صفحة 1 من 1

المحاضرة الخامسة عشرة: الثلاثاء 20 جمادى الثانية 1433

مرسل: الأربعاء مايو 09, 2012 6:08 am
بواسطة مهند مسمار 0
المحاضرة الخامسة عشرة: الثلاثاء 20 جمادى الثانية 1433 – 24 إبريل 2012

*من دفتر الطالب عبد الملك الضحيان، جزاه الله خيراً

رابعاً: القيادة السياسية:
و نشبهها برأس السمكة، و السمكة تصلح أو تفسد من رأسها. فالمهارة الدبلوماسية و الدراية الاستراتيجية من صفات القيادة الناجحة. كما أن قدرة القيادة على تقييم المواقف الدولية توصلها إلى قرارات رشيدة و تمكنها من تحقيق أكبر قدر من المكاسب و تجنبها أكبر قدر ممكن من الخسائر و المخاطر.

و في أي موقف دولي يجب على الدولة مراعاة الآتي:
• موازين القوى المتفاعلة في الموقف
• الأطراف الثالثة المحتمل تدخلها في الموقف
• طبيعة القضية محل الموقف
• الأهداف المتوخاة من وراء التعامل مع الموقف
• احتمالات تحقق كل من هذه الأهداف
• المخاطر المحتملة في التعامل مع الموقف

و هنا يبرز دور طبيعة الأداة المستخدمة عند كل موقف، و الأدوات تنقسم كالآتي (طبيعة الأداة المستخدمة – مستوى القوة):
• الدبلوماسية الهجومية – ذات الطاقات الفائضة (الأقوى)
• الدبلوماسية المهددة – ذات الطاقات الفائقة
• الدبلوماسية المتعجرفة – ذات الطاقات الكبيرة
• الدبلوماسية الجهورة – ذات الطاقات المقبولة
• الدبلوماسية الخافتة – ذات الطاقات الضعيفة (الأضعف)


و من المهم أيضاً النظر إلى خريطة توزيع القوة في العالم، و هي ما يعرف بالنسق الدولي أو المنظومة الدولية. كما يمكن تفسير المواقف التاريخية من خلال النظر إلى خريطة توزيع القوى الدولية أثناء حقبة زمنية معينة. فالنظام عمل إداري، و النسق عمل آلي.

و يعرف النسق الدولي بأنه مجموعة من وحدات سياسية متدرجة القوى خلال حقبة زمنية معينة تتفاعل فيها بطريقة الفعل و رد الفعل على نحو يهيئ حالة من الاتزان الدولي (توازن القوى أو ميزان القوة). و هو يقوم على التدافع لأن المصالح تتصادم بين القوى العظمى.
و تنقسم القوى إلى قوى قطبية (و هي العظمى)، و قوى كبرى (من الدرجة الثانية)، و قوى صغرى (من الدرجة الثالثة).

إذن، النسق الدولي يعد تعبيراً عن حالة من الاتزان الدولي يرفض وضعيتين أخريين هما الإمبراطورية العالمية و الفوضى الدولية. و نقصد بالإمبراطورية العالمية هيمنة قوة واحدة على مقدرات العالم. أما الفوضى الدولية هي حالة الحرب الدائمة بين الفرد و الفرد و الكل و الكل (أي اضطراب دولي مركب).

و يستمد النسق الدولي اسمه من عدد القوى القطبية المتفاعلة داخله، و لا يتحقق التوازن في النسق الدولي إلا من خلال التوازن بين أقطابه.
و عبر التاريخ نجد صوراً للأنساق الدولية هي:

1. النسق الدولي متعدد القوى القطبية؛ بدأ منذ معاهدة وستفاليا عام 1648 إلى بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939.
2. النسق الدولي ثنائي القطبية؛ بدأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 إلى تفكك الإتحاد السوڤييتي عام 1991.
3. النسق الدولي أحادي القطبية؛ بدأ منذ تفكك الإتحاد السوڤييتي و إلى الآن.

خصائص النسق الدولي متعدد القطبية:
• أنه متعدد القوى القطبية؛ أي يضم عدداً من القوى القطبية تترواح بين خمس إلى ست قوى هي بريطانيا، و فرنسا، و ألمانيا (منذ أن صارت قوة عظمى في 1871)، و إيطاليا (1861)، و النمسا (لم تعد قوة عظمى منذ 1919)، و روسيا القيصرية (تغير اسمها إلى الإتحاد السوڤييتي في 1917).
• أنه نسق متجانس، أي أن أقطابه كانت تنتمي لقيمة واحدة إزاء تنظيم المجتمع في شتى النواحي باستثناء الإتحاد السوڤييتي.
• أنه كان نسق أوربي، بمعنى انتماء كافة الأقطاب إلى القارة الأوربية. أما الولايات المتحدة فقد كانت تتبع سياسة العزلة و مبدأ مونرو و مبدأ تجنب الأحلاف لجورج واشنطن.
و العوامل التي ساعدت الولايات المتحدة الأميركية على اتباع سياسة العزلة هي:
• أنها كانت غنية بالموارد و لم تكن بحاجة لأوربا
• أنها منفصلة عن أوربا عبر المحيط الأطلسي