الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون

[ابراهيم الجمعي]

بعد مرور ما يزيد عن عقدين على اتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون والتي وقعت في عام 1988، بدأت العلاقات المؤسساتية بينهما تتطور على مستويات متعددة. فعلى المستوى المتعدد الأطراف بدأت العلاقات والاتصالات بين المفوضية الأوروبية ودول المجلس تشهد تقدماً ملحوظاً على مر السنين. كما أن هذه العلاقات شهدت تقدماً مشابهاً على المستوى الثنائي للدول الأعضاء. ولكن هذا التقدم لم يكن دائماً يخلو من بعض العقبات. فقضية اتفاقية التجارة الحرة لا تزال كبيرة تشكل عقبة والمفاوضات لم تؤت الثمار المرجوة منها حتى الآن. ولكن بعيداً عن هذه القضية المستعصية على الحل حتى الآن، هناك العديد من المجالات مثل التعليم والحوكمة الاقتصادية والتمويل الإسلامي وتمكين المرأة التي يمكن للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون أن يعززا تعاونهما والتنسيق بينهما. كما يمكن للطرفان إجراء حوار أكثر صراحة وعمقاً في القضايا الأمنية. أضف إلى ذلك أن منظمات المجتمع المدني لدى الطرفين يمكن أن تساهم في توطيد التعاون بينهما. تحاول فصول هذا الكتاب أن تتناول بالرصد والتحليل بعض جوانب العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول المجلس وأن تقدم المقترحات العملية للارتقاء بها إلى مستوى أفضل مما هي عليه الآن.