صفحة 1 من 1

قصة عمر ابن معدي

مرسل: الجمعة يونيو 01, 2012 1:08 am
بواسطة عبدالعزيزالعبيدالله9
قصة عجيبه لبطل من ابطال المسلمين ادرك الجاهليه والاسلام .. فالنرى ما كان من خبره
هناك الكثير من القصص العجيبة والغريبة للصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعا . لكن من أعجب هذه القصص , قصة عمْر بن معدي كَرِبْ . وقد اخترت هذه القصة لترون ما كان عليه العرب أيام الجاهلية , وكيف أن نور الإسلام غيرهم وهذب طباعهم فلنقرأ هذه القصة :
كان من شأن الصحابة الكرام أنهم كانوا يتحدثون عن الجاهلية وأبطال الجاهلية من أمثال عنترة بن شداد , ودريد بن الصمة , وعمْر بن عبد ود .
وكانوا أيضا يتحدثون عن شعراء الجاهلية من أمثال عنترة بن شداد و أمية بن أبي الصَّلْتْ . وكانوا يتحدثون عن أشهر الخيول العربية وأيضا عن
السيوف , وكانوا يعتزون بالسيوف ويسمونها بأسامي . كما كان آبائنا يتحدثون
عن البحر وأهواله وعن الغوص على اللؤلؤ والسفر إلى الهند والزنجبار . وأيضا نحن الآن في جيلنا هذا نتحدث عن الغزو العراقي وما حدث فيه من
المواقف الغريبة والمشرفة لبعض أبطال الشباب , منهم من أستشهد , ومنهم من لا يزال على قيد الحياة وكان أكثر ما يتحدث عنه الصحابة الكرام

عمْر بن معديِّ كَرِبْ , وكيف أنه كان يعد في أيام الجاهلية بألف رجل , وذلك لقوته وشجاعته وفروسيته وتمكنه من السلاح , وكان عمْر من أهل
اليمن .وكيف أنه كان لديه سيفا عجيبا يسمى الصمصامه ويقولون عنه أنه ما قاتل أحدا بهذا السيف إلاّ وقتله به وأن هذا السيف لا يهزم , وكان هذا في
أيام الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم جميعا , بالذات في عهد خلافة الفاروق عُمر بن الخطاب ( ر ) . فلما سمع عُمر بن الخطاب ما يتناقله الناس
قال : والله إني لأشتهي أن أرى الصمصامه , إيش هذا السيف العجيب الذي ما يفتأ الناس يتحدثون عنه وكان عمْر بن معدي كَرِبْ من أهل اليمن ولم
يكن عُمر بن الخطاب يعرف عمْر بن معدي لأنه أي عُمر من قريش وعمْر من أهل اليمن . فتناقل الناس أُمنية عُمر أمير المؤمنين في رأيت
الصمصامه , حتى وصلت إلى عمْر في اليمن فعزم في ذلك العام أن يحج إلى بيت الله ثم يذهب إلى الخليفة . وفعلا لما أتى موعد الحج , حج عمْر ثم
بعدما انتهى من مناسك الحج ذهب إلى عُمر في دار الخلافة ودخل عليه , وبعد السلام وبعدما عرفه بنفسه قال عمْر : بلغني يا أمير المؤمنين أنك
تشتهي أن ترى الصمصامه ؟ فقال عُمر : نعم , فأخرج عمْر السيف وسلمه لِعُمر , فأخذ عُمر السيف ونظر إليه , فإذا هو سيف كبير نسبيا فقال : يا
عمْر , إني لا أرى فيه اختلافا عن باقي السيوف ؟ فرد عمْر : يا أمير المؤمنين العبرة ليست بالسيف , العبرة باليد التي خلف السيف إنه ليس السيف
إنه الساعد . فضحك عُمر ثم قال : هل صحيح ما يحكى عنك أنك تعد بألف رجل ؟ قال : يا أمير المؤمنين كان قومي يعيشون على الغزو , يقصد

