أوكرانيا
مرسل: الاثنين مايو 07, 2012 7:38 pm
أوكرانيا هي ثاني أكبر دول أوروبا الشرقية. يحدها الاتحاد الروسي من الشرق، بيلاروسيا من الشمال، بولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب، رومانيا ومولدافيا إلى الجنوب الغربي، والبحر الأسود وبحر آزوف إلى الجنوب. أوكرانيا عضو في رابطة الدول المستقلة. بين عامي 1923-1991 وقعت أغلب البلاد ضمن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. مدينة كييف هي العاصمة وأكبر مدينة في أوكرانيا
التاريخ:
راضي أوكرانيا الحالية حكمها شعب (سكيف) (قبائل إيرانية) منذ القرن السابع قبل الميلاد. ووقعت أجزاء من أوكرانيا أكثر وأكثر تحت هيمنة السلطات الأجنبية. وفي القرن الثالث حكمت أراضي أوكرانيا الغوت (قبائل جرمانية). وفي القرن الرابع بعد الميلاد طردوا من أراضي أوكرانيا من قبل الهون. القبائل السلافية احتلت وسط وشرق أوكرانيا في القرن السادس بعد الميلاد, ولعبوا دورا مهما في تأسيس مدينة كييف. وبكونها واقعة على الطرق التجارية المتميزة, ازدهرت كييف بسرعة كمركز دولة الروس الكييفية القوية. في القرن الحادي عشر كانت دولة الروس الكييفية جغرافيا أكبر دولة في أوروبا. ونصر الأمير فلاديمير أعيان كييف وغالبية الشعب عام 988 و أدت النزاعات بين الإقطاعيين إلى الانحطاط في القرن الثاني عشر. وظهر عدد كبير جدا من الدويلات الروسية ذات النظام الإقطاعي. وكانت إمارة هالتسك فولن أهم دولة في أوكرانيا.
وعام 1239 استولي المغول على الأجزاء الكبيرة من أراضي أوكرانيا, وأصبحت أوكرانيا جزءا من دولة الجيش الذهبي (المغولية). وأصبحت الأجزاء الشمالية من أوكرانيا جزءا من بولندا وليتوانيا حوالي عام 1350. وأصبح الجزء الجنوبي يحكمه التتر منذ عام 1430 و كان الجزء الأخير جزءا من الامبراطورية العثمانية, وانضمت الأراضي الحرة من البلاد التي لم تنتم إلى بولندا أو ليتوانيا إلى روسيا بين عامي 1654 و 1667. وبعد تقسيمات بولندا ما بين عامي 1772 و 1795 كانت كل الأراضي الأوكرانية جزءا من روسيا باستثناء أقصى غربها الذي وقع تحت السيادة النمساوية. وحظرت روسيا استخدام اللغة الأوكرانية وتعلمها.
لما فجرت الحرب العالمية الأولي والثورة الروسية الامبراطوريتين النمساوية والروسية, أعلنت أوكرانيا استقلالها. وعام 1917 أعلن المجلس المركزي دولة أوكرانيا متمتعة بالحكم الذاتي كجمهورية أوكرانيا الديمقراطية. وفي عام 1918 وفور استيلاء البلاشفة علي السلطة في بيتوغراد أعلنت جمهورية أوكرانيا الشعبية استقلالها برئاسة الرئيس ميخائيل جروشفسكي كجمهورية أوكرانيا الشعبية. وكان جروشفسكي زعيما للحزب الاشتراكي الثوري الأوكراني. وتم احتلال أوكرانيا من قبل روسيا عام 1918. وتلاها احتلال أوكرانيا من قبل الألمان والنمساويين المجر. وتم إعادة تأسيس جمهورية أوكرانيا الشعبية عام 1918 وما بين عامي 1919 و 1921 أدار البلاد سيمون بيتلورا الذي كان أيضا من الحزب الاشتراكي الثوري الأوكراني. وبعد ثلاث سنوات من النزاع والحرب الأهلية أدمجت الاجزاء الغربية من أراضي أوكرانيا مع بولندا. بينما كانت أكبر الأجزاء الوسطي والشرقية من أوكرانيا تحت الحكم الشيوعي. استولت جمهورية أوكرانيا السوفييتة الاشتراكية على أجزاء من أوكرانيا غير تابعة لبولندا عام 1921 وبعد ذلك انضمت إلى الاتحاد السوفييتي كعضو تأسيسي عام 1922 و اغتيل بيتلورا في المنفي عام 1926.
وبوصول ستالين إلى الحكم ومشروع إقامة المزارع الحكومية المعروفة بالقولخوز دشنت حملة الإرهاب الذي دمر طبقة المثقفين الأوكرانيين. وخلق ستالين المجاعة الاصطناعية المعروفة بهولودومور كجزء من سياساته الهادفة إلى إكراه الناس للعمل بالمزارع الحكومية. وقتلت المجاعة الاصطناعية الفلاحين المستقلين سابقا وغيرهم في كل أرجاء البلاد. وحسب التقديرات فإن عدد الموتي من جراء المجاعة ما بين عامي 1932و 1933 يتراوح ما بين 3 و 7 ملايين شخص.
وبعد غزو بولندا النازي والسوفييتي عام 1939 ضمت الأراضي الأوكرانية الغربية إلى الاتحاد السوفييتي, و تم احتلال أوكرانيا من قبل الجيوش الألمانية ما بين عامي 1941 و 1944 وتواصلت المقاومة المسلحة ضد النظام السوفييتي حتى خمسينيات القرن الماضي.
وأصبحت أوكرانيا دولة مستقلة عام 1991. وبعد الانتخابات التي جرت عام1991 انتخب ليونيد كرافتشوك رئيس المجلس الأعلى لأوكرانيا الأسبق رئيسا للجمهورية لفترة ولايتها 5 سنوات. الاضطرابات الإثنية في القرم خلال عام1992 حثت عددا من المنظمات السياسية الموالية لروسيا على انفصال القرم وانضمامه لروسيا. وأخيرا في السنة نفسها قرر برلمانا القرم وأوكرانيا أن القرم سيبقي تحت سيادة أوكرانيا محتفظا بالاستقلال الثقافي و الاقتصادي الكبير.
وعام 1994 انتخب ليونيد كوشما رئيس أوكرانيا الثاني في الانتخابات الحرة النزيهة, وتم إعادة انتخاب كوشما عام 1999 لفترة ولاية ثانية لخمس سنوات بحصوله علي 56% من الأصوات.
والتلاعبات خلال الانتخابات الرئاسية عام 2004 أدت إلى ما يعرف بالثورة البرتقالية , وكان الهدف من الثورة هو تحقيق حرية الإرادة الشعبية وحرية التعبير. وبنتيجة الدورة الثالثة للانتخابات أصبح فيكتور يوشينكو الرئيس الثالث لأوكرانيا.
بحلول موعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 أصبح يوشينكو و تيموشينكو - الحليفان أثناء الثورة البرتقالية - عدوين لدودين. و عشية الانتخابات الرئاسية التالية استعاد حزب المناطق ليانوكوفيتش الموالي لروسيا سلطته بعد خمس سنوات و تم التوقف بالثورة البرتقالية لعام 2004.
25 فبراير 2011 يشهد الذكرى السنوية الأولى لرئاسة فيكتور يانوكوفيتش.
الحكومة والسياسة:
أوكرانيا جمهورية ذات نظام مختلط نصف برلماني ونصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. يتم انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي لمدة خمس سنوات وهو رأس الهرم الرسمي في الدولة
تشمل السلطة التشريعية في أوكرانيا برلماناً مكوناً من 450 مقعداً ومن غرفة واحدة، تعرف باسم فيرخوفنا رادا البرلمان مسؤول في المقام الأول عن تشكيل السلطة التنفيذية ومجلس الوزراء، الذي يرأسه رئيس الوزراء
يمكن الاعتراض على القوانين والأحكام الصادرة عن كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء والمراسيم الرئاسية، وبرلمان القرم من قبل المحكمة الدستورية، إذا وجد أنها تشكل انتهاكا للدستور الأوكراني. القوانين المعيارية الأخرى تخضع لمراجعة قضائية. المحكمة العليا هي الهيئة الرئيسية في نظام المحاكم ذات الاختصاص العام، حيث يضمن لها ذاتية القرار. ينتخب الشعب المجالس المحلية ورؤساء بلديات المدن الذين يمارسون الرقابة على الميزانيات المحلية. بينما يعين الرئيس إداريي الأقاليم والمقاطعات.
