- الجمعة يونيو 22, 2012 3:53 pm
#51775
الجغرافيا
الألزاس واللورين إقليم في الشمال الشرقي من فرنسا، على الحدود الألمانية الفرنسية، يغطي حوالي 31,828 كم². تقع سويسرا في جنوبه، ولوكسمبرج في شماله. ويشبه هذا الإقليم شكل الرقم “7″. يضم إقليم الألزاس، الذي يشكل ذراع الشمال ـ الجنوب، منطقتين إداريتين هما الراين العلوي، والراين السفلي. ويشكل إقليم اللورين ذراع الشرق ـ الغرب. وهو مقسم إلى مقاطعات هي موزيل، مورته وموزيل، موزيه، ڤوزجيه.
يعيش في الألزاس واللورين حوالي 4 ملايين نسمة، وينتمي معظمهم للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وظل السكان مئات السنين، نصفهم فرنسي، والآخر ألماني. وأهم منتجات هذا الإقليم القمح، والجاودار، والشعير، والشوفان، والنبيذ الأحمر والأبيض. وتشمل الثروات المعدنية، الحديد الخام من اللورين، والبوتاس من الألزاس. وتقدم مقاطعة جبال فوزجيه الغربية الأخشاب، والفحم، والملح. وتوفر أنهار هذه المنطقة الطاقة الكهربائية. وتقوم أيضًا في الألزاس واللورين صناعة نسيجية مهمة.
يؤلف إقليم الألزاس واللورين مثلثاً ضلعه الشمالي الحدود مع بلجيكة ولكسمبورغ وألمانية، وضلعه الشرقي الحدود مع ألمانية وضلعه الغربي حوض نهر الموزل وامتداد الضلع حتى جبال الجورا. ويشغل مساحة قدرها 31.827كم2، منها 23.547كم2 مساحة اللورين و280.8كم2 مساحة الألزاس (مساحات الوحدات الإدارية).
تحتل مقاطعة الألزاس القسم الشرقي من الإقليم وتؤلف شريطاً أرضياً لوادي نهر الراين محصوراً بين النهر في الشرق وجبال الفوج في الغرب. وهو سهل يراوح ارتفاعه بين 100- 250م فوق سطح البحر، طوله نحو 130كم بعرض يقع بين 16 - 40كم، شقت فيه قناة ملاحية موازية لمجرى النهر تربط مدينة بال (بازل) بمدينة ستراسبورگ.
أرض الألزاس مكونة من التوضعات اللحقية ـ النهرية، يغلب عليها اللوس والرمل والحصى والغضار (الصلصال) من الحقب الرابع الجيولوجي. وهي ذات مناخ قاري ترتفع حرارتها صيفاً إلى أعلى من 18درجة مئوية وتنخفض شتاءً إلى الصفر. أما أمطار الألزاس فتقدر بنحو 560مم سنوياً.
وفي جبال الفوج الفاصلة بين الألزاس واللورين تزيد الارتفاعات على 700م تصل أعلى قممها إلى 1423م، فتزداد كميات الأمطار إلى أكثر من 2500-3000مم وتنخفض حرارات الشتاء إلى أقل من -10 درجات. وينبع من جبال الفوج الكثير من الأنهار الصغيرة الرافدة لنهر الراين.
