صفحة 1 من 1

الجريمة تدل على نوعية المجرم

مرسل: الثلاثاء مايو 08, 2012 10:24 am
بواسطة مشهور الوتيد
كما أن النص المكتوب يدل على شخصية الكاتب كذلك أيضا كل إناء بما به ينضح.
فإنه من الطبيعي جدا حين نجد شخصا مقتولا بلوي عنقه فإننا سوف نستنتج من ذلك وزن القاتل وقوته العضلية ومستوى لياقته البدنية .
ويستدل خبراء الجريمة على نوعية القاتل إن كان أنثى أو ذكرا وكل ذلك تلعب به الخبرة دورا كبيرا في تحديد نوعية المجرم ومدى قوته من إستخدامه لأدوات الجريمة .
والمهم في الموضوع أن المفعول به يدل على شخصية الفاعل أي أن الجريمة تحدد منطقيا طول الشخص وحجمه أي أن الجريمة مرة أخرى تدل على نوعية مرتكبها .

لذلك شخصية المجرم من الممكن أن يستدل عليها من خلال جريمته التي يرتكبها .
وكذلك السارق وكذلك الهكرز وقاطع الطريق العادي .

فكل هذه المهن المحرمة دوليا يحترفها أصحابها من خلال فشلهم في الحياة أو من خلال نجاحهم ونادرا ما تتجه الشخصية الناجحة لإرتكاب جرائم محرمة دوليا مثل :
السرقة
الإغتصاب
القتل المأجور
القتل غير المأجور
القرصنة.
ويبقى مكان الجريمة مسرحا لهواة تحليل الشخصيات فالذي يرتكب جريمته في مكان بعيد عن موقع سكنه وخصوصا إذا كانت ضحيته ثرية فإنه من الطبيعي أن يكون فقيرا وحاقدا على الأغنياء .

والذي يرتكب جرائم متعددة بحق المومسات المرخصات بإشراف طبي عليهن يكون هو أصلا صاحب شخصية ضعيفة جدا وفاشلا في أن يكون في المجتمع عضوا فاعلا ويكون على الغالب غير قادر على إقناع النساء بقوة شخصيته .

ومعظم المجرمين يتمتعون بسمعة طيبة بحيث لا تدل سلوكياتهم على إرتكابهم للجرائم مثل الإغتصاب والقتل المتعمد وإن غالبية هؤلاء لا تدل سلوكياتهم على أنهم مغتصبين لكي يسجلوا خطرا في السجلات الجنائية .

والإرهاب جزء من هذه المسألة فالذين يتجهون إلى الإرهاب هم في الأصل شخصيات فاشلة في المجتمع ويكون فشلهم قد دفعهم إلى الشذوذ الإجتماعي فإما أن يصبح الشخص الفاشل ساقطا إجتماعيا وإما أن يتوجه بالعداء التام للمجتمع عبر كلمات وعبارات يتخذها من التراث له محط إعجاب .
وإن إعادة تأهيل المجرمين بحاجة إلى أخصائيين نفسيين وليس إلى جلادين يجلدونهم بحد السيف وعلى المقاصل فمن الممكن للأخصائي النفسي أن يعيد للمجرم ثقته بنفسه وتخليصه من أهم عقده وخصوصا تلك الجنسية .
وإننا في الدول العربية نعاني من أزمة إجرام إجتماعي وقدرة الحكومات العربية على توفير الدفاع الإجتماعي تبدو أنها ضعيفة بسبب التنشأة للمجتمع المبني على أساس خوفه من الجنس وكبته داخل غرف نوم ضيقة .

ولا نعاني في الدول العربية من الإجرام الموجود في الدول المتقدمة مثل ولاية ألاسكا الأمريكية وكثرة جرائم الإغتصاب ولكننا نعاني من تصعيد في أزمة العلاقات العاطفية ولا توجد مؤسسات مجتمع مدنية تحافظ على إشباع الرغبات المكبوتة حتى أننا لا نمارس حريتنا بأكبر معانيها فكيف سنمارسها بأدنى معانيها كما هي في الدول المتقدمة .
حتى أن إرتياد العيادات النفسية في المجتمعات العربية يعتبر عيبا ويقدم أهالي المرضى العصى السحرية بالضرب على مواقع الألم للمجرم أو للمريض نفسيا ويترأس مثل هذه العيادات شيوخ لا يقرأون ولا يكتبون ولا يملكون أدنى أنواع المعارف عن تحليل الشخصيات والكشف عن دوافع المرض .