تمتلك أوكرانيا عدداً كبيراً من الأحزاب السياسية، كثير منها ذو عضوية صغيرة وغير معروف لعامة الناس. تنضم الأحزاب الصغيرة غالباً في تحالفات متعددة الأطراف (الكتل الانتخابية) لغرض المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
أعلنت أوكرانيا استقلالها في 24.8.1991 وعبر الاستفتاء الذي أجري في 1 ديسمبر من السنة نفسها أكد الشعب الأوكراني اختياره الاستقلال قائلا نعم للاستقلال. وانتخب ليونيد كرافتشوك اول رئيس لأوكرانيا المستقلة حديثا.
واجهت أوكرانيا كثيرا من المهام الغاية في الصعوبة التي كان يجب حلها خلال الفترة الزمنية القصيرة، حيث كان من اللازم بناء النظام السياسي، وكان يجب وضع مبادئ الدولة الحديثة المبنية على الاسس القانونية. وكان يجب إنشاء نظام الامن القومي والدفاعي. وتم اعتماد الدستور الجديد عام 1996.
الاطر العامة للنظام السياسي الاوكراني:
الاطر العامة للنظام السياسي الاوكراني تمت صياغتها في الدستور وبناء على قانون أوكرانيا الاساسي فإن أوكرانيا دولة ذات استقلال وسيادة، وهي كذلك دولة ديمقراطية، اجتماعية، ودولة القانون.
إن جوهر دولة أوكرانيا الديمقراطي تكرس في الأحكام الدستورية التي تتعلق بنظام الحكم فيها. ونظام الحكم كالتالي: إن أوكرانيا جمهورية والشعب مصدر السلطات، وتنقسم سلطات الدولة الى ثلاث سلطات هي: القضائية، التنفيذية ، التشريعية، وكلها تؤدي وظيفتها في حدود صلاحياتها. ويضمن الدستور مبادئ التنوع السياسي الاقتصادي والايديولوجي للحيلة الاجتماعية.
طابع دولة أوكرانيا الاجتماعي يترتب عليه التنظيم الدستوري للامور الخاصة باستخدام الممتلكات وحماية كافة أنواع حقوق الملكية.
وكذلك البعد الاجتماعي للاقتصاد ومساواة لكل أنواع الملكية. وكذلك حماية الأمن البيئي والتوازن في حدود أراضي أوكرانيا وغيرها من الاجراءات التي لها الأهمية الاجتماعية.
جوهر الدولة القانوني يدعم من قبل الأحكام المتعلقة بسيادة القانون وأن الاحكام الدستورية واجبة التنفيذ ولها العمل المباشر بمجرد صدورها، وليس بأثر رجعي. الدولة مسئولة أمام الشعب عن كل تصرفاتها وأفعالها. وحسب الدستور فإن المهمة الرئيسية للدولة هي إقامة وتعزيز حقوق الانسان والحريات.
وأن أوكرانيا دولة موحدة وأراضيها لا يجوز التنازل عن أي شبر فيها. ولا يمكن انتهاك سلامة أراضيها. لأوكرانيا نظام المواطنة الواحدة، حيث لا تجوز الجنسية المزدوجة. اللغة الرسمية للدولة هي الاوكرانية.
مؤسسات السلطة في أوكرانيا:
رئيس الدولة الأوكرانية
دستور أوكرانيا ينص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة الذي ينوب عنها. رئيس الدولة يضمن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها والالتزام بالدستور والحقوق الانسانية والمدنية والحريات. رئيس الجمهورية ينتخب من قبل مواطني الدولة على أساس الاقتراع العام المباشر عن طريق التصويت السري. فترة ولاية الرئيس 5 سنوات. يحق ان ينتخب رئيس الجمهورية المواطن الذي أقام بالدولة خلال عشر سنوات قبل الانتخابات. وله حق التصويت وهو يتحدث باللغة الرسمية. و لا يمكن أن ينتخب الرئيس لأكثر من ولايتين رئاسيتين. لمزيد من التفاصيل
المجلس الأعلى لأوكراني البرلمان:
في أوكرانيا الهيئة التشريعية الوحيدة هي البرلمان المسمى بالمجلس الأعلى لأوكرانيا. ينتخب نواب الشعب الاوكراني من قبل مواطني أوكرانيا على أساس الاقتراع العام المباشر عبر التصويت السري. نظام الانتخاب هو خليط بين النظام النسبي ونظام الأغلبية. ينتخب عدد النواب و هو450 نائبا نصفهم اي 225 ينتخبون في الدوائر الاحادية حيث ينتخبون على اساس الاغلبية النسبية, والنصف الثاني وهو 225 ينتخبون على اساس نسبي في الدوائر المتعددة من قوائم المرشحين الذين يمثلون الاحزاب السياسية وكتلهم الانتخابية.
سلطات النواب منصوص عليها في الدستور والقوانين الأوكرانية. يجوز لنواب الشعب الأوكراني توحيد أنفسهم في مجموعات نيابية تسمي الكتل بشكل اختياري. ويجب أن تضم كل كتلة عددا لا يقل عن 25 نائبا. يتم تشكيل المجموعات النيابية على الأساس الحزبي وعلى الأساس غير الحزبي. المجموعات النيابية المبنية على الأسس الحزبية تسمي كتلا نيابية ويجوز للنواب المستقلين الانضمام الى الكتلة اذا دعموا برنامج الحزب المناسب الذي ينتسبون اليه. المجموعات النيابية المبنية على الاسس غير الحزبية تضم النواب الذين يعتنقون الاّراء نفسها في التطور الوطني الاجتماعي والاقتصادي أو الاّراء المشابهة في هذا الشأن. لمزيد من التفاصيل
حكومة أوكرانيا:
مجلس الوزراء (الحكومة) الأوكراني أعلى السلطات التنفيذية, وكل أنشطتها منصوص عليها في القوانين الأوكرانية و المراسيم الرئاسية. الحكومة مسئولة أمام الرئيس ويراقب أعمالها المجلس الأعلى لأوكرانيا و وهي مسئولة أمامه كذلك في واقع الأمر ينجم عن هذه العلاقات تعيين رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية شريطة موافقة البرلمان. يجوز للرئيس أن يعلق صلاحيات رئيس الوزراء وإقالته, ويعين رئيس الجمهورية أعضاء مجلس الوزراء وكذلك رؤساء الهيئات التنفيذية المركزية وغيرها ويعفيهم من مناصبهم بناء على عرض رئيس الوزراء. وكذلك تنجم عن المراقبة البرلمانية للحكومة ومسئوليتها أمام المجلس الأعلى الموافقة البرلمانية على الميزانية السنوية التي تقدمت بها الحكومة. وكذلك القرارات البرلمانية بشأن تنفيذ بنود الميزانية, وكذلك الموافقة على برنامج الحكومة أو رفضها, والرقابة على أعمال الحكومة. لمزيد من التفاصيل
نظام السلطة القضائية:
تتم الاجراءات القضائية بواسطة المحكمة الدستورية ومحاكم الاختصاصات العامة, تمثل المحكمة العليا في أوكرانيا سلطة عليا لنظام المحاكم ذات الاختصاصات العامة. ويجوز تداول الاجراءات القضائية عبر المحاكم فقط. اختصاصات المحاكم تغطي كل العلاقات القضائية للدولة. نظام محاكم الاختصاصات العامة مبني على مبادئ الاختصاصات الخاصة والاقليمية.
المحكمة الدستورية في أوكرانيا وحدة منفصلة, فلها الاستقلالية عن محاكم الاختصاصات العامة. ولا يمكن استخدامها كسلطة النقض أو الاستئناف أو سلطة المراقبة على محاكم الاختصاصات العامة. أعمال المحكمة الدستورية تنص على المراقبة الدستورية في كل المجالات وكذلك توطيد وتعزيز النظام الدستوري وتطبيق مبدأ سيادة القانون والقوة القضائية العليا للدستور. وكذلك تعزيز الحقوق الدستورية وحريات المواطنين. لمزيد من التفاصيل
الإصلاح الدستوري في أوكرانيا لعام 2004. النظرة العامة في الموجز.
عام 1996: أول دستور لأوكرانيا المستقلة
من عام 1991 إلى 1996، عمل الخبراء القانونيون الدوليون و الأوكرانيون بدقة على مشروع دستور جديد لأوكرانيا و في 28 يونيو عام 2006 اعتمد البرلمان الأوكراني نصه النهائي.