أما مقاطعة اللورين فتمتد غرب جبال الفوج، وتؤلف حوض المجرى الأعلى لنهر الموزِل. وتتكون أرضها من صخور يغلب عليها الكلس وصخور رسوبية أخرى من العصرين الترياسي والجوراسي من الحقب الجيولوجي الثاني، ترسم طبقاتها القاسية جروفاً من نموذج الكربات (ج: كَرْبة) أي الضلوع المعروفة بالكويستا Cuesta وتعرف محلياً بالكوت Cote، وترتفع حتى 400م فوق سطح البحر، في حين يقع الارتفاع العام للمقاطعة بين 275- 300م وسطياً، مكوناً سهلاً ينحدر غرباً باتجاه الحوض الباريسي. أما درجات الحرارة في اللورين فتراوح متوسطاتها بين 1 و-2 شتاء و17 – 19 درجة مئوية صيفاً، ومعدلات أمطارها بين 600 - 1200مم سنوياً. وصل عدد سكان الإقليم إلى 1.729.863 نسمة في الألزاس و2.308.158م نسمة في اللورين عام 1999 (المجموع 4.038.021 نسمة)، يعيش منهم قرابة 263.683 نسمة في حاضرة الإقليم ومركز مقاطعة الألزاس ستراسبورغ[ر] وفي مدن أخرى في الألزاس (مولوس ـ مولهاوز Mullhouse، وكولمار Colmar) وفي اللورين (ميتز Metz مركز المقاطعة وعدد سكانها قرابة 118.000، ونانسي Nancy وإبينال Epinal، وتيونفيل Thionville وغيرها) وفي قراه الكثيرة التي يسكنها أكثر من 30% من السكان، من هؤلاء قرابة 1.2 مليون نسمة يعرفون بالألزاسيين ـ اللورينيين، وهم الذين يتكلمون اللغة الألمانية إلى جانب اللغة الرسمية الفرنسية. إذ تظهر الازدواجية اللغوية في الإقليم بوضوح في أسماء الأماكن والمظاهر الاجتماعية ـ الثقافية المختلفة. التي تظهر الجذور المشتركة لأصول كلتية، فرنسية، جرمانية قديمة للسكان.
أما اقتصادياً فإن إقليم الألزاس واللورين واحد من أقاليم فرنسة الغنية والمزدهرة. فمقاطعة اللورين غنية بمكامن الحديد والفحم الحجري والملح، والألزاس غنية بتربتها الزراعية السهلية وبيئتها المناسبة لانتشار شتى أنواع الزراعات، وبمكامن البوتاس.
في الحقل الصناعي تقوم في اللورين صناعات الصلب والحديد والآلات وخاصة حول نانسي وتيونفيل قرب حقل اللورين للحديد. كما تنتشر في المقاطعة صناعة الآلات والزجاج والتعدين في مدن صناعية صغيرة. ويعد وادي الموزيل في اللورين واحداً من أهم الأقاليم الصناعية الفرنسية.
وتعتمد الصناعات في مقاطعة الألزاس على المواد الأولية الزراعية ومكامن البوتاس فيها بالدرجة الأولى فتأتي الصناعة النسيجية (الصوف والقطن) في المقام الأول في مصانع مدينة مولوس ومنطقتها. إضافة إلى تعدين البوتاس وتصنيعه (مخصبات) والصناعات الكيمياوية والخشبية والورق في الوادي والجبل (الفوج)، وإنتاج نحو 50.000 طن من النفط سنوياً. وتعد مدينة ستراسبورغ قطباً صناعياً مهماً في الإقليم، ففيها وحولها صناعات متنوعة مثل صناعة السفن النهرية خاصة والكيمياويات والكهربائيات والجعة والدباغة والتعليب والطباعة (غوتنبرغ مخترع آلة الطباعة من أبنائها) وغيرها.
ويشتهر الإقليم بزراعة الحبوب وخاصة الشعير (لصنع الجعة)، والبطاطا وحشيشة الدينار والكرمة والفاكهة والخضر ولاسيما في الألزاس وعلى مقياس أقل في اللورين التي تعنى بتربية الأبقار أيضاً. ويعد الإقليم من المراكز المهمة للمواصلات النهرية والقنوات المرتبطة بها، وكذلك للمواصلات البرية بين فرنسة وألمانية ولوكسمبورغ وبلجيكة وسويسرة ولاسيما في قطاعه الشرقي (الألزاس).
