أحزاب الصومال.. تجربة سياسية متعثرة
مرسل: الأربعاء مايو 16, 2012 10:23 am
: الأخبار : تقارير وحوارات
Share on facebook Share on twitter
أحزاب الصومال.. تجربة سياسية متعثرة
اجتماع سابق لبعض الأحزاب الصومالية لتشكيل تحالف يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة (الجزيرة نت)
عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو
تشهد الصومال في الفترة الأخيرة قيام أحزاب سياسية، برؤى وأيديولوجيات متباينة وفق الخلفيات الفكرية الموجودة في الساحة السياسية المحلية، وتراهن تلك الأحزاب على الانتقال من المعيار القبلي في التمثيل النيابي إلى معيار النضال السياسي المبني على برامج ورؤى واضحة.
ويرى رئيس حزب الوحدة الاجتماعية ياسين معلم أن حياة الأحزاب السياسية في الصومال مرهونة بمدى تفاعل المجتمع الصومالي مع الأجندات الحزبية واستيعابه للثقافة الحزبية، والتفكير خارج إطار القبيلة.
وأكد معلم أن حزبه يدعو إلى تجاوز المعادلات السياسية القائمة على التوازنات القبلية التي انتهجتها الصومال كإستراتيجية لكسب ود القبائل وضمان تأييدها للحكم والنظام السياسي.
وذكر في حديثه للجزيرة نت أن الحزب يسعى لنشر الثقافة الحزبية وتوسيع قاعدة العضوية، وأشار إلى أن جهودهم مركزة حاليا على توعية الأعضاء وتعبئتهم سياسياً، للمشاركة في التمثيل البرلماني.
الروح السياسية
حسن الشيخ محمود: نسعى لتغليب المنطق الحزبي على التوازنات القبلية (الجزيرة نت)
من جانبه قال رئيس حزب السلام والتنمية حسن الشيخ محمود إن حزبه يسعى إلى إعادة وبعث الروح الحزبية التي كانت سائدة في الستينيات من القرن الماضي بعد استقلال الصومال، بهدف الوصول إلى مخرج سياسي من الأزمة الصومالية المستعصية.
وأوضح الشيخ للجزيرة نت أن النظام القبلي الصومالي الذي جرب في الفترة الماضية لم ينتج سوى قائد عشائري، ينحصر همه في تحقيق إنجازات آنية لقبيلته، متجاهلاً المسؤولية العامة للشعب برمته.
وذكر أن الصومال منذ انهيار حكومته لم يجرب التمثيل الحزبي في البرلمانات، وقال "حان الوقت لتصحيح المسار البرلماني في الصومال، ونسعى مع غيرنا من القوى الوطنية الشريفة لتغليب المنطق الحزبي على التوازنات القبلية القائمة، والمشاركة في البرلمانات القادمة عن طريق الأحزاب السياسية".
نافذة سياسية
أما مسؤول حزب المؤازرة الوطنية في مقديشو الشريف حسين، فأكد أن حزبهم ظهر إلى الوجود بعد شعورهم بأهمية وجود حزب سياسي قومي ينطلق من المبادئ الإسلامية والمسؤولية القومية لإنقاذ الصومال من نظام 4.5 الذي بموجبه يتقاسم الصوماليون في الوقت الحالي المناصب العليا في الدولة.
واعتبر حسين هذا التقسيم ظلماً وإجحافاً بحق بعض القبائل، وأكد أن تجاوز هذا التقسيم يمر عبر نافدة سياسية، ومن خلال النضال السياسي الشريف.
وأوضح الشريف أن أربعة أحزاب رئيسية توجد في منطقة جنوب الصومال، وهي حزب الجودة وحزب السلام والتنمية وحزب المؤازرة الوطنية وحزب الوحدة الاجتماعية، وأكد أنها غير ممثلة في البرلمان الصومالي.
وأشار الشريف إلى أن ما تصبو إليه الأحزاب السياسية في جنوب الصومال، هو المشاركة في البرلمانات والمجالس المحلية التي تعج بالممثلين من القبائل في الوقت الحالي.
المجتمع الدولي
حسن البصري قلل من قدرة الأحزاب على تقديم نموذج مفعم بالديمقراطية (الجزيرة نت)
وفي تقييمه للمشهد السياسي يرى رئيس مركز شرق أفريقيا للدراسات والإعلام في مقديشو حسن البصري الشيخ عبد القادر في وجود أحزاب سياسية في المسرح السياسي الصومالي مؤشرا جيدا وخطوة إلى الأمام، رغم ما ينقص الأحزاب السياسية الصومالية من التجربة الحزبية والنضج السياسي المطلوب في الوقت الراهن، بحسب تعبيره.
وقلل الشيخ عبد القادر من قدرة الأحزاب السياسية على تقديم نموذج سياسي مفعم بالروح الديمقراطية، وقادر على إخراج الصومال من دوامة التيه السياسي الذي تعيشه منذ انهيار الحكومة الصومالية المركزية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي الذي يدير ملفات السياسية الصومالية عقبة حقيقية أمام هذه الأحزاب التي تدور في دائرة سياسية مفرغة "بسبب وجود قوى أجنبية طغت على المشهد السياسي، وتسعى جاهدة إلى إفراغ هذه الأحزاب من محتواها القومي، لجعلها دمى في أيديهم، لاستخدامها كواجهة حزبية لتحقيق مآرب ذاتية، وهو -للأسف- ما لم تنتبه إليه الأحزاب".
