صفحة 1 من 1

التكتلات السياسية

مرسل: الأربعاء مايو 09, 2012 9:15 pm
بواسطة غالب معيكل
جماعات المصالح هى نوع من الجماعات التى يلجأُ إلى تكوينها أو الانضمام إليها بعضُ أفراد أو مجموعات من أفراد مجتمع ما بهدف التأثير على سياسته العامة بشأن موضوع أو قضية محددة، تمثل بالنسبة إلى هؤلاء الأفراد أو تلك الجماعات مصلحة جوهرية مشتركة تربط بينهم. لذلك، عادة ما ُتعرفـُها الأدبيات السياسية بأنها "تنظيمات تستهدف التأثير فى صانعى القرار". فى هذا السياق، يأتى تعريف الرئيس الأمريكى ترومان بأنها "جماعة تشترك فى الاتجاه نحو مطالبة جماعات المجتمع الأخرى بمجموعة مطالب محددة، ويتم ذلك من خلال التأثير على مؤسـسات الحكومة"، وأيضا تعريف روى مكريدس بأنها "جماعات تجمعها مصلحة مشتركة، دائمة أو مستقرة تناضل باستمرار من أجل تعظيم مصالحها ومنافعها من خلال الضغط على الحكومة للحصول على المزايا والتنازلات والمساعدات، بل وعلى الدعم المباشر أو غير المباشر من قبل الحكومة". فـى نفس الاتجاه، يجئ التأكيد على عنصر "استمرارية المصلحة" كشرط لقيام جماعة المصالح، فتعرف بأنها "مجموعة من الأفراد تسعى إلى تحقيق أهداف تتعلق بمصالح خاصة، عادة ما يكون لها صفة الاستمرار". يضافُ إلى ذلك، أن تلك الجماعات “تستخدم من الوسائل ما يمكنها من التأثير على الرأى العام والحكومة، وعلى عملية صنع القرار السياسى بوجه عام فى إطار سعيها لتحقيق مصالحها الخاصة. أما دولبير وأدلمان فهما يتجهان إلى التركيز بوجه خاص على عنصرى قوة المصلحة، واستمراريتها كشرطين أساسيين لقيام "جماعة المصالح"، وطبقاً لمفهومهما فإن الأفراد عادة "ما يتجهون للانضمام إلى تلك الجماعة للتعبير عـن مصالح مستقرة وقوية بدرجة كافية".
التمييز بين استخدامات كل من هـذه المصطلحات ُيظهرُ أن البعض مثل جان دانيل يذهب إلى استخدام تعبير "الجماعة الضاغطة Pressure Group " عندما تعمل "جماعة المصالح على الصعيد السياسى"، بينما يذهب برايس إلى إطلاق لفظ "اللوبـى" عندما يكون هدف جماعة المصالح متمثلا فى "إغراء البرلمان للتصويت مع أو ضد مشروع قانون ما"، أو كما يضيف بلانو وجرين برج تقديم المعلومات والحقائق الهامة حول المقترحات التشريعية، أو الإدلاء بالشهادة من قبل أعضاء وممثلى اللوبى أمام اللجان أو الهيئات التشريعية، ومن هنا كان إطلاق "المجلس الثالث “The Third House” على أعضاء ومؤسسات اللوبى. أما إدجار لانى فيضيف أن اللوبى "إنما يهتم بالتركيز على امتداد أعمال اللوبى إلى المؤسسات الحكومية تشريعية وتنفيذية، بينما يقصر برايس إطلاق تسمية اللوبى عندما يتعلق النشاط "بالأعمال التشريعية فقط". من هنا ان تفضيل بعض الأدبيات استخدام تسمية "جماعة المصالح" باعتبار أنه "لا توجد جماعة بدون مصلحة"، ومن ثم "فالمصلحة ملازمة للجماعة، بينما الضغط/اللوبى إنما يعبر عن "أحد ألوان النشاط الذى تمارسه الجماعة فى سبيل تحقيق مصلحة ما"، فضلا عن كونه- أى اللوبى- "نتاجا للثقافة الأمريكية ويمثل ميكانيزما خاصا بالنظام السياسى الأمريكى قد لا تعرفه بالضرورة الثقافات والمجتمعات الأخرى".