معالم في السياسه الامريكيه
مرسل: الخميس مايو 10, 2012 2:13 pm
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين أما بعد :
إن المتابع للسياسة يرى بعض المعالم المهمة في السياسة الغربية عموماً وفي السياسة الأمريكية خصوصاً والتي ينبغي لأي إنسان الوقوف عندها والحذر منها _ لا سيما في هذا الوقت _ وهي كالتالي :
الأولى : أنها تستغل الأحداث لصالحها وليس بالضرورة أن تكون هي من صنعها ، فهم يبقون بشر عاجزون ولا يحيطون بجميع الأحداث ، وقد يكونون في بعض الأحيان هم من يصنع الحدث لكنهم في الغالب يستغلون أي حدث لمصالحهم ، ويرى بعض الناس أن أمريكا هي من تقف وراء كل الأزمات في المنطقة ، وهذا من المبالغات التي تتكون في نفوس البعض بسبب الانبهار في كيفية استغلال الغربيين للأحداث وتحويلها لصالحهم.
خذ مثلاً والأمثلة كثيرة في هذا الشأن ، كيف استغلت الهجمات على برجي التجارة العالمي واحتلت بلدين مسلمين وقتلت مئات الآلاف من المسلمين ونفّذت الأجندة التي تخدم مصالحهم وتأمل كيف حوّلت نكبتها لمصالح كبيرة استغلتها في تمرير خططها والاستفادة من الثروات وتثبيت العدو الصهيوني وغيرها كثير.
الثانية : من سياساتهم الواضحة أن استمرار الصراعات قد يكون أكثر نفعاً من إنهائها ولذلك لا يستعجلون في حسم الخلاف والصراع لأن وجود هذه الصراعات يمكّن لهم الشيء الكثير ويدرّ عليهم الدعم المادي والسياسي ويعطيهم القدرة على التحكّم في توجيه بعض الدول إلى دول أخرى بالاستعداء وكذلك إشغال الدول المتنازعة فيما بينها عنها انظر مثلاً إلى الصراع العربي الصهيوني وكيف بقي هذه المدة من الزمن ولم يتم الفصل فيه بل كلما اقتربوا من بعض بمعاهدات السلام حتى ولو كانت في صالح اليهود أبعدوهم ، وغيرها من ألوان الصراعات التي لا يمكن لأمريكا أن تنهيها بل تزيد من حطب نار الحرب فيها لتبقيها أطول مدة من الاشتعال.
الثالثة : لابد من وضع عدو لأمريكا _مهما كان_ ولو كان عدواً رمزياً لا يمثل أي خطر عليهم أو قد يكون صديقاً لهم في الخفاء مثل إيران لأجل أن يبقوا شعوبهم مشحونة ومتأهبة للعدو الخارجي ليصرفوا أنظار الشعب عن داخل دولتهم التي تعيش أوحال العنصرية والفقر وغيرها إلى الخارج فبذلك يسلموا على أمنهم الداخلي
وهذا دأب أي دولة تتوقع سقوطها في أي لحظة
انظر مثلاً إليهم عندما صمّوا أسماعنا فترة من الزمن بالعدو الروسي وجنّدوا حتى مؤسساتهم الإعلامية التمثيلية في إنتاج الأفلام التي تبين خطرهم وبعدها نظام صدام حسين وبعدها شمّاعة القاعدة والآن محور الشر الذي تمثله إيران عندهم.
الرابعة : زرع أعداء مفتعلين يساومون أصدقائهم بهم ويلقون الخوف منهم لكي يبقى الأصدقاء أصدقاء ولكي يبقوا محتاجين لهم دائماً مستعملين بذلك الفزاعات المخيفة المشهورة مثل الدب الأحمر الروسي وأسلحة دمار صدام ونووي إيران وإرهاب القاعدة وما إن يلوح شبح هذه الفزاعة على حلفائها حتى يرتمي الطفل الذي يريد أن يصبح قوياً في أحضان أمه (أمريكا) بقوة لتذكره دائماً بأنك ما زلت ضعيفاً لا تستطيع فعل أي شيء بدوني ولا يحميك غيري.
والفرق بين المعلم الثالث والرابع هو أن العدو في المعلم الثالث موجّه للداخل الشعبي عندهم والعدو في المعلم الرابع موجّه لأصدقاء أمريكا في الخارج.
الخامسة : "ليست هناك صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة" يا ليت قومي يعلمون حقيقة هذه السياسة وطبيعة هذا المنهج الذي ينتهجه الغرب مع أي دولةٍ كانت وأنه حتى لو راهنّا على المصالح معهم فلنثق تمام الثقة أن المصالح لا تدوم قطعاً فانظروا كيف باعوا حلفاء وأصدقاء بثمنٍ بخس وتخلوا عنهم في وقتٍ هم فيه أشد الحاجة لأن تقف معهم أمريكا ، انظروا لابن علي كيف خدمهم طوال تلك المدة في تغريب المجتمع بالقوة ومع ذلك لما رأوا أن مصالحهم تحتّم عليهم التبرؤ منه ، تخلوا عنه وهو في الجو وليس في الأرض مما يؤكد تجذّر هذه السياسة في العالم الغربي جميعاً.