التاريخ
ظلت الألزاس واللورين لفترة طويلة منطقة نزاع بين فرنسا وألمانيا. وطردت الفرق التيوتونية القبائل السلتية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، وأقامت في الإقليم. ثم أصبحت المنطقة في أواخر القرن الثامن الميلادي، جزءًا من إمبراطورية شارلمان. فكانت من نصيب المملكة المتوسطة الواقعة بين ألمانيا وفرنسا، عندما اقتسم أحفاد شارلمان الإمبراطورية. لكن الألزاس واللورين سرعان ما عادت إلى الانضواء تحت الحكم الألماني.
هذه المناطق أصبحت جزءاً من فرنكونيا الشرقية في 921 في عهد الملك لويس الألماني، ولاحقاً أصبحت جزءاً من الامبراطورية الرومانية المقدسة.
بقيت الألزاس واللورين تحت الحكم الألماني حتى القرن السادس عشر الميلادي، عندما استعادت فرنسا السيطرة عليها تدريجيًا، عندما تنازلت عن متز لمملكة فرنسا. وكافح الشعب ضد الجهود الرامية إلى جعلها فرنسية. لكن الثورة الفرنسية عام 1789م أحدثت تغييرًا في الصميم. فأصبح الشعب الألزاسي ذا روح فرنسية، حيث انتقل إلى فرنسا أكثر من خمسين ألفًا، عندما استولت ألمانيا على كل الألزاس تقريبًا عام 1871م.
وافق الألمان على التنازل عن الألزاس واللورين بعد الحرب العالمية الأولى. واستعادوا السيطرة على الإقليم في الحرب العالمية الثانية. وقاموا بترحيل آلاف الناس خارج الإقليم، واستبدلوهم بألمان وبولونيين، وروس. لكن الحلفاء طردوا الألمان من الألزاس واللورين في عامي 1944 ـ 1945م واستعادت فرنسا السيطرة على الإقليم كله مرة أخرى.
وأصبحوا تدريجياً جزءاً من فرنسا بين 1552، عندما تنازلت عن متز لمملكة فرنسا و 1798، عندما انضمت جمهورية ملهوس الجمهورية الفرنسية. وبعد الحرب الفرنسية الپروسية عام 1870، ضمتها الامبراطورية الألمانية حديثة التكوين في 1871 حسب معاهدة فرانكفورت وأصبحت رايخسلاند.
دخلت القوات الفرنسية الألزاس واللورين في نوفمبر 1918 في نهاية الحرب العالمية الأولى وعادت المنطقة إلى فرنسا في معاهدة فرساي عام 1919.
المنطقة ضمتها ألمانيا النازية في 1940، إلا أنها عادت إلى فرنسا في 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية وظلت جزءاً من فرنسا منذ ذلك الحين.
وفي 1871 كانت المنطقة مكونة من 93% من الألزاس (7% بقيت فرنسية) و 26% من المنطقة (74% بقيت فرنسية). For historical reasons, specific legal dispositions are still applied in the territory.[1].
التاريخ
المقال الرئيسي: دوقية اللورين
أما تاريخ اللورين حتى هذا العام فمغاير نسبياً لما تقدم من حيث التفاصيل. فما عرف باللورين أو لوترينغن، كان يطلق على مملكة متوسطة بين فرنسة في الغرب وألمانية في الشرق، تتألف من مقاطعة الألزاس واللورين (ومنها جاءت التسمية المزدوجة للإقليم) إضافة إلى شمال غربي ألمانية وأجزاء متفرقة من وسط أوربة. وكان ظهورها نتيجة لتقسيم الامبراطورية الكارولنجية عام 843 (معاهدة فردان)، فكانت من نصيب الملك الكارولنجي الألماني لوثار الأول (Lothar I (795- 855. لكن اللورين تعرضت لعمليات تجزئة وتقسيم إلى إمارات عام 959 وبعده حتى عام 1670 حين احتلتها فرنسة، لتستعيدها ألمانية عام 1697. ومن الطريف أن ما تبقى من مملكة اللورين خضع بين عامي 1735 - 1766 للسيادة البولندية، إذ حصلت عليها بولندة[ر] تعويضاً لها عن الأضرار التي لحقتها في حرب الوراثة البولندية (1733 - 1735). عادت اللورين إلى فرنسة بعد عام 1766 سنة وفاة الملك البولندي ستانيسلاوس ليسيزنسكي، وبقيت فرنسية التبعية حتى عام 1871، حين احتلتها ألمانية مع الألزاس.