شهد هذا الحدث التاريخي بداية الاستقرار في حياة البلد السياسية و الاقتصادية. وفقا لدستور عام 1996 أعلنت أوكرانيا جمهورية رئاسية. و ضمن نظام فصل السلطات المنصوص عليه في الدستور صلاحيات تنفيذية قوية لرئيس الجمهورية و السلطة التشريعية دون عوائق للبرلمان.
أشادت اللجنة الأوروبية للديمقراطية من خلال القانون (لجنة فينيسيا) بدستور أوكرانيا الجديد، مشيرة إلى أنه قد أنشأ نظاما فعالا من الضوابط و التوازنات الرقابية و جعل من المستحيل العودة إلى الاستبداد.
عام 2004: الأزمة السياسية. إدخال تعديلات على الدستور (قانون رقم 2222)
في ديسمبر 2004 في ضوء الأزمة السياسية العميقة الناتجة عن الانتخابات الرئاسية اعتمد البرلمان الأوكراني قانون أوكرانيا "بشأن إدخال تعديلات على دستور أوكرانيا" رقم 2222. و نتيجة لهذه التغييرات تحولت أوكرانيا إلى جمهورية برلمانية- رئاسية، حيث تلقى برلمان أوكرانيا أكثر صلاحيات.
على النقيض من عملية طويلة و مضنية لصياغة دستور عام 1996 تبدو التعديلات المدخلة في عام 2004 أشبه بتسوية سياسية بدلا من الإجراءات القانونية المناسبة.
و كان تجاهل المحكمة الدستورية المشكو عليه من قبل معارضيه خرقا رئيسيا في تعديل الدستور و الذي تمت إزالته من الإجراء الإلزامي للتحليل قانوني والإشراف على عملية التعديلات.
و في عام 2005 كانت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تشعر بقلق بالغ بشأن تجنب أوكرانيا من الإجراءات الديمقراطية (أي إجراء عملية تعديل الدستور دون مراقبة المحكمة الدستورية)، و دعت القادة السياسيين إلى تصحيح الأخطاء من عام 2004، و بذلك لضمان مشروعية التعديلات الدستورية و توافقها مع المعايير الأوروبية.
القوات المسلحة:
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ورثت أوكرانيا قوة قوامها 780,000 عسكري على أراضيها، مزودة بثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم في أيار / مايو 1992، وقعت أوكرانيا على معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) والتي وافقت فيها البلاد على التخلي عن جميع الأسلحة النووية لصالح روسيا لتفكيكها والانضمام إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية كدولة غير حائزة على الأسلحة النووية. صدقت أوكرانيا على المعاهدة في عام 1994، وبحلول عام 1996 أصبح البلد خال من الأسلحة النووية حالياً يمثل الجيش الأوكراني ثاني أكبر قوة عسكرية في أوروبا، بعد روسيا
أخذت أوكرانيا خطوات متسقة لتقليص الأسلحة التقليدية. وقعت على معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، والتي دعت لتخفيض من أعداد الدبابات والمدفعية والعربات المدرعة (تم تخفيض قوات الجيش إلى 300,000). تخطط البلاد لتحويل القوة العسكرية الحالية القائمة على التجنيد إلى قوة مختصة تطوعية في موعد لا يتجاوز عام 2011
تلعب أوكرانيا دوراً متنامياً في عمليات حفظ السلام. تنتشر القوات الأوكرانية في كوسوفو كجزء من الكتيبة الأوكرانية البولندية تم نشر وحدة أوكرانية في لبنان، كجزء من قوة الامم المتحدة المؤقتة لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار. كما امتلكت وحدة صيانة وتدريب في سيراليون. انتشرت وحدة أخرى بين عامي 2003-2005 في العراق، كجزء من القوة المتعددة الجنسيات في العراق تحت قيادة بولندية. يبلغ مجموع الانتشار العسكري الأوكراني في جميع أنحاء العالم 562 جندياً
تشارك وحدات عسكرية من دول أخرى القوات الأوكرانية في مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في أوكرانيا بشكل منتظم، بما في ذلك القوات العسكرية الأمريكية بعد الاستقلال، أعلنت أوكرانيا نفسها دولة محايدة امتلكت البلاد شراكة عسكرية محدودة مع روسيا، وغيرها من بلدان رابطة الدول المستقلة وشراكة مع حلف شمال الاطلسي منذ عام 1994. في بداية القرن الحالي، مالت الحكومة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وإلى تعميق التعاون مع قوات التحالف والتي حددتها خطة العمل بين حلف الناتو وأوكرانيا الموقعة عام 2002. كما تم الاتفاق في وقت لاحق على إجراء استفتاء وطني في مرحلة لاحقة حول الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي يعتبر الرئيس الحالي فيكتور يانكوفيتش مستوى التعاون الحالي بين أوكرانيا وحلف شمال الاطلسي كافياً، حيث أن يانوكوفيتش ضد انضمام أوكرانيا إلى الحلف أعلنت منظمة حلف شمال الأطلسي في قمة بوخارست 2008 أن أوكرانيا ستصبح عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي متى تريد ومتى تتوافق مع معايير الانضمام
الجغرافيا:
تبلغ مساحة أوكرانيا الكلية 603,700 كم2 (233,100 ميل مربع) وبشريط ساحلي يبلغ طوله 2782 كم (1729 ميل) مما يضعها في المرتبة 44 عالمياً من حيث المساحة (بعد جمهورية أفريقيا الوسطى، وقبل مدغشقر). كما أنها أكبر دولة تقع بأكملها في أوروبا وثاني أكبر بلد في أوروبا (بعد الجزء الأوروبي من روسيا وفرنسا المتروبوليتانية)
يتكون المشهد الجغرافي الأوكراني في معظمه من سهول خصبة (أو السهوب) والهضاب، تعبرها أنهار مثل دنيبر (دنيبرو)، سيفيرسكي دونيتس، دنيستر وبوغ الجنوبي حيث تتدفق جنوبا إلى البحر الأسود وبحر آزوف. تشكل دلتا الدانوب إلى الجنوب الغربي الحدود مع رومانيا. جبال البلاد الوحيدة هي جبال الكاربات في الغرب، أعلاها هو هورا هوفرلا عند 2,061 متر (6,762 قدم)، وتلك التي في شبه جزيرة القرم، في أقصى الجنوب على طول الساحل
الاقتصاد:
كان الاقتصاد الأوكراني في المرتبة الثانية ضمن الاتحاد السوفيتي، لكونه عنصراً صناعياً وزراعياً هاماً في اقتصاد البلاد المخطط مع انهيار النظام السوفياتي، انتقلت البلاد من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق. كانت عملية الانتقال ثقيلة بالنسبة لغالبية السكان الذين سقطوا في براثن الفقر انهار اقتصاد أوكرانيا بشدة في السنوات التالية لانهيار الاتحاد السوفيتي. وأصبحت الحياة اليومية للمواطن الأوكراني صراعاً للبقاء. نجح البعض في المناطق الريفية في التخفيف من وطأ الأزمة من خلال زراعة الأغذية الخاصة بهم، والعمل في كثير من الأحيان في وظيفتين أو أكثر كما نجم اقتصاد المقايضة لشراء الضروريات الأساسية
في عام 1991، حررت الحكومة معظم الأسعار لمكافحة النقص الواسع في المنتجات، وكان ناجحا في التغلب على المشكلة. وفي الوقت نفسه، واصلت الحكومة دعم الزراعة والصناعات المملوكة للدولة عن طريق الانبعاث النقدي غير المكشوف. دفعت السياسات النقدية في بداية التسعينيات التضخم إلى مستويات التضخم الجامح. في عام 1993، حملت أوكرانيا الرقم القياسي العالمي للتضخم في السنة التقويمية أكثر من عانى أولئك الذين يعيشون على دخل ثابت
لم تستقر الأسعار إلا بعد طرح العملة الجديدة، هريفنيا، في عام 1996. كما كانت البلاد بطيئة في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. بعد الاستقلال، شكلت الحكومة إطاراً قانونياً للخصخصة. مع ذلك، ظهرت مقاومة واسعة النطاق للإصلاحات من داخل الحكومة ومن جزء كبير من السكان مما عرقل هذه الجهود. استثنيت أعداد كبيرة من الشركات المملوكة للدولة من عملية الخصخصة.
