By عثمان المزروع 36 - الخميس يونيو 28, 2012 4:10 pm
- الخميس يونيو 28, 2012 4:10 pm
#51933
المصدر: المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات
مدخل أيضاحي
مراحل تكوين الملف
أولا . المطالبات الرسمية والمحلية بتشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية .
ردود الفعل
ثانياً. إلغاء فكرة تشكيل لجنة تقصي الحقائق
ردود الفعل
ثالثاً . تقرير أمين عام الامم المتحدة بخصوص احداث مخيم جنين
ردود الفعل
رابعاً . خـلاصــة
مدخل أيضاحي
قبل الوصول إلى اليوم الذي اصدر فيه كوفي عنان تقريره الخاص بما حدث في مخيم جنين ، شهدت ساحة السجال الممتدة مابين مخيم جنين ونيويورك وتل ابيب ورام الله مجموعة من التحركات المرئية وغيرها افضت في خلاصتها الى النتيجة المؤلمة بلا شك " حل لجنة تقصي الحقائق " التي لم تتشكل ، وهي اللجنة التي طالب بتشكيلها أهل مخيم جنين والسلطة الفلسطينية .
في هذا الملف سنحاول ترتيب التطورات وفقا لتواريخها حتى يتسنى للمطلع على هذا الملف التوصل ألي خلاصة لربما ستكون مفيدة في مسعى هذا الموقع العثور على البدائل المناسبة والهادفة الى ابقاء جذوة هذه القضية متقدة الى ان ينال الشعب العربي الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة
مراحل تكوين الملف
أولا : المطالبات الرسمية والمحلية بتشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية .
ردود الفعل
ثانيا: إلغاء فكرة تشكيل لجنة تقصي الحقائق
ردود الفعل
ثالثاً : تقرير أمين عام الامم المتحدة بخصوص احداث مخيم جنين
ردود الفعل
رابعاً : خـلاصــة
اولاً: المطالبات المحلية بتشكيل لجنة التحقيق الدولية
اثر مذبحة مخيم جنين اجتمع مجلس الأمن بناء على طلب المجموعة العربية التي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية بالمذابح التى وقعت في المخيم وبعد تهديد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو تم التصويت والموافقة في التاسع عشر من شهر نيسان عام 2002 على قرار 1405 الذي يدعو إلى تشكيل لجنة فحص ( حسبما تدعى اسرائيل ) او لجنة تقصي حقائق ( حسب راي المجتمع الدولي ) لبحث ما جرى فترة الحصار والهجمات الإسرائيلية عليه في الشهر الماضي وقد جاء القرار بعد مشاورات أمريكية شارك فيها كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ومستشارته للأمن القومي كونداليزا رايس والمندوب الأمريكي في الأمم المتحدة وعن الجانب الإسرائيلي رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيرس ووزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر والمندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة يهودا لنكرى وعن الأمم المتحدة الأمين العام كوفي عنان ومستشاره للشؤون السياسية كيران برندر جاست .
وخلال المفاوضات على تبني القرار ذكر راديو اسرائيل لفي نشرته المسائية (17/4/2002 ) ان المستوى السياسي في اسرائيل لن يتعاون مع أي لجنة تضم في عضويتها كل تيري لارسين ( مبعوث الآمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط ) حيث شنت علية إعلامية عنيفة ودرست المكانية الإعلان عنه كشخصية غير مرغوب فيها وفي لقاء مع التلفزيون الإسرائيلي هاجم وزير العدل الاسرائيلي مائير شتريت اجهزة الاعلام الاسرائيلية الى وافقت على بث لقاء مع لارسين الذي قال ان مذابح حصلت في المخيم وطلب منه العودة الى النرويج وماري روبنسون ( مسؤولة لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة ) التى ابلغتها اسرائيل بأنها ستمنع دخولها في حالة قررت القدوم الى لفلسطين للاطلاع على الوضع وبيتر هانسن ( المفوض العام لوكالة الغوث الدولية في فلسطين ولبنان والاردن وسوريا ) .وذكرت مصادر سياسية اسرائيلية لصحيفة معاريف الاسرائيلية ان مشاورات جرت بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيرس وبين الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان حيث تم الاتفاق شفويا بينهما على تشكيل لنة تقصي حقائق من شخص واحد او اثنين على اكثر تقدير .
وبعد تشكيل اللجنة التى تراسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي هتساري وعضوية اليابانية ساداقةو اوغاتا المفوضة السابقة للامم المتحدة لشؤون اللاجئين والسويسري كونيلو ساماروغا الرئيس السابق للجنة الصليب الاحمر والجنرال الامريكي المتقاعد وليام ناش ( تم ضمه بصفة مراقب بناء على طلب اسرائيل ) العضو السابق في الهيئة الادارية التابعة للامم المتحدة في اقليم كوسوفو بدات اسرائيل وعلى لسان وزراء من حكومتها بالتشكيك في بعض اعضائها مثل اتهام كونيلو ساماروغا بمعاداة السامية لرفضة في حينه ضم نجمة داوود الى لجنة الصليب الاحمر الدولي .
ردود الفعل الاسرائيلية
في اول رد فعل لهم على موافقة اسرائيل الاولية والشفوية على لجنه تقصي الحقائق صرح رئيس الاركان الاسرائيلي شاؤول موفاز وكبار ضباط الجيش ان اللجنة خطيرة وما كان على اسرائيل الموافقة عليها وذكرت صحيفة يديعوت احرنوت في تقريرها الذي نشر في 3/4/2002 ان مواقف ارئييل شارون وشمعون بيرس وبنيامين بن اليعازر تقول ان الموافقة على لجنة الفحص هو اقل المخاطر وان شمعون بيرس وشارون هما اللذان اريل الاتصالات مع الامين العام للامم المتحدة ومع الادارة الامريكية للوصول الى لجنة الفحص وان عدم موافقتهم كانت ستؤدي الى اتخاذ مجلس الامنقرارا بتشكيل لجنة تحقيق دولية يتم من خلالها ادانة اسرائيل وتشكيل محمكمة جرائم حرب دولية يقف على منصتها ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي من جهتها ذكرت صحيفة معريف في ملحقها الصادر يوم الجمعة ( 3/4/2002 ) وعلى لسان المتحدث باسم بيرس ان الاخير او اثنين على اقل تقدير وعن تقرير يقدم الى السكرتير العام من دون قرار عن مجلس الامن وبدون كتاب صلاحيات او ضجة غير ان الامين العام لم يلتزم بما اتفق علية وتم التصويت على لجنة تقصي الحقائق .
وبعد القرار بتشكيل لجنة تقصي الحقائق قررت اسرائيل تشكيل لجنتين الاولى ( جريدة القدس 1/5/2002 ) بأمر من وزير الدفاع حيث ترأسها نائب المدير العام لوزارة الدفاع المحامي موشيه كوخنفسكي ومشارمته مندوبين عن وزارة الخارجية ومنسق اعمال وزارة الدفاع في الاراضي الفلسطينية الجنرال عاموس غلعاد ورئيسهيئة التخطيط في الجيش الجنرال غيورا اييلاند اما اللجنة الثانية ( صحيفة هارتس بتاريخ 22/4/2002 ) فقد امر بتشكيلها شاؤول موفاز وضمت ثلاث اطقم هي الاول تنفيذي يرأسه رئيس قسم العمليات في الجيش والثاني استخباري بقيادة القائد السابق لقسم الابحاث في في هيئة التخطيط عيران ليرمن والثالث لشؤون السكان المدنين ويراسة عاموس غاعاد ومهمة اللجنتين هو جمع المعلومات .ومنذ البداية اتضح ان الجيش يرفض التعاون مع اللجنة حتى بصيغتها المعدلة ويبحث عن الحجج الكثيرة لمنع قدومها واجبار الحكومة على اتخاذ قرار بهذا الشأن وفي اهذا االمجال اجرى الجيش اتحقيقا اوليا مع الجنود والضباط شاركوا في مذبحة جنين في احد القواعد العسكرية في منطقة النقب بهدف تنسيق ما سيقولونه امام لجنة الفحص اذا ما قرر لها ان تأتي وادعى الجيش ان المعركة في جنين قد تم تصويرها وتوثيقها وانه لم تحدث اية مذابح فيه غير ان احد كبار الضباط الجيش صرح قائلا انه يخشى السفر الى الخارج خشية اعتقالة من احد الدول وتسليمه لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وحينها لن يشفع له جواز سفره الاجنبي .
وفي المقابل اجرت جريدة يديعوت احرنوت (19/4/2002 ) لقاء مع احد جنود الاحتياط الذين شاركوا بمعركة جنين حيث قال تلقينا اوامر باطلاق النار على كل نافذه واحاطوة كل بيت في المخيم سواء اطلقت منه النار ام لا واضاف قيل لنا بوضوح حطموهم واطلقوا النار على كل شئ في اي منطقة يطلق عليكم النار منها ، واضاف ان النيران كانت تطلق على جميع المنازل من دون استثناء .من جهتها اجرت صحيفة الواشنطن بوست ( نقلت صحيفة الايام اللقاء 27/4/2002 ) لقاء مع بعض الجنود الذين شاركوا في المعركة حيث قالوا ان الاوامر كانت واضحة وهي اطلاق النار في كل نافذه بيت فلسطيني واضاف ان الجنود لم يتهاونوا في تنفيذ الاوامر التى صدرت وانهم استخدموا اسلحة ثقيلة في قصف الكثير من المنازل .
وفي نفس الموضوع صرع احد الجنود الذين شاركوا في اجتياح منطقة طولكرم لصحيفة هارتس في 13 /4/2002 قائلا لقد طاردنا الاولاد والنساء وهم يبكون لكننا لم نتأثر بذلك ولم نعاني من اية مشكلة فقد كانت مشاعرنا احلى لاننا نطارد من يمسنا وفيما يتعلق بمشاعرنا فقد ابقيناها في المنزل .وخلال جمع المعلومات والمعطيات والحقائق بهدف تقديم رواية اسرائيلية موحدة الى ( لجنة الفحص ) بدأت تتوارد الى مراكز القرار في اسرائيل تقارير شارك فيها خبراء قانونيين في اسرائيل والخارج ( بما في ذلك رأي الخبير الدولي المختص بالقانون الدولي البروفيسور دانيائييل بيتليحم المستشار القانوني الخارجي للحكومة الاسرائيلية ) ينتقدون فيها بشدة موافقة اسرائيل الاولية والشفوية على مثل هذه اللجنة حتى في صيغتها المطروحة وطلبوا جميعهم من اسرائيل اجراء مفاوضات بهدف إدخال تعديلات على صلاحيات اللجنة وتركيبتها بهدف الوصول إلى النتائج التي ترغب اسرائيل بالتوصل إليها وأضافت هذه التقارير ان عدم التفاوض لتعديل صلاحيات اللجنة ستؤدي ألي تشكيل محكمة دولية يكون فيها شارون وموفاز وبن اليعازر وغيرهم متهمين أمامها وذكرت صحيفة هارتس في 25/4/2002 ان بيتليحم قدم مذكرة قانونية قدمها للحكومة الإسرائيلية ذكر فيها انه قلق من المستوى السياسي الذي وافق على اللجنة من دون التشاور مع المستشارين القانونيين ومن دون معرفة الى اين ستقود لجنة التحقيق وان النتائج
التحقيق ستقود الى تدخل دولي وقدم النصح والمشورة وطالب بجمع المعلومات عن ( العمليات الارهابية ) منذ عام 2000 مع التأكيد الخاص على تلك العمليات التى كان مركزها مخيم جنين وعدم الكشف عن اسماء الجنود وتحذير من شارك في المعركة من مغبة الادلاء بتصريحات علنية لان ذلك سيعرضهم للخطر وسيسببون ضررا لمواقف اسرائيل الخ .
وفي عضون ذلك اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيرس ووزر الدفاع بنيامين بن اليعازر اتصالات مع الادارة الامريكية بهدف اقناعها بضرورة استخدام حق النقض الفيتو في حال محاولة الدول العربية اتخاذ قرار بتشكيل لجان تحقيق اخرى في نفس الموضوع .
المناورات الإسرائيلية اتجاه اللجنة
وعلى نفس المسار اجرى شمعون بيرس وبنيامين بن اليعازر مشاورات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بهدف تأجيل قدوم اللجنة وحثها على ادخال تعديلات على صلاحيات اللجنة وتركيبه الوفد واتفق شمعون بيرس مع كوفي عنان على تأجيل قدوم اللجنة وعلى ايفاد وفد قانوني اسرائيلي برئاسة الين بيكر ( المستشار القانوني لوزراء الخارجية ) وعضوية كل من نائب مدير وزارة الدفاع المحامي موشيه كوخنفسكي ورئيس قسم القانون الدولي في الجيش الاسرائيلي العقيد داني رييزير ربهدف التفاوض على نقاط الخلاف قبل وصول اللجنة الى البلاد وذكرت صحيفتي هارتس ومعاريف واستنادا الى تصريحات ادلى بها شمعون بيرس والين بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية لوسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمقروءة تقدم الطرف الاسرائيلي للامم المتحدة بجملة مطالب واشترط تحقيقها للمساح للجنة بالقدوم والتعاون معها .
وهذه المطالب هي :
1. تملك اسرئيل الحق برفض مثول اشخاص معينين امام لجنة التحقيق وكذلك ترفض طرح اسماء او رتب من يدلون بشهادتهم امام لجنة التحقيق .
2. سرية المعلومات وعدم نشرها ومنح اسرائيل ضمانات بعدم قيام طرف ثالث باستخدام الشهادات او الوثائق بهدف تقديمها لاية محكمة دولية .
3. مهمة اللجنة هي جمع المعلومات فقط وليس من مهمتها تقديم توصيات او استنتاجات .