في أيام الجاهلية . وكانوا إذا خرجوا للغزو كنت أخرج وحدي لكي لا يغنم معي أحد , كان عمْر ( ر ) يصفونه من شدة قتاله أنه بقوة جيش كامل ,
وذلك لشجاعته وتمكنه من القتال . فقال عُمر : حدثني عن أشجع من رأيت . هنا أراد عُمر أن يسمع من بعض عجائبه . فقال عمْر
المؤمنين لأحدثنك عن أجبن من رأيت ولأحدثنك عن أحيل من رأيت ولأحدثنك عن أشجع من رأيت . فقال عُمر : هات , فقال عمْر : خرجت ذات يوم
غازيا [ ويقصد أيام الجاهلية ] فإذا أنا برجلٍ عظيمٌ جسيمْ , يلبسُ الحديدَ من أعلى إلى أسفل لا تبان منه ألاّ عيناه , على فرسٍ ومعه سيفٌ ودرعٌ
ورُمحْ . [ والفرس في ذلك الوقت مثل الدبابة الآن ] شكله يخيف الناس , فناديتهُ وقلت : خُذْ حِذْرَكْ فإني قاتِلُكْ [ وكان هذا من طبع العرب , كانوا
يكرهون الغدر , وكانوا يعتبرون الإغارة على الغير بطولة وفروسية ] يقول فناداني الرجل وقال : من أنت ؟ فقلت : أنا عمْر ابن معدي كرب . يقول
: فشهق ومات , خاف من اسمي , فذهبت فأخذت سلبه ومتاعه وتركته , فهذا يا أمير المؤمنين أجبن من رأيت . أما أحيل من رأيت , ففي مرةٍ أُخرى
في الصحراء فإذا بفرس بجانب بئر , عليها المتاع والسلاح وليس بجانبها أحد , فتعجبت , فلما اقتربت إذ بالفارس في داخل البئر لقلة الماء فيه ,
فناديته وقلت خذ حذرك فإني قاتلك فنادني الرجل وقال من أنت ؟ فقلت أنا عمْرُ ابن معدي كرب . فقال الرجل : ما أنصفتني يا عمْر , قلت لم ؟ قال :
أنت على فرسك ومعك سيفك ودرعك وأنا ليس معيَ شيء , فلو أعطيتني الأمان حتى أخرج من البئر وأركب فرسي وأحمل سيفي ودرعي ثم تقاتلني
. قلت في نفسي : والله قد أنصف الرجل كيف أقاتل رجلاً لا سلاح معه , فقلت له : لك الأمان . [ وكانوا إذا أعطوا الأمان يلتزمون به ] يقول : فخرج
من البئر وتوجه نحو فرسه فلما وصل إليها توقف وانتظرته ولم يتحرك , فقلت له : مالك لا تركب فرسك وتحمل سلاحك وتقاتل كما يقاتل الناس ؟
فقال : يا عمْر تذكر أنك قد أعطيتني الأمان حتى أركب فرسي وأحمل سيفي ودرعي ثم تقاتلني . فقلت له نعم . فقال : والله لن أفعل . يقول عمْر
فضحكت وعرفت أنه خدعني فتركته , فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت . أما أشجع من رأيت ففي مرة أخرى إذ أنا بفتىً [ الفتى عمره ما بين 18
إلى 24 عاما ] على فرسٍ ليس معه إلاَّ سيف , [ يعني لا يلبس الدروع يحمي بها جسده من السهام وطعنات السيوف و لا رمح ] وأنا على عادتي
ناديته وقلت : خُذ حذرك فإني قاتلك . فناداني الفتى وقال : من أنت ؟ قلت : أنا عمْر أبن معدي كرب . فتبسم الفتى وقال : اذهب وغادر يا عمْر فإني
لا أحبُّ أن أقتل أمثالك . يقول عمْر : فتعجبت منه ! كان اسمي يكفي أن يخيف الناس , فقلت له : دع عنك هذا وخذ حذرك فإني قاتلك . فقال الفتى :
اختر يا عمْر إما أن تطرُد وإما أن أطرُد . يعني الفتى إما أن تجري بالخيل وأنا أتبعك وأما أن أجري بالخيل وأنت تتبعني . يقول عمْر فانتهزتها
