- الثلاثاء يونيو 26, 2012 11:00 pm
#51896
مساء يوم الأحد الماضي دخلت مصر مرحلة تاريخية، وعبرت إلى واقع كان أكبرالحالمين بتحقيقه من جماعة " الإخوان المسلمين " ورؤيته واقعاً معاشاً لايمكن أن يخطر على باله وجوده حقيقة مجسدة في الحياة السياسية لمصر.
فبعد 84 عاماً على تأسيس جماعة " الإخوان المسلمين"، وصل واحد من نسيجها، وثقافتها إلى رئاسة مصر. وبعد 60 عاماً على" ثورة 23 يوليو" 1952 التي جعلت عسكريين يتوالون على المنصب الأول في الدولة، بلغ مدني قمة الهرم السياسي. وبعد 16 شهراً على " ثورة 25 يناير"، ها هو محمد مرسي رئيساً، في بداية تاريخية لمرحلة جديدة يكتنف معالمها الغموض، وتلف مساراتها وقوانينها وأساليب إدارة الدولة والمجتمع الكثير من الضبابية، والبلد على امتداد جغرافيته تطفو على سطح مكوناته الانقسامات الاجتماعية والسياسية والفكرية، ويعيش الكثير من أطيافه تناقضات الرؤى، والغايات، والأهداف، والنظرة إلى المستقبل وصناعته، وصياغة توجهاته.
بعد انتخابه رئيساً خامساً لمصر توجه محمد مرسي عيسى العياط بخطاب إلى المصريين والعالم، مستلهماً ومتماهياً في لغته ومفرداته مع التراث الإسلامي، مستدعياً العصور النقية في الإسلام، مذكراً بينابيعه الصافية والملهمة، مستعيراً قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " لقد وُليتُ عليكم ولست بخيركم .. " فجاء الخطاب في مجمله، ورؤيته، وعناصره محاولة للاقتراب من الناس، والدخول إلى قلوبهم، وتحريك الحس الديني المتأصل عندهم، والتذكير بالإسلام كما ورثه ومارسه كرسالة، ومنهج حياة، وأطر تنظيم أبوبكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز وأبو ذر الغفاري - رضي الله عنهم وعن كل صحابة رسول الله جميعاً - .
أن نمارس ثقافة ابن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، والغفاري، سلوكاً وعملاً فهذا رائع حيث تتحقق العدالة الاجتماعية، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والقضاء على مثلث داء الشعوب من جهل وفقر ومرض، وينهل الناس من مضامين الإسلام الحقيقة التي هي في الأساس لاترفض المستجدات، والتحولات في أنماط الحياة، ونحافظ على الثوابت التي هي نسغ في وجدان الشعوب الإسلامية لكن هذا وحده لايكفي، فالشعوب ترسَّخَ وعيها، وتشكّلتْ ثقافتها على أسس من الفهم بحيث من الصعوبة أن تُخدع كما خدعت بشعارات الفكر الذي ساد مرحلة الستينات، وأن نحاول الاقتراب من الناس بالقول والاستشهاد واستعارة اللغة فهذا لايمكن أن يكون إقناعاً، فالناس يريدون عملاً وتطبيقاً ومعالجات لأوجاعهم، وأدوائهم، وتفتتاتهم النفسية والحياتية .
الناس لايريدون أن يخرج واحد يلبس عباءة حسن البنا، ويمارس فكره، ويطبق منهجه الحياتي، ورؤيته للحكم والتعامل مع القضايا، وإنما يريدون " إخوانياً " يفهم الإسلام بعقلية منفتحة، ويمتلك أدوات العصر، ويتعامل مع الحداثة والتحولات بعقلية متسامحة، واعية، توائم بين منتج الإسلام كدين رائع لكل العصور وبين العصرنة في الإدارة، والعمل السياسي والاجتماعي، والفكر الاستشرافي .
