By محمد العلياني - الاثنين يونيو 25, 2012 1:45 am
- الاثنين يونيو 25, 2012 1:45 am
#51834
المحالفة المقدسة
بعد نجاح التحالف بين الدول الأوروبية في تحطيم أطماع فرنسا من ناحية السيطرة على القارة ، بدأت المحاولة لبناء صرح دولي جديد على أساس المحالفة المقدسة والمحالفة الرباعية ،حيث أنه وبتاريخ 26/09/1815 أعلن حكام روسيا والنمسا وبروسيا أنهم يهدفون إلى الإسترشاد في حكمهم لشعوبهم وفي علاقاتهم بالحكومات الأخرى والإلتزام بمبادئ المسحية وهي العدل والتسامح والسلام ، وهذا ما أدى إلى ولادة ما يسمى بالمحالفة المقدسة.
المحالفة الرباعية
وقد إقترحتها بريطانيا حيث أنها ألزمت الموقعين عليها بالمحافظة على الترتيبات التي قررتها المعاهدات السابقة من حيث الحدود ،وذلك بالقوة المسلحة ولمدة عشرين عام وذلك إبتداءا من تاريخ 20/11/1815 ،وقد كان أهم ما في هذه الوثيقة الموقعة هو ما تنص عليه المادة السادسة وهو أن تحدد في فترات معينة محددة إجتماعات بين هذه الدول الأربعة وذلك لبحث المصالح المشتركة الكبرى ودراسة الوسائل الناجحة والتي تحقق الراحة والرخاء والسلام لشعوبها، وإستنادا لهذه المادة كونت الدول المشاركة ما يشبه مجلس الأمن وأقامت نوعا من الحكومة العالمية ،وهكذا بدأت فترة من التاريخ الأوروبي الذي أطلق عليه المؤرخون إسم نظام المؤتمرات.
مؤتمر إكس لاشابل
وعقد هذا المؤتمر في تاريخ 1/10/1818 وقد وافق هذا التاريخ جلاء قوات الإحتلال عن فرنسا،ولكن عندما طالبت فرنسا بالإنضمام لهذه المعاهدة وذلك بالمساوة مع الدول الأخرى تباينت وجهات نظر تلك الدول ،لأنه كان من التناقض إدخال فرنسا في معاهدة هي في الحقيقة موجهة ضدها، ولكن في الوقت نفسه كانت فرنسا دولة كبرى على الرغم من هزيمتها وكان لابد من إشتراكها بصورة فعالة في كل مايهم السلم الدولي، وهنا قدم قيصر إقتراحا لعقد معاهدة تضامنية جديدة تنص على أن تضمن كل دول أوروبا ممتلكات بعضها البعض وأن تضمن شكل الحكم القائم في ذلك التاريخ ،وقد رحب مترنيخ بالمعاهدة وأعتبرها محافظة وأيدتها بروسيا حتى أنها إقترحت إنشاء جيش دولى مقره في بروكسل، وأما كسلريه البريطاني فأعلن عدم موافقة بلاده على تعهدات تخرج عن نطاق نصوص المعاهدات ،وأعترض أيضا على فكرة أن تتاح لكل دولة فرصة أن تعتمد بشأن سلامتها على عدالة وحكمة نظامها .
بروتوكول تروباو
عندما صدرت قرارات كرلسباد في عام 1819 إعتبرها مترنيخ فوزا كبيرا لسياسة القمع ومقاومة الحركات القومية والدستورية في ألمانيا، ولكن كسلريه إحتج عليها بإعتبارها تدخلا ليس له مبرر في حرية دول مستقلة ذات سيادة.
وعندما نشأت في ذلك الوقت الثورة في إسبانيا كان القيصر يريد أن يتدخل،ولكنه لقي إعتراضا من النمسا وإنجلترا،وبعدها نشأت ثورة في نابلي وأراد مترنيخ التدخل على أساس التفرقة بين الثورات فقد كان يعتبر أن هناك ثورات من الأعلى أي من الملوك والحكام وهذه أعتبرت مشروعة أما الثورات التي تقوم بها الشعوب فأعتبرت غير مشروعة ويجب التدخل للقضاء عليها.
وهنا رفض كسلريه أن تكون بلاده عضو في عصبة دولية ضد نابلى ،ونتيجة لهذا الموقف عقد مؤتمر تروبار في تاريخ 20/10/1820 ونجح مترنيخ بعدها في إصدار بروتوكول تروبار في 19/11/1820 والذي نص على أن الحكومات الناتجة عن الثورات وتهدد غيرها من الدول فإنها لا تصبح عضو في المحالفة الأوروبية وتبعد عنها حتى تعطي ضمانات بالنظام والإستقرار، وقد كان رد كسلريه البريطاني أن هذا البروتكول يجعل من المحالفة ( دولة فوق الدول ) وأن إنجلترا لن تكون شريكة في نظام يعمل على خلق نوع من الحكومة في أوروبا.