التاريخ الحديث
درع دوقية لوثرنجيا.
درع كونتية ألزاسيا.
بعد الحرب الفرنسية الپروسية 1870/1871
إعلان الامبراطورية الألمانية في ڤرساي، 1871.
الألوان تبين الأقسام الادارية قبل 1870؛ الخطوط السوداء بعد 1871. فقط قسم Meurthe تغير اسمه ليصبح Meurthe-et-Moselle بعد تعديلات الحدود.
درع إلزاس-لوثرنجن
بقيت الألزاس واللورين تحت السيادة الألمانية حتى عام 1918، وعملت ألمانية على منح الإقليم نوعاً من الحكم الذاتي المحدود، مع ظهور معارضة محلية للتبعية الألمانية. واستردته فرنسة بعد الحرب العالمية الأولى لتعود ألمانية فتحتله إبان الحرب العالمية الثانية (1940 - 1945). وتسترجعه فرنسة بعد ذلك وتسيطر عليه حتى اليوم.
وعلى العموم فإن مقاطعة الألزاس تغلب عليها الصبغة الألمانية والأصول السكانية واللغوية الألمانية مقابل تراجع اللورينيين المتكلمين الألمانية إلى 50% من السكان، مع غلبة الصبغة الثقافية الفرنسية عليهم. وقد قامت الثروات الباطنية من حديد وفحم وغيرهما في الإقليم بدور إضافي متأخر في زيادة حدة الصراع الإقليمي ـ السياسي والثقافي ـ الإثني بين الألمان والفرنسيين، الذي هدأ بعد عام 1945 وهزيمة ألمانية النازية في الحرب.
الألزاس واللورين إقليم في الشمال الشرقي من فرنسا، على الحدود الألمانية الفرنسية، يغطي حوالي 31,828 كم². تقع سويسرا في جنوبه، ولوكسمبرج في شماله. ويشبه هذا الإقليم شكل الرقم “7″. يضم إقليم الألزاس، الذي يشكل ذراع الشمال ـ الجنوب، منطقتين إداريتين هما الراين العلوي، والراين السفلي. ويشكل إقليم اللورين ذراع الشرق ـ الغرب. وهو مقسم إلى مقاطعات هي موزيل، مورته وموزيل، موزيه، ڤوزجيه.
يعيش في الألزاس واللورين حوالي 4 ملايين نسمة، وينتمي معظمهم للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. وظل السكان مئات السنين، نصفهم فرنسي، والآخر ألماني. وأهم منتجات هذا الإقليم القمح، والجاودار، والشعير، والشوفان، والنبيذ الأحمر والأبيض. وتشمل الثروات المعدنية، الحديد الخام من اللورين، والبوتاس من الألزاس. وتقدم مقاطعة جبال فوزجيه الغربية الأخشاب، والفحم، والملح. وتوفر أنهار هذه المنطقة الطاقة الكهربائية. وتقوم أيضًا في الألزاس واللورين صناعة نسيجية مهمة.
يؤلف إقليم الألزاس واللورين مثلثاً ضلعه الشمالي الحدود مع بلجيكة ولكسمبورغ وألمانية، وضلعه الشرقي الحدود مع ألمانية وضلعه الغربي حوض نهر الموزل وامتداد الضلع حتى جبال الجورا. ويشغل مساحة قدرها 31.827كم2، منها 23.547كم2 مساحة اللورين و280.8كم2 مساحة الألزاس (مساحات الوحدات الإدارية).