فرصة وقلت : بل أطرد أنت . فانطلق الفتى كالسهم بسرعة عجيبة , فتبعته حتى أدركته فرميته بالرمح فمال من الفرس , فظننت أني أصبته بالرمح ,
ثم اكتشفت انه متعلق بجانب الفرس فانتهزها فرصة والتف من خلفي وأخذ يضربني بصفحة السيف على رأسي لا بِحَدْ السيف وأنا بذلٍ عجيب وهو
يقول اذهب وغادر يا عمْر فإني لا أحب أن أقتل أمثالك . وتركني ومضى , فرجعت وأخذت الرمح وأنا متعجب مما حصل فلم أستطع تركه , فتبعته
حتى أدركته فناديته فقلت خذ حذرك فإني قاتلك , فالتفت الفتى وقال : أما كفاك يا عمْر ؟ فقلت دع عنك هذا وخذ حذرك فأني قاتلك , فقال الفتى : اختر
يا عمْر إما أن تطرد وإما أن أطرد . فانتهزتها فرصة للمرة الثانية وقلت : بل أطرد أنت . فانطلق الفتى فتبعته حتى أدركته فرميته بالرمح فمال من
الفرس فظننت أني أصبته , ثم اكتشفت أنه متعلق برقبة الفرس , فانتهزها فرصة فالتف من خلفي وأخذ يضربني بصفحة السيف على رأسي مرةً
أخرى ويقول : اذهب وغادر يا عمْر فإني لا أحب أن أقتل أمثالك . وتركني ومضى , فرجعت وأخذت الرمح وأنا في حالة نفسية يرثى لها , وقلت
في نفسي كيف إذا علم الناس ما حدث لي فقلت : الموت أشرف لي . فرجعت فتبعته للمرة الثالثة حتى أدركته فناديته وقلت : خذ حذرك فإني قاتلك .
فالتفت الفتى وقال : أما كفاك يا عمْر , قد تقاتلنا مرتان , فقلت له : لا بد من ذلك , الموت أشرف لي , فقال : اختر يا عمْر إما أن تطرد وإما أن أطرد
, فانتهزتها فرصة للمرة الثالثة فقلت : بل أطرد أنت , فانطلق الفتى فتبعته حتى أدركته فلما تمكنت منه وأيقنت أنه مقتول لا محالة , قذفته بالرمح
فسقط على الأرض , ثم اكتشفت أنه يجري بجانب الفرس فقفز على الفرس والتف من خلفي وأخذ يضربني بصفحة السيف على رأسي للمرة الثالثة
وهو يقول : اذهب وغادر يا عمْر فإني لا أحب أن أقتل أمثالك . وتركني ومضى , فلما رأيت أنه يرفض أن يقتلني استأذنته وقلت : من الفتى ؟ فقال :
أنا الحارث من بني سعد فأردت أن أرى من عجائب هذا الفتى فقلت له : اأذن لي يا حارث أن أصحبك , فقال : كلا يا عمْر فإنك لا تدري إلى أين أنا
ذاهب , فقلت : إلى أين ؟ قال : إني ذاهبٌ إلى الموت , فقلت : وأنا معك إلى الموت , فانطلقنا حتى وصلنا قبيلة فقال : أترى يا عمْر ذاك الحي ؟ قلت
: نعم , قال : أترى تلك الخيمة التي عليها الأدِمَ الأحمر [ أي الخيمة المغطاة بجلود حمراء ] قلت : نعم , قال : حاجتي في تلك الخيمة فاختر يا عمْر
إما أن تهجم عليهم وتأتيني بحاجتي وأنا أبقى مع المتاع وإما أن أهجم وآتي بحاجتي وتبقى أنت مع المتاع . يقول عمْر : فخفت , كيف أهجم على قبيلة
لوحدي , فتظاهرت بغير ذلك وقلت له : يا حارث إني لا أدري ما هي حاجتك , فاذهب أنت وأبقى أنا مع المتاع , فشهر سيفه وهجم على القبيلة ،
فتعجبت كيف يهجم على قبيلة كاملة لوحده , فأخذ يقطع حبال الخيام في طريقه , فهاج الناس وثار الغبار ولم أعد أرى شيئا , ثم بعد فترة من الزمن