بعد نجاح التحالف بين الدول الأوروبية في تحطيم أطماع فرنسا من ناحية السيطرة على القارة ، بدأت المحاولة لبناء صرح دولي جديد على أساس المحالفة المقدسة والمحالفة الرباعية ،حيث أنه وبتاريخ 26/09/1815 أعلن حكام روسيا والنمسا وبروسيا أنهم يهدفون إلى الإسترشاد في حكمهم لشعوبهم وفي علاقاتهم بالحكومات الأخرى والإلتزام بمبادئ المسحية وهي العدل والتسامح والسلام ، وهذا ما أدى إلى ولادة ما يسمى بالمحالفة المقدسة.
المحالفة الرباعية
وقد إقترحتها بريطانيا حيث أنها ألزمت الموقعين عليها بالمحافظة على الترتيبات التي قررتها المعاهدات السابقة من حيث الحدود ،وذلك بالقوة المسلحة ولمدة عشرين عام وذلك إبتداءا من تاريخ 20/11/1815 ،وقد كان أهم ما في هذه الوثيقة الموقعة هو ما تنص عليه المادة السادسة وهو أن تحدد في فترات معينة محددة إجتماعات بين هذه الدول الأربعة وذلك لبحث المصالح المشتركة الكبرى ودراسة الوسائل الناجحة والتي تحقق الراحة والرخاء والسلام لشعوبها، وإستنادا لهذه المادة كونت الدول المشاركة ما يشبه مجلس الأمن وأقامت نوعا من الحكومة العالمية ،وهكذا بدأت فترة من التاريخ الأوروبي الذي أطلق عليه المؤرخون إسم نظام المؤتمرات.
مؤتمر إكس لاشابل
وعقد هذا المؤتمر في تاريخ 1/10/1818 وقد وافق هذا التاريخ جلاء قوات الإحتلال عن فرنسا،ولكن عندما طالبت فرنسا بالإنضمام لهذه المعاهدة وذلك بالمساوة مع الدول الأخرى تباينت وجهات نظر تلك الدول ،لأنه كان من التناقض إدخال فرنسا في معاهدة هي في الحقيقة موجهة ضدها، ولكن في الوقت نفسه كانت فرنسا دولة كبرى على الرغم من هزيمتها وكان لابد من إشتراكها بصورة فعالة في كل مايهم السلم الدولي، وهنا قدم قيصر إقتراحا لعقد معاهدة تضامنية جديدة تنص على أن تضمن كل دول أوروبا ممتلكات بعضها البعض وأن تضمن شكل الحكم القائم في ذلك التاريخ ،وقد رحب مترنيخ بالمعاهدة وأعتبرها محافظة وأيدتها بروسيا حتى أنها إقترحت إنشاء جيش دولى مقره في بروكسل، وأما كسلريه البريطاني فأعلن عدم موافقة بلاده على تعهدات تخرج عن نطاق نصوص المعاهدات ،وأعترض أيضا على فكرة أن تتاح لكل دولة فرصة أن تعتمد بشأن سلامتها على عدالة وحكمة نظامها .
بروتوكول تروباو
عندما صدرت قرارات كرلسباد في عام 1819 إعتبرها مترنيخ فوزا كبيرا لسياسة القمع ومقاومة الحركات القومية والدستورية في ألمانيا، ولكن كسلريه إحتج عليها بإعتبارها تدخلا ليس له مبرر في حرية دول مستقلة ذات سيادة.
وعندما نشأت في ذلك الوقت الثورة في إسبانيا كان القيصر يريد أن يتدخل،ولكنه لقي إعتراضا من النمسا وإنجلترا،وبعدها نشأت ثورة في نابلي وأراد مترنيخ التدخل على أساس التفرقة بين الثورات فقد كان يعتبر أن هناك ثورات من الأعلى أي من الملوك والحكام وهذه أعتبرت مشروعة أما الثورات التي تقوم بها الشعوب فأعتبرت غير مشروعة ويجب التدخل للقضاء عليها.
وهنا رفض كسلريه أن تكون بلاده عضو في عصبة دولية ضد نابلى ،ونتيجة لهذا الموقف عقد مؤتمر تروبار في تاريخ 20/10/1820 ونجح مترنيخ بعدها في إصدار بروتوكول تروبار في 19/11/1820 والذي نص على أن الحكومات الناتجة عن الثورات وتهدد غيرها من الدول فإنها لا تصبح عضو في المحالفة الأوروبية وتبعد عنها حتى تعطي ضمانات بالنظام والإستقرار، وقد كان رد كسلريه البريطاني أن هذا البروتكول يجعل من المحالفة ( دولة فوق الدول ) وأن إنجلترا لن تكون شريكة في نظام يعمل على خلق نوع من الحكومة في أوروبا.