في غضون ذلك، وبحلول عام 1999، انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 40 في المائة من مستوى عام 1991، لكنه تعافى قليلا فوق مستوى 100 في المئة بحلول نهاية عام 2006 في أوائل القرن الحالي، أظهر الاقتصاد نمواً قوياً في الصادرات بنسبة 5-10% ونمواً صناعياً بأكثر من 10 في المئة سنويا ضربت الأزمة الاقتصادية عام 2008 أوكرانيا وفي تشرين الثاني / نوفمبر 2008، حرر بنك النقد الدولي قرضاً قيمته 16.5 مليار دولار لهذا البلد
يصنف الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية) لأوكرانيا لعام 2007 وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية، في المرتبة 29 في العالم ويقدر 359.9 مليار دولار أمريكي اجمالي الناتج المحلي للفرد في عام 2008 وفقا للوكالة كان 7800 $ (من حيث تعادل القوة الشرائية)، في المرتبة 83 عالمياً إجمالي الناتج المحلي الاسمي (بالدولار الأمريكي محسوباً بسعر صرف السوق) 198 مليار دولار، في المرتبة 41 عالمياً بحلول تموز / يوليو 2008 وصل وسطي الراتب الاسمي في أوكرانيا 1930 هريفنيا في الشهر وعلى الرغم من كونه أقل من بقية البلدان المجاورة في أوروبا الوسطى، وصل معدل نمو الدخل في عام 2008 لنسبة 36.8 في المئة وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2003 يعيش ما يقرب من 4.9 في المئة من السكان الأوكران تحت مستوى 2 دولار أمريكي في اليوم و 19.5 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر الوطني من العام ذاته
نتج أوكرانيا تقريباً جميع أنواع سيارات النقل والمركبات الفضائية. يتم تصدير طائرات أنتونوف وشاحنات كراز لكثير من البلدان. تسوق معظم الصادرات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي واتحاد الدول المستقلة منذ الاستقلال تحافظ أوكرانيا على وكالة الفضاء الخاصة بها، وكالة الفضاء الوطنية الأوكرانية. كما تشارك أوكرانيا بنشاط في استكشاف الفضاء والبعثات العلمية وبعثات الاستشعار عن بعد. بين عامي 1991 و 2007، أطلقت أوكرانيا ستة أقمار صناعية و 101 مركبة إطلاق محلية الصنع، وتستمر في تصميم المركبات الفضائية وهكذا حتى يومنا هذا، من المسلم به أن أوكرانيا دولة رائدة في العالم في إنتاج الصواريخ والتكنولوجيا ذات الصلة.
معظم واردات البلاد من إمدادات الطاقة وخاصة النفط والغاز الطبيعي، وتعتمد إلى حد كبير على روسيا كمورد للطاقة. في حين أن 25 في المئة من الغاز الطبيعي في أوكرانيا يأتي من مصادر داخلية، يأتي نحو 35 في المئة من روسيا والباقي 40 في المئة من آسيا الوسطى من خلال الطرق التي تسيطر عليها روسيا. وفي الوقت ذاته، يمر 85 في المئة من الغاز الروسي إلى غرب أوروبا عبر أوكرانيا
يصنف البنك الدولي أوكرانيا كدولة ذات دخل متوسط تشمل القضايا الهامة البنية التحتية ونظام النقل المتخلف، والفساد والبيروقراطية. في عام 2007 سجلت سوق الأسهم الأوكرانية ثاني أعلى نمو في العالم من 130 في المئة ووفقاً لوكالة الاستخبارات المركزية، في عام 2006 بلغت القيمة السوقية لسوق الأوراق المالية الأوكرانية 111.8 مليار $. تشمل القطاعات النامية من الاقتصاد الأوكراني سوق تقنية المعلومات والتي تفوقت على جميع دول وسط وشرق أوروبا في عام 2007، حيث نمت بنحو 40 في المئة.
التعليم:
المدارس
وفقاً للدستور الأوكراني، تمنح فرص الحصول على التعليم المجاني لجميع المواطنين. إكمال التعليم الثانوي العام إلزامي في المدارس الحكومية التي تشكل الأغلبية الساحقة. يتوفر التعليم العالي المجاني في والمؤسسات التعليمية المجتمعية والتابعة للدولة على أساس تنافسي هناك أيضا عدد قليل من المعاهد الثانوية ومعاهد التعليم العالي المعتمدة. بسبب تركيز الاتحاد السوفياتي على وصول التعليم للجميع، السياسة المتبعة حالياً أيضاً في أوكرانيا، فإن معدل تعلم القراءة والكتابة يقدر بـ 99.4 ٪. منذ عام 2005، تم استبدال البرنامج المدرسي على 11 عاما إلى 12 موزعة كالتالي: التعليم الابتدائي يستغرق أربع سنوات (ابتداء من سن السادسة)، التعليم المتوسط (الثانوي) يستغرق خمس سنوات؛ الثانوي العالي لمدة ثلاث سنوات في الصف الثاني عشر، يجري الطلاب امتحانات حكومية، والتي يشار إليها أيضاً كامتحانات مغادرة المدرسة.
الجامعات
يتم القبول في الجامعات الحكومية بعد ذلك بناء على نتائج هذه الامتحانات. يشمل نظام التعليم العالي الأوكراني مؤسسات التعليم العالي، والمرافق العلمية والمنهجية في إطار القانون الاتحادي، والبلدي وهيئات الحكم الذاتي المسؤولة عن التعليم تنظيم التعليم العالي في أوكرانيا مبني وفقاً لهيكل التعليم في بلدان العالم المتقدمة، كما تم تعريفه من قبل منظمة اليونسكو والأمم المتحدة
الدين:
لدين السائد في أوكرانيا هو المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، والتي تنقسم حاليا بين هيئات كنسية ثلاث: الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية كهيئة كنسية مستقلة تحت بطريرك موسكو، الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة
يحل في المركز الثاني بفارق كبير في عدد الأتباع هي الكنيسة الأوكرانية اليونانية الكاثوليكية الطقوس الشرقية، التي تمارس تقاليد مماثلة دينية وروحانية للأرثوذكسية الشرقية، لكنها على تواصل مع الكرسي الرسولي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعترف بسيادة البابا كرئيس للكنيسة
بالإضافة إلى ذلك، هناك 863 من الطوائف الكاثوليكية الرومانية، و 474 من رجال الدين يخدمون نحو مليون من الروم الكاثوليك في أوكرانيا يشكل مجموع الروم الكاثوليك 2.19% من السكان، وتتكون بشكل رئيسي من العرقيتين البولندية والمجرية، اللتان تعيشان في المناطق الغربية من البلاد
يشكل المسيحيون البروتستانت أيضا حول شكل 2.19 في المئة من السكان. تزايدت أعداد البروتستانت بشكل كبير منذ استقلال أوكرانيا. اتحاد المعمدانية الإنجيلية في أوكرانيا هي أكبر مجموعة، يبلغ أفرادها 150,000 ورجال الدين حوالي 3000. ثاني أكبر الكنائس البروتستانتية هي كنيسة الإيمان الإنجيلية (خمسينية) الأوكرانية مع 110,000 عضو وأكثر من 1500 من الكنائس المحلية وأكثر من 2000 من رجال الدين، لكن توجد أيضا مجموعات أخرى من الخمسينية حيث يبلغ مجموع أتباعها بالمجمل أكثر من 300,000، مع أكثر من 3000 من الكنائس المحلية. هناك أيضاً العديد من مدارس الخمسينية للتعليم العالي مثل معهد لفيف اللاهوتي ومعهد كييف للكتاب المقدس. من بين المجموعات الأخرى الكالفينيين، وشهود يهوه واللوثريون والميثوديون والسبتيين. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة المورمون) موجودة أيضاً.
