- الأربعاء مايو 09, 2012 3:51 pm
#51299
نشأت القضية الفلسطينية عن صراع ثلاث قوى هي الإمبريالية البريطانية والحركة الصهيونية والحركة القومية العربية، فقد بدأت بريطانيا تهتم بفلسطين بسبب تجارتها مع الهند وبدء تفكك الإمبراطورية العثمانية، ولم تكن بريطانيا ترغب في أن ترى روسيا متمركزة على البوسفور، وقد بدأت بريطانيا بخدمة ملاحة منتظمة إلى البصرة والسويس، وإلى كل من مصر وسوريا.
وقد كانت حملة نابليون واحتلاله لسوريا الطبيعية حملة سياسية تهدف إلى تهديد الإمبراطورية البريطانية في الهند وإلى توسيع الإمبراطورية الفرنسية، وعلى أثر ذلك حدثت نقطة تحول في السياسة البريطانية بدأت بتوقيع سلسلة اتفاقات مع أمراء ومشايخ سواحل شبه الجزيرة العربية، واحتلت المواقع الإستراتيجية والاقتصادية الهامة التي يمكن أن تقطع الطريق على أية قوة تهدد الهند، كما عاونت القوات البريطانية القوات العثمانية من أجل إجلاء القوات الفرنسية عن مصر سنة 1901م.
وفي عام 1807م حاولت بريطانيا احتلال مصر ولكنها فشلت في ذلك، ويرى بعض الكتاب أن حملة فريزر كانت للاستكشاف بهدف توطيد المواقع الاقتصادية في مصر بعد بدء تقلص نفوذ المماليك حلفاء بريطانيا وصعود نجم محمد علي الذي كان يبدي ميلا للفرنسيين، وهذا الافتراض غير مقبول، لأن نابليون سيطر على أوروبا وشكل تهديدا خطيرا لمصالح بريطانيا مما فرض عليها ضرورة مواجهته، وعندما حاول محمد علي إقامة الدولة العربية الكبرى بين 1831 – 1840، قاومت بريطانيا بوضوح وعنف هذه الدولة التي امتدت من مصر عبر سوريا الطبيعية إلى حدود آسيا الصغرى، وتعاونت مع تركيا ومع دول أوروبا لإجلاء القوات العربية المصرية عن سوريا وحصر الدولة الحديثة التي أنشأها محمد علي في حدود مصر.
وقد كتب بالمرستون إلى سفير بلاده في نابولي يقول: " إن هدف محمد علي الحقيقي هو إقامة مملكة عربية تضم جميع البلاد التي تتكلم العربية، وقد لا يحتوي هذا المشروع على ضرر ما في حد ذاته، ولكنه سيؤدي إلى تقطيع أوصال تركيا، وهذا ما لا نرضى عنه، وفضلا عن ذلك فلا نرى سببا يبرر إحلال ملك عربي محل تركيا في السيطرة على طريق الهند".
كانت محاولة محمد علي نقطة البداية، فقد أبرز ناحوم سوكولوف الصلة بين محاولة محمد علي إقامة الدولة العربية الكبرى وتبني بريطانيا للفكرة الصهيونية قبل أن تنشأ أية منظمة صهيونية أو قبل أن يضع أسسها أي يهودي، فبعد إعادة قوات إبراهيم باشا إلى مصر برزت مسألة مستقبل فلسطين، وكان السائد في الرأي العام البريطاني ضم عكا وقبرص إلى بريطانيا، فاحتلت بريطانيا موقع عكا الحصين لضمان حرية الطريق إلى الهند، وهكذا فكرت بريطانيا في استغلال رغبة اليهود في العودة إلى سوريا واعتبرت أن استعمار العبرانيين لسوريا أرخص وأقل تكلفة، وقد تحدث شافتسبري عن اليهود سنة 1876م وقال إن سوريا تحتاج إلى مال وسكان، واستنتج أن اليهود يستطيعون تزويدها بالأمرين معا
وقد كانت حملة نابليون واحتلاله لسوريا الطبيعية حملة سياسية تهدف إلى تهديد الإمبراطورية البريطانية في الهند وإلى توسيع الإمبراطورية الفرنسية، وعلى أثر ذلك حدثت نقطة تحول في السياسة البريطانية بدأت بتوقيع سلسلة اتفاقات مع أمراء ومشايخ سواحل شبه الجزيرة العربية، واحتلت المواقع الإستراتيجية والاقتصادية الهامة التي يمكن أن تقطع الطريق على أية قوة تهدد الهند، كما عاونت القوات البريطانية القوات العثمانية من أجل إجلاء القوات الفرنسية عن مصر سنة 1901م.
وفي عام 1807م حاولت بريطانيا احتلال مصر ولكنها فشلت في ذلك، ويرى بعض الكتاب أن حملة فريزر كانت للاستكشاف بهدف توطيد المواقع الاقتصادية في مصر بعد بدء تقلص نفوذ المماليك حلفاء بريطانيا وصعود نجم محمد علي الذي كان يبدي ميلا للفرنسيين، وهذا الافتراض غير مقبول، لأن نابليون سيطر على أوروبا وشكل تهديدا خطيرا لمصالح بريطانيا مما فرض عليها ضرورة مواجهته، وعندما حاول محمد علي إقامة الدولة العربية الكبرى بين 1831 – 1840، قاومت بريطانيا بوضوح وعنف هذه الدولة التي امتدت من مصر عبر سوريا الطبيعية إلى حدود آسيا الصغرى، وتعاونت مع تركيا ومع دول أوروبا لإجلاء القوات العربية المصرية عن سوريا وحصر الدولة الحديثة التي أنشأها محمد علي في حدود مصر.
وقد كتب بالمرستون إلى سفير بلاده في نابولي يقول: " إن هدف محمد علي الحقيقي هو إقامة مملكة عربية تضم جميع البلاد التي تتكلم العربية، وقد لا يحتوي هذا المشروع على ضرر ما في حد ذاته، ولكنه سيؤدي إلى تقطيع أوصال تركيا، وهذا ما لا نرضى عنه، وفضلا عن ذلك فلا نرى سببا يبرر إحلال ملك عربي محل تركيا في السيطرة على طريق الهند".
كانت محاولة محمد علي نقطة البداية، فقد أبرز ناحوم سوكولوف الصلة بين محاولة محمد علي إقامة الدولة العربية الكبرى وتبني بريطانيا للفكرة الصهيونية قبل أن تنشأ أية منظمة صهيونية أو قبل أن يضع أسسها أي يهودي، فبعد إعادة قوات إبراهيم باشا إلى مصر برزت مسألة مستقبل فلسطين، وكان السائد في الرأي العام البريطاني ضم عكا وقبرص إلى بريطانيا، فاحتلت بريطانيا موقع عكا الحصين لضمان حرية الطريق إلى الهند، وهكذا فكرت بريطانيا في استغلال رغبة اليهود في العودة إلى سوريا واعتبرت أن استعمار العبرانيين لسوريا أرخص وأقل تكلفة، وقد تحدث شافتسبري عن اليهود سنة 1876م وقال إن سوريا تحتاج إلى مال وسكان، واستنتج أن اليهود يستطيعون تزويدها بالأمرين معا