Share on facebook Share on twitter
أحزاب الصومال.. تجربة سياسية متعثرة
اجتماع سابق لبعض الأحزاب الصومالية لتشكيل تحالف يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة (الجزيرة نت)
عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو
تشهد الصومال في الفترة الأخيرة قيام أحزاب سياسية، برؤى وأيديولوجيات متباينة وفق الخلفيات الفكرية الموجودة في الساحة السياسية المحلية، وتراهن تلك الأحزاب على الانتقال من المعيار القبلي في التمثيل النيابي إلى معيار النضال السياسي المبني على برامج ورؤى واضحة.
ويرى رئيس حزب الوحدة الاجتماعية ياسين معلم أن حياة الأحزاب السياسية في الصومال مرهونة بمدى تفاعل المجتمع الصومالي مع الأجندات الحزبية واستيعابه للثقافة الحزبية، والتفكير خارج إطار القبيلة.
وأكد معلم أن حزبه يدعو إلى تجاوز المعادلات السياسية القائمة على التوازنات القبلية التي انتهجتها الصومال كإستراتيجية لكسب ود القبائل وضمان تأييدها للحكم والنظام السياسي.
وذكر في حديثه للجزيرة نت أن الحزب يسعى لنشر الثقافة الحزبية وتوسيع قاعدة العضوية، وأشار إلى أن جهودهم مركزة حاليا على توعية الأعضاء وتعبئتهم سياسياً، للمشاركة في التمثيل البرلماني.
الروح السياسية
حسن الشيخ محمود: نسعى لتغليب المنطق الحزبي على التوازنات القبلية (الجزيرة نت)
من جانبه قال رئيس حزب السلام والتنمية حسن الشيخ محمود إن حزبه يسعى إلى إعادة وبعث الروح الحزبية التي كانت سائدة في الستينيات من القرن الماضي بعد استقلال الصومال، بهدف الوصول إلى مخرج سياسي من الأزمة الصومالية المستعصية.
وأوضح الشيخ للجزيرة نت أن النظام القبلي الصومالي الذي جرب في الفترة الماضية لم ينتج سوى قائد عشائري، ينحصر همه في تحقيق إنجازات آنية لقبيلته، متجاهلاً المسؤولية العامة للشعب برمته.
وذكر أن الصومال منذ انهيار حكومته لم يجرب التمثيل الحزبي في البرلمانات، وقال "حان الوقت لتصحيح المسار البرلماني في الصومال، ونسعى مع غيرنا من القوى الوطنية الشريفة لتغليب المنطق الحزبي على التوازنات القبلية القائمة، والمشاركة في البرلمانات القادمة عن طريق الأحزاب السياسية".
نافذة سياسية
أما مسؤول حزب المؤازرة الوطنية في مقديشو الشريف حسين، فأكد أن حزبهم ظهر إلى الوجود بعد شعورهم بأهمية وجود حزب سياسي قومي ينطلق من المبادئ الإسلامية والمسؤولية القومية لإنقاذ الصومال من نظام 4.5 الذي بموجبه يتقاسم الصوماليون في الوقت الحالي المناصب العليا في الدولة.
واعتبر حسين هذا التقسيم ظلماً وإجحافاً بحق بعض القبائل، وأكد أن تجاوز هذا التقسيم يمر عبر نافدة سياسية، ومن خلال النضال السياسي الشريف.
وأوضح الشريف أن أربعة أحزاب رئيسية توجد في منطقة جنوب الصومال، وهي حزب الجودة وحزب السلام والتنمية وحزب المؤازرة الوطنية وحزب الوحدة الاجتماعية، وأكد أنها غير ممثلة في البرلمان الصومالي.
وأشار الشريف إلى أن ما تصبو إليه الأحزاب السياسية في جنوب الصومال، هو المشاركة في البرلمانات والمجالس المحلية التي تعج بالممثلين من القبائل في الوقت الحالي.
المجتمع الدولي
حسن البصري قلل من قدرة الأحزاب على تقديم نموذج مفعم بالديمقراطية (الجزيرة نت)
وفي تقييمه للمشهد السياسي يرى رئيس مركز شرق أفريقيا للدراسات والإعلام في مقديشو حسن البصري الشيخ عبد القادر في وجود أحزاب سياسية في المسرح السياسي الصومالي مؤشرا جيدا وخطوة إلى الأمام، رغم ما ينقص الأحزاب السياسية الصومالية من التجربة الحزبية والنضج السياسي المطلوب في الوقت الراهن، بحسب تعبيره.
وقلل الشيخ عبد القادر من قدرة الأحزاب السياسية على تقديم نموذج سياسي مفعم بالروح الديمقراطية، وقادر على إخراج الصومال من دوامة التيه السياسي الذي تعيشه منذ انهيار الحكومة الصومالية المركزية.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي الذي يدير ملفات السياسية الصومالية عقبة حقيقية أمام هذه الأحزاب التي تدور في دائرة سياسية مفرغة "بسبب وجود قوى أجنبية طغت على المشهد السياسي، وتسعى جاهدة إلى إفراغ هذه الأحزاب من محتواها القومي، لجعلها دمى في أيديهم، لاستخدامها كواجهة حزبية لتحقيق مآرب ذاتية، وهو -للأسف- ما لم تنتبه إليه الأحزاب".