- الثلاثاء مايو 08, 2012 10:06 am
#51046
ساحة الحياة .. بقلم الأديبة المصرية: د.أسماء عايد
جوائز السماء لا حصر لها، رغم ذلك يوما بعد يوم تزداد مساحة الشر في ساحة الحياة! حتي لقد قال الأديب الفرنسي أندريه جيد في روايته الشهيرة ” السيمفونية الريفية: “ان من فقد بعض حواسه قد يكون أكثر سعادة من الاخرين، لأنه لن يدرك كل صور القبح في الحياة! ولن يسمح له خياله بأن يتمثلها ويتعامل بها مع الاخرين” .
وقد لمست ذلك بنفسي أثناء قيامي بالأعمال التطوعية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، قلوب نضرة، عقول مترعة بالخير، وأرواح ندية كما لو أنها ياسمينة عانقتها خيوط الفجر بشكل أبدي .
أما الأصحاء فمعظمهم ينظر الي الحياة بعين الصياد الذي يتحين الفرصة للانقضاض علي فريسة يحقق من ورائها طموحاته النارية! مع ان الانسان ينبغي له ان ينمو كما ينمو النبات وليس كما يعلو البناء، لأن النبات انما ينمو داخل نفسه وبما يتمثل داخله من غذاء وماء وهواء وضوء، أما البناء فإنه لا يعلو من تلقاء نفسه وإنما يضاف إليه من خارجه بجهود الاخرين- هكذا قال المفكر مارسيل بروست . وكل منا قادر علي ان يكون بروست او كغيره من كبار المفكرين، ذلك أن الحياة مضمخمة بما يستحق التأمل والذهول حد الدهشة!
الآن.. ما رأيك أن نأخد سويا جولة في الساحة؟ الحياة جميلة جدا لأنها نعمة وهبها لنا المولي عز وجل، وللحياة علم، وعلم الحياة كعلم الطب، أي مؤسس علي التجارب، وكل التجارب تؤكد أن أسباب الشقاء الانساني ترجع إلي رفض الرأي الاخر دون التفكير بروية لمحاولة تبصر أوجه الحق فيه .
تماما هذا ما يحدث بين الاباء و الأبناء، الزوج و الزوجة، المسؤول و المواطن، بين الغرب و الشرق، بين العرب و العرب.. صحيح أن الاختلاف سنة الكون وانه من فجر البشرية لم يخل اي مجتمع من اختلافات، تناقضات، وقائع لا أخلاقية، وثورات انسانية ضارية من أناس لا تعرف إلا الظلم سبيلا للعيش وغالبا سيظل هؤلاء سادرين في غيهم إلي ان تتحقق حكمة إلهية! الامام مالك يقول لنا: ” قد ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما ” .
أخي القارئ.. أمازلت مصمما علي أخذ جولة معي أم تكتفي بالتواري خلف صخرة تسترق من وراءها ملاحظة الحياة وملاحظة نفسك لتحيا في سلام! بصراحة أنا في حيرة .. ساحة الحياة واسعة، متعددة الاتجاهات، لا أعرف من أين نبدأ؟ وأين ومتي سـننتهي!
لكن تبقي أهم عظة في الحياة هي ان لا نخسر أنفسنا لنكسب العالم.. فالسعادة الحقيقية تنبع من ذواتنا ولا تُمنح من قبل الناس، كما أنها إذا أتت-في هذه الحالة- فإنها لن تذهب أبداً. إذا خسرتَ نفسك (ضميرك- شرف الكلمة- صدقك- كرامتك) فأي ثمن سيوازي ذلك؟ لا يمكن للمال مهما كثر أن يعادله!
في الحياة السعادة لها ميزان، وهذا مسطور في إنجيل الحكماء لا يعرفه إلا من جرب وذاق من البحر الآسن للسعادة الزائفة، وبات لاهثاً يفتش عن بصيص أمل أو نور أو شعلة من قبس مفقود تدله الطريق نحو تلك السعادة الحقيقية التي لا تأتي مع مالٍ أو كلمات مديحٍ أو جاه .
في لحظات الوجع ربما نحلم بالعودة الي القرن السادس عشر قبل الميلاد لنمتلك “ مفتاح الحياة “ الذي أخترعه المصريون القدماء، حيث يمثل الحياة المستقرة الهادئة والتي نحتاجها جميعا لمواصلة الحياة. وسواء عشنا في هدوء وراحة أو صخب وقلق فهذا الكون- بما فيه من الحياة الدنيا- مصيره الي فناء. يقول الشاعر:
أنـتَ لـلأرضِ أوَّلاً و أخـيرَاً*** كنـتَ مَلكْا أو كنتَ عْبداً ذليلاً
ما أتينا إلى الحياةِ لَنِشْقَـى*** فأريحوا ـ أهلَ العقولِ ـ الُعقُولاَ ؟
كلُّ مَنْ يجمع الهمومَ عليـه*** أخذته الهموُم أخَْـذاً و َبِيلا
وتذكر دوما: ان الحياة تفسح الطريق للمـرء الـذي يعرف إلى أيـن هـو ذاهـب، ففكر جيدا قبل ان ” تختار” طريقك في ساحة الحياة.