يبلغ عدد المسلمين في أوكرانيا نصف مليون، حوالي نصفهم من تتار القرم هناك 487 مجمتع مسلم مسجل، منها 368 في شبه جزيرة القرم. بالإضافة إلى ذلك، حوالي 50,000 مسلم يعيشون في كييف، معظمهم من المولودين في الخارج
الجالية اليهودية جزء صغير مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية. المدن التي ضمت أكبر عدد من اليهود في عام 1926 أوديسا بـ 154,000 أو 36.5 ٪ من مجموع السكان، وكييف بـ 140,500 أو 27.3 ٪ يشير تعداد عام 2001 إلى وجود 103,600 يهودي في أوكرانيا، على الرغم من زعم قادة المجتمع المحلي بأن أعدادهم قد تصل 300,000. لا توجد إحصاءات عن نسبة اليهود الأوكرانيين المتدينين، لكن اليهودية الأرثوذكسية ذات وجود قوي في أوكرانيا. مجتمع الاصلاح والمحافظين اليهود (ماسورتي) موجودان كذلك
التاريخ:
راضي أوكرانيا الحالية حكمها شعب (سكيف) (قبائل إيرانية) منذ القرن السابع قبل الميلاد. ووقعت أجزاء من أوكرانيا أكثر وأكثر تحت هيمنة السلطات الأجنبية. وفي القرن الثالث حكمت أراضي أوكرانيا الغوت (قبائل جرمانية). وفي القرن الرابع بعد الميلاد طردوا من أراضي أوكرانيا من قبل الهون. القبائل السلافية احتلت وسط وشرق أوكرانيا في القرن السادس بعد الميلاد, ولعبوا دورا مهما في تأسيس مدينة كييف. وبكونها واقعة على الطرق التجارية المتميزة, ازدهرت كييف بسرعة كمركز دولة الروس الكييفية القوية. في القرن الحادي عشر كانت دولة الروس الكييفية جغرافيا أكبر دولة في أوروبا. ونصر الأمير فلاديمير أعيان كييف وغالبية الشعب عام 988 و أدت النزاعات بين الإقطاعيين إلى الانحطاط في القرن الثاني عشر. وظهر عدد كبير جدا من الدويلات الروسية ذات النظام الإقطاعي. وكانت إمارة هالتسك فولن أهم دولة في أوكرانيا.
وعام 1239 استولي المغول على الأجزاء الكبيرة من أراضي أوكرانيا, وأصبحت أوكرانيا جزءا من دولة الجيش الذهبي (المغولية). وأصبحت الأجزاء الشمالية من أوكرانيا جزءا من بولندا وليتوانيا حوالي عام 1350. وأصبح الجزء الجنوبي يحكمه التتر منذ عام 1430 و كان الجزء الأخير جزءا من الامبراطورية العثمانية, وانضمت الأراضي الحرة من البلاد التي لم تنتم إلى بولندا أو ليتوانيا إلى روسيا بين عامي 1654 و 1667. وبعد تقسيمات بولندا ما بين عامي 1772 و 1795 كانت كل الأراضي الأوكرانية جزءا من روسيا باستثناء أقصى غربها الذي وقع تحت السيادة النمساوية. وحظرت روسيا استخدام اللغة الأوكرانية وتعلمها.
لما فجرت الحرب العالمية الأولي والثورة الروسية الامبراطوريتين النمساوية والروسية, أعلنت أوكرانيا استقلالها. وعام 1917 أعلن المجلس المركزي دولة أوكرانيا متمتعة بالحكم الذاتي كجمهورية أوكرانيا الديمقراطية. وفي عام 1918 وفور استيلاء البلاشفة علي السلطة في بيتوغراد أعلنت جمهورية أوكرانيا الشعبية استقلالها برئاسة الرئيس ميخائيل جروشفسكي كجمهورية أوكرانيا الشعبية. وكان جروشفسكي زعيما للحزب الاشتراكي الثوري الأوكراني. وتم احتلال أوكرانيا من قبل روسيا عام 1918. وتلاها احتلال أوكرانيا من قبل الألمان والنمساويين المجر. وتم إعادة تأسيس جمهورية أوكرانيا الشعبية عام 1918 وما بين عامي 1919 و 1921 أدار البلاد سيمون بيتلورا الذي كان أيضا من الحزب الاشتراكي الثوري الأوكراني. وبعد ثلاث سنوات من النزاع والحرب الأهلية أدمجت الاجزاء الغربية من أراضي أوكرانيا مع بولندا. بينما كانت أكبر الأجزاء الوسطي والشرقية من أوكرانيا تحت الحكم الشيوعي. استولت جمهورية أوكرانيا السوفييتة الاشتراكية على أجزاء من أوكرانيا غير تابعة لبولندا عام 1921 وبعد ذلك انضمت إلى الاتحاد السوفييتي كعضو تأسيسي عام 1922 و اغتيل بيتلورا في المنفي عام 1926.
وبوصول ستالين إلى الحكم ومشروع إقامة المزارع الحكومية المعروفة بالقولخوز دشنت حملة الإرهاب الذي دمر طبقة المثقفين الأوكرانيين. وخلق ستالين المجاعة الاصطناعية المعروفة بهولودومور كجزء من سياساته الهادفة إلى إكراه الناس للعمل بالمزارع الحكومية. وقتلت المجاعة الاصطناعية الفلاحين المستقلين سابقا وغيرهم في كل أرجاء البلاد. وحسب التقديرات فإن عدد الموتي من جراء المجاعة ما بين عامي 1932و 1933 يتراوح ما بين 3 و 7 ملايين شخص.
وبعد غزو بولندا النازي والسوفييتي عام 1939 ضمت الأراضي الأوكرانية الغربية إلى الاتحاد السوفييتي, و تم احتلال أوكرانيا من قبل الجيوش الألمانية ما بين عامي 1941 و 1944 وتواصلت المقاومة المسلحة ضد النظام السوفييتي حتى خمسينيات القرن الماضي.
وأصبحت أوكرانيا دولة مستقلة عام 1991. وبعد الانتخابات التي جرت عام1991 انتخب ليونيد كرافتشوك رئيس المجلس الأعلى لأوكرانيا الأسبق رئيسا للجمهورية لفترة ولايتها 5 سنوات. الاضطرابات الإثنية في القرم خلال عام1992 حثت عددا من المنظمات السياسية الموالية لروسيا على انفصال القرم وانضمامه لروسيا. وأخيرا في السنة نفسها قرر برلمانا القرم وأوكرانيا أن القرم سيبقي تحت سيادة أوكرانيا محتفظا بالاستقلال الثقافي و الاقتصادي الكبير.
وعام 1994 انتخب ليونيد كوشما رئيس أوكرانيا الثاني في الانتخابات الحرة النزيهة, وتم إعادة انتخاب كوشما عام 1999 لفترة ولاية ثانية لخمس سنوات بحصوله علي 56% من الأصوات.
والتلاعبات خلال الانتخابات الرئاسية عام 2004 أدت إلى ما يعرف بالثورة البرتقالية , وكان الهدف من الثورة هو تحقيق حرية الإرادة الشعبية وحرية التعبير. وبنتيجة الدورة الثالثة للانتخابات أصبح فيكتور يوشينكو الرئيس الثالث لأوكرانيا.
بحلول موعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 أصبح يوشينكو و تيموشينكو - الحليفان أثناء الثورة البرتقالية - عدوين لدودين. و عشية الانتخابات الرئاسية التالية استعاد حزب المناطق ليانوكوفيتش الموالي لروسيا سلطته بعد خمس سنوات و تم التوقف بالثورة البرتقالية لعام 2004.
25 فبراير 2011 يشهد الذكرى السنوية الأولى لرئاسة فيكتور يانوكوفيتش.
الحكومة والسياسة:
أوكرانيا جمهورية ذات نظام مختلط نصف برلماني ونصف رئاسي مع فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. يتم انتخاب الرئيس بالاقتراع الشعبي لمدة خمس سنوات وهو رأس الهرم الرسمي في الدولة
تشمل السلطة التشريعية في أوكرانيا برلماناً مكوناً من 450 مقعداً ومن غرفة واحدة، تعرف باسم فيرخوفنا رادا البرلمان مسؤول في المقام الأول عن تشكيل السلطة التنفيذية ومجلس الوزراء، الذي يرأسه رئيس الوزراء
يمكن الاعتراض على القوانين والأحكام الصادرة عن كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء والمراسيم الرئاسية، وبرلمان القرم من قبل المحكمة الدستورية، إذا وجد أنها تشكل انتهاكا للدستور الأوكراني. القوانين المعيارية الأخرى تخضع لمراجعة قضائية. المحكمة العليا هي الهيئة الرئيسية في نظام المحاكم ذات الاختصاص العام، حيث يضمن لها ذاتية القرار. ينتخب الشعب المجالس المحلية ورؤساء بلديات المدن الذين يمارسون الرقابة على الميزانيات المحلية. بينما يعين الرئيس إداريي الأقاليم والمقاطعات.