ويبدو أن من المبكر جداً، وربما يظل هذا لزمن ليس بالقصير أن نستطيع قراءة الواقع، واستشراف المصائر، وإطلاق الأحكام لما حدث، ويحدث، لكن اليأس ليس في القاموس .
فبعد 84 عاماً على تأسيس جماعة " الإخوان المسلمين"، وصل واحد من نسيجها، وثقافتها إلى رئاسة مصر. وبعد 60 عاماً على" ثورة 23 يوليو" 1952 التي جعلت عسكريين يتوالون على المنصب الأول في الدولة، بلغ مدني قمة الهرم السياسي. وبعد 16 شهراً على " ثورة 25 يناير"، ها هو محمد مرسي رئيساً، في بداية تاريخية لمرحلة جديدة يكتنف معالمها الغموض، وتلف مساراتها وقوانينها وأساليب إدارة الدولة والمجتمع الكثير من الضبابية، والبلد على امتداد جغرافيته تطفو على سطح مكوناته الانقسامات الاجتماعية والسياسية والفكرية، ويعيش الكثير من أطيافه تناقضات الرؤى، والغايات، والأهداف، والنظرة إلى المستقبل وصناعته، وصياغة توجهاته.
بعد انتخابه رئيساً خامساً لمصر توجه محمد مرسي عيسى العياط بخطاب إلى المصريين والعالم، مستلهماً ومتماهياً في لغته ومفرداته مع التراث الإسلامي، مستدعياً العصور النقية في الإسلام، مذكراً بينابيعه الصافية والملهمة، مستعيراً قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " لقد وُليتُ عليكم ولست بخيركم .. " فجاء الخطاب في مجمله، ورؤيته، وعناصره محاولة للاقتراب من الناس، والدخول إلى قلوبهم، وتحريك الحس الديني المتأصل عندهم، والتذكير بالإسلام كما ورثه ومارسه كرسالة، ومنهج حياة، وأطر تنظيم أبوبكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبدالعزيز وأبو ذر الغفاري - رضي الله عنهم وعن كل صحابة رسول الله جميعاً - .
أن نمارس ثقافة ابن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز، والغفاري، سلوكاً وعملاً فهذا رائع حيث تتحقق العدالة الاجتماعية، والمساواة، وتكافؤ الفرص، والقضاء على مثلث داء الشعوب من جهل وفقر ومرض، وينهل الناس من مضامين الإسلام الحقيقة التي هي في الأساس لاترفض المستجدات، والتحولات في أنماط الحياة، ونحافظ على الثوابت التي هي نسغ في وجدان الشعوب الإسلامية لكن هذا وحده لايكفي، فالشعوب ترسَّخَ وعيها، وتشكّلتْ ثقافتها على أسس من الفهم بحيث من الصعوبة أن تُخدع كما خدعت بشعارات الفكر الذي ساد مرحلة الستينات، وأن نحاول الاقتراب من الناس بالقول والاستشهاد واستعارة اللغة فهذا لايمكن أن يكون إقناعاً، فالناس يريدون عملاً وتطبيقاً ومعالجات لأوجاعهم، وأدوائهم، وتفتتاتهم النفسية والحياتية .
الناس لايريدون أن يخرج واحد يلبس عباءة حسن البنا، ويمارس فكره، ويطبق منهجه الحياتي، ورؤيته للحكم والتعامل مع القضايا، وإنما يريدون " إخوانياً " يفهم الإسلام بعقلية منفتحة، ويمتلك أدوات العصر، ويتعامل مع الحداثة والتحولات بعقلية متسامحة، واعية، توائم بين منتج الإسلام كدين رائع لكل العصور وبين العصرنة في الإدارة، والعمل السياسي والاجتماعي، والفكر الاستشرافي .
ويبدو أن من المبكر جداً، وربما يظل هذا لزمن ليس بالقصير أن نستطيع قراءة الواقع، واستشراف المصائر، وإطلاق الأحكام لما حدث، ويحدث، لكن اليأس ليس في القاموس .