السادسة : التحريش وهذه السياسة الابليسية التي توعّد بها الشيطان جزيرة العرب باستعمالها استفاد منها الغرب أيما استفادة ووظفوها في صالحهم وجنّدوا الآلاف من العملاء ورصدوا المليارات حتى ينفذوا هذه الخطط ، ونشروا جواسيسهم لتأجيج هذه العداوات ، لقد قال الله عنهم في القرآن (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )) فوصفهم بأنهم موقدي نار الحروب ، انظر مثلاً في دولة السودان وجنوبه كيف تُسعّر الحرب بينهم وغيرها كثير من الأمثلة التي تبين حقيقة هذه السياسة.
وأخيراً : يابني قومي ما حالي وحالكم إلا كما قال الأول محذراً قومه
أبلغ اياداً وخلٍّل في سراتهم .. إني أرى الرأي إن لم يعص قد نصعا
يالهف نفسي إن كانت اموركُمُ .. شتى ، وأحكم أمر الناس فاجتمعا
مالي أراكم نياماً في بلهنيةٍ .. وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا؟
فاشفوا غليلي برأي منكم حصدٍ .. يصبح فؤادي به ريان قد نقعا
صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم .. وجددوا للقسي النبل والشرعا
لاتثمروا المال للاعداء إنهم .. إن يظهروا يحتووكم والتلاد معا
ياقوم إن لكم من إرثٍ أولكم .. مجداً أحاذر أن يفنى وينقطعا
ماذا يرد عليكم عز أولكم .. إن ضاع آخره أو ذل واتضعا؟
ياقوم لاتأمنوا إن كنتم غيراً .. على نسائكم كسرى وماجمعا
هو الفناء الذي يجتث أصلكم .. فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا؟
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم .. ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقلدوا أمركم لله دركم .. رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
هذا كتابي إليكم والنذير معاً .. لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
وقد بذلت لكم نصحي بلا دخلٍ .. فاستيقظوا إن خير العلم مانفعا
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مرعيد عبدالله الشمري
إن المتابع للسياسة يرى بعض المعالم المهمة في السياسة الغربية عموماً وفي السياسة الأمريكية خصوصاً والتي ينبغي لأي إنسان الوقوف عندها والحذر منها _ لا سيما في هذا الوقت _ وهي كالتالي :
الأولى : أنها تستغل الأحداث لصالحها وليس بالضرورة أن تكون هي من صنعها ، فهم يبقون بشر عاجزون ولا يحيطون بجميع الأحداث ، وقد يكونون في بعض الأحيان هم من يصنع الحدث لكنهم في الغالب يستغلون أي حدث لمصالحهم ، ويرى بعض الناس أن أمريكا هي من تقف وراء كل الأزمات في المنطقة ، وهذا من المبالغات التي تتكون في نفوس البعض بسبب الانبهار في كيفية استغلال الغربيين للأحداث وتحويلها لصالحهم.
خذ مثلاً والأمثلة كثيرة في هذا الشأن ، كيف استغلت الهجمات على برجي التجارة العالمي واحتلت بلدين مسلمين وقتلت مئات الآلاف من المسلمين ونفّذت الأجندة التي تخدم مصالحهم وتأمل كيف حوّلت نكبتها لمصالح كبيرة استغلتها في تمرير خططها والاستفادة من الثروات وتثبيت العدو الصهيوني وغيرها كثير.
الثانية : من سياساتهم الواضحة أن استمرار الصراعات قد يكون أكثر نفعاً من إنهائها ولذلك لا يستعجلون في حسم الخلاف والصراع لأن وجود هذه الصراعات يمكّن لهم الشيء الكثير ويدرّ عليهم الدعم المادي والسياسي ويعطيهم القدرة على التحكّم في توجيه بعض الدول إلى دول أخرى بالاستعداء وكذلك إشغال الدول المتنازعة فيما بينها عنها انظر مثلاً إلى الصراع العربي الصهيوني وكيف بقي هذه المدة من الزمن ولم يتم الفصل فيه بل كلما اقتربوا من بعض بمعاهدات السلام حتى ولو كانت في صالح اليهود أبعدوهم ، وغيرها من ألوان الصراعات التي لا يمكن لأمريكا أن تنهيها بل تزيد من حطب نار الحرب فيها لتبقيها أطول مدة من الاشتعال.