جوائز السماء لا حصر لها، رغم ذلك يوما بعد يوم تزداد مساحة الشر في ساحة الحياة! حتي لقد قال الأديب الفرنسي أندريه جيد في روايته الشهيرة ” السيمفونية الريفية: “ان من فقد بعض حواسه قد يكون أكثر سعادة من الاخرين، لأنه لن يدرك كل صور القبح في الحياة! ولن يسمح له خياله بأن يتمثلها ويتعامل بها مع الاخرين” .
وقد لمست ذلك بنفسي أثناء قيامي بالأعمال التطوعية مع ذوي الاحتياجات الخاصة، قلوب نضرة، عقول مترعة بالخير، وأرواح ندية كما لو أنها ياسمينة عانقتها خيوط الفجر بشكل أبدي .
أما الأصحاء فمعظمهم ينظر الي الحياة بعين الصياد الذي يتحين الفرصة للانقضاض علي فريسة يحقق من ورائها طموحاته النارية! مع ان الانسان ينبغي له ان ينمو كما ينمو النبات وليس كما يعلو البناء، لأن النبات انما ينمو داخل نفسه وبما يتمثل داخله من غذاء وماء وهواء وضوء، أما البناء فإنه لا يعلو من تلقاء نفسه وإنما يضاف إليه من خارجه بجهود الاخرين- هكذا قال المفكر مارسيل بروست . وكل منا قادر علي ان يكون بروست او كغيره من كبار المفكرين، ذلك أن الحياة مضمخمة بما يستحق التأمل والذهول حد الدهشة!
الآن.. ما رأيك أن نأخد سويا جولة في الساحة؟ الحياة جميلة جدا لأنها نعمة وهبها لنا المولي عز وجل، وللحياة علم، وعلم الحياة كعلم الطب، أي مؤسس علي التجارب، وكل التجارب تؤكد أن أسباب الشقاء الانساني ترجع إلي رفض الرأي الاخر دون التفكير بروية لمحاولة تبصر أوجه الحق فيه .
تماما هذا ما يحدث بين الاباء و الأبناء، الزوج و الزوجة، المسؤول و المواطن، بين الغرب و الشرق، بين العرب و العرب.. صحيح أن الاختلاف سنة الكون وانه من فجر البشرية لم يخل اي مجتمع من اختلافات، تناقضات، وقائع لا أخلاقية، وثورات انسانية ضارية من أناس لا تعرف إلا الظلم سبيلا للعيش وغالبا سيظل هؤلاء سادرين في غيهم إلي ان تتحقق حكمة إلهية! الامام مالك يقول لنا: ” قد ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما ” .
أخي القارئ.. أمازلت مصمما علي أخذ جولة معي أم تكتفي بالتواري خلف صخرة تسترق من وراءها ملاحظة الحياة وملاحظة نفسك لتحيا في سلام! بصراحة أنا في حيرة .. ساحة الحياة واسعة، متعددة الاتجاهات، لا أعرف من أين نبدأ؟ وأين ومتي سـننتهي!
لكن تبقي أهم عظة في الحياة هي ان لا نخسر أنفسنا لنكسب العالم.. فالسعادة الحقيقية تنبع من ذواتنا ولا تُمنح من قبل الناس، كما أنها إذا أتت-في هذه الحالة- فإنها لن تذهب أبداً. إذا خسرتَ نفسك (ضميرك- شرف الكلمة- صدقك- كرامتك) فأي ثمن سيوازي ذلك؟ لا يمكن للمال مهما كثر أن يعادله!
في الحياة السعادة لها ميزان، وهذا مسطور في إنجيل الحكماء لا يعرفه إلا من جرب وذاق من البحر الآسن للسعادة الزائفة، وبات لاهثاً يفتش عن بصيص أمل أو نور أو شعلة من قبس مفقود تدله الطريق نحو تلك السعادة الحقيقية التي لا تأتي مع مالٍ أو كلمات مديحٍ أو جاه .
في لحظات الوجع ربما نحلم بالعودة الي القرن السادس عشر قبل الميلاد لنمتلك “ مفتاح الحياة “ الذي أخترعه المصريون القدماء، حيث يمثل الحياة المستقرة الهادئة والتي نحتاجها جميعا لمواصلة الحياة. وسواء عشنا في هدوء وراحة أو صخب وقلق فهذا الكون- بما فيه من الحياة الدنيا- مصيره الي فناء. يقول الشاعر:
أنـتَ لـلأرضِ أوَّلاً و أخـيرَاً*** كنـتَ مَلكْا أو كنتَ عْبداً ذليلاً
ما أتينا إلى الحياةِ لَنِشْقَـى*** فأريحوا ـ أهلَ العقولِ ـ الُعقُولاَ ؟
كلُّ مَنْ يجمع الهمومَ عليـه*** أخذته الهموُم أخَْـذاً و َبِيلا
وتذكر دوما: ان الحياة تفسح الطريق للمـرء الـذي يعرف إلى أيـن هـو ذاهـب، ففكر جيدا قبل ان ” تختار” طريقك في ساحة الحياة.