ترجع سبب ما أقدم عليه نجاد من زيارة، اعتبرتها دول الخليج العربى مرفوضة ووصفتها بالمستفزة واعتبرها الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتى بأنها تفتح الباب لمشكلات فى الأمن والسلم العالمى، فنجاد الذى اقتربت ولايته من النهاية ولم يتبق له سوى أربعة عشر شهرا، يريد أن يستغلها فى جذب الأضواء حوله ليكون فى دائرة الاهتمام ليس فى إيران، والتى يواجه فيها معارضة من قبل قواها الدينية والسياسية التقليدية، وإنما فى العالم كله فهو يعشق شغل الناس به ويتفنن فى اتخاذ قرارات عنترية يجتهد العالم فى تفسيرها وقراءتها، وتضع إيران دوما على حافة حرب لا لشىء إلا بكسب شعبية زائفة كسابقيه الذين تخرجوا فى ذات المدرسة مدرسة «الزعامات الصوتية» التى برع منها كثيرون.
والغريب أن نجاد الذى أعلن غير مرة عن رغبة بلاده فى إقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل ومبادئ حسن الجوار، مع الدول العربية كلها، وخصوصا دول الخليج الذى يصر هو وكل الإيرانيين على تسميته الخليج الفارسى، برغم وجود ست دول عربية تطل عليه.
والغريب أيضاً أنه وكلما بدا فى الأفق وميض تقارب، بادر القادة الإيرانيون بالسير عكس الاتجاه، وإلا فما تفسير توقيت الزيارة الذى تزامنت مع استضافة طهران وفودا شعبية مصرية لتمهيد الطريق لعودة علاقات البلدين إلى ما يجب أن تكون عليه بين بلدين كبيرين فى المنطقة كانت بينهما علاقات ود وتعاون وصداقة لا ينكرها إلا جاحد، فمن منا يمكن أن ينسى للشاه محمد رضا بهلوى موقفه الرائع والرجولى المتضامن والداعم لمصر فى حربها الأكبر لاسترداد أرضها عام 1973.
لكن أحداً أيضا لا يمكن أن يقبل أن تكون العلاقات مع نظام الملالى، قائمة على حساب المبادئ الأساسية لمصر قلب العروبة النابض، التى تؤمن بأن أمنها القومى من أمن أمتها العربية، فكيف يمكن أن تمهد زيارات الوفود الشعبية المصرية ـ الإيرانية المتبادلة للبلدين الطريق لعودة المياه الصافية إلى مجاريها الطبيعية؟ فيما يضع نجاد ومعاونوه العقبات فى الطريق، برغم علمهم بأن علاقات القاهرة ـ طهران لا يمكن أن تعود إلا إذا توقفت إيران عن التدخل فى شئون الدول العربية ودول الجوار الخليجى وهما شرطا مصر المعلنين.
وكيف يمكن أن يكون حسن الجوار عنوان العلاقات فى منطقة الخليج، وها هو على أكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى يصرح بحدة لا تخلو من تهديد، واستعراض للقوة، عندما يقول بحسم: حكمنا لهذه الجزر وغير قابل للتفاوض وسيادة إيران على هذه الجزر مؤكدة وموثقة، ونحن نتساءل هنا: إذا كانت سيادة إيران مؤكدة وموثقة كما يقول السيد صالحى فلمادا ترفض إيران الذهاب إلى المحكمة الدولية للفصل فى هذا النزاع القائم منذ أربعين عاما حسب طلب الإمارات؟ وأين هى الوثائق التى يحتكم إليها لننظر نحن العرب فى أمرها، وتقدم الإمارات ما لديها من وثائق تحفظ حقها وتؤكد سيادتها لننهى هذا الصراع الذى ينافس فى زمنه صراع العرب فى قضيتهم الأم «فلسطين» هى، وكيف يمكن لنا كعرب أن نثق فى علاقات طبيعية مع نظام سياسى يرفض أن يذعن لصوت العقل ولو من أجل حقوق الجيرة والدين التى تفرض عليه واجبات، يتجاهلها عن عمد وتكبر يصل حد الغرور؟
ولا يكتفى السيد صالح بالتهديد، وإنما يعطى دروسا لدول الخليج التى اجتمعت لترد على الصلف الإيرانى مطالبا إياها «أن تتصرف بشأن سوء التفاهم الذى يمكن أن ينشأ بصبر وبصيرة وحكمة»، ثم يعود ليتذكر نبرته الحادة ليكمل بالتحذير «وإلا فإن الأمور قد تصبح معقدة».
فأى صبر وحكمة يطلبهما صالحى من الإمارات ودول الخليج، وهو يرفض دعوة الإمارات للحوار والتفاوض أو الاحتكام للمحكمة الدولية، وأى تعقيد ذلك الذى يفوق ما هو قائم بالفعل حاليا، سواء فى استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث أو الدور الخفى فى البحرين وسوريا والسعودية التى هددها نجاد صراحة، عندما لوح بالمسافة ما بين أبوموسى والسعودية مقدرا إياها بـ1034 كم فى إشارة لقدرته العسكرية التى يمكنها أن تصل إلى هذه المسافة، ثم التهديد بغلق مضيق هرمز فى وجه تصدير البترول الخليجى، فمن الذى يعقد الأمور.
إن المطلوب من نجاد ومعاونيه وإيران كلها إن كانوا حريصين على إقامة علاقات ود وأخوة وحسن جوار مع العرب، تقديم عمل إيجابى فاعل وملموس تجاه العرب على الشاطئ الآخر من الخليج العربى الذى سيبقى عربيا كما سماه الزعيم جمال عبدالناصر، عمل يحترم سيادة كل بلد على حدوده وأرضه، عمل تعكس به إيران تقديرها للدور العربى الخليجى معها من خلال استضافة الإيرانيين بأعداد كبيرة فى هذه البلدان يعملون ويمتلكون ويعيشون حياة آمنة، متساوين فى الحقوق والواجبات مع أصحاب البلد، وتدرك إيران أن دول الخليج والدول العربية هى السند والداعم لها فى ظل الحصار الحالى وما يمكن أن يليه من عقوبات أممية أو غربية، ساعتها يمكن أن يفتح الباب لعلاقات طبيعية بين جيران مسالمين لا يخشى أحدهم من الآخر ولا يستعرض الآخر قوته عليهم ولن يجد نجاد أفضل من القبول بعرض القضية على المحكمة الدولية لوضع حد فاصل لهذا النزاع الذى طال ولابد له من نهاية، لأنه لا يمكن أن يستمر هكذا إلى الأبد!