تحتل مقاطعة الألزاس القسم الشرقي من الإقليم وتؤلف شريطاً أرضياً لوادي نهر الراين محصوراً بين النهر في الشرق وجبال الفوج في الغرب. وهو سهل يراوح ارتفاعه بين 100- 250م فوق سطح البحر، طوله نحو 130كم بعرض يقع بين 16 - 40كم، شقت فيه قناة ملاحية موازية لمجرى النهر تربط مدينة بال (بازل) بمدينة ستراسبورگ.
أرض الألزاس مكونة من التوضعات اللحقية ـ النهرية، يغلب عليها اللوس والرمل والحصى والغضار (الصلصال) من الحقب الرابع الجيولوجي. وهي ذات مناخ قاري ترتفع حرارتها صيفاً إلى أعلى من 18درجة مئوية وتنخفض شتاءً إلى الصفر. أما أمطار الألزاس فتقدر بنحو 560مم سنوياً.
وفي جبال الفوج الفاصلة بين الألزاس واللورين تزيد الارتفاعات على 700م تصل أعلى قممها إلى 1423م، فتزداد كميات الأمطار إلى أكثر من 2500-3000مم وتنخفض حرارات الشتاء إلى أقل من -10 درجات. وينبع من جبال الفوج الكثير من الأنهار الصغيرة الرافدة لنهر الراين.
أما مقاطعة اللورين فتمتد غرب جبال الفوج، وتؤلف حوض المجرى الأعلى لنهر الموزِل. وتتكون أرضها من صخور يغلب عليها الكلس وصخور رسوبية أخرى من العصرين الترياسي والجوراسي من الحقب الجيولوجي الثاني، ترسم طبقاتها القاسية جروفاً من نموذج الكربات (ج: كَرْبة) أي الضلوع المعروفة بالكويستا Cuesta وتعرف محلياً بالكوت Cote، وترتفع حتى 400م فوق سطح البحر، في حين يقع الارتفاع العام للمقاطعة بين 275- 300م وسطياً، مكوناً سهلاً ينحدر غرباً باتجاه الحوض الباريسي. أما درجات الحرارة في اللورين فتراوح متوسطاتها بين 1 و-2 شتاء و17 – 19 درجة مئوية صيفاً، ومعدلات أمطارها بين 600 - 1200مم سنوياً. وصل عدد سكان الإقليم إلى 1.729.863 نسمة في الألزاس و2.308.158م نسمة في اللورين عام 1999 (المجموع 4.038.021 نسمة)، يعيش منهم قرابة 263.683 نسمة في حاضرة الإقليم ومركز مقاطعة الألزاس ستراسبورغ[ر] وفي مدن أخرى في الألزاس (مولوس ـ مولهاوز Mullhouse، وكولمار Colmar) وفي اللورين (ميتز Metz مركز المقاطعة وعدد سكانها قرابة 118.000، ونانسي Nancy وإبينال Epinal، وتيونفيل Thionville وغيرها) وفي قراه الكثيرة التي يسكنها أكثر من 30% من السكان، من هؤلاء قرابة 1.2 مليون نسمة يعرفون بالألزاسيين ـ اللورينيين، وهم الذين يتكلمون اللغة الألمانية إلى جانب اللغة الرسمية الفرنسية. إذ تظهر الازدواجية اللغوية في الإقليم بوضوح في أسماء الأماكن والمظاهر الاجتماعية ـ الثقافية المختلفة. التي تظهر الجذور المشتركة لأصول كلتية، فرنسية، جرمانية قديمة للسكان.
أما اقتصادياً فإن إقليم الألزاس واللورين واحد من أقاليم فرنسة الغنية والمزدهرة. فمقاطعة اللورين غنية بمكامن الحديد والفحم الحجري والملح، والألزاس غنية بتربتها الزراعية السهلية وبيئتها المناسبة لانتشار شتى أنواع الزراعات، وبمكامن البوتاس.
