المحاضرة الرابعة عشرة: الأحد 18 جمادى الثانية 1433
مرسل: الأربعاء مايو 09, 2012 5:30 am
المحاضرة الرابعة عشرة: الأحد 18 جمادى الثانية 1433 – 22 إبريل 2012
ثالثاً: الموارد الاقتصادية:
لا شك أن المال هو عصب الحياة، و قد كان هناك مدرسة شهيرة في العلاقات الدولية اسمها مدرسة التجاريين. كانت هذه المدرسة تربط ربطاً حتمياً بين قوة الدولة و ما تملكه من معادن نفيسة. و ميزان القوة انعكاس لميزان التجارة، بحسب رؤية هذه المدرسة، أي أن الموقف التجاري هو ما يحدد قوة الدولة. و تتوالى فروض المدرسة كالتالي:
• من يحكم المحيط تدين له ثروة العالم
• من تدين له ثروة العالم يحكم العالم
فهذه المدرسة ترى أن الدولة في صراع دائم مع العالم الخارجي من أجل حيازة المعادن النفيسة و على رأسها الذهب. و هذا الصراع يدور على وجهين: الحرب (الوسيلة العسكرية)، و التجارة (الوسيلة السلمية). و لكن هل هذا الارتباط حتمي بالفعل؟ و هل الموارد الاقتصادية تحرك الصراع الدولي؟
هناك ما يعرف بـ(حروب القحط)، التي هي حروب المعدمين في مواجهة أشباه المعدمين. و هذه الحروب كانت تدور بين القبائل من أجل الحصول على الموارد التي تبقي أفراد القبيلة على قيد الحياة. و في المقابل هناك (حروب الوفرة)، و هي حروب الأغنياء ضد أشباه المعدمين. و أكبر مثال على هذه الحروب هو الاستعمار. إذ أن الغني يصاب بالغرور، و هذا الغرور يجر صاحبه إلى الانقضاض على من هم أضعف منه. و الذي سبب هذه الحروب هي الثورة الصناعية عندما احتاجت الدول المستعمرة إلى عرض بضاعتها الفائضة بالإضافة إلى احتياجها للمواد الخام.
و هناك أيضاً ظاهرة الإمبريالية، و هي السلوك السياسي بوجهه الدبلوماسي و الاستراتيجي الذي تسعى من خلاله وحدة سياسية لإخضاع شعوب أجنبية تحت سلطانها. و الاستعمار هو الوجه الاقتصادي للإمبريالية.
و للإمبريالية أوجه متعددة منها: الإمبريالية التجارية، و الإمبريالية الصناعية، و الإمبريالية المالية. و قد استعمرت بريطانيا الهند عن طريق إنشاء شركة اقتصادية ضخمة اسمها شركة الهند الشرقية. كانت هذه الشركة تنقل البضائع بين الدولتين، ثم احتاجت الشركة إلى طرق مواصلات آمنة، فما كان من بريطانيا إلا أن احتلت الهند لحل مشكلة الشركة! (هذا فيما يخص الإمبريالية التجارية).
يثور السؤال: هل الموارد الاقتصادية وحدها تؤثر في قوة الدولة؟ الجواب هو لا. و الدليل أن دول منطقة الخليج لديها ثروات اقتصادية إلا أن تأثيرها السياسي محدود و أقل من تأثيرها الاقتصادي، كما أن ألمانيا و اليابان عملاقين اقتصاديين و قزمين سياسيين. و في المقابل نجد تأثيراً سياسياً قوياً لكل من كوريا الشمالية و الهند و الصين مع فقرهم الاقتصادي.
ثالثاً: الموارد الاقتصادية:
لا شك أن المال هو عصب الحياة، و قد كان هناك مدرسة شهيرة في العلاقات الدولية اسمها مدرسة التجاريين. كانت هذه المدرسة تربط ربطاً حتمياً بين قوة الدولة و ما تملكه من معادن نفيسة. و ميزان القوة انعكاس لميزان التجارة، بحسب رؤية هذه المدرسة، أي أن الموقف التجاري هو ما يحدد قوة الدولة. و تتوالى فروض المدرسة كالتالي:
• من يحكم المحيط تدين له ثروة العالم
• من تدين له ثروة العالم يحكم العالم
فهذه المدرسة ترى أن الدولة في صراع دائم مع العالم الخارجي من أجل حيازة المعادن النفيسة و على رأسها الذهب. و هذا الصراع يدور على وجهين: الحرب (الوسيلة العسكرية)، و التجارة (الوسيلة السلمية). و لكن هل هذا الارتباط حتمي بالفعل؟ و هل الموارد الاقتصادية تحرك الصراع الدولي؟
هناك ما يعرف بـ(حروب القحط)، التي هي حروب المعدمين في مواجهة أشباه المعدمين. و هذه الحروب كانت تدور بين القبائل من أجل الحصول على الموارد التي تبقي أفراد القبيلة على قيد الحياة. و في المقابل هناك (حروب الوفرة)، و هي حروب الأغنياء ضد أشباه المعدمين. و أكبر مثال على هذه الحروب هو الاستعمار. إذ أن الغني يصاب بالغرور، و هذا الغرور يجر صاحبه إلى الانقضاض على من هم أضعف منه. و الذي سبب هذه الحروب هي الثورة الصناعية عندما احتاجت الدول المستعمرة إلى عرض بضاعتها الفائضة بالإضافة إلى احتياجها للمواد الخام.
و هناك أيضاً ظاهرة الإمبريالية، و هي السلوك السياسي بوجهه الدبلوماسي و الاستراتيجي الذي تسعى من خلاله وحدة سياسية لإخضاع شعوب أجنبية تحت سلطانها. و الاستعمار هو الوجه الاقتصادي للإمبريالية.
و للإمبريالية أوجه متعددة منها: الإمبريالية التجارية، و الإمبريالية الصناعية، و الإمبريالية المالية. و قد استعمرت بريطانيا الهند عن طريق إنشاء شركة اقتصادية ضخمة اسمها شركة الهند الشرقية. كانت هذه الشركة تنقل البضائع بين الدولتين، ثم احتاجت الشركة إلى طرق مواصلات آمنة، فما كان من بريطانيا إلا أن احتلت الهند لحل مشكلة الشركة! (هذا فيما يخص الإمبريالية التجارية).
يثور السؤال: هل الموارد الاقتصادية وحدها تؤثر في قوة الدولة؟ الجواب هو لا. و الدليل أن دول منطقة الخليج لديها ثروات اقتصادية إلا أن تأثيرها السياسي محدود و أقل من تأثيرها الاقتصادي، كما أن ألمانيا و اليابان عملاقين اقتصاديين و قزمين سياسيين. و في المقابل نجد تأثيراً سياسياً قوياً لكل من كوريا الشمالية و الهند و الصين مع فقرهم الاقتصادي.