إذ هو مقبل ويسحب خلفه جمل عليه هودج [ الهودج مثل بيت صغير مغطى بقماش للنساء حتى لا يراهم الرجال ] ومن سرعة الجمل انكشف الغطاء
من عليه , فإذا بداخله فتاة من أجمل من رأيت فقال : انطلق بنا يا عمْر , فانطلقنا ثم بعد فترة وجيزة أخذ يلتفت خلفه وقال لي: إنك أحد مني بصراً فهل
تتبين ؟ فالتفت فإذ بغبرة من بعيد فقلت : نعم , قال : أكثير هم أم قليل ؟ فقلت : بل قليل , فقال : أسرع أسرع , ثم بعد فترة قال : كم هم ؟ قلت : ثلاثة
فرسان . قال : أسرع أسرع أسرع , فتعجبت منه فقلت له : مم أنت خائف ؟ قال : لو كان جيشا ما خفت منه لكني أخشى هذا النفر القليل . ولأن معنا
الجمل يؤخرنا قال : توقف يا عمْر لا فائدة من الفرار هم أسرع مناَّ , فتوقفنا ثم بعد قليل وصلوا , فإذا هم بشيخ ومعه فتيان . فتقدم إليهم الحارث ,
فقال الشيخ للحارث : يا حارث أرجع لي ابنتي , فقال الحارث : كلا , فقال الشيخ : يا حارث أرجع لي ابنتي وإلاَّ أخرجت ك أحد ابنيّ هذين ,
فرفض الحارث , فأشار الشيخ لابنه الأكبر فتقدم نحو الحارث فأشفقت عليه أنا رأيت كيف يقاتل الحارث , ثم تقاتلوا ساعة من الزمن , فتعجبت من
قتالهم يلعبون بالسيوف لعب , ثم أن الحارث ضرب الفتى فقتله , فنظر الشيخ لابنه المقتول وقال للحارث : كفاك يا حارث أرجع لي ابنتي , فرفض
الحارث , فأشار الشيخ لابنه الأصغر , فأشفقت عليه فتقاتل مع الحارث ساعة من الزمن بأشد من قتال أخيه , ثم أن الحارث ضرب الفتى فقتله . فقال
الشيخ : والله لا خير بالحياة بعدهم اختر يا حارث إما أن تقف أمامي فأضربك بالسيف , فإن بقي فيك روح وقفت أمامك فتضربني بالسيف أو أقف أنا
أمامك فتضربني بالسيف فإن بقي فيَّ روح تقف أمامي فأضربك بالسيف . يقول عمْر : فتعجبت من هذا الاختيار العجيب . فانتهزتها الحارث فرصة
فقال : بل قف أنت , فوقف الشيخ أمام الحارث ثم إن الحارث رفع السيف ونزل به على عاتق الشيخ [ ما بين الرقبة والكتف ] فشق صدره حتى بانت
رئته ولم يسقط الشيخ فقال للحارث : قف أمامي فوقف الحارث أمام الشيخ فضربه الشيخ على بطنه فخرجت أمعائه فسقط الحارث قتيل وسقط الشيخ
قتيل فانتهزتها فرصة فأخذت ما معهم وأخذت الجمل وعدت من حيث أتيت , فنادتني الفتاة وقالت : يا عمْر أرجعني إلى أهلي , فقلت : كلا , فقالت :
يا عمْر أنت رجل شهم فأرجعني إلى أهلي , فرفضت فقالت : يا عمْر أرجعني إلى أهلي وإلاَّ قتلتك , فتعجبت أول مرة تهددني امرأة فقلت لها : أنىَّ
لك قتلي وأنت على جمل وليس معك سلاح وأنا من أنا من الفرسان ومعي سلاح يقول : فوالله ما أكملت حتى مالت من الفرس كأنها تسقط فمسكت
الرمح وأخذت تنزعه من يدي فمن قوتها كادت تنزع الرمح من يدي فخفت هذه من نسل هؤلاء وعرفت أنها إن نزعته فأنا مقتول لا محالة فتمسكت
بالرمح بيد ورفعت السيف باليد الأخرى فضربتها فقتلتها فهؤلاء يا أمير المؤمنين هم أشجع من رأيت .
آسف على الاطاله , لكن كان لزاما علي ان اكتبها كامله .واتمنى لكم المتعة والاستفادة