تمتلك أوكرانيا عدداً كبيراً من الأحزاب السياسية، كثير منها ذو عضوية صغيرة وغير معروف لعامة الناس. تنضم الأحزاب الصغيرة غالباً في تحالفات متعددة الأطراف (الكتل الانتخابية) لغرض المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
أعلنت أوكرانيا استقلالها في 24.8.1991 وعبر الاستفتاء الذي أجري في 1 ديسمبر من السنة نفسها أكد الشعب الأوكراني اختياره الاستقلال قائلا نعم للاستقلال. وانتخب ليونيد كرافتشوك اول رئيس لأوكرانيا المستقلة حديثا.
واجهت أوكرانيا كثيرا من المهام الغاية في الصعوبة التي كان يجب حلها خلال الفترة الزمنية القصيرة، حيث كان من اللازم بناء النظام السياسي، وكان يجب وضع مبادئ الدولة الحديثة المبنية على الاسس القانونية. وكان يجب إنشاء نظام الامن القومي والدفاعي. وتم اعتماد الدستور الجديد عام 1996.
الاطر العامة للنظام السياسي الاوكراني:
الاطر العامة للنظام السياسي الاوكراني تمت صياغتها في الدستور وبناء على قانون أوكرانيا الاساسي فإن أوكرانيا دولة ذات استقلال وسيادة، وهي كذلك دولة ديمقراطية، اجتماعية، ودولة القانون.
إن جوهر دولة أوكرانيا الديمقراطي تكرس في الأحكام الدستورية التي تتعلق بنظام الحكم فيها. ونظام الحكم كالتالي: إن أوكرانيا جمهورية والشعب مصدر السلطات، وتنقسم سلطات الدولة الى ثلاث سلطات هي: القضائية، التنفيذية ، التشريعية، وكلها تؤدي وظيفتها في حدود صلاحياتها. ويضمن الدستور مبادئ التنوع السياسي الاقتصادي والايديولوجي للحيلة الاجتماعية.
طابع دولة أوكرانيا الاجتماعي يترتب عليه التنظيم الدستوري للامور الخاصة باستخدام الممتلكات وحماية كافة أنواع حقوق الملكية.
وكذلك البعد الاجتماعي للاقتصاد ومساواة لكل أنواع الملكية. وكذلك حماية الأمن البيئي والتوازن في حدود أراضي أوكرانيا وغيرها من الاجراءات التي لها الأهمية الاجتماعية.
جوهر الدولة القانوني يدعم من قبل الأحكام المتعلقة بسيادة القانون وأن الاحكام الدستورية واجبة التنفيذ ولها العمل المباشر بمجرد صدورها، وليس بأثر رجعي. الدولة مسئولة أمام الشعب عن كل تصرفاتها وأفعالها. وحسب الدستور فإن المهمة الرئيسية للدولة هي إقامة وتعزيز حقوق الانسان والحريات.
وأن أوكرانيا دولة موحدة وأراضيها لا يجوز التنازل عن أي شبر فيها. ولا يمكن انتهاك سلامة أراضيها. لأوكرانيا نظام المواطنة الواحدة، حيث لا تجوز الجنسية المزدوجة. اللغة الرسمية للدولة هي الاوكرانية.
مؤسسات السلطة في أوكرانيا:
رئيس الدولة الأوكرانية
دستور أوكرانيا ينص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة الذي ينوب عنها. رئيس الدولة يضمن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها والالتزام بالدستور والحقوق الانسانية والمدنية والحريات. رئيس الجمهورية ينتخب من قبل مواطني الدولة على أساس الاقتراع العام المباشر عن طريق التصويت السري. فترة ولاية الرئيس 5 سنوات. يحق ان ينتخب رئيس الجمهورية المواطن الذي أقام بالدولة خلال عشر سنوات قبل الانتخابات. وله حق التصويت وهو يتحدث باللغة الرسمية. و لا يمكن أن ينتخب الرئيس لأكثر من ولايتين رئاسيتين. لمزيد من التفاصيل
المجلس الأعلى لأوكراني البرلمان:
في أوكرانيا الهيئة التشريعية الوحيدة هي البرلمان المسمى بالمجلس الأعلى لأوكرانيا. ينتخب نواب الشعب الاوكراني من قبل مواطني أوكرانيا على أساس الاقتراع العام المباشر عبر التصويت السري. نظام الانتخاب هو خليط بين النظام النسبي ونظام الأغلبية. ينتخب عدد النواب و هو450 نائبا نصفهم اي 225 ينتخبون في الدوائر الاحادية حيث ينتخبون على اساس الاغلبية النسبية, والنصف الثاني وهو 225 ينتخبون على اساس نسبي في الدوائر المتعددة من قوائم المرشحين الذين يمثلون الاحزاب السياسية وكتلهم الانتخابية.
سلطات النواب منصوص عليها في الدستور والقوانين الأوكرانية. يجوز لنواب الشعب الأوكراني توحيد أنفسهم في مجموعات نيابية تسمي الكتل بشكل اختياري. ويجب أن تضم كل كتلة عددا لا يقل عن 25 نائبا. يتم تشكيل المجموعات النيابية على الأساس الحزبي وعلى الأساس غير الحزبي. المجموعات النيابية المبنية على الأسس الحزبية تسمي كتلا نيابية ويجوز للنواب المستقلين الانضمام الى الكتلة اذا دعموا برنامج الحزب المناسب الذي ينتسبون اليه. المجموعات النيابية المبنية على الاسس غير الحزبية تضم النواب الذين يعتنقون الاّراء نفسها في التطور الوطني الاجتماعي والاقتصادي أو الاّراء المشابهة في هذا الشأن. لمزيد من التفاصيل
حكومة أوكرانيا:
مجلس الوزراء (الحكومة) الأوكراني أعلى السلطات التنفيذية, وكل أنشطتها منصوص عليها في القوانين الأوكرانية و المراسيم الرئاسية. الحكومة مسئولة أمام الرئيس ويراقب أعمالها المجلس الأعلى لأوكرانيا و وهي مسئولة أمامه كذلك في واقع الأمر ينجم عن هذه العلاقات تعيين رئيس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية شريطة موافقة البرلمان. يجوز للرئيس أن يعلق صلاحيات رئيس الوزراء وإقالته, ويعين رئيس الجمهورية أعضاء مجلس الوزراء وكذلك رؤساء الهيئات التنفيذية المركزية وغيرها ويعفيهم من مناصبهم بناء على عرض رئيس الوزراء. وكذلك تنجم عن المراقبة البرلمانية للحكومة ومسئوليتها أمام المجلس الأعلى الموافقة البرلمانية على الميزانية السنوية التي تقدمت بها الحكومة. وكذلك القرارات البرلمانية بشأن تنفيذ بنود الميزانية, وكذلك الموافقة على برنامج الحكومة أو رفضها, والرقابة على أعمال الحكومة. لمزيد من التفاصيل
نظام السلطة القضائية:
تتم الاجراءات القضائية بواسطة المحكمة الدستورية ومحاكم الاختصاصات العامة, تمثل المحكمة العليا في أوكرانيا سلطة عليا لنظام المحاكم ذات الاختصاصات العامة. ويجوز تداول الاجراءات القضائية عبر المحاكم فقط. اختصاصات المحاكم تغطي كل العلاقات القضائية للدولة. نظام محاكم الاختصاصات العامة مبني على مبادئ الاختصاصات الخاصة والاقليمية.
المحكمة الدستورية في أوكرانيا وحدة منفصلة, فلها الاستقلالية عن محاكم الاختصاصات العامة. ولا يمكن استخدامها كسلطة النقض أو الاستئناف أو سلطة المراقبة على محاكم الاختصاصات العامة. أعمال المحكمة الدستورية تنص على المراقبة الدستورية في كل المجالات وكذلك توطيد وتعزيز النظام الدستوري وتطبيق مبدأ سيادة القانون والقوة القضائية العليا للدستور. وكذلك تعزيز الحقوق الدستورية وحريات المواطنين. لمزيد من التفاصيل
الإصلاح الدستوري في أوكرانيا لعام 2004. النظرة العامة في الموجز.
عام 1996: أول دستور لأوكرانيا المستقلة
من عام 1991 إلى 1996، عمل الخبراء القانونيون الدوليون و الأوكرانيون بدقة على مشروع دستور جديد لأوكرانيا و في 28 يونيو عام 2006 اعتمد البرلمان الأوكراني نصه النهائي.
شهد هذا الحدث التاريخي بداية الاستقرار في حياة البلد السياسية و الاقتصادية. وفقا لدستور عام 1996 أعلنت أوكرانيا جمهورية رئاسية. و ضمن نظام فصل السلطات المنصوص عليه في الدستور صلاحيات تنفيذية قوية لرئيس الجمهورية و السلطة التشريعية دون عوائق للبرلمان.