في الحقل الصناعي تقوم في اللورين صناعات الصلب والحديد والآلات وخاصة حول نانسي وتيونفيل قرب حقل اللورين للحديد. كما تنتشر في المقاطعة صناعة الآلات والزجاج والتعدين في مدن صناعية صغيرة. ويعد وادي الموزيل في اللورين واحداً من أهم الأقاليم الصناعية الفرنسية.
وتعتمد الصناعات في مقاطعة الألزاس على المواد الأولية الزراعية ومكامن البوتاس فيها بالدرجة الأولى فتأتي الصناعة النسيجية (الصوف والقطن) في المقام الأول في مصانع مدينة مولوس ومنطقتها. إضافة إلى تعدين البوتاس وتصنيعه (مخصبات) والصناعات الكيمياوية والخشبية والورق في الوادي والجبل (الفوج)، وإنتاج نحو 50.000 طن من النفط سنوياً. وتعد مدينة ستراسبورغ قطباً صناعياً مهماً في الإقليم، ففيها وحولها صناعات متنوعة مثل صناعة السفن النهرية خاصة والكيمياويات والكهربائيات والجعة والدباغة والتعليب والطباعة (غوتنبرغ مخترع آلة الطباعة من أبنائها) وغيرها.
ويشتهر الإقليم بزراعة الحبوب وخاصة الشعير (لصنع الجعة)، والبطاطا وحشيشة الدينار والكرمة والفاكهة والخضر ولاسيما في الألزاس وعلى مقياس أقل في اللورين التي تعنى بتربية الأبقار أيضاً. ويعد الإقليم من المراكز المهمة للمواصلات النهرية والقنوات المرتبطة بها، وكذلك للمواصلات البرية بين فرنسة وألمانية ولوكسمبورغ وبلجيكة وسويسرة ولاسيما في قطاعه الشرقي (الألزاس).
التاريخ
ظلت الألزاس واللورين لفترة طويلة منطقة نزاع بين فرنسا وألمانيا. وطردت الفرق التيوتونية القبائل السلتية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، وأقامت في الإقليم. ثم أصبحت المنطقة في أواخر القرن الثامن الميلادي، جزءًا من إمبراطورية شارلمان. فكانت من نصيب المملكة المتوسطة الواقعة بين ألمانيا وفرنسا، عندما اقتسم أحفاد شارلمان الإمبراطورية. لكن الألزاس واللورين سرعان ما عادت إلى الانضواء تحت الحكم الألماني.
هذه المناطق أصبحت جزءاً من فرنكونيا الشرقية في 921 في عهد الملك لويس الألماني، ولاحقاً أصبحت جزءاً من الامبراطورية الرومانية المقدسة.
بقيت الألزاس واللورين تحت الحكم الألماني حتى القرن السادس عشر الميلادي، عندما استعادت فرنسا السيطرة عليها تدريجيًا، عندما تنازلت عن متز لمملكة فرنسا. وكافح الشعب ضد الجهود الرامية إلى جعلها فرنسية. لكن الثورة الفرنسية عام 1789م أحدثت تغييرًا في الصميم. فأصبح الشعب الألزاسي ذا روح فرنسية، حيث انتقل إلى فرنسا أكثر من خمسين ألفًا، عندما استولت ألمانيا على كل الألزاس تقريبًا عام 1871م.
وافق الألمان على التنازل عن الألزاس واللورين بعد الحرب العالمية الأولى. واستعادوا السيطرة على الإقليم في الحرب العالمية الثانية. وقاموا بترحيل آلاف الناس خارج الإقليم، واستبدلوهم بألمان وبولونيين، وروس. لكن الحلفاء طردوا الألمان من الألزاس واللورين في عامي 1944 ـ 1945م واستعادت فرنسا السيطرة على الإقليم كله مرة أخرى.
وأصبحوا تدريجياً جزءاً من فرنسا بين 1552، عندما تنازلت عن متز لمملكة فرنسا و 1798، عندما انضمت جمهورية ملهوس الجمهورية الفرنسية. وبعد الحرب الفرنسية الپروسية عام 1870، ضمتها الامبراطورية الألمانية حديثة التكوين في 1871 حسب معاهدة فرانكفورت وأصبحت رايخسلاند.