وغالبا ما يكون الإرهابي صاحب إعاقة إما فكرية أو جسدية حيث تتسبب الإعاقة البدنية له بعقدة نقص يسعى صاحبها لتعويضها وإثبات وجوده وحقه في الحياة .
والإرهابي شخصية جامدة ولا تملك أدنى درجات الإحساس فهو يستطيع بكل سهولة بأن يضحي بكل ما يملكه وغالبا ما يضحي بأشياء لا يملكها وهو لا يملك مشاعر العطف والحنان على أبناءه ويستطيع الإبتعاد عنهم ومفارقتهم لأيام وسنين لأن الأيام القاسية تجعله في كل يوم أعند بكثير من أي يوم يمضي عليه .
والإرهابي لا يستجيب لمشاعره بسرعة فهو من غير الطبيعي حتى أن يستجيب لسحر الكلمة المؤثرة ومن الصعب عليه أن يبكي لمنظر إنسان جز رأسه بمنشار كهربائي .

على عكس وعلى خلاف الشخصيات الأدبية والشاعرية والرومنسية والتي تبكي لأي شيء والتي تتأثر بأقل الكلمات شاعرية وتصدر عنهم كلمات شاعرية أعظم من المواقف التي يشهدونها وإنه من الملاحظ جدا أن الشخصيات الشاعرية تصور المواقف التي يشاهدونها بصورة أكبر من حجمها الحقيقي ويضيفون عليها كثيرا من خيالاتهم ووساويسهم .
وهذا بعكس المجرم والقاتل والذي يقتل بأعصاب باردة كالذئب أو أن يلتهم ضحيته وهو يبتسم كما يبتسم التمساح دون أدنى دمعة تنزل من خده.
والشعراء والأدباء أعمارهم قصيرة جدا وهم معرضون للإصابة بالأمراض النفسية بسرعة بعكس المجرمين الذين تطول أعمارهم ولات يشكون من الأمراض النفسية .

وشخصية المغتصب جدا للنساء تكون دائما هادئة جدا وتمارس حياة طبيعية في المجتمع ولا يبدو منه أمام الناس أي تصرف يدل على أنه مغتصب ومتحرش وهو يسلك في المجتمع مسلكا طبيعيا ويتخيل للناس أنه وديع وأليف لأنه لا يبدي لهم غضبه بل (يفش ) خلقه وأعصابه في الآخرين البعيدين عنه ولا يرتكب جرائمه في الحي الذي يسكن به بل يبتعد عنه كثيرا .
فشخصية المجني عليه لا تدل على شخصية المجرم وإنما إسلوب إرتكاب الجريمة يدل وبكل وضوح على شخصية المجرم .
ولم يكن إدعاء الطبيب (كيسار لومبورز)في بداية القرن التاسع عشر إدعاءا كاذبا فقد قال الطبيب أن المجرمين جميعهم يختصون بصفات مشتركة فيما بينهم وهنالك صفات غير مشتركة ولكن على العموم هنالك صفات مشتركة من أهمها :
فك وسيع .
وحاجب غليظ.
وصدر عريض.
وأذن كبيرة جدا .
ويتحملون الألم بشدة ولا يشكون بسهولة من أكثر الجروح ألما ولا ينتبهون بين الناس لكلمات مستعملة بكثرة مثل :
شكرا وآسف والمعذرة .

ويهتم المجرمين بنظافة وجوههم وهندامهم غير أن السينما أحيانا تخطأ جدا إذ يجعلون من المجرم على الغالب شخصية وسخة ووجهها قذرا وهذا غير صحيح .
وهنالك إجرام بالفطرة وهنالك ميل للإجرام بسبب جينات وراثية تزداد في شخصية المجرمين بزيداة yواحد عن غير المجرمين .