صفحة 1 من 1



السياسه الخارجيةالسعودية

مرسل: السبت يونيو 02, 2012 9:33 pm
بواسطة احمد العنقري
السياسة الخارجية لأي بلد هي صورتها التي يتعرف الآخرون، من خلالها، إلى البلد وطريقة تعاطيها مع القضايا المختلفة. وكلما التجأت الدولة إلى الصمت بهتت ملامحها، وضاعت هويتها فهي إما أن تجير صوتها الخارجي إلى طرف آخر أو أن لا قيمة لحضورها وغيابها. وهو وضع لا يمكن أن يكون حال المملكة العربية السعودية لدورها النوعي ومكانتها فإذا اختارت الصمت أمام قضايا جوهرية فإنها تعلن ركونها إلى المنطقة الهامشية إن لم تلحقها سمة الارتباك وضبابة الرؤية.
منذ بدايات الأزمة السورية لم تصمت المملكة العربية السعودية عن المجازر بحق المواطنين العزل. وكان خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الموجه إلى السوريين في أغسطس الماضي أول كسر صريح لحالة الصمت العربي تجاه الأحداث في سورية، فضلاً عن انحيازه الأخلاقي الصارم نحو سلامة الإنسان السوري، واستشعاره الدقيق لمسار الأزمة وتطوراتها التي وصلت إلى ما وصفه الملك عبدالله بـالسقوط في “أعماق الفوضى والضياع”.
أول من أمس أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن الرياض ستسحب مراقبيها من سورية حتى لا تكون شاهد زور يزيف الحقائق ويصمت عن الجرائم. وجاءت كلمته صارمة وعنيفة تأكيداً للموقف الأخلاقي الثابت من هذه القضية خصوصاً أن النظام لم يلتزم بوعوده الكثر واكتفى بمواصلة القتل والتنكيل.
المؤسف أن الجامعة العربية أصبحت متورطة في الفعل الإجرامي بدل أن تكون شاهد حق، ومنح مراقبوها جرأة إضافية إلى النظام عبر التصريحات المهادنة التي تدعم موقفه وتسهم في طمس الصورة، علماً إن اجراءاتها العقابية المطروحة سابقاً تبخرت كلياً، وأصبحت نسياً منسيا.
تصريح وزير الخارجية رسخ القيمة الأخلاقية للسياسة السعودية، وأعاد الهيبة لحضورها القيمي. وهو بكل تأكيد رسالة محرجة للصامتين أو المترقبين الذين ينتظرون تحولاً واضحاً قبل أن يعلنوا مواقفهم الشفافة