الثالثة : لابد من وضع عدو لأمريكا _مهما كان_ ولو كان عدواً رمزياً لا يمثل أي خطر عليهم أو قد يكون صديقاً لهم في الخفاء مثل إيران لأجل أن يبقوا شعوبهم مشحونة ومتأهبة للعدو الخارجي ليصرفوا أنظار الشعب عن داخل دولتهم التي تعيش أوحال العنصرية والفقر وغيرها إلى الخارج فبذلك يسلموا على أمنهم الداخلي
وهذا دأب أي دولة تتوقع سقوطها في أي لحظة
انظر مثلاً إليهم عندما صمّوا أسماعنا فترة من الزمن بالعدو الروسي وجنّدوا حتى مؤسساتهم الإعلامية التمثيلية في إنتاج الأفلام التي تبين خطرهم وبعدها نظام صدام حسين وبعدها شمّاعة القاعدة والآن محور الشر الذي تمثله إيران عندهم.
الرابعة : زرع أعداء مفتعلين يساومون أصدقائهم بهم ويلقون الخوف منهم لكي يبقى الأصدقاء أصدقاء ولكي يبقوا محتاجين لهم دائماً مستعملين بذلك الفزاعات المخيفة المشهورة مثل الدب الأحمر الروسي وأسلحة دمار صدام ونووي إيران وإرهاب القاعدة وما إن يلوح شبح هذه الفزاعة على حلفائها حتى يرتمي الطفل الذي يريد أن يصبح قوياً في أحضان أمه (أمريكا) بقوة لتذكره دائماً بأنك ما زلت ضعيفاً لا تستطيع فعل أي شيء بدوني ولا يحميك غيري.
والفرق بين المعلم الثالث والرابع هو أن العدو في المعلم الثالث موجّه للداخل الشعبي عندهم والعدو في المعلم الرابع موجّه لأصدقاء أمريكا في الخارج.
الخامسة : "ليست هناك صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة" يا ليت قومي يعلمون حقيقة هذه السياسة وطبيعة هذا المنهج الذي ينتهجه الغرب مع أي دولةٍ كانت وأنه حتى لو راهنّا على المصالح معهم فلنثق تمام الثقة أن المصالح لا تدوم قطعاً فانظروا كيف باعوا حلفاء وأصدقاء بثمنٍ بخس وتخلوا عنهم في وقتٍ هم فيه أشد الحاجة لأن تقف معهم أمريكا ، انظروا لابن علي كيف خدمهم طوال تلك المدة في تغريب المجتمع بالقوة ومع ذلك لما رأوا أن مصالحهم تحتّم عليهم التبرؤ منه ، تخلوا عنه وهو في الجو وليس في الأرض مما يؤكد تجذّر هذه السياسة في العالم الغربي جميعاً.
السادسة : التحريش وهذه السياسة الابليسية التي توعّد بها الشيطان جزيرة العرب باستعمالها استفاد منها الغرب أيما استفادة ووظفوها في صالحهم وجنّدوا الآلاف من العملاء ورصدوا المليارات حتى ينفذوا هذه الخطط ، ونشروا جواسيسهم لتأجيج هذه العداوات ، لقد قال الله عنهم في القرآن (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله )) فوصفهم بأنهم موقدي نار الحروب ، انظر مثلاً في دولة السودان وجنوبه كيف تُسعّر الحرب بينهم وغيرها كثير من الأمثلة التي تبين حقيقة هذه السياسة.
وأخيراً : يابني قومي ما حالي وحالكم إلا كما قال الأول محذراً قومه
أبلغ اياداً وخلٍّل في سراتهم .. إني أرى الرأي إن لم يعص قد نصعا
يالهف نفسي إن كانت اموركُمُ .. شتى ، وأحكم أمر الناس فاجتمعا
مالي أراكم نياماً في بلهنيةٍ .. وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا؟
فاشفوا غليلي برأي منكم حصدٍ .. يصبح فؤادي به ريان قد نقعا
صونوا جيادكم واجلوا سيوفكم .. وجددوا للقسي النبل والشرعا
لاتثمروا المال للاعداء إنهم .. إن يظهروا يحتووكم والتلاد معا
ياقوم إن لكم من إرثٍ أولكم .. مجداً أحاذر أن يفنى وينقطعا
ماذا يرد عليكم عز أولكم .. إن ضاع آخره أو ذل واتضعا؟
ياقوم لاتأمنوا إن كنتم غيراً .. على نسائكم كسرى وماجمعا
هو الفناء الذي يجتث أصلكم .. فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا؟
قوموا قياماً على أمشاط أرجلكم .. ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقلدوا أمركم لله دركم .. رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
هذا كتابي إليكم والنذير معاً .. لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا
وقد بذلت لكم نصحي بلا دخلٍ .. فاستيقظوا إن خير العلم مانفعا
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مرعيد عبدالله الشمري