أشادت اللجنة الأوروبية للديمقراطية من خلال القانون (لجنة فينيسيا) بدستور أوكرانيا الجديد، مشيرة إلى أنه قد أنشأ نظاما فعالا من الضوابط و التوازنات الرقابية و جعل من المستحيل العودة إلى الاستبداد.
عام 2004: الأزمة السياسية. إدخال تعديلات على الدستور (قانون رقم 2222)
في ديسمبر 2004 في ضوء الأزمة السياسية العميقة الناتجة عن الانتخابات الرئاسية اعتمد البرلمان الأوكراني قانون أوكرانيا "بشأن إدخال تعديلات على دستور أوكرانيا" رقم 2222. و نتيجة لهذه التغييرات تحولت أوكرانيا إلى جمهورية برلمانية- رئاسية، حيث تلقى برلمان أوكرانيا أكثر صلاحيات.
على النقيض من عملية طويلة و مضنية لصياغة دستور عام 1996 تبدو التعديلات المدخلة في عام 2004 أشبه بتسوية سياسية بدلا من الإجراءات القانونية المناسبة.
و كان تجاهل المحكمة الدستورية المشكو عليه من قبل معارضيه خرقا رئيسيا في تعديل الدستور و الذي تمت إزالته من الإجراء الإلزامي للتحليل قانوني والإشراف على عملية التعديلات.
و في عام 2005 كانت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تشعر بقلق بالغ بشأن تجنب أوكرانيا من الإجراءات الديمقراطية (أي إجراء عملية تعديل الدستور دون مراقبة المحكمة الدستورية)، و دعت القادة السياسيين إلى تصحيح الأخطاء من عام 2004، و بذلك لضمان مشروعية التعديلات الدستورية و توافقها مع المعايير الأوروبية.
القوات المسلحة:
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ورثت أوكرانيا قوة قوامها 780,000 عسكري على أراضيها، مزودة بثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية في العالم في أيار / مايو 1992، وقعت أوكرانيا على معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) والتي وافقت فيها البلاد على التخلي عن جميع الأسلحة النووية لصالح روسيا لتفكيكها والانضمام إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية كدولة غير حائزة على الأسلحة النووية. صدقت أوكرانيا على المعاهدة في عام 1994، وبحلول عام 1996 أصبح البلد خال من الأسلحة النووية حالياً يمثل الجيش الأوكراني ثاني أكبر قوة عسكرية في أوروبا، بعد روسيا
أخذت أوكرانيا خطوات متسقة لتقليص الأسلحة التقليدية. وقعت على معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، والتي دعت لتخفيض من أعداد الدبابات والمدفعية والعربات المدرعة (تم تخفيض قوات الجيش إلى 300,000). تخطط البلاد لتحويل القوة العسكرية الحالية القائمة على التجنيد إلى قوة مختصة تطوعية في موعد لا يتجاوز عام 2011
تلعب أوكرانيا دوراً متنامياً في عمليات حفظ السلام. تنتشر القوات الأوكرانية في كوسوفو كجزء من الكتيبة الأوكرانية البولندية تم نشر وحدة أوكرانية في لبنان، كجزء من قوة الامم المتحدة المؤقتة لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار. كما امتلكت وحدة صيانة وتدريب في سيراليون. انتشرت وحدة أخرى بين عامي 2003-2005 في العراق، كجزء من القوة المتعددة الجنسيات في العراق تحت قيادة بولندية. يبلغ مجموع الانتشار العسكري الأوكراني في جميع أنحاء العالم 562 جندياً
تشارك وحدات عسكرية من دول أخرى القوات الأوكرانية في مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في أوكرانيا بشكل منتظم، بما في ذلك القوات العسكرية الأمريكية بعد الاستقلال، أعلنت أوكرانيا نفسها دولة محايدة امتلكت البلاد شراكة عسكرية محدودة مع روسيا، وغيرها من بلدان رابطة الدول المستقلة وشراكة مع حلف شمال الاطلسي منذ عام 1994. في بداية القرن الحالي، مالت الحكومة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، وإلى تعميق التعاون مع قوات التحالف والتي حددتها خطة العمل بين حلف الناتو وأوكرانيا الموقعة عام 2002. كما تم الاتفاق في وقت لاحق على إجراء استفتاء وطني في مرحلة لاحقة حول الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي يعتبر الرئيس الحالي فيكتور يانكوفيتش مستوى التعاون الحالي بين أوكرانيا وحلف شمال الاطلسي كافياً، حيث أن يانوكوفيتش ضد انضمام أوكرانيا إلى الحلف أعلنت منظمة حلف شمال الأطلسي في قمة بوخارست 2008 أن أوكرانيا ستصبح عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي متى تريد ومتى تتوافق مع معايير الانضمام
الجغرافيا:
تبلغ مساحة أوكرانيا الكلية 603,700 كم2 (233,100 ميل مربع) وبشريط ساحلي يبلغ طوله 2782 كم (1729 ميل) مما يضعها في المرتبة 44 عالمياً من حيث المساحة (بعد جمهورية أفريقيا الوسطى، وقبل مدغشقر). كما أنها أكبر دولة تقع بأكملها في أوروبا وثاني أكبر بلد في أوروبا (بعد الجزء الأوروبي من روسيا وفرنسا المتروبوليتانية)
يتكون المشهد الجغرافي الأوكراني في معظمه من سهول خصبة (أو السهوب) والهضاب، تعبرها أنهار مثل دنيبر (دنيبرو)، سيفيرسكي دونيتس، دنيستر وبوغ الجنوبي حيث تتدفق جنوبا إلى البحر الأسود وبحر آزوف. تشكل دلتا الدانوب إلى الجنوب الغربي الحدود مع رومانيا. جبال البلاد الوحيدة هي جبال الكاربات في الغرب، أعلاها هو هورا هوفرلا عند 2,061 متر (6,762 قدم)، وتلك التي في شبه جزيرة القرم، في أقصى الجنوب على طول الساحل
الاقتصاد:
كان الاقتصاد الأوكراني في المرتبة الثانية ضمن الاتحاد السوفيتي، لكونه عنصراً صناعياً وزراعياً هاماً في اقتصاد البلاد المخطط مع انهيار النظام السوفياتي، انتقلت البلاد من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق. كانت عملية الانتقال ثقيلة بالنسبة لغالبية السكان الذين سقطوا في براثن الفقر انهار اقتصاد أوكرانيا بشدة في السنوات التالية لانهيار الاتحاد السوفيتي. وأصبحت الحياة اليومية للمواطن الأوكراني صراعاً للبقاء. نجح البعض في المناطق الريفية في التخفيف من وطأ الأزمة من خلال زراعة الأغذية الخاصة بهم، والعمل في كثير من الأحيان في وظيفتين أو أكثر كما نجم اقتصاد المقايضة لشراء الضروريات الأساسية
في عام 1991، حررت الحكومة معظم الأسعار لمكافحة النقص الواسع في المنتجات، وكان ناجحا في التغلب على المشكلة. وفي الوقت نفسه، واصلت الحكومة دعم الزراعة والصناعات المملوكة للدولة عن طريق الانبعاث النقدي غير المكشوف. دفعت السياسات النقدية في بداية التسعينيات التضخم إلى مستويات التضخم الجامح. في عام 1993، حملت أوكرانيا الرقم القياسي العالمي للتضخم في السنة التقويمية أكثر من عانى أولئك الذين يعيشون على دخل ثابت
لم تستقر الأسعار إلا بعد طرح العملة الجديدة، هريفنيا، في عام 1996. كما كانت البلاد بطيئة في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية. بعد الاستقلال، شكلت الحكومة إطاراً قانونياً للخصخصة. مع ذلك، ظهرت مقاومة واسعة النطاق للإصلاحات من داخل الحكومة ومن جزء كبير من السكان مما عرقل هذه الجهود. استثنيت أعداد كبيرة من الشركات المملوكة للدولة من عملية الخصخصة.
