منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#51060
عبد الرحمن الكواكبي




مقدمة
لقد كان عبد الرحمن الكواكبي من أعلام الفكر الإسلامي لمدرسة التجديد التي بدأها الشيخ رفاعة الطهطاوي والإمام محمد عبده والتي أرادت تجديد حياة المسلمين بتجديد الدين والرجوع به إلى أصله المبين وأساسه أعمال العقل وتحرير الضمائر من حيث تمليك الإرادة ورفع البلادة وتنقية الدين من كل ما ادخل عليه مما يشين فالدين هو المبصر بطرائق العلم والتعلم الصحيحين لقيام التربية الحسنة واستقرار الأخلاق المنتظمة وبذلك يعد الإنسان إنسانا ويعيش الناس إخوانا 0
وهي تجربة إنسانية اتسمت بمعايشة وتفعيل معاني الدين بطريقة واقعية من خلال جهاده ضد الظلم والاستبداد والدفاع عن حقوق المظلومين فله أهداف ومبادئ سامية لا يتخلى عنها حتى انه في كثير من المواقف تخلى عن وظيفته أو منصبه عندما وجد أن الوظيفة أو المنصب ستكون حائلا ً في تحقيق رسالته وأهدافه.

مشكلة البحث
تتبلور مشكلة البحث في مدى أثر بيئة المفكر عبد الرحمن الكواكبي على أفكاره و معتقداته من الناحية الدينية.
من مشكلات البحث أيضا, الوقوف على المعوقات التي واجهها عبد الرحمن الكواكبي أثناء مسيرته في الإصلاح و كيف تغلب عليها.


تساؤلات البحث
التساؤل الرئيسي
1. ما هو مفهوم الاستبداد لدى عبد الرحمن الكواكبي؟
2. هل كان الكواكبي احد رواد الاصلاح في القرن التاسع عشر ؟
3. ما هي أفكار و مفاهيم عبد الرحمن الكواكبي في الدين؟
4. ما مدى اتفاق فكر عبد الرحمن الكواكبي مع الحكم الرشيد؟


نشأته وحياته
* ولد السيد / عبد الرحمن الكواكبي في حلب عاصمة سوريا عام 1854 م – 1271 هـ في أسرة عربية تمتد جذورها إلى الإمام / على بن أبى طالب (كرم الله وجهه ) وقد تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم على يد الشيخ طاهر الكنز . ولقد قام بفتح مكتب للمحاماة للدفاع عن المظلومين كما انه تخلى عن وظيفته في محكمة وعمل كحرضحالجى للقيام بكتابة شكاوى المظلومين ضد الاستبداد العثماني محاولا ً القيام بإصلاح اجتماعي واقتصادي وديني للمجتمع.
شغل مناصب كثيرة في المالية والمعارف العمومية العامة ورئاسة غرفة التجارة ولجنة امتحان المحامين وكانت كل هذه المناصب لا تجعله تابعا للحكام العثمانيين أو تغيير منهجه في نصرة الحق وخدمة المظلومين في المجتمع الذي نشأ فيه 0
بدأ حياته بالكتابة في الصحافة ولكن تخلى عن وظيفته في الجرائد الرسمية عندما أحس انه لم يستطيع إن يعبر بحرية عن آراءه وأفكاره ضد الظلم والمستبدين وأنشأ جريدتين باسم جريدة اعتدال وجريدة الشهباء ولكن بسبب أفكاره وآراءه ضد السلطة العثمانية قام العثمانيين بإغلاق الجريدتين وقاموا بمحاربة تجارته وحرق مزروعاته فقام بالكتابة في صحف عربية تصدر في بلدان عربية.
تعرض الكواكبي للاضطهاد
لقد تعرض الكواكبي لأسوء أنواع الاضطهاد التي وصلت إلى السجن ظلما ً لمدة عام تقريبا ً بعد إن كان يقترض ليعيش عندما صودرت أملاكه ثم تعرض للاغتيال ولقد نجا منه بأعجوبة بعد إن طعنه المغتال عدة طعنات مما اضطره إلى الهروب إلى مصر عام 1900 لاستكمال رسالته ولكن يد المستبد وصلت إليه حيث تم دس السم له في قهوته وانتقل إلى جوار ربه في يوم 5 من شهر ربيع الأول عام 1320 هـ الموافق 4 من يونيو عام 1902 م عن عمر يناهز 47 عام .
أفكاره وفهمه في الدين :
لا فائدة لدين لا يعمل به:

يقول الكواكبي " أناشدكم بالله يا مسلمين : إلا يغرنكم دين لا تعملون به، وإن كان خير دين ولا تغرنكم أنفسكم إنكم أمة خير أو خير أمة ، أنتم المتواكلون المقتصرون علي شعار: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ونعم شعار المؤمن ولكن أين هم ؟ إني لا أرى أمامي أمة تعرف حقا معني : لا إله إلا الله ، بل أمة حبلتها عبادة الظالمين."
لا فائدة من القيام في العبادات شكلا وتقليدا:
ويقول الكواكبي" ولا أظنكم تجهلون أن كلمة الشهادة ، والصوم والصلاة ، والحج والزكاة، كلها لا تغني شيئا مع فقد الإيمان إنما يكون القيام بهذه الشعائر ، قياما بعبادات وتقليد وهوس تضيع بتا الأموال والأوقات " والدين ما يدين بت الفرد لا ما يدين بت المجموع ، والدين يقين وعمل ، لا علم وحفظ في الأذهان "0
ويقول كذلك " إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر لكنها لا تمنع الفحشاء والمنكر " لأن القيام بها شكلا لا تمنع القيام بالفحشاء والمنكر لأن ذلك يحتاج إلي تدريب وتمرين للعقل ليسمو وللجوارح للتطهر وللنفس لتصفو وهذا ما يفعله المربون والرواد 0
يتضح فهمه وأفكاره في الدين من خلال نصائحه إلى شباب الأمة بكلمات بسيطة لا تحتاج إلى مراجع ولا معاجم ولا معلمين ولا كهنة ولا مرشدين دينيين ولكنها تساعد الشباب وتدفعهم إلى الصدق والعلم والعمل بجد والحفاظ على الوقت والبحث عن السعادة فيما بين أيديهم لبناء مستقبلهم دون الوقوف على سرد إحداث الماضي والعيش على حكاياته ولخص ذلك فيما يلي:




1- دينيا ما اظهر ولا اخفي
2- أكون حيث يكون الحق ولا أبالى
3-أنا حر وسوف أموت حرا
4-أنا مستقل لا اتكل على غير نفسي وعقلي
5-إنا إنسان الجد والاستقبال لا انسان الماضي والحكايات
6- نفسي ومنفعتي قبل كل شيء
7- الحياة كلها تعب لذيذ

الاستبداد ومقاومته

ما هو الاستبداد:
الاستبداد هو لغة غرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة أو الاستقلال في الرأي وفي الحقوق المشتركة ويراد بالاستبداد علي اطلآقه: استبداد الحكومات خاصة لأنها أعظم مظاهر أضراره التي جعلت الإنسان أشقي ذوى الحياة
وأما تحكم النفس علي العقل وتحكم الأب والزوج والأستاذ ورؤساء بعض الأديان وبعض المصالح فيوصف بالاستبداد مجازا أو مع الإضافة0
عاش الكواكبي وقضية حياته هي مقاومة الاستبداد فقد رآه آفة الآفات التي تنخر جسد الأمة وعقلها وقلبها وان المسلمون قد أصيبوا بهذا الداء منذ إلف سنة منذ بداية ألدوله العباسية حيث ابتلى المسلمون بالحكام المستبدين والحكومات المستبدة التي سلبت الأموال وضيعت الحقوق ونشرت الفساد و أزهقت الأرواح وحاربت العلم والعلماء ورفعت مراتب الجهلاء والمرائين والفاسدين، فانقلبت الموازين وضاعت التربية والأخلاق وازداد الجهل والفقر والمرض وعم البلاء وانتشرت البلادة والتواكل والاتكال ، وضيع الدين بين الغوغائيين وتناحر المتناظرين في توافه الأمور 0