دخلت القوات الفرنسية الألزاس واللورين في نوفمبر 1918 في نهاية الحرب العالمية الأولى وعادت المنطقة إلى فرنسا في معاهدة فرساي عام 1919.
المنطقة ضمتها ألمانيا النازية في 1940، إلا أنها عادت إلى فرنسا في 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية وظلت جزءاً من فرنسا منذ ذلك الحين.
وفي 1871 كانت المنطقة مكونة من 93% من الألزاس (7% بقيت فرنسية) و 26% من المنطقة (74% بقيت فرنسية). For historical reasons, specific legal dispositions are still applied in the territory.[1].
التاريخ
المقال الرئيسي: دوقية اللورين
أما تاريخ اللورين حتى هذا العام فمغاير نسبياً لما تقدم من حيث التفاصيل. فما عرف باللورين أو لوترينغن، كان يطلق على مملكة متوسطة بين فرنسة في الغرب وألمانية في الشرق، تتألف من مقاطعة الألزاس واللورين (ومنها جاءت التسمية المزدوجة للإقليم) إضافة إلى شمال غربي ألمانية وأجزاء متفرقة من وسط أوربة. وكان ظهورها نتيجة لتقسيم الامبراطورية الكارولنجية عام 843 (معاهدة فردان)، فكانت من نصيب الملك الكارولنجي الألماني لوثار الأول (Lothar I (795- 855. لكن اللورين تعرضت لعمليات تجزئة وتقسيم إلى إمارات عام 959 وبعده حتى عام 1670 حين احتلتها فرنسة، لتستعيدها ألمانية عام 1697. ومن الطريف أن ما تبقى من مملكة اللورين خضع بين عامي 1735 - 1766 للسيادة البولندية، إذ حصلت عليها بولندة[ر] تعويضاً لها عن الأضرار التي لحقتها في حرب الوراثة البولندية (1733 - 1735). عادت اللورين إلى فرنسة بعد عام 1766 سنة وفاة الملك البولندي ستانيسلاوس ليسيزنسكي، وبقيت فرنسية التبعية حتى عام 1871، حين احتلتها ألمانية مع الألزاس.
التاريخ الحديث
درع دوقية لوثرنجيا.
درع كونتية ألزاسيا.
بعد الحرب الفرنسية الپروسية 1870/1871
إعلان الامبراطورية الألمانية في ڤرساي، 1871.
الألوان تبين الأقسام الادارية قبل 1870؛ الخطوط السوداء بعد 1871. فقط قسم Meurthe تغير اسمه ليصبح Meurthe-et-Moselle بعد تعديلات الحدود.
درع إلزاس-لوثرنجن
بقيت الألزاس واللورين تحت السيادة الألمانية حتى عام 1918، وعملت ألمانية على منح الإقليم نوعاً من الحكم الذاتي المحدود، مع ظهور معارضة محلية للتبعية الألمانية. واستردته فرنسة بعد الحرب العالمية الأولى لتعود ألمانية فتحتله إبان الحرب العالمية الثانية (1940 - 1945). وتسترجعه فرنسة بعد ذلك وتسيطر عليه حتى اليوم.
وعلى العموم فإن مقاطعة الألزاس تغلب عليها الصبغة الألمانية والأصول السكانية واللغوية الألمانية مقابل تراجع اللورينيين المتكلمين الألمانية إلى 50% من السكان، مع غلبة الصبغة الثقافية الفرنسية عليهم. وقد قامت الثروات الباطنية من حديد وفحم وغيرهما في الإقليم بدور إضافي متأخر في زيادة حدة الصراع الإقليمي ـ السياسي والثقافي ـ الإثني بين الألمان والفرنسيين، الذي هدأ بعد عام 1945 وهزيمة ألمانية النازية في الحرب.