في غضون ذلك، وبحلول عام 1999، انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 40 في المائة من مستوى عام 1991، لكنه تعافى قليلا فوق مستوى 100 في المئة بحلول نهاية عام 2006 في أوائل القرن الحالي، أظهر الاقتصاد نمواً قوياً في الصادرات بنسبة 5-10% ونمواً صناعياً بأكثر من 10 في المئة سنويا ضربت الأزمة الاقتصادية عام 2008 أوكرانيا وفي تشرين الثاني / نوفمبر 2008، حرر بنك النقد الدولي قرضاً قيمته 16.5 مليار دولار لهذا البلد
يصنف الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية) لأوكرانيا لعام 2007 وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية، في المرتبة 29 في العالم ويقدر 359.9 مليار دولار أمريكي اجمالي الناتج المحلي للفرد في عام 2008 وفقا للوكالة كان 7800 $ (من حيث تعادل القوة الشرائية)، في المرتبة 83 عالمياً إجمالي الناتج المحلي الاسمي (بالدولار الأمريكي محسوباً بسعر صرف السوق) 198 مليار دولار، في المرتبة 41 عالمياً بحلول تموز / يوليو 2008 وصل وسطي الراتب الاسمي في أوكرانيا 1930 هريفنيا في الشهر وعلى الرغم من كونه أقل من بقية البلدان المجاورة في أوروبا الوسطى، وصل معدل نمو الدخل في عام 2008 لنسبة 36.8 في المئة وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2003 يعيش ما يقرب من 4.9 في المئة من السكان الأوكران تحت مستوى 2 دولار أمريكي في اليوم و 19.5 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر الوطني من العام ذاته
نتج أوكرانيا تقريباً جميع أنواع سيارات النقل والمركبات الفضائية. يتم تصدير طائرات أنتونوف وشاحنات كراز لكثير من البلدان. تسوق معظم الصادرات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي واتحاد الدول المستقلة منذ الاستقلال تحافظ أوكرانيا على وكالة الفضاء الخاصة بها، وكالة الفضاء الوطنية الأوكرانية. كما تشارك أوكرانيا بنشاط في استكشاف الفضاء والبعثات العلمية وبعثات الاستشعار عن بعد. بين عامي 1991 و 2007، أطلقت أوكرانيا ستة أقمار صناعية و 101 مركبة إطلاق محلية الصنع، وتستمر في تصميم المركبات الفضائية وهكذا حتى يومنا هذا، من المسلم به أن أوكرانيا دولة رائدة في العالم في إنتاج الصواريخ والتكنولوجيا ذات الصلة.
معظم واردات البلاد من إمدادات الطاقة وخاصة النفط والغاز الطبيعي، وتعتمد إلى حد كبير على روسيا كمورد للطاقة. في حين أن 25 في المئة من الغاز الطبيعي في أوكرانيا يأتي من مصادر داخلية، يأتي نحو 35 في المئة من روسيا والباقي 40 في المئة من آسيا الوسطى من خلال الطرق التي تسيطر عليها روسيا. وفي الوقت ذاته، يمر 85 في المئة من الغاز الروسي إلى غرب أوروبا عبر أوكرانيا
يصنف البنك الدولي أوكرانيا كدولة ذات دخل متوسط تشمل القضايا الهامة البنية التحتية ونظام النقل المتخلف، والفساد والبيروقراطية. في عام 2007 سجلت سوق الأسهم الأوكرانية ثاني أعلى نمو في العالم من 130 في المئة ووفقاً لوكالة الاستخبارات المركزية، في عام 2006 بلغت القيمة السوقية لسوق الأوراق المالية الأوكرانية 111.8 مليار $. تشمل القطاعات النامية من الاقتصاد الأوكراني سوق تقنية المعلومات والتي تفوقت على جميع دول وسط وشرق أوروبا في عام 2007، حيث نمت بنحو 40 في المئة.
التعليم:
المدارس
وفقاً للدستور الأوكراني، تمنح فرص الحصول على التعليم المجاني لجميع المواطنين. إكمال التعليم الثانوي العام إلزامي في المدارس الحكومية التي تشكل الأغلبية الساحقة. يتوفر التعليم العالي المجاني في والمؤسسات التعليمية المجتمعية والتابعة للدولة على أساس تنافسي هناك أيضا عدد قليل من المعاهد الثانوية ومعاهد التعليم العالي المعتمدة. بسبب تركيز الاتحاد السوفياتي على وصول التعليم للجميع، السياسة المتبعة حالياً أيضاً في أوكرانيا، فإن معدل تعلم القراءة والكتابة يقدر بـ 99.4 ٪. منذ عام 2005، تم استبدال البرنامج المدرسي على 11 عاما إلى 12 موزعة كالتالي: التعليم الابتدائي يستغرق أربع سنوات (ابتداء من سن السادسة)، التعليم المتوسط (الثانوي) يستغرق خمس سنوات؛ الثانوي العالي لمدة ثلاث سنوات في الصف الثاني عشر، يجري الطلاب امتحانات حكومية، والتي يشار إليها أيضاً كامتحانات مغادرة المدرسة.
الجامعات
يتم القبول في الجامعات الحكومية بعد ذلك بناء على نتائج هذه الامتحانات. يشمل نظام التعليم العالي الأوكراني مؤسسات التعليم العالي، والمرافق العلمية والمنهجية في إطار القانون الاتحادي، والبلدي وهيئات الحكم الذاتي المسؤولة عن التعليم تنظيم التعليم العالي في أوكرانيا مبني وفقاً لهيكل التعليم في بلدان العالم المتقدمة، كما تم تعريفه من قبل منظمة اليونسكو والأمم المتحدة
الدين:
لدين السائد في أوكرانيا هو المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، والتي تنقسم حاليا بين هيئات كنسية ثلاث: الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية - بطريركية كييف، والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية كهيئة كنسية مستقلة تحت بطريرك موسكو، الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة
يحل في المركز الثاني بفارق كبير في عدد الأتباع هي الكنيسة الأوكرانية اليونانية الكاثوليكية الطقوس الشرقية، التي تمارس تقاليد مماثلة دينية وروحانية للأرثوذكسية الشرقية، لكنها على تواصل مع الكرسي الرسولي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وتعترف بسيادة البابا كرئيس للكنيسة
بالإضافة إلى ذلك، هناك 863 من الطوائف الكاثوليكية الرومانية، و 474 من رجال الدين يخدمون نحو مليون من الروم الكاثوليك في أوكرانيا يشكل مجموع الروم الكاثوليك 2.19% من السكان، وتتكون بشكل رئيسي من العرقيتين البولندية والمجرية، اللتان تعيشان في المناطق الغربية من البلاد
يشكل المسيحيون البروتستانت أيضا حول شكل 2.19 في المئة من السكان. تزايدت أعداد البروتستانت بشكل كبير منذ استقلال أوكرانيا. اتحاد المعمدانية الإنجيلية في أوكرانيا هي أكبر مجموعة، يبلغ أفرادها 150,000 ورجال الدين حوالي 3000. ثاني أكبر الكنائس البروتستانتية هي كنيسة الإيمان الإنجيلية (خمسينية) الأوكرانية مع 110,000 عضو وأكثر من 1500 من الكنائس المحلية وأكثر من 2000 من رجال الدين، لكن توجد أيضا مجموعات أخرى من الخمسينية حيث يبلغ مجموع أتباعها بالمجمل أكثر من 300,000، مع أكثر من 3000 من الكنائس المحلية. هناك أيضاً العديد من مدارس الخمسينية للتعليم العالي مثل معهد لفيف اللاهوتي ومعهد كييف للكتاب المقدس. من بين المجموعات الأخرى الكالفينيين، وشهود يهوه واللوثريون والميثوديون والسبتيين. كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة المورمون) موجودة أيضاً.
يبلغ عدد المسلمين في أوكرانيا نصف مليون، حوالي نصفهم من تتار القرم هناك 487 مجمتع مسلم مسجل، منها 368 في شبه جزيرة القرم. بالإضافة إلى ذلك، حوالي 50,000 مسلم يعيشون في كييف، معظمهم من المولودين في الخارج
الجالية اليهودية جزء صغير مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الثانية. المدن التي ضمت أكبر عدد من اليهود في عام 1926 أوديسا بـ 154,000 أو 36.5 ٪ من مجموع السكان، وكييف بـ 140,500 أو 27.3 ٪ يشير تعداد عام 2001 إلى وجود 103,600 يهودي في أوكرانيا، على الرغم من زعم قادة المجتمع المحلي بأن أعدادهم قد تصل 300,000. لا توجد إحصاءات عن نسبة اليهود الأوكرانيين المتدينين، لكن اليهودية الأرثوذكسية ذات وجود قوي في أوكرانيا. مجتمع الاصلاح والمحافظين اليهود (ماسورتي) موجودان كذلك