4. قيام لجنة بزيارة والاجتمع بضحايا ما يسمى ( العمليات الارهابية )
5. قبول اعتراض اسرائيل على تركيبة اللجنة مدعية ان تركيبتها تتضمن شخصيات عملت في المجال الانساني فقط في حين يتطلب الوضع الذي حدث في جنين مشاركة خبراء في مجال الارهاب والحرب في الاماكن المكتظة .
6. على اللجنة تقديم التقرير لإسرائيل قبل تسليمه للامين العام لإبداء ملاحظاتها عليه .
7. طلب اسرائيل بضرورة وجود أعضاء اسرائيلين وفلسطينيين عند زيارة لجنة الفحص للمخيم .
8. حصر التحقيق في مخيم جنين فقط .
ورغم موافقة الأمين العام وتوصله إلى تفاهم شفوي مع وزير الخارجية الإسرائيلي حول تركيبة اللجنة حيث ادخل اليها الجنرال الأمريكي وليام ناش بصفة مراقب ومنحة حصانه للأشخاص الذي سيدلون بشهاداتهم وعدم اضطلاع طرف ثالث على المعلومات التى ستجمعها اللجنة اىلا ان اسرئيل طالبت بتأجيل قدوم اللجنة مرة اخرى متذرعة ان الحكومة الاسرائيلية لم توافق على قدوم اللجنة بشكل رسمي وانها لا تملك الوقت ( بسبب قدسية يوم السبت ) لاقرار قدومها .
وفي السادس والعشرين من شهر نيسان عقدت هيئة الاركان الاسرائيلية اجتماعها لبحث موضوع ( لجنة الفحص الدولية ) قررت خلاله رفض التعاون مع اللجنة وطلبت من الحكومة عدم الموافقة على قدوم اللجنة نهائيا او التعامل معها ولتخفيف الضغط على اسرئيل في المحافل الدولية طالبت هيئة الاركان بفك الحصار عن ياسر عرفات .
وعلى نفس الصعيد صرح كبار ضباط الجيش ان هيئة الاركان الاسرائيلية اقتنعت بصورة لا تقبل التأويل ان ( الفحص ) الذي ستقوم به اللجنة الدولية سيقود بالضرورة الى محكمة العدل الدولية في لاهاي وان ما يزعج قادة الجيش ليس ما حصل في المخيم بل الادعاء بأن الجيش استخدام القوة بصورة مبالغ فيها ورفض تقديم مساعدات انسانية وهو ما يشكل بالنسبة لهم لائحة اتهام لا يمكن الاستئناف عليها واضاف هؤلاء ان الجيش يخشى من انعكاس ( الفحص ) وتحويل نتائجة الى مطالبة دولية في المناطق هذا ما ترفضه اسرائيل بشدة .
وفي نفس الوقت عمل الادعاء العسكري في الجيش الاسرائيلي على دراسة الابعاد القانونية التىستترتب على تقديم الجنود لافادتهم امام لجنة الفحص وقررت عدم مرافقة محامين لهم خشية اشعار اللجنة ان هناك ما يخشلى الجنود من قوله .
ونقلت جريدة القدس ( 27/4/2002) عن الصحف الاسرائيلية عن رئيس جهاز الاستخبارات اهارون زئيفي فركوش قوله ان موافقة اسرائيل على لجنة تقصي الحقائق في مخيم جنين هو خطأ من شأنه ان يلحق اضرارا بالغة بمكانة اسرائيل وان يحدث انقلابا بغير صالحنا في المواجهة مع الفلسطينين واضاف انه نقل للمستوى السياسي تحذيرا بشأن الابعاد الصعبة التى ستنجم عن عمل اللجنة الدولية وان من الافضل ان لا تعاون اسرائيل مع اللجنة لانها ستدفع ثمنا باهظا جراء هذا التعاون وذلك لان اللجنة ستمحو كل انجازات عملية ( السور الواقي ) العسكرية وستمنح السلطة الفلسطينية النصر السياسي الذي سيلحق باسرائيل اضرارا بالغة .
وفي محاولة لتشويه الحقائق نقل الموقع العبري امر مركزي على الانترنت (27/4/2002) عن منسق اعمال وزارة الدفاع في المناطق الجنرال عاموس غلعاد قوله ان الفلسطينين ينقلون الى مخيم جنين جثث حيوانات ميته من اجل انتشار الروائح الكريهة ونفي ان تكون هناك روائح لجثث كما ادعى بذلك المندوب الخاص للامين العام للامم المتحدة تبرى لارسين .
وفي صبيحة يوم الاحد ( 28نيسان ) اجتمعت الحكومة الاسرائيلية اجتماعها العادي حيث حضر الاجتماع قادة الاجهزة الامنية جميعهم وكرروا توصيتهم بعدم الموافقة على حضور اللجنة وكان يؤيدهم في ذلك ومنذ البداية ارئييل شارون وبنيامين بن اليعازر غير ان الحكومة لم تتحخذ قرارا بهذا الشأن واحلت الموضوع لليوم التالي وطلبت من الامين العام تأجيل قدوم اللجنة لاربعة وعشرون ساعة اضافية وذكلرت معاريف الصادرة يوم الجمعة ( 3/5/2002 ) ان موفاز ابلغ الوزراء وهو واقف على الباب يهم بالخروج انه لم يكون هناك وضع يخضع فيه جنود الجيش الاسرائيلي للتحقيق وكرر ذلك مرة ثانية ليتأكد بانه سجل في بروتوكول الجلسة الحكومية ورد علية شارون غاضبا فهمت وقد اتخذنا قرارا بذلك وابلغ شاؤول موفاز ارئييل شارون انه سيقدم استقالة اذا وافقت الحكومة على قبول لجنة التحقيق .
وفي اليوم التالي ( الاثنين ) اجتمع المجلس الوزاري المصغر وبحضور كل قادة الاجهزة الامنية وقرر رفض استقبال او التعاون مع لجنة التحقيق لان المؤسسة الدولية رفضت قبول المطالب الاسرائيلية وقال البيان الصادر عنها ان الوقت لم يحن بعد لقدوم لجنة الفحص لرفض الأمم المتحدة إجراء تحقيق واقعي يأخذ بعين الاعتبار المطالب الإسرائيلية وقد ايد جميع الوزراء باستثناء الوزير اسحاق ليفي ( زعيم المفدال ) الذي طالب باستغلال عدم التزام كوفي عنان بالمواقف التي اتفق عليها مع اسرائيل بهدف منع اللجنة من الحضور مطلقا وفي هذا الإطار صرحت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية لراديو اسرائيل ( القناة الثانية ) ان إسرائيل سترفض التحقيق او الحديث الو مساءلة أي جندي او ضباط .
لانها دولة ذات سيادة وان كل اعضاء الحكومة موافقون على هذا الراي بمن فيهم وزراء حزب العمل .,
وعلى اثر ذلك جرت اتصالات اسرائيلية - امريكية بهدف حث الولايات المتحدة على مساعدة اسرائيل في منع المؤسسة الدولية من اتخاذ أي قرار جديد بخصوص التحقيق في مذابح جنين وهو ما حدث
ونتيجة للموقف الاسرائيلي الرافض للتعاون مع اللجنة او استقبالها اعلم الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن في رسالة ووجهها الى المجلس عن حل لجنة تقصي الحقائق الدولية ( 2/5/2002 ) واكد انه لم يتلق اية مكاتبات رسمية من اسرائيل حول اللجنة منذ 27 ايار الماضي .
خلاصة
مجزرة مخيم جنين للاجئين الفلسطينين وما جرى في البلدة القديمة في نابلس وفي بقية انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والتى نفذها الجيش الاسرائيلي لم تأت بمحض الصدفة او كما يدعون بأنهم يحاربون البنية للارهاب بل كانت جزء لا يتجزأ من مخطط اسرائيلي واسع لفرض الحل النهائي الذي يرتئونه وهو تهجير الفلسطينين من اراضيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة الى الاردن والى صحراء سيناء المصرية بهدف اقامة الدولة الفلسطينية في هاتين المنطقتين ، وللتأكيد على ذلك صرح الوزير الاسرائيلي افي ايتام ( صحيفة هارتس 20/3/2002 ) ان على اسرائيل ان تستغل حالة الحرب لطرد الفلسطينين الى هاتين المنطقتين بهدف اقامة دولتهم فيها وفيما يتعلق بالحل مع من تبقى لا من الفلسطينيين فهو العيش في اسرائيل من دون جنسية أو حرية اختيار بل السكن فقط مثل العمال الأجانب ومن يتجاوز ذلك فيتم طرده إلى دولته .
ولم يقتصر مفهوم الطرد على رجال السياسة فقط بل امتد ايضا إلى رجال الدين والفكر حيث صرح البرفيسور أرييه إلداد ، وهو طبيب في مستشفى هداسا وقائد سابق لسلاح الطب في الجيش الإسرائيلي لصحيفة هارتس في 27/4/2002 ان حل المشكلة الفلسطينية يتطلب حلول صعبة جدا مثل التهجير والنقل بهدف الوصول للتحرر القومي لاسرائيل ومن اجل تحقيق ذلك يجب ان يكون ما حدث في مخيم جنين نموذجا مصغرا ويشارك إلداد في هذا الرأي شخصيات كثيرة مثل المؤرخ والباحث في كارثة اليهود الدكتور إسحاق أراد رئيس مؤسسة ياد فشيم لتخليد ذكرى من قتل على ايدي النازية والحاخام عادين شطيينزليتش الفائز بجائزة اسرائيل لمساهماته في مجال تعليم التوراة وترجمتها إلى اللغات الأخرى .
وكحل مؤقت إلى حين تطبيق الهدف النهائي قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة مناطق عازلة ( على طريقة جنوب إفريقيا ) حيث قسمت الضفة الغربية إلى ثمانية أجزاء وقطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء وفرضت عليها أطواقا عسكرية مشددة بحجة منع العمليات الإرهابية منعت من خلالها التنقل للبشر وللمركبات الا بتصاريح وباشرت بوضع نقاط حدودية بين هذه المناطق بهدف التبادل التجاري .
على ايه يمكن القول ان القيادة العسكرية في اسرائيل هي التى تعاملت مع موضوع لجنة الحقائق الدولية بخصوص ما حدث في مخيم جنين ( ذلك لا يعني ان للحكومة الاسرائيلية رايا اخر فالقرار برفض استقبال اللجنة اتخذ بالاجماع ) وفرضت رقابة عسكرية شديدة على وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية وحذرتها من مغبة الادلاء بأي شئ يتعارض مع الموقف الذي تطرحه اسرائيل وقامت بإصدار اوامر لجنودها وضباطها بعدم الظهور امام وسائل او التصريح بأي شئ حول ما حدث في المخيم .
ولم يقتصر تدخل الجيش الاسرائيلي في عملية اتخاذ القرار بل امتد ايضا الى مواصلة العمل على تعطيل واعاقة اية امكانية للتوصل الى وقف لاطلاق النار بهدف تحقيق الخطة الاصلية لاقتحام المدن الفلسطينية التى وضعت في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحاق رابين وسميت في حينها حقل الاشواك . وفي هذا الاطار ذكر غلعاد شير في كتابه على بعد خطوة ان شاؤول موفاز يعمل على تعطيل أي اتفاق لوقف اطلاق النار وانه لا يسحب القوات بما فيه الكفاية عند التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وهو الامر الذي دعا الوزير السابق امنون شاحك الى الصراخ في جلسات الحكومة من تصرفات قائد الجيش اما في الحكومة الحالية فقد حدث انسجام بين القيادة السياسية والعسكرية على ضرورة التصعيد للوصول الى الحالة التى ادت الى حدوث مجازر في مخيم جنين ومدينة نابلس القديمة وبقية المناطق وتدمير البنية التحتية والمدنية للشعب الفلسطيني في بقية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وحادثة تدمير المنازل في الشريط الحدودي لمدينة رفح بشكل جماعي واغتيال رائد الكرمي اكبر دليل على ذلك .
على اية حال رفضت اسرائيل التعامل مع لجنة تقصي الحقائق الدولية رغم التواطؤ الامريكي وموافقة الامين العام على بعض المطالب الاسرائيلية التى تفرغ اللجنة من محتواها الحقيقي وهو تقديم القتلة ومجرمي الحرب للعدالة الدولية .
وامام هذه المعطيات واستنادا للضغط والتواطؤ الدولي بما في ذلك الامين العام الذي اقدم على حل اللجنة لينحنوا جميعهم اما الموقف الاسرائيلي ويعززو امكانية اسرائيل كدولة فوق القانون والشرعية الدولية ….
? بعض الوحدات العسكرية التى شاركت في المذابح التى تعرض للها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة :
1. الناحل
2.القوات الخاصة "دفدوفان "
3.وحدات
4.الوحدات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الاسرائيلي.
5. طائرات عامودية منهم اثنتان على مدار 24 ساعة ولمدة 12 يوم .
6. سلاح المدفعية .
7. جهاز المخابرات .
اسماء بعض المشاركين في اتخاذ قرار اجتياح مخيم جنين .
المجلس الوزاري المصغر الذي يضم
1. رئيس الوزراء ارئييل شارون
2. وزير الخارجية شمعون بيرس .
3. وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر
4. وزير المالية سيلفان شالوم.
5. الوزير بدون حقيبة افي ايتام .
6. وزير العمل والرفاه الاجتماعي ايلي يشاي
ومن القادة العسكرين
7. رئيس هيئة الاركان الجنرال شاؤول موفاز الذي اشرف بنفسه على بعض العمليات في مخيم جنين
8. رئيس جهاز المخابرات العامة افي ديختر .
9. قائد المنطقة الوسطى الجنرال اسحاق مالكا .
10. قائد ما يسمى بمنطقة يهودا والسامرة العميد غرشون يتسحاق .
11. قائد سلاح الجو الجنرال دان حلوتس .
? اسماء بعض الضباط والجنود الذين شاركوا في مذبحة مخيم جنين وفي بقية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة :
1. القائد الجديد لمنطقة السامرة العميد شالين
2. قائد لواء جولاني المقدم تشيكو تامير .
3. الرائد يوئاف / قطعت كف قدمة خلال المعارك في لبنان .
4. الجندي لييال تسيمرمن .
5. الجندي عوفر سيغل .
6. الجندي اييال يوئل
7. الجندي سلومو لاندو
8. الجندي الجريح افي سريون
9. الجندي روبن مغنازي
10. الرائد احتياط عبري فرفين ويعمل مستشار في وزارة الخارجية .
11. اخ افيهو يعقوب قائد الوحدة الذي قتل في نابلس يوم الجمعة بتاريخ 3/5/2002 .
12. العقيد ديدي يدياه
13. نائب قائد العملية زئيف اييلوز
14. روعي غرينفلد
15. الجندي موران .
16. المقدم اوفك بوخريس / اصيب بجراح خلال عملية نابلس يوم الجمعة في 3/5/2002 .
17. قائد المنطقة الجنوبية الجنرال دورون الموغ الذي اصدر امرا مع شاؤول موفاز لهدم جماعي للمنازل في مدينة رفح وفي قطاع غزة .
18. قائد لواء غزة العميد يسرائيل زيف الذي لعب دورا في هدم منازل في قطاع غزة وفي مدينة رفح .
19. قائد لواء غفعاتي في قطاع غزة العقيد عماد فارس وهو من اصل درزي .
20. العقيد افيف كوخافي قائد الجيش الاسرائيلي الذي نفذ مجزرة نابلس .
نص قرار الحكومة بشأن رفض لجنة التحقيق
في جلسة مجلس وزراء شئون الامن القومي ( المجلس الوزاري الامني المصغر ) والتى عقدت صباح هذا اليوم للبحث في موضوع مخيم جنين تقرر مايلي :
طرحت اسرائيل على الامم المتحدة مواضيع حيوية لاجراء فحص منطقي وطالما لم تكتمل هذه الشروط فانه لا توجد امكانية للبدأ بفحص ما جرى .
30/4/2002 - رام الله
ردود الفعل
ورطة لجنة التحقيق تكشف نقاط ضعف شارون ـــــــــــــــــــــــــــ المصدر - يديعوت أحرنوت
كانت هذه ورطة معروفة سلفاً، ولكن في جو المشاعر الوطنية العنيفة السائد اليوم في البلاد لم يكن بالإمكان وقف هذه الورطة. يبدو أن لجنة تقصي الحقائق لن تصل في أعقاب قرار المجلس الوزاري بعدم التعاون معها. بدل ذلك ستحصل إما على لجنة تحقيق او عقوبات من الأمم المتحدة مثل تلك المفروضة اليوم على العراق في أعقاب رفض صدام حسين التعاون مع مراقبي الأمم المتحدة. حقاً لقد اخترنا مجتمعاً متنوراً. ثمة أيضاً إمكانية أن ينهال خياران على رؤوسنا: العزة والمشاعر الوطنية المتطرفة.
قضية لجنة التحقيق تكشف كل نقاط ضعف الحكومة الحالية خاصة وأن رئيسها غير قادر، او لا يريد أن يرى متراً واحداً الى الأمام. لقد نسي ارئيل شارون أن سنوات الـ 50 او 60 انتهت قبل عشرات السينين حينها كان بمقدورنا أن نعمل داخل قرى وبلدات عربية كما نشاء، مثل عمليات "وحدة 101" وفي معظم الحالات لم يكن أحد خارج الجيش يعرف عن ذلك. كان الإعلام آنذاك مختلفاً، وكاميرات التلفزيون لم تدخل كل قرية منازلها دمرت وسكانها أصبحوا بلا مأوى.
اعتقد شارون أنه يستطيع أن يطبق قواعد اللعبة هذه على المعركة في جنين أيضاً، واعتقد أنه يستطيع أن يكرر، بدون أية نتيجة، الاستخفاف بالأمم المتحدة في ذلك الحين من هم، ليقولوا لنا ما العمل وكيف سنقاتل؟ ماذا يفهمون؟ العالم كله ضدنا أصلاً، إذا فليتوقفوا عن لتدخل بشؤوننا. هذه الرسائل الحادة، بالمناسبة، تعطي نتائد جيدة في استطلاعات الرأي. كلما كان العالم ضدنا أكثر تعززت مكانة شارون. أنه يمثل صمود الإسرائيلي ضد العالم اللا سامي هذا ما يدعى عندنا تضامناً. ولكن الأمم المتحدة لم تعد منذ وقت بعيد منظمة مجهولة عديمة الأسنان يمكن السخرية منها ووصفها بأوصاف شائنة.
إن الأمم المتحدة وخاصة بقيادة كوفي أنان هي منظمة قوية، مؤثرة، لا تتنازل لزعماء من أمثال شارون. وهذا ما يجب أن يعرفه رئيس الحكومة قبل الوقوع في كل حفرة ممكنة في السلوك الإسرائيلي الحالي. وكان يجب عليه أن يعرف أن إسرائيل لا تستطيع أن تكافح وحدها ضد كل دول العالم حتى لو وعدها رئيس الولايات المتحدة بدعم شامل في الأمم المتحدة.
إن ما حصل هو أن شارون تنازل أيضاً عن شرطه بتسليم قتلة الوزير رحبعام زئيفي وحصل كما يبدو على لجنة تحقيق. هذا ليس إدارة للسياسة. هذه مواقف عقوبة من زعيم ليس له نهج وفي كل مرة يبتدع شرطاً لا يمكن التنازل عنه، ويتراجع عنه، دائماً بعد وقت، حين يكون الثمن قد تقرر.
المعركة في مخيم اللاجئين في جنين كانت دامية للطرفين. لا يوجد أي سبب لعدم الإيمان بموقف الجيش بأن هذه المعركة لم تتجاوز أي عرف، ناهيك عن أن الحديث لا يدور عن مجزرة. لقد دمر الجيش المنازل التي يختبئ فيها مطلوبون.
والمعاملة مع السكان كانت جيدة، إذا كان الأمر كذلك ما الذي لدينا لنخفيه؟ لماذا تعارض لجنة الفحص؟ هل يمكن أن لا يكون موقف الجيش حقيقيا؟ هذا على الأقل ما يفكر به كل إنسان عاطل في العالم وحتى عدد من العقلاء في البلاد.
يحتاج الأمر الى كفاءة عالية من اجل توريط إسرائيل بهذا العمق. إذا فرض علينا في المستقبل عقوبات اقتصادية، وإذا تطلب ذلك خطة اقتصادية جديدة مع تقليصات بمليارات أخرى من الأفضل أن نتذكر كيف بدأ ذلك وخاصة لماذا.
مخيم جنين: مقبرة أخرى للوجدان الدولي..! ـــــــــــــــــــــــــــ بقلم . راجح الخوري
أكمل مجلس الأمن حلقات "الفظاعة التي تفوق التصور" ووضع لوحة رخامية فوق حطام مخيم جنين تقول: "ان الأمم المتحدة تأسف لقرار إسرائيل عدم التعاون مع لجنة تقصي الحقائق".
لا نقول هذا الكلام لأن مجلس الأمن تغاضى عن المذابح الإسرائيلية في جنين، بل لأنه تولى تنفيذ مذبحة بحق الشرعية الدولية، عندما وافق على إلغاء لجنة تقصي الحقائق، ربما لتتساوى الضحايا البريئة في جنين مع الدوليين في تجاهل الأمم المتحدة.
ونقول هذا الكلام لأنه في الوقت الذي ذهب أعضاء اللجنة الى النقاهة القسرية في جنيف. انتظاراً لموافقة شارون على استقبالهم، كانت الدبابات الإسرائيلية تواصل "سياحتها الدموية" التي أوصلتها قبل يومين الى نابلس تكراراً.
طبعاً ليست هذه المرة الأولى التي تحفز في الذاكرة الدولية قبور جماعية للقرارات والإرادات والمواقف، لكن دفن الحقائق الى جانب الضحايا مسألة تثير الاستهوال، ليس لأن التعمية على القتلة تشكل اغتيالاً ثانياً للقتلى فحسب، بل لأنها تشجع السفاحين على المضي في تنفيذ مجازرهم.
وإذا كان تيري رود ـ لارسن قد صاح "يا للفظاعة" وهو يشاهد الفلسطينيين ينتشلون الجثث المتحللة بأيديهم المجردة، من ركام جنين، فإن العالم المتحضر يصيح هو أيضاً "يا للفظاعة" وهو يشاهد مجلس الأمن يدفن بيديه المجردتين القرار الدولي رقم 1405 في النسيان.
ولم يكن لأنان أن يوصي بإلغاء اللجنة، إلا إذا كان يفترض أن من حق إسرائيل القانوني أن ترفض عملها حتى في الأراضي الفلسطينية، وهذا أمر خطير جداً ليس لأنه يشكل اسقاطاً من الشرعية الدولية لاتفاق أوسلو فحسب،بل لأنه يشكل تجاوزاً صريحاً وواضحاً لأبسط معالم السيادة الفلسطينية في جنين والضفة الغربية، وبالتالي فإن إلغاء مهمة اللجنة جاء بمثابة مكافأة سياسية فاضحة للعدوان.
كذلك لم يكن من حق انان التوصية بإلغاء اللجنة على خلفية القول أن إسرائيل لن تتعاون معها، لأن عمل لجنة تقصي الحقائق لم يكن ليعتمد على شهادات القتلة والذين نفذوا المجازر، بل على شهادات الذين نجوا منها او الذين قيض لهم سوء الطالع أن يكونوا شهوداً عليها.
لقد كان واضحاً من اللحظة الأولى أن إسرائيل ستبذل المستحيل لمنع اللجنة من الوصول. ويعرف كوفي انان أكثر من أي شخص آخر أن الاعتراضات الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود المطالبة بعناصر عسكرية مفطورة على إدراك "تقنيات القتل" لتكون في عداد اللجنة، بل وصل الى حد السعي الى تشويه سمعة أعضائها.
لقد طالبت اسرائيل مثلا بلغاء عضوية الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الاحمر كوزيليوسوماروغا، على خلفية قصاصة من صحيفة " واشنطن بوست " قبل عامين جاء فيها قوله في سسياق نقاش حول الاعتراف ب " نجمة داوود الحمراء " كهيئة موازية ل " الصليب الاحمر " : " اذا كنا سنعترف بنجمة داوود فلماذا لا نعترف ايضا بالصليب المعقوف الاحمر " !
الى هذا الحد وصل الاسرائيليون ، و لكن هل كان من الضروري ان يرضخ انان وان يرتكب هو ايضا الفظاعة ، الا اذا كان قد جاء من يذكره بأنه شخصيا دخل الى الامانة العامة على " جثة " بطرس غالي الذي لم يفعل شيئا سوى الموافقة إلى نشر التقري في مذبحة قانا الاسرائيلية في الجنوب .
بعد ان أرادها شارون إغلاقا للملف تقصي الحقائق تعود لمجلس الامن ـــــــــــــــــــــــــــ بقلم . رجب ابو سرية
بعد حوالي اسبوعين على قرار مجلس الامن الدولي،تشكيل بعثة تقصي حقائق دولية للوقوف على ما جرى في جنين ، اعلن اول من امس الاربعاء الامين العام للامم المتحدة ، كوفي عنان، عزمه حل البعثةن وذلك بعد أن وصلت مفاوضات المنظمة الدولية مع الحكومة الإسرائيلية، حول طبيعة عمل اللجنة الى طريق مسدود. إسرائيل التي أبدت موافقتها، بعد أكثر من ست وثلاثين ساعة، أمضاها مندوبو الدول الأعضاء في المجلس الدولي في التداول،حتى تم اتخاذ القرار بإرسال بعثة تقصي الحقائق بناء على مبادرة الأمين العام، إسرائيل تراجعت عن موافقتها بعد ذلك، وأرسلت وفداً الى نيويورك، دخل في جدل مع المنظمة الدولية حول طبيعة اللجنة ومدى صلاحياتها، لدرجة حاول فيها الإسرائيليون التدخل في أسماء أعضاء العثة، لكن النقطة الأكثر أهمية بالنسبة إليهم، كانت مدى صلاحيات البعثة في استجواب الشهود.
الأمين العام للمنظمة الدولية، كوفي أنان، الذي تعرض شخصياً، خلال الأسبوعين الماضيين، الى انتقادات إسرائيلية شديدة، خاصة في أوساطها الإعلامية، أصر على أن يتمتع الفريق بصلاحياته التي نص عليها قرار مجلس الأمن.
أما الرفض الإسرائيلي الذي تلا القرار الدولي، فقد جاء بعد أن تبين للإسرائيليين، بأنه فتح باب البحث في جنين، سيضع المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية في دائرة المساءلة والاستجواب، خاصة بعد أن تلمس الإسرائيليون انطباعات العديد من الشخصيات الدولية التي زارت المخيم في جنين بعد المذبحة.
وأشارت الأوساط الإسرائيلية التي ضغط العسكريين بقيادة رئيس هيئة الأركان شاؤول موفاز الذي هدّد بالاستقالة، خشية أن تضطر إسرائيل الى تقديمه او بعض ضباطه ككبش فداء، لحماية رأسها السياسي/ العسكري من الادانة.
متابعة اهتمام الإسرائيليين، بما يمكن أن ينجم عن تقصي حقائق البعثة الدولية، وعلى كافة مستوياتهم، كان يشير ا لى الهلع الذي انتابهم، من مجرد فتح الملف رغم إدراكهم محدودية طبيعة البعثة وصلاحياتها، التي هي دون لجنة التحقيق الدولية، والتي كانت حركتها ستكون مرهونة بتجاوبهم الميداني معها. وأنها ستقدم تقريرها للأمين العام، الذي بدوره سيضعه على طاولة مجلس الأمن، الذي سيكون عليه أن يتخذ القرار المناسب، حيث الفيتو الأميركي جاهز لإحباط أي قرار قد يكون صعباً على إسرائيل.
حكومة شارون عبرت مبكراً عن قلقها البالغ، وفسرت موافقتها الأولى على قرار تشكيل البعثة بأنه أهون الشرور، ثم تراجعت تحت دافع الخشية من أن يفتح قدوم البعثة الباب أمام تطور القناعة الدولية بضرورة إرسال قوات الحماية الدولية، أو أن تؤدي متابعة الجدل والبحث الى تشكيل محكمة دولية تدين إسرائيل ممثلة بحكومتها.
في المفاوضات مع الأمم المتحدة حول صلاحيات البعثة، أصر الإسرائيليون على رسم جدول أعمالها، بحيث تكتفي باللقاء مع المسؤولين الكبار، ومنعها من الوصول الى المستوى الميداني، لاكتشاف حقيقة ما حدث، ورفض انان ذلك، أوصل الى الاعلان عن عزمه حل البعثة، ليضع مجلس الأمن مجدداً أمام مسؤولياته بعد أن تأكد من أن الإسرائيليين، يتعاملون باستخفاف مع المنظمة الدولية، وأنهم يسعون الى تحويل قرار مجلس الأمن الى حبر على ورق، بحيث تصل البعثة الى تل أبيب في مهمة سياحية، ثم تعود بتقرير يقوم بصاغته موفاز وابن اليعازر وكبار الضباط الإسرائيليين.
مسؤول إسرائيلي اعتبر بوضوح استجابة الأمم المتحدة لشروط إسرائيل حول صلاحيات البعثة، كفيلاً يجعل خطر الملاحقة الجزائية ضعيفاً جداً، ان لم يكن معدوماً وأوضح بذلك أن إسرائيل كانت تريد أن تضمن سلفاً عدم خروج البعثة بشيء ذي قيمة ، تمنحها تأشيرة الدخول الى البلاد ، أي انها لاصقا لاغلاق الملف ،وليس همزة وصل لفتحه .
اما الولايات التمتحدة ، التي سعت مع بريطانيا ، الى اقناع الإسرائيليين بالموافقة على استقبال البعثة ، فيما يشير على ما يبدو الى عدم ادراك اميركي لحجم ما ارتكيته اسرائيل ، فقد استسلمت للتشدد الإسرائيلي في اتصالاتها مع المنظمة الدولية و بعد اعلان انان المشار اليه قال مسؤول اميركي في الخارجية ، ان بلاده رضيت لنفسها بشيء من الاحباط ، بحيث تنأى عن قرار الامم المتحدة بايفاد البعثة .
و رغم ذلك ، اكد المسؤول الاميركي ان بلاده ، ما زالت تريد وعرفة ما حدث ،و حين سشل عن الطريق الى ذلك، قال، ربما نسمع من الصحافيين أكثر من غيرهم. وبذلك كان المسؤول بالخارجية الأميركية، يجيب على ما يمكن أن ينجم من تداعيات أممية على قرار أنان بحل البعثة، حيث من الطبيعي أن تعود المجموعة العربية للطلب من مجلس الأمن، تجاوز العقبة الإسرائيلية، بتشكيل لجنة تحقيق، لا تشترط موافقة الإسرائيليين على استقبالها، او التعاون معها، وتتمتع بصلاحيات أوسع، ومهام أعمق، يمكن لها أن تجر شارون ـ ابن اليعازر ـ موفاز الى المحكمة الدولية.
إسرائيل في هذه الحالة، تعتمد على حق النقض الأميركي، حيث لا يمكن لإدارة بوش أن توافق على قرار كهذا ، وهذا ربما كان مبعث الإحباط الذي أشار إليه المسؤول بالخارجية الأميركية، وما أوضحه بجلاء مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، بهودا لا نكري، الذي قال، نحن نعتمد على الولايات المتحدة وتعهداتها لمواجهة مبادرة عربية متوقعة، للضغط على مجلس الأمن، لاتخاذ قرار حول إرسال لجنة تحقيق دولية.
ربما كان المندوب لانكري، يقصد بذلك التعهد الأمريكي الاستراتيجي بحماية إسرائيل في المنظمة الدولية، وربما يؤكد ما أشار إليه عدد من المراقبين بوجود اتفاق،هو بمثابة الصفقة بين الادارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، مضمونها مقايضة رام الله بجنين، أي انهاء حكومة شارون حصارها لمقر الرئيس عرفات في المقاطعة برام الله، مقابل تخليص الإسرائيليين من ورطة تقصي الحقائق في جنين.
أياً تكن حقيقة الأمر، فالصفقة الأميركية الإسرائيلية، لا تلزم الفلسطينيين بشيء، وإذا كان المجتمع الدولي مطالباً بحفظ ماء وجهه، جراء الصفقة الإسرائيلية التي تلقتها المنظمة الدولية، فإن المثل الذي يقول، رب ضارة نافعة، قد يجد مكانة هنا، فرغم أهمية وضرورة أنه يحضر العالم بأسره الى جنين، ليرى الحقيقة الفاشية الإسرائيلية، فإنه كان واضحاً منذ البداية أن الحماية الدولية الأميركية لإسرائيل، لن تسمح بجرّ شارون، أبن اليعازر، وموفاز من آذانهم الى القضاء الدولي.
وقطع الطريق على البعثة، سيعرض أميركا هذه المرة، بصفتها الدولة العظمى التي تحمي الإجرام الدولي، وذلك في حال اعترضت، على ما هو مرجح، بحق النقض على تشكيل لجنة التحقيق الدولية، وسيدفع ذلك من جهة أخرى الضمير الإنساني الى البحث عن مكان آخر للتعبير عن ذاته، خارج أروقة المنظمة الدولية، أسيرة الفيتو الأميركي ربما كان هذا، هو ما يمكن استشفافه من كلمات الرئيس الأولى، التي وجهها الى الصحافيين، حين التقاهم للمرة الأولى، منذ شهر، حيث حثهم على كشف الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
ثانياً : قرار رئيس هيئة الامم المتحدة بحل لجنة تقصي الحقائق التي لم تتشكل .
ردود الفعل
بعد فضيحة حل لجنة تقصي الحقائق بشان المجازر في مخيم جنين تنديد عربي واسع بتراجع الأمم المتحدة أمام إسرئيل
بيروت _أ.ف.ب وصف الرئيس اللبناني أميل لحود أمس عزم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على حل الفريق الدولي لتقصي الحقائق والاحداث التي جرت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين (تراجع خطير للأمم المتحدة أمام إسرائيل) واكد لحود في بيان صحافي " أنه تراجع خطير للأمم المتحدة أمام إسرائيل التي تضرب، مرة أخرى، عرض الحائط بالارادة الدولية المتمثلة بقرار صادر عن مجلس الامن الدولي " .
واعتبر منجهة اخرى ان " الغاء الفريق الدولي لا يؤثر سلبا على مصداقية المنظمة الدولية فحسب ، بل ان خطورته تكمن ايضا في انه يعطي اسرائل حق نقد القرارات الدولية وتعطيلها " .
و اضاف من المؤلم جدا ومن غير المعقول ام التمكن الدول الكبرى ، ولا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ، اسرائيل من ان تفرض ارادتها على العالم خصوصا القرن الحادي و العشرين الذي ارتكز مع بدايته على اهمية احقاق العدالة و المساواة بين الدول والشعوب " .
و يتهم الفلسطينييين الجيش الاسرائيلي بارتكاب " جائم حرب " " ومجزرو " في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية ، واشارروا الى سقوط مئات الاشخاص فيه ،وفي بغداد انتقدت صحيفة الثورة بشدة موقف الصمت الذي يلتزمه مجلس الامن الدولي ازاء مزضوع رفض اسرائل استقبال فريق تقصي الحقائق الذي الذي شكله الامين العام لاامم المتحدة كوفي عنان للتحقيق بشان جنين ، و اعتبرت ذلك ، مثالا فاضحا على ازدواجية المعايير " .
وتحت عالشرعية الدولية المزيفة " قالت صحيفة الثورة امس لم يعد الحديث عن المعايير المزدوجة مجديا لان ازدواجية المعايير هي قاعدة من غواعد عمل هذا المجلس " و قالت الصحيفة ان هذا المجلس لا يمثل الامم المتحدة ، أي لا يمثل مجموع الدول المنتمية الى هذه المنظمة بل يمثل مصالح الغرب الاستعماري " .
و اضافت لو كان الامر يتعلق بقطر عربي يرفض تهمة ملفقة تتهمه باميركا لسمعنا اصوات دعاة الشرعية الدولية في عواصم الغرب تنادى عن كل مكان مطلبة باحترام هذه الشرعية وبوجوب تنفيذ قرارات مجلس الأمن ولوجودنا مجلس الأمن يصدر قرارات جديدة.
وتابعت، ولكن هذه المرة هو الكيان الصهيوني، وحامية هذا الكيان هي أمريكا، فلا مجلس الامن يقعل شيئاً ولا الامانة العامة للأمم المتحدة تحتج ولا دعاة الشرعية الدولية داخل المجلس وخارجه يحركون "ساكناً".
وتساءلت صحيفة "الثورة" ما الذي بقي للامم المتحدة ومجلس الأمنهامن مصداقية، وهل يجدر احترام قرارات هذا المجلس إن كان هو نفسه لا يحترم هذه القرارات؟".
وفي دمشق وصفت صحيفة سورية رسمية أمس احتمال حل الفريق الدولي لتقصي الحقائق حول ما جرى في مخيم جنين للاجئين بانه "فضيحة دولية" معتبرة أن هذه المسالة "تدل بشكل قاطع على هول المذبحة التي اقترفتها حكومة شارون، في هذا المخيم.
وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية تقول أن حل لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، "هو فضيحة دولية وإساءة بالغة لهيبة العالم المتحضر وشرعته".
وأضافت، ما حصل للجنة تقصي الحقائق في جنين كان متوقعاً منذ البداية، وهو يدل بشكل قاطع على هول المذبحة التي اقترفتها حكومة شارون في المخيم بدم بارد وعن سابق إصرار وتصميم.
وقالت الصحيفة من المدهش أن مجلس الامن الدولي الذي يملك كل وسائل الرد والردع لا يزال يقف عاجزاً أمام هذا التحدي الإسرائيلي وهو الذي اتخذ قرارات باستخدام القوة العسكرية لفرض استقلال دول وإزالة أنظمة حاكمة وحل صراعات ونزاعات".
وقالت "تشرين" أن شارون، وهو السفاح الموصوف، يفهم السكوت الدولي على عدوانه وجرائمه مثلما يفهم الفيتو الأمريكي فيزيد من عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين والأطفال الرضع وكبار السن ويوسع دوائر الاقتحام للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية".
لجنة لـ "دفن" الحقائق! ـــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم: خيري منصور
بصعوبة بالغة، تحاول اعتاق الأصابع المغلولة، وقك عقدة اللسان، في لحظة كهذه، فالمشهد الآن أشبه بالعورة التاريخية التي يتعذر سترها، حتى بكل ما فاض من الثرثرة الدبلوماسية، والاختصاصيون في الترميم، وتجميع البتور التي طفحت على الجلد، لم تعد أيديهم تقوى علىمطاردة ما يستجد ويتكاثر من تلك البثور، التي أوشكت على التقيح، فمن جهة، بدأت الدولة العبرية باستثمار انتصارها العسكري وتحويل المزيد من الاحتلال الى استحقاقات، ومن وجهة ثانية، بدأ العرب يستثمرون الهزيمة، على طريقتهم التقليدية العروفة.
فمن قبلوا باختزال القضية كلها الى جملة من المواقف الرمزية، عليهم الآن أن يقبلوا ما يطلب منهم لتسديد ديون لم يقبضوها، لأنهم منذ البدء وحسب متوالية الانحطاط وما يقترن بها من تخلف، امتثلوا حتى أصبحوا مثولة في التراخي،والتأقلم القسري مع الأمر الطارئ، لأن الأمر الواقع شملهم وشمل إرادتهم المشلولة قبل أن ينفخ في الأبواق، وقل أن يسقط قارع الأجراس في باحة الكنيسة، ويختلط دمه بدم ذلك المصلي الذي تحول أثناء السجود الى هدق لقناص لا يفرق بين صليب وهلال، وبين أرنب بري وطفل عربي.
ولم يبق امام هذا العالم الذي أسلم عربته لخيول الصهيونية الفولاذية، إلا أن يقبل بأن الأمم المتحدة هي من اطبلات اليهود، وأن مجلس الأمن هو حارسهم، وأن الولايات المتحدة لم تتخذ الإ من أجلهم.
ولم يكن إسراع الأمين "الخاص" سامر لجنة تقصي الحقائق، التي أرادت مثل "ديوجين" أن تحمل شمعة في عز الظهيرة، لتبحث عن الحقيقة، إلا المعادل الموضوعي لما يمكن تسميته إقصاء الحقائق، ويبدو أن الفارق بين التقصي والإقصاء هو مجرد خطأ مطبعي، وقعت فيه الصحف العربية وترجم الى اللغات الأخرى!
أية حقائق تلك التي أرادوا تقصيها، وهل كذبت الكاميرات، والمرماسلون، والشهود، وأخيراً العيون، وهي ترى الدم كالنوافير؟
وهل كانت بيوت جنين ورام الله وبيت لحم ونابلس، التي تتفجر وتتداعى بسرعة البرق، من الحيل السينمائية؟.
لقد قالها أبو الطيب المتني، الذي لو عاش حتى هذه القضيحة لسمى نفسه ابا الموتى كلهم، يوم قال: ان النهار إذا أصبح بحاجة الى برهان على وجوده فإن على الدنيا الليل والسلام معاً.
لكن أليس من وصف شارون بأنه "رجل سلام" هو سيد الكوكب الذي توقف عن الدوران، بعد أن أصابه الدوار والغثيان، فصار كل شيء يعني تقيضه، وتحولت اللغات كلها الى مغنية صلعاء كتلك التي تخيلها يوجين يونسكو وهو يبحر في أقاصي العبث واللامعقول.
وإذا كانت لجان تقصي الحقائق تتألف من أفراد، فإن لجنة اقصاء الحقائق تتألف من القارات الخمس ومن هذه البلايين التي تذرع الأرض كما لو أنها تقيس ما تبقى منها خارج أرض الميعاد التلمودية، ولم يبق أمام لجان اقصاء الحقائق إلا حذف أسماء الشهداء الفلسطينيين من ملفات الأحوال المدنية، وكأنهم لم يولدوا وقد لا يتعذر هذا على من مشوا في جنازة القتيل، واقتسموا عباءته، ورفعوا رايتهم على عصاه.
واذا كانت الجرائم العرقية التي حدثت ايامنا حظيت بكل هذا التوثيق و التسجيل و التلفزة فماذا كانوا سيقولوا انها تمت مثلما تمت سابقاتها في فبية و دير ياسين و الطنطورة ؟
لماذا يهمشون حتى عيونهم ، و اذانهم و يتحولون الى ثيرامن معصوبة العيون عندما يكون القتيل منا و القاتل من صلب ذهنيتهم و ادوات القتل من هداياهم ، و اعطياتهم ؟
اقصاء الحقائق لا يتوقف عند تهريب الواقع ، و اخراس الضحية ، و تزوير الشهادات ، انه ايضا استبدال لهذه الحقائق بأخرى مضادة لها ، كأن يصبح القاتل هو مصدر الاستغاثة ، وليس القتيل ، فلا نعجب إذاً ، إذا مدت الصخيونية الآن يدها المبللة بدمنا الى العام لتتسول النعونات تعويضاً عما فقدت من رصاص، وما فقد صلاحيته من جنازير الدبابات، لأنه ارتطم بعظامنا، ان الحقائق ذاتها باتت بحاجة الى عادة تعريف كالمقاومة والإرهاب والحق والباطل والخير والشر، ما دام الغرب قد تبنى نبوءة جورج أروديل واستبدال السلم بالحرب، والحب الكراهية والعزال بالقرد.
لكن هذه الحقائق المرسومة باللون الأحمر التي تغطي تضاريس فلسطين كلها من بحرها الى نهرها، ومن أيارها الى حزيرانها لا تحتاج الى شمعة "ديوجين".
فهي تصفع الجنرال على عينيه، ويرتطم بها الدبلوماسي الباحث عن وليمة من لحم بشري، وما يجري هو أقصاءها لا تقصيها.
فالعصر برمته هو عصر إقصاء، لهويات وأعراق بشرية، أما التقصي فهو ليس للحقائق قدر تعلقها بالذبح والتشريد، أنه الأن مطلوب للدفاع عن حق القاتل في سلخ جلد القتيل، و تحويل عظامه الى صولجان بيد من افرط في قتله ،حتى اشتهى لوانه يستطيع استئصال حفيده العاشر من نخاعه .
النص الكامل لتقريرالامين العام للامم المتحدة حول مجزرة مخيم جنين
اتخذت الامم المتحدة الحل الاسهل واصدرت تقريرا مطولا عن مجزرة جنين ساوت فيه بين " الجلاد " و " الضحية " لكي تتحاشى اغضاب اسرائيل والولايات المتحدة مؤكدة بذلك انحيازها للعدوان حيث لم يتضمن التقرير الصادر عن الامين العام كوفي عنان في 54 صفحة ما يشير الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلية ارتكبت مذبحة ضد سكان هذا المخيم من اللاجئين الفلسطينيين و اكتفى التقرير بتوجيه اللوم الى اسرائيل على " انتهاكات " ارتكبت واخطاء تمت خلال عملية اجتياح المخيم التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة بينما القى التقرير - وسعياً من الامم
مدخل أيضاحي
مراحل تكوين الملف
أولا . المطالبات الرسمية والمحلية بتشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية .
ردود الفعل
ثانياً. إلغاء فكرة تشكيل لجنة تقصي الحقائق
ردود الفعل
ثالثاً . تقرير أمين عام الامم المتحدة بخصوص احداث مخيم جنين
ردود الفعل
رابعاً . خـلاصــة
مدخل أيضاحي
قبل الوصول إلى اليوم الذي اصدر فيه كوفي عنان تقريره الخاص بما حدث في مخيم جنين ، شهدت ساحة السجال الممتدة مابين مخيم جنين ونيويورك وتل ابيب ورام الله مجموعة من التحركات المرئية وغيرها افضت في خلاصتها الى النتيجة المؤلمة بلا شك " حل لجنة تقصي الحقائق " التي لم تتشكل ، وهي اللجنة التي طالب بتشكيلها أهل مخيم جنين والسلطة الفلسطينية .
في هذا الملف سنحاول ترتيب التطورات وفقا لتواريخها حتى يتسنى للمطلع على هذا الملف التوصل ألي خلاصة لربما ستكون مفيدة في مسعى هذا الموقع العثور على البدائل المناسبة والهادفة الى ابقاء جذوة هذه القضية متقدة الى ان ينال الشعب العربي الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة
مراحل تكوين الملف
أولا : المطالبات الرسمية والمحلية بتشكيل لجنة تقصي الحقائق الدولية .
ردود الفعل
ثانيا: إلغاء فكرة تشكيل لجنة تقصي الحقائق
ردود الفعل
ثالثاً : تقرير أمين عام الامم المتحدة بخصوص احداث مخيم جنين
ردود الفعل
رابعاً : خـلاصــة
اولاً: المطالبات المحلية بتشكيل لجنة التحقيق الدولية
اثر مذبحة مخيم جنين اجتمع مجلس الأمن بناء على طلب المجموعة العربية التي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية بالمذابح التى وقعت في المخيم وبعد تهديد الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو تم التصويت والموافقة في التاسع عشر من شهر نيسان عام 2002 على قرار 1405 الذي يدعو إلى تشكيل لجنة فحص ( حسبما تدعى اسرائيل ) او لجنة تقصي حقائق ( حسب راي المجتمع الدولي ) لبحث ما جرى فترة الحصار والهجمات الإسرائيلية عليه في الشهر الماضي وقد جاء القرار بعد مشاورات أمريكية شارك فيها كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ومستشارته للأمن القومي كونداليزا رايس والمندوب الأمريكي في الأمم المتحدة وعن الجانب الإسرائيلي رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيرس ووزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر والمندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة يهودا لنكرى وعن الأمم المتحدة الأمين العام كوفي عنان ومستشاره للشؤون السياسية كيران برندر جاست .
وخلال المفاوضات على تبني القرار ذكر راديو اسرائيل لفي نشرته المسائية (17/4/2002 ) ان المستوى السياسي في اسرائيل لن يتعاون مع أي لجنة تضم في عضويتها كل تيري لارسين ( مبعوث الآمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط ) حيث شنت علية إعلامية عنيفة ودرست المكانية الإعلان عنه كشخصية غير مرغوب فيها وفي لقاء مع التلفزيون الإسرائيلي هاجم وزير العدل الاسرائيلي مائير شتريت اجهزة الاعلام الاسرائيلية الى وافقت على بث لقاء مع لارسين الذي قال ان مذابح حصلت في المخيم وطلب منه العودة الى النرويج وماري روبنسون ( مسؤولة لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة ) التى ابلغتها اسرائيل بأنها ستمنع دخولها في حالة قررت القدوم الى لفلسطين للاطلاع على الوضع وبيتر هانسن ( المفوض العام لوكالة الغوث الدولية في فلسطين ولبنان والاردن وسوريا ) .وذكرت مصادر سياسية اسرائيلية لصحيفة معاريف الاسرائيلية ان مشاورات جرت بين وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيرس وبين الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان حيث تم الاتفاق شفويا بينهما على تشكيل لنة تقصي حقائق من شخص واحد او اثنين على اكثر تقدير .
وبعد تشكيل اللجنة التى تراسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي هتساري وعضوية اليابانية ساداقةو اوغاتا المفوضة السابقة للامم المتحدة لشؤون اللاجئين والسويسري كونيلو ساماروغا الرئيس السابق للجنة الصليب الاحمر والجنرال الامريكي المتقاعد وليام ناش ( تم ضمه بصفة مراقب بناء على طلب اسرائيل ) العضو السابق في الهيئة الادارية التابعة للامم المتحدة في اقليم كوسوفو بدات اسرائيل وعلى لسان وزراء من حكومتها بالتشكيك في بعض اعضائها مثل اتهام كونيلو ساماروغا بمعاداة السامية لرفضة في حينه ضم نجمة داوود الى لجنة الصليب الاحمر الدولي .
ردود الفعل الاسرائيلية
في اول رد فعل لهم على موافقة اسرائيل الاولية والشفوية على لجنه تقصي الحقائق صرح رئيس الاركان الاسرائيلي شاؤول موفاز وكبار ضباط الجيش ان اللجنة خطيرة وما كان على اسرائيل الموافقة عليها وذكرت صحيفة يديعوت احرنوت في تقريرها الذي نشر في 3/4/2002 ان مواقف ارئييل شارون وشمعون بيرس وبنيامين بن اليعازر تقول ان الموافقة على لجنة الفحص هو اقل المخاطر وان شمعون بيرس وشارون هما اللذان اريل الاتصالات مع الامين العام للامم المتحدة ومع الادارة الامريكية للوصول الى لجنة الفحص وان عدم موافقتهم كانت ستؤدي الى اتخاذ مجلس الامنقرارا بتشكيل لجنة تحقيق دولية يتم من خلالها ادانة اسرائيل وتشكيل محمكمة جرائم حرب دولية يقف على منصتها ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي من جهتها ذكرت صحيفة معريف في ملحقها الصادر يوم الجمعة ( 3/4/2002 ) وعلى لسان المتحدث باسم بيرس ان الاخير او اثنين على اقل تقدير وعن تقرير يقدم الى السكرتير العام من دون قرار عن مجلس الامن وبدون كتاب صلاحيات او ضجة غير ان الامين العام لم يلتزم بما اتفق علية وتم التصويت على لجنة تقصي الحقائق .
وبعد القرار بتشكيل لجنة تقصي الحقائق قررت اسرائيل تشكيل لجنتين الاولى ( جريدة القدس 1/5/2002 ) بأمر من وزير الدفاع حيث ترأسها نائب المدير العام لوزارة الدفاع المحامي موشيه كوخنفسكي ومشارمته مندوبين عن وزارة الخارجية ومنسق اعمال وزارة الدفاع في الاراضي الفلسطينية الجنرال عاموس غلعاد ورئيسهيئة التخطيط في الجيش الجنرال غيورا اييلاند اما اللجنة الثانية ( صحيفة هارتس بتاريخ 22/4/2002 ) فقد امر بتشكيلها شاؤول موفاز وضمت ثلاث اطقم هي الاول تنفيذي يرأسه رئيس قسم العمليات في الجيش والثاني استخباري بقيادة القائد السابق لقسم الابحاث في في هيئة التخطيط عيران ليرمن والثالث لشؤون السكان المدنين ويراسة عاموس غاعاد ومهمة اللجنتين هو جمع المعلومات .ومنذ البداية اتضح ان الجيش يرفض التعاون مع اللجنة حتى بصيغتها المعدلة ويبحث عن الحجج الكثيرة لمنع قدومها واجبار الحكومة على اتخاذ قرار بهذا الشأن وفي اهذا االمجال اجرى الجيش اتحقيقا اوليا مع الجنود والضباط شاركوا في مذبحة جنين في احد القواعد العسكرية في منطقة النقب بهدف تنسيق ما سيقولونه امام لجنة الفحص اذا ما قرر لها ان تأتي وادعى الجيش ان المعركة في جنين قد تم تصويرها وتوثيقها وانه لم تحدث اية مذابح فيه غير ان احد كبار الضباط الجيش صرح قائلا انه يخشى السفر الى الخارج خشية اعتقالة من احد الدول وتسليمه لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وحينها لن يشفع له جواز سفره الاجنبي .
وفي المقابل اجرت جريدة يديعوت احرنوت (19/4/2002 ) لقاء مع احد جنود الاحتياط الذين شاركوا بمعركة جنين حيث قال تلقينا اوامر باطلاق النار على كل نافذه واحاطوة كل بيت في المخيم سواء اطلقت منه النار ام لا واضاف قيل لنا بوضوح حطموهم واطلقوا النار على كل شئ في اي منطقة يطلق عليكم النار منها ، واضاف ان النيران كانت تطلق على جميع المنازل من دون استثناء .من جهتها اجرت صحيفة الواشنطن بوست ( نقلت صحيفة الايام اللقاء 27/4/2002 ) لقاء مع بعض الجنود الذين شاركوا في المعركة حيث قالوا ان الاوامر كانت واضحة وهي اطلاق النار في كل نافذه بيت فلسطيني واضاف ان الجنود لم يتهاونوا في تنفيذ الاوامر التى صدرت وانهم استخدموا اسلحة ثقيلة في قصف الكثير من المنازل .
وفي نفس الموضوع صرع احد الجنود الذين شاركوا في اجتياح منطقة طولكرم لصحيفة هارتس في 13 /4/2002 قائلا لقد طاردنا الاولاد والنساء وهم يبكون لكننا لم نتأثر بذلك ولم نعاني من اية مشكلة فقد كانت مشاعرنا احلى لاننا نطارد من يمسنا وفيما يتعلق بمشاعرنا فقد ابقيناها في المنزل .وخلال جمع المعلومات والمعطيات والحقائق بهدف تقديم رواية اسرائيلية موحدة الى ( لجنة الفحص ) بدأت تتوارد الى مراكز القرار في اسرائيل تقارير شارك فيها خبراء قانونيين في اسرائيل والخارج ( بما في ذلك رأي الخبير الدولي المختص بالقانون الدولي البروفيسور دانيائييل بيتليحم المستشار القانوني الخارجي للحكومة الاسرائيلية ) ينتقدون فيها بشدة موافقة اسرائيل الاولية والشفوية على مثل هذه اللجنة حتى في صيغتها المطروحة وطلبوا جميعهم من اسرائيل اجراء مفاوضات بهدف إدخال تعديلات على صلاحيات اللجنة وتركيبتها بهدف الوصول إلى النتائج التي ترغب اسرائيل بالتوصل إليها وأضافت هذه التقارير ان عدم التفاوض لتعديل صلاحيات اللجنة ستؤدي ألي تشكيل محكمة دولية يكون فيها شارون وموفاز وبن اليعازر وغيرهم متهمين أمامها وذكرت صحيفة هارتس في 25/4/2002 ان بيتليحم قدم مذكرة قانونية قدمها للحكومة الإسرائيلية ذكر فيها انه قلق من المستوى السياسي الذي وافق على اللجنة من دون التشاور مع المستشارين القانونيين ومن دون معرفة الى اين ستقود لجنة التحقيق وان النتائج
التحقيق ستقود الى تدخل دولي وقدم النصح والمشورة وطالب بجمع المعلومات عن ( العمليات الارهابية ) منذ عام 2000 مع التأكيد الخاص على تلك العمليات التى كان مركزها مخيم جنين وعدم الكشف عن اسماء الجنود وتحذير من شارك في المعركة من مغبة الادلاء بتصريحات علنية لان ذلك سيعرضهم للخطر وسيسببون ضررا لمواقف اسرائيل الخ .
وفي عضون ذلك اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيرس ووزر الدفاع بنيامين بن اليعازر اتصالات مع الادارة الامريكية بهدف اقناعها بضرورة استخدام حق النقض الفيتو في حال محاولة الدول العربية اتخاذ قرار بتشكيل لجان تحقيق اخرى في نفس الموضوع .
المناورات الإسرائيلية اتجاه اللجنة
وعلى نفس المسار اجرى شمعون بيرس وبنيامين بن اليعازر مشاورات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بهدف تأجيل قدوم اللجنة وحثها على ادخال تعديلات على صلاحيات اللجنة وتركيبه الوفد واتفق شمعون بيرس مع كوفي عنان على تأجيل قدوم اللجنة وعلى ايفاد وفد قانوني اسرائيلي برئاسة الين بيكر ( المستشار القانوني لوزراء الخارجية ) وعضوية كل من نائب مدير وزارة الدفاع المحامي موشيه كوخنفسكي ورئيس قسم القانون الدولي في الجيش الاسرائيلي العقيد داني رييزير ربهدف التفاوض على نقاط الخلاف قبل وصول اللجنة الى البلاد وذكرت صحيفتي هارتس ومعاريف واستنادا الى تصريحات ادلى بها شمعون بيرس والين بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية لوسائل الاعلام الاسرائيلية المرئية والمقروءة تقدم الطرف الاسرائيلي للامم المتحدة بجملة مطالب واشترط تحقيقها للمساح للجنة بالقدوم والتعاون معها .
وهذه المطالب هي :
1. تملك اسرئيل الحق برفض مثول اشخاص معينين امام لجنة التحقيق وكذلك ترفض طرح اسماء او رتب من يدلون بشهادتهم امام لجنة التحقيق .
2. سرية المعلومات وعدم نشرها ومنح اسرائيل ضمانات بعدم قيام طرف ثالث باستخدام الشهادات او الوثائق بهدف تقديمها لاية محكمة دولية .
3. مهمة اللجنة هي جمع المعلومات فقط وليس من مهمتها تقديم توصيات او استنتاجات .
4. قيام لجنة بزيارة والاجتمع بضحايا ما يسمى ( العمليات الارهابية )
5. قبول اعتراض اسرائيل على تركيبة اللجنة مدعية ان تركيبتها تتضمن شخصيات عملت في المجال الانساني فقط في حين يتطلب الوضع الذي حدث في جنين مشاركة خبراء في مجال الارهاب والحرب في الاماكن المكتظة .
6. على اللجنة تقديم التقرير لإسرائيل قبل تسليمه للامين العام لإبداء ملاحظاتها عليه .
7. طلب اسرائيل بضرورة وجود أعضاء اسرائيلين وفلسطينيين عند زيارة لجنة الفحص للمخيم .
8. حصر التحقيق في مخيم جنين فقط .
ورغم موافقة الأمين العام وتوصله إلى تفاهم شفوي مع وزير الخارجية الإسرائيلي حول تركيبة اللجنة حيث ادخل اليها الجنرال الأمريكي وليام ناش بصفة مراقب ومنحة حصانه للأشخاص الذي سيدلون بشهاداتهم وعدم اضطلاع طرف ثالث على المعلومات التى ستجمعها اللجنة اىلا ان اسرئيل طالبت بتأجيل قدوم اللجنة مرة اخرى متذرعة ان الحكومة الاسرائيلية لم توافق على قدوم اللجنة بشكل رسمي وانها لا تملك الوقت ( بسبب قدسية يوم السبت ) لاقرار قدومها .
وفي السادس والعشرين من شهر نيسان عقدت هيئة الاركان الاسرائيلية اجتماعها لبحث موضوع ( لجنة الفحص الدولية ) قررت خلاله رفض التعاون مع اللجنة وطلبت من الحكومة عدم الموافقة على قدوم اللجنة نهائيا او التعامل معها ولتخفيف الضغط على اسرئيل في المحافل الدولية طالبت هيئة الاركان بفك الحصار عن ياسر عرفات .
وعلى نفس الصعيد صرح كبار ضباط الجيش ان هيئة الاركان الاسرائيلية اقتنعت بصورة لا تقبل التأويل ان ( الفحص ) الذي ستقوم به اللجنة الدولية سيقود بالضرورة الى محكمة العدل الدولية في لاهاي وان ما يزعج قادة الجيش ليس ما حصل في المخيم بل الادعاء بأن الجيش استخدام القوة بصورة مبالغ فيها ورفض تقديم مساعدات انسانية وهو ما يشكل بالنسبة لهم لائحة اتهام لا يمكن الاستئناف عليها واضاف هؤلاء ان الجيش يخشى من انعكاس ( الفحص ) وتحويل نتائجة الى مطالبة دولية في المناطق هذا ما ترفضه اسرائيل بشدة .
وفي نفس الوقت عمل الادعاء العسكري في الجيش الاسرائيلي على دراسة الابعاد القانونية التىستترتب على تقديم الجنود لافادتهم امام لجنة الفحص وقررت عدم مرافقة محامين لهم خشية اشعار اللجنة ان هناك ما يخشلى الجنود من قوله .
ونقلت جريدة القدس ( 27/4/2002) عن الصحف الاسرائيلية عن رئيس جهاز الاستخبارات اهارون زئيفي فركوش قوله ان موافقة اسرائيل على لجنة تقصي الحقائق في مخيم جنين هو خطأ من شأنه ان يلحق اضرارا بالغة بمكانة اسرائيل وان يحدث انقلابا بغير صالحنا في المواجهة مع الفلسطينين واضاف انه نقل للمستوى السياسي تحذيرا بشأن الابعاد الصعبة التى ستنجم عن عمل اللجنة الدولية وان من الافضل ان لا تعاون اسرائيل مع اللجنة لانها ستدفع ثمنا باهظا جراء هذا التعاون وذلك لان اللجنة ستمحو كل انجازات عملية ( السور الواقي ) العسكرية وستمنح السلطة الفلسطينية النصر السياسي الذي سيلحق باسرائيل اضرارا بالغة .
وفي محاولة لتشويه الحقائق نقل الموقع العبري امر مركزي على الانترنت (27/4/2002) عن منسق اعمال وزارة الدفاع في المناطق الجنرال عاموس غلعاد قوله ان الفلسطينين ينقلون الى مخيم جنين جثث حيوانات ميته من اجل انتشار الروائح الكريهة ونفي ان تكون هناك روائح لجثث كما ادعى بذلك المندوب الخاص للامين العام للامم المتحدة تبرى لارسين .
وفي صبيحة يوم الاحد ( 28نيسان ) اجتمعت الحكومة الاسرائيلية اجتماعها العادي حيث حضر الاجتماع قادة الاجهزة الامنية جميعهم وكرروا توصيتهم بعدم الموافقة على حضور اللجنة وكان يؤيدهم في ذلك ومنذ البداية ارئييل شارون وبنيامين بن اليعازر غير ان الحكومة لم تتحخذ قرارا بهذا الشأن واحلت الموضوع لليوم التالي وطلبت من الامين العام تأجيل قدوم اللجنة لاربعة وعشرون ساعة اضافية وذكلرت معاريف الصادرة يوم الجمعة ( 3/5/2002 ) ان موفاز ابلغ الوزراء وهو واقف على الباب يهم بالخروج انه لم يكون هناك وضع يخضع فيه جنود الجيش الاسرائيلي للتحقيق وكرر ذلك مرة ثانية ليتأكد بانه سجل في بروتوكول الجلسة الحكومية ورد علية شارون غاضبا فهمت وقد اتخذنا قرارا بذلك وابلغ شاؤول موفاز ارئييل شارون انه سيقدم استقالة اذا وافقت الحكومة على قبول لجنة التحقيق .
وفي اليوم التالي ( الاثنين ) اجتمع المجلس الوزاري المصغر وبحضور كل قادة الاجهزة الامنية وقرر رفض استقبال او التعاون مع لجنة التحقيق لان المؤسسة الدولية رفضت قبول المطالب الاسرائيلية وقال البيان الصادر عنها ان الوقت لم يحن بعد لقدوم لجنة الفحص لرفض الأمم المتحدة إجراء تحقيق واقعي يأخذ بعين الاعتبار المطالب الإسرائيلية وقد ايد جميع الوزراء باستثناء الوزير اسحاق ليفي ( زعيم المفدال ) الذي طالب باستغلال عدم التزام كوفي عنان بالمواقف التي اتفق عليها مع اسرائيل بهدف منع اللجنة من الحضور مطلقا وفي هذا الإطار صرحت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية لراديو اسرائيل ( القناة الثانية ) ان إسرائيل سترفض التحقيق او الحديث الو مساءلة أي جندي او ضباط .
لانها دولة ذات سيادة وان كل اعضاء الحكومة موافقون على هذا الراي بمن فيهم وزراء حزب العمل .,
وعلى اثر ذلك جرت اتصالات اسرائيلية - امريكية بهدف حث الولايات المتحدة على مساعدة اسرائيل في منع المؤسسة الدولية من اتخاذ أي قرار جديد بخصوص التحقيق في مذابح جنين وهو ما حدث
ونتيجة للموقف الاسرائيلي الرافض للتعاون مع اللجنة او استقبالها اعلم الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن في رسالة ووجهها الى المجلس عن حل لجنة تقصي الحقائق الدولية ( 2/5/2002 ) واكد انه لم يتلق اية مكاتبات رسمية من اسرائيل حول اللجنة منذ 27 ايار الماضي .
خلاصة
مجزرة مخيم جنين للاجئين الفلسطينين وما جرى في البلدة القديمة في نابلس وفي بقية انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والتى نفذها الجيش الاسرائيلي لم تأت بمحض الصدفة او كما يدعون بأنهم يحاربون البنية للارهاب بل كانت جزء لا يتجزأ من مخطط اسرائيلي واسع لفرض الحل النهائي الذي يرتئونه وهو تهجير الفلسطينين من اراضيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة الى الاردن والى صحراء سيناء المصرية بهدف اقامة الدولة الفلسطينية في هاتين المنطقتين ، وللتأكيد على ذلك صرح الوزير الاسرائيلي افي ايتام ( صحيفة هارتس 20/3/2002 ) ان على اسرائيل ان تستغل حالة الحرب لطرد الفلسطينين الى هاتين المنطقتين بهدف اقامة دولتهم فيها وفيما يتعلق بالحل مع من تبقى لا من الفلسطينيين فهو العيش في اسرائيل من دون جنسية أو حرية اختيار بل السكن فقط مثل العمال الأجانب ومن يتجاوز ذلك فيتم طرده إلى دولته .
ولم يقتصر مفهوم الطرد على رجال السياسة فقط بل امتد ايضا إلى رجال الدين والفكر حيث صرح البرفيسور أرييه إلداد ، وهو طبيب في مستشفى هداسا وقائد سابق لسلاح الطب في الجيش الإسرائيلي لصحيفة هارتس في 27/4/2002 ان حل المشكلة الفلسطينية يتطلب حلول صعبة جدا مثل التهجير والنقل بهدف الوصول للتحرر القومي لاسرائيل ومن اجل تحقيق ذلك يجب ان يكون ما حدث في مخيم جنين نموذجا مصغرا ويشارك إلداد في هذا الرأي شخصيات كثيرة مثل المؤرخ والباحث في كارثة اليهود الدكتور إسحاق أراد رئيس مؤسسة ياد فشيم لتخليد ذكرى من قتل على ايدي النازية والحاخام عادين شطيينزليتش الفائز بجائزة اسرائيل لمساهماته في مجال تعليم التوراة وترجمتها إلى اللغات الأخرى .
وكحل مؤقت إلى حين تطبيق الهدف النهائي قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة مناطق عازلة ( على طريقة جنوب إفريقيا ) حيث قسمت الضفة الغربية إلى ثمانية أجزاء وقطاع غزة إلى ثلاثة أجزاء وفرضت عليها أطواقا عسكرية مشددة بحجة منع العمليات الإرهابية منعت من خلالها التنقل للبشر وللمركبات الا بتصاريح وباشرت بوضع نقاط حدودية بين هذه المناطق بهدف التبادل التجاري .
على ايه يمكن القول ان القيادة العسكرية في اسرائيل هي التى تعاملت مع موضوع لجنة الحقائق الدولية بخصوص ما حدث في مخيم جنين ( ذلك لا يعني ان للحكومة الاسرائيلية رايا اخر فالقرار برفض استقبال اللجنة اتخذ بالاجماع ) وفرضت رقابة عسكرية شديدة على وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية وحذرتها من مغبة الادلاء بأي شئ يتعارض مع الموقف الذي تطرحه اسرائيل وقامت بإصدار اوامر لجنودها وضباطها بعدم الظهور امام وسائل او التصريح بأي شئ حول ما حدث في المخيم .
ولم يقتصر تدخل الجيش الاسرائيلي في عملية اتخاذ القرار بل امتد ايضا الى مواصلة العمل على تعطيل واعاقة اية امكانية للتوصل الى وقف لاطلاق النار بهدف تحقيق الخطة الاصلية لاقتحام المدن الفلسطينية التى وضعت في عهد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحاق رابين وسميت في حينها حقل الاشواك . وفي هذا الاطار ذكر غلعاد شير في كتابه على بعد خطوة ان شاؤول موفاز يعمل على تعطيل أي اتفاق لوقف اطلاق النار وانه لا يسحب القوات بما فيه الكفاية عند التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وهو الامر الذي دعا الوزير السابق امنون شاحك الى الصراخ في جلسات الحكومة من تصرفات قائد الجيش اما في الحكومة الحالية فقد حدث انسجام بين القيادة السياسية والعسكرية على ضرورة التصعيد للوصول الى الحالة التى ادت الى حدوث مجازر في مخيم جنين ومدينة نابلس القديمة وبقية المناطق وتدمير البنية التحتية والمدنية للشعب الفلسطيني في بقية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة وحادثة تدمير المنازل في الشريط الحدودي لمدينة رفح بشكل جماعي واغتيال رائد الكرمي اكبر دليل على ذلك .
على اية حال رفضت اسرائيل التعامل مع لجنة تقصي الحقائق الدولية رغم التواطؤ الامريكي وموافقة الامين العام على بعض المطالب الاسرائيلية التى تفرغ اللجنة من محتواها الحقيقي وهو تقديم القتلة ومجرمي الحرب للعدالة الدولية .
وامام هذه المعطيات واستنادا للضغط والتواطؤ الدولي بما في ذلك الامين العام الذي اقدم على حل اللجنة لينحنوا جميعهم اما الموقف الاسرائيلي ويعززو امكانية اسرائيل كدولة فوق القانون والشرعية الدولية ….
? بعض الوحدات العسكرية التى شاركت في المذابح التى تعرض للها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة :
1. الناحل
2.القوات الخاصة "دفدوفان "
3.وحدات
4.الوحدات الخاصة التابعة لسلاح البحرية الاسرائيلي.
5. طائرات عامودية منهم اثنتان على مدار 24 ساعة ولمدة 12 يوم .
6. سلاح المدفعية .
7. جهاز المخابرات .
اسماء بعض المشاركين في اتخاذ قرار اجتياح مخيم جنين .
المجلس الوزاري المصغر الذي يضم
1. رئيس الوزراء ارئييل شارون
2. وزير الخارجية شمعون بيرس .
3. وزير الدفاع بنيامين بن اليعازر
4. وزير المالية سيلفان شالوم.
5. الوزير بدون حقيبة افي ايتام .
6. وزير العمل والرفاه الاجتماعي ايلي يشاي
ومن القادة العسكرين
7. رئيس هيئة الاركان الجنرال شاؤول موفاز الذي اشرف بنفسه على بعض العمليات في مخيم جنين
8. رئيس جهاز المخابرات العامة افي ديختر .
9. قائد المنطقة الوسطى الجنرال اسحاق مالكا .
10. قائد ما يسمى بمنطقة يهودا والسامرة العميد غرشون يتسحاق .
11. قائد سلاح الجو الجنرال دان حلوتس .
? اسماء بعض الضباط والجنود الذين شاركوا في مذبحة مخيم جنين وفي بقية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة :
1. القائد الجديد لمنطقة السامرة العميد شالين
2. قائد لواء جولاني المقدم تشيكو تامير .
3. الرائد يوئاف / قطعت كف قدمة خلال المعارك في لبنان .
4. الجندي لييال تسيمرمن .
5. الجندي عوفر سيغل .
6. الجندي اييال يوئل
7. الجندي سلومو لاندو
8. الجندي الجريح افي سريون
9. الجندي روبن مغنازي
10. الرائد احتياط عبري فرفين ويعمل مستشار في وزارة الخارجية .
11. اخ افيهو يعقوب قائد الوحدة الذي قتل في نابلس يوم الجمعة بتاريخ 3/5/2002 .
12. العقيد ديدي يدياه
13. نائب قائد العملية زئيف اييلوز
14. روعي غرينفلد
15. الجندي موران .
16. المقدم اوفك بوخريس / اصيب بجراح خلال عملية نابلس يوم الجمعة في 3/5/2002 .
17. قائد المنطقة الجنوبية الجنرال دورون الموغ الذي اصدر امرا مع شاؤول موفاز لهدم جماعي للمنازل في مدينة رفح وفي قطاع غزة .
18. قائد لواء غزة العميد يسرائيل زيف الذي لعب دورا في هدم منازل في قطاع غزة وفي مدينة رفح .
19. قائد لواء غفعاتي في قطاع غزة العقيد عماد فارس وهو من اصل درزي .
20. العقيد افيف كوخافي قائد الجيش الاسرائيلي الذي نفذ مجزرة نابلس .
نص قرار الحكومة بشأن رفض لجنة التحقيق
في جلسة مجلس وزراء شئون الامن القومي ( المجلس الوزاري الامني المصغر ) والتى عقدت صباح هذا اليوم للبحث في موضوع مخيم جنين تقرر مايلي :
طرحت اسرائيل على الامم المتحدة مواضيع حيوية لاجراء فحص منطقي وطالما لم تكتمل هذه الشروط فانه لا توجد امكانية للبدأ بفحص ما جرى .
30/4/2002 - رام الله
ردود الفعل
ورطة لجنة التحقيق تكشف نقاط ضعف شارون ـــــــــــــــــــــــــــ المصدر - يديعوت أحرنوت
كانت هذه ورطة معروفة سلفاً، ولكن في جو المشاعر الوطنية العنيفة السائد اليوم في البلاد لم يكن بالإمكان وقف هذه الورطة. يبدو أن لجنة تقصي الحقائق لن تصل في أعقاب قرار المجلس الوزاري بعدم التعاون معها. بدل ذلك ستحصل إما على لجنة تحقيق او عقوبات من الأمم المتحدة مثل تلك المفروضة اليوم على العراق في أعقاب رفض صدام حسين التعاون مع مراقبي الأمم المتحدة. حقاً لقد اخترنا مجتمعاً متنوراً. ثمة أيضاً إمكانية أن ينهال خياران على رؤوسنا: العزة والمشاعر الوطنية المتطرفة.
قضية لجنة التحقيق تكشف كل نقاط ضعف الحكومة الحالية خاصة وأن رئيسها غير قادر، او لا يريد أن يرى متراً واحداً الى الأمام. لقد نسي ارئيل شارون أن سنوات الـ 50 او 60 انتهت قبل عشرات السينين حينها كان بمقدورنا أن نعمل داخل قرى وبلدات عربية كما نشاء، مثل عمليات "وحدة 101" وفي معظم الحالات لم يكن أحد خارج الجيش يعرف عن ذلك. كان الإعلام آنذاك مختلفاً، وكاميرات التلفزيون لم تدخل كل قرية منازلها دمرت وسكانها أصبحوا بلا مأوى.
اعتقد شارون أنه يستطيع أن يطبق قواعد اللعبة هذه على المعركة في جنين أيضاً، واعتقد أنه يستطيع أن يكرر، بدون أية نتيجة، الاستخفاف بالأمم المتحدة في ذلك الحين من هم، ليقولوا لنا ما العمل وكيف سنقاتل؟ ماذا يفهمون؟ العالم كله ضدنا أصلاً، إذا فليتوقفوا عن لتدخل بشؤوننا. هذه الرسائل الحادة، بالمناسبة، تعطي نتائد جيدة في استطلاعات الرأي. كلما كان العالم ضدنا أكثر تعززت مكانة شارون. أنه يمثل صمود الإسرائيلي ضد العالم اللا سامي هذا ما يدعى عندنا تضامناً. ولكن الأمم المتحدة لم تعد منذ وقت بعيد منظمة مجهولة عديمة الأسنان يمكن السخرية منها ووصفها بأوصاف شائنة.
إن الأمم المتحدة وخاصة بقيادة كوفي أنان هي منظمة قوية، مؤثرة، لا تتنازل لزعماء من أمثال شارون. وهذا ما يجب أن يعرفه رئيس الحكومة قبل الوقوع في كل حفرة ممكنة في السلوك الإسرائيلي الحالي. وكان يجب عليه أن يعرف أن إسرائيل لا تستطيع أن تكافح وحدها ضد كل دول العالم حتى لو وعدها رئيس الولايات المتحدة بدعم شامل في الأمم المتحدة.
إن ما حصل هو أن شارون تنازل أيضاً عن شرطه بتسليم قتلة الوزير رحبعام زئيفي وحصل كما يبدو على لجنة تحقيق. هذا ليس إدارة للسياسة. هذه مواقف عقوبة من زعيم ليس له نهج وفي كل مرة يبتدع شرطاً لا يمكن التنازل عنه، ويتراجع عنه، دائماً بعد وقت، حين يكون الثمن قد تقرر.
المعركة في مخيم اللاجئين في جنين كانت دامية للطرفين. لا يوجد أي سبب لعدم الإيمان بموقف الجيش بأن هذه المعركة لم تتجاوز أي عرف، ناهيك عن أن الحديث لا يدور عن مجزرة. لقد دمر الجيش المنازل التي يختبئ فيها مطلوبون.
والمعاملة مع السكان كانت جيدة، إذا كان الأمر كذلك ما الذي لدينا لنخفيه؟ لماذا تعارض لجنة الفحص؟ هل يمكن أن لا يكون موقف الجيش حقيقيا؟ هذا على الأقل ما يفكر به كل إنسان عاطل في العالم وحتى عدد من العقلاء في البلاد.
يحتاج الأمر الى كفاءة عالية من اجل توريط إسرائيل بهذا العمق. إذا فرض علينا في المستقبل عقوبات اقتصادية، وإذا تطلب ذلك خطة اقتصادية جديدة مع تقليصات بمليارات أخرى من الأفضل أن نتذكر كيف بدأ ذلك وخاصة لماذا.
مخيم جنين: مقبرة أخرى للوجدان الدولي..! ـــــــــــــــــــــــــــ بقلم . راجح الخوري
أكمل مجلس الأمن حلقات "الفظاعة التي تفوق التصور" ووضع لوحة رخامية فوق حطام مخيم جنين تقول: "ان الأمم المتحدة تأسف لقرار إسرائيل عدم التعاون مع لجنة تقصي الحقائق".
لا نقول هذا الكلام لأن مجلس الأمن تغاضى عن المذابح الإسرائيلية في جنين، بل لأنه تولى تنفيذ مذبحة بحق الشرعية الدولية، عندما وافق على إلغاء لجنة تقصي الحقائق، ربما لتتساوى الضحايا البريئة في جنين مع الدوليين في تجاهل الأمم المتحدة.
ونقول هذا الكلام لأنه في الوقت الذي ذهب أعضاء اللجنة الى النقاهة القسرية في جنيف. انتظاراً لموافقة شارون على استقبالهم، كانت الدبابات الإسرائيلية تواصل "سياحتها الدموية" التي أوصلتها قبل يومين الى نابلس تكراراً.
طبعاً ليست هذه المرة الأولى التي تحفز في الذاكرة الدولية قبور جماعية للقرارات والإرادات والمواقف، لكن دفن الحقائق الى جانب الضحايا مسألة تثير الاستهوال، ليس لأن التعمية على القتلة تشكل اغتيالاً ثانياً للقتلى فحسب، بل لأنها تشجع السفاحين على المضي في تنفيذ مجازرهم.
وإذا كان تيري رود ـ لارسن قد صاح "يا للفظاعة" وهو يشاهد الفلسطينيين ينتشلون الجثث المتحللة بأيديهم المجردة، من ركام جنين، فإن العالم المتحضر يصيح هو أيضاً "يا للفظاعة" وهو يشاهد مجلس الأمن يدفن بيديه المجردتين القرار الدولي رقم 1405 في النسيان.
ولم يكن لأنان أن يوصي بإلغاء اللجنة، إلا إذا كان يفترض أن من حق إسرائيل القانوني أن ترفض عملها حتى في الأراضي الفلسطينية، وهذا أمر خطير جداً ليس لأنه يشكل اسقاطاً من الشرعية الدولية لاتفاق أوسلو فحسب،بل لأنه يشكل تجاوزاً صريحاً وواضحاً لأبسط معالم السيادة الفلسطينية في جنين والضفة الغربية، وبالتالي فإن إلغاء مهمة اللجنة جاء بمثابة مكافأة سياسية فاضحة للعدوان.
كذلك لم يكن من حق انان التوصية بإلغاء اللجنة على خلفية القول أن إسرائيل لن تتعاون معها، لأن عمل لجنة تقصي الحقائق لم يكن ليعتمد على شهادات القتلة والذين نفذوا المجازر، بل على شهادات الذين نجوا منها او الذين قيض لهم سوء الطالع أن يكونوا شهوداً عليها.
لقد كان واضحاً من اللحظة الأولى أن إسرائيل ستبذل المستحيل لمنع اللجنة من الوصول. ويعرف كوفي انان أكثر من أي شخص آخر أن الاعتراضات الإسرائيلية لم تتوقف عند حدود المطالبة بعناصر عسكرية مفطورة على إدراك "تقنيات القتل" لتكون في عداد اللجنة، بل وصل الى حد السعي الى تشويه سمعة أعضائها.
لقد طالبت اسرائيل مثلا بلغاء عضوية الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الاحمر كوزيليوسوماروغا، على خلفية قصاصة من صحيفة " واشنطن بوست " قبل عامين جاء فيها قوله في سسياق نقاش حول الاعتراف ب " نجمة داوود الحمراء " كهيئة موازية ل " الصليب الاحمر " : " اذا كنا سنعترف بنجمة داوود فلماذا لا نعترف ايضا بالصليب المعقوف الاحمر " !
الى هذا الحد وصل الاسرائيليون ، و لكن هل كان من الضروري ان يرضخ انان وان يرتكب هو ايضا الفظاعة ، الا اذا كان قد جاء من يذكره بأنه شخصيا دخل الى الامانة العامة على " جثة " بطرس غالي الذي لم يفعل شيئا سوى الموافقة إلى نشر التقري في مذبحة قانا الاسرائيلية في الجنوب .
بعد ان أرادها شارون إغلاقا للملف تقصي الحقائق تعود لمجلس الامن ـــــــــــــــــــــــــــ بقلم . رجب ابو سرية
بعد حوالي اسبوعين على قرار مجلس الامن الدولي،تشكيل بعثة تقصي حقائق دولية للوقوف على ما جرى في جنين ، اعلن اول من امس الاربعاء الامين العام للامم المتحدة ، كوفي عنان، عزمه حل البعثةن وذلك بعد أن وصلت مفاوضات المنظمة الدولية مع الحكومة الإسرائيلية، حول طبيعة عمل اللجنة الى طريق مسدود. إسرائيل التي أبدت موافقتها، بعد أكثر من ست وثلاثين ساعة، أمضاها مندوبو الدول الأعضاء في المجلس الدولي في التداول،حتى تم اتخاذ القرار بإرسال بعثة تقصي الحقائق بناء على مبادرة الأمين العام، إسرائيل تراجعت عن موافقتها بعد ذلك، وأرسلت وفداً الى نيويورك، دخل في جدل مع المنظمة الدولية حول طبيعة اللجنة ومدى صلاحياتها، لدرجة حاول فيها الإسرائيليون التدخل في أسماء أعضاء العثة، لكن النقطة الأكثر أهمية بالنسبة إليهم، كانت مدى صلاحيات البعثة في استجواب الشهود.
الأمين العام للمنظمة الدولية، كوفي أنان، الذي تعرض شخصياً، خلال الأسبوعين الماضيين، الى انتقادات إسرائيلية شديدة، خاصة في أوساطها الإعلامية، أصر على أن يتمتع الفريق بصلاحياته التي نص عليها قرار مجلس الأمن.
أما الرفض الإسرائيلي الذي تلا القرار الدولي، فقد جاء بعد أن تبين للإسرائيليين، بأنه فتح باب البحث في جنين، سيضع المؤسستين السياسية والعسكرية الإسرائيلية في دائرة المساءلة والاستجواب، خاصة بعد أن تلمس الإسرائيليون انطباعات العديد من الشخصيات الدولية التي زارت المخيم في جنين بعد المذبحة.
وأشارت الأوساط الإسرائيلية التي ضغط العسكريين بقيادة رئيس هيئة الأركان شاؤول موفاز الذي هدّد بالاستقالة، خشية أن تضطر إسرائيل الى تقديمه او بعض ضباطه ككبش فداء، لحماية رأسها السياسي/ العسكري من الادانة.
متابعة اهتمام الإسرائيليين، بما يمكن أن ينجم عن تقصي حقائق البعثة الدولية، وعلى كافة مستوياتهم، كان يشير ا لى الهلع الذي انتابهم، من مجرد فتح الملف رغم إدراكهم محدودية طبيعة البعثة وصلاحياتها، التي هي دون لجنة التحقيق الدولية، والتي كانت حركتها ستكون مرهونة بتجاوبهم الميداني معها. وأنها ستقدم تقريرها للأمين العام، الذي بدوره سيضعه على طاولة مجلس الأمن، الذي سيكون عليه أن يتخذ القرار المناسب، حيث الفيتو الأميركي جاهز لإحباط أي قرار قد يكون صعباً على إسرائيل.
حكومة شارون عبرت مبكراً عن قلقها البالغ، وفسرت موافقتها الأولى على قرار تشكيل البعثة بأنه أهون الشرور، ثم تراجعت تحت دافع الخشية من أن يفتح قدوم البعثة الباب أمام تطور القناعة الدولية بضرورة إرسال قوات الحماية الدولية، أو أن تؤدي متابعة الجدل والبحث الى تشكيل محكمة دولية تدين إسرائيل ممثلة بحكومتها.
في المفاوضات مع الأمم المتحدة حول صلاحيات البعثة، أصر الإسرائيليون على رسم جدول أعمالها، بحيث تكتفي باللقاء مع المسؤولين الكبار، ومنعها من الوصول الى المستوى الميداني، لاكتشاف حقيقة ما حدث، ورفض انان ذلك، أوصل الى الاعلان عن عزمه حل البعثة، ليضع مجلس الأمن مجدداً أمام مسؤولياته بعد أن تأكد من أن الإسرائيليين، يتعاملون باستخفاف مع المنظمة الدولية، وأنهم يسعون الى تحويل قرار مجلس الأمن الى حبر على ورق، بحيث تصل البعثة الى تل أبيب في مهمة سياحية، ثم تعود بتقرير يقوم بصاغته موفاز وابن اليعازر وكبار الضباط الإسرائيليين.
مسؤول إسرائيلي اعتبر بوضوح استجابة الأمم المتحدة لشروط إسرائيل حول صلاحيات البعثة، كفيلاً يجعل خطر الملاحقة الجزائية ضعيفاً جداً، ان لم يكن معدوماً وأوضح بذلك أن إسرائيل كانت تريد أن تضمن سلفاً عدم خروج البعثة بشيء ذي قيمة ، تمنحها تأشيرة الدخول الى البلاد ، أي انها لاصقا لاغلاق الملف ،وليس همزة وصل لفتحه .
اما الولايات التمتحدة ، التي سعت مع بريطانيا ، الى اقناع الإسرائيليين بالموافقة على استقبال البعثة ، فيما يشير على ما يبدو الى عدم ادراك اميركي لحجم ما ارتكيته اسرائيل ، فقد استسلمت للتشدد الإسرائيلي في اتصالاتها مع المنظمة الدولية و بعد اعلان انان المشار اليه قال مسؤول اميركي في الخارجية ، ان بلاده رضيت لنفسها بشيء من الاحباط ، بحيث تنأى عن قرار الامم المتحدة بايفاد البعثة .
و رغم ذلك ، اكد المسؤول الاميركي ان بلاده ، ما زالت تريد وعرفة ما حدث ،و حين سشل عن الطريق الى ذلك، قال، ربما نسمع من الصحافيين أكثر من غيرهم. وبذلك كان المسؤول بالخارجية الأميركية، يجيب على ما يمكن أن ينجم من تداعيات أممية على قرار أنان بحل البعثة، حيث من الطبيعي أن تعود المجموعة العربية للطلب من مجلس الأمن، تجاوز العقبة الإسرائيلية، بتشكيل لجنة تحقيق، لا تشترط موافقة الإسرائيليين على استقبالها، او التعاون معها، وتتمتع بصلاحيات أوسع، ومهام أعمق، يمكن لها أن تجر شارون ـ ابن اليعازر ـ موفاز الى المحكمة الدولية.
إسرائيل في هذه الحالة، تعتمد على حق النقض الأميركي، حيث لا يمكن لإدارة بوش أن توافق على قرار كهذا ، وهذا ربما كان مبعث الإحباط الذي أشار إليه المسؤول بالخارجية الأميركية، وما أوضحه بجلاء مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، بهودا لا نكري، الذي قال، نحن نعتمد على الولايات المتحدة وتعهداتها لمواجهة مبادرة عربية متوقعة، للضغط على مجلس الأمن، لاتخاذ قرار حول إرسال لجنة تحقيق دولية.
ربما كان المندوب لانكري، يقصد بذلك التعهد الأمريكي الاستراتيجي بحماية إسرائيل في المنظمة الدولية، وربما يؤكد ما أشار إليه عدد من المراقبين بوجود اتفاق،هو بمثابة الصفقة بين الادارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، مضمونها مقايضة رام الله بجنين، أي انهاء حكومة شارون حصارها لمقر الرئيس عرفات في المقاطعة برام الله، مقابل تخليص الإسرائيليين من ورطة تقصي الحقائق في جنين.
أياً تكن حقيقة الأمر، فالصفقة الأميركية الإسرائيلية، لا تلزم الفلسطينيين بشيء، وإذا كان المجتمع الدولي مطالباً بحفظ ماء وجهه، جراء الصفقة الإسرائيلية التي تلقتها المنظمة الدولية، فإن المثل الذي يقول، رب ضارة نافعة، قد يجد مكانة هنا، فرغم أهمية وضرورة أنه يحضر العالم بأسره الى جنين، ليرى الحقيقة الفاشية الإسرائيلية، فإنه كان واضحاً منذ البداية أن الحماية الدولية الأميركية لإسرائيل، لن تسمح بجرّ شارون، أبن اليعازر، وموفاز من آذانهم الى القضاء الدولي.
وقطع الطريق على البعثة، سيعرض أميركا هذه المرة، بصفتها الدولة العظمى التي تحمي الإجرام الدولي، وذلك في حال اعترضت، على ما هو مرجح، بحق النقض على تشكيل لجنة التحقيق الدولية، وسيدفع ذلك من جهة أخرى الضمير الإنساني الى البحث عن مكان آخر للتعبير عن ذاته، خارج أروقة المنظمة الدولية، أسيرة الفيتو الأميركي ربما كان هذا، هو ما يمكن استشفافه من كلمات الرئيس الأولى، التي وجهها الى الصحافيين، حين التقاهم للمرة الأولى، منذ شهر، حيث حثهم على كشف الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.
ثانياً : قرار رئيس هيئة الامم المتحدة بحل لجنة تقصي الحقائق التي لم تتشكل .
ردود الفعل
بعد فضيحة حل لجنة تقصي الحقائق بشان المجازر في مخيم جنين تنديد عربي واسع بتراجع الأمم المتحدة أمام إسرئيل
بيروت _أ.ف.ب وصف الرئيس اللبناني أميل لحود أمس عزم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان على حل الفريق الدولي لتقصي الحقائق والاحداث التي جرت في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين (تراجع خطير للأمم المتحدة أمام إسرائيل) واكد لحود في بيان صحافي " أنه تراجع خطير للأمم المتحدة أمام إسرائيل التي تضرب، مرة أخرى، عرض الحائط بالارادة الدولية المتمثلة بقرار صادر عن مجلس الامن الدولي " .
واعتبر منجهة اخرى ان " الغاء الفريق الدولي لا يؤثر سلبا على مصداقية المنظمة الدولية فحسب ، بل ان خطورته تكمن ايضا في انه يعطي اسرائل حق نقد القرارات الدولية وتعطيلها " .
و اضاف من المؤلم جدا ومن غير المعقول ام التمكن الدول الكبرى ، ولا سيما الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ، اسرائيل من ان تفرض ارادتها على العالم خصوصا القرن الحادي و العشرين الذي ارتكز مع بدايته على اهمية احقاق العدالة و المساواة بين الدول والشعوب " .
و يتهم الفلسطينييين الجيش الاسرائيلي بارتكاب " جائم حرب " " ومجزرو " في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية ، واشارروا الى سقوط مئات الاشخاص فيه ،وفي بغداد انتقدت صحيفة الثورة بشدة موقف الصمت الذي يلتزمه مجلس الامن الدولي ازاء مزضوع رفض اسرائل استقبال فريق تقصي الحقائق الذي الذي شكله الامين العام لاامم المتحدة كوفي عنان للتحقيق بشان جنين ، و اعتبرت ذلك ، مثالا فاضحا على ازدواجية المعايير " .
وتحت عالشرعية الدولية المزيفة " قالت صحيفة الثورة امس لم يعد الحديث عن المعايير المزدوجة مجديا لان ازدواجية المعايير هي قاعدة من غواعد عمل هذا المجلس " و قالت الصحيفة ان هذا المجلس لا يمثل الامم المتحدة ، أي لا يمثل مجموع الدول المنتمية الى هذه المنظمة بل يمثل مصالح الغرب الاستعماري " .
و اضافت لو كان الامر يتعلق بقطر عربي يرفض تهمة ملفقة تتهمه باميركا لسمعنا اصوات دعاة الشرعية الدولية في عواصم الغرب تنادى عن كل مكان مطلبة باحترام هذه الشرعية وبوجوب تنفيذ قرارات مجلس الأمن ولوجودنا مجلس الأمن يصدر قرارات جديدة.
وتابعت، ولكن هذه المرة هو الكيان الصهيوني، وحامية هذا الكيان هي أمريكا، فلا مجلس الامن يقعل شيئاً ولا الامانة العامة للأمم المتحدة تحتج ولا دعاة الشرعية الدولية داخل المجلس وخارجه يحركون "ساكناً".
وتساءلت صحيفة "الثورة" ما الذي بقي للامم المتحدة ومجلس الأمنهامن مصداقية، وهل يجدر احترام قرارات هذا المجلس إن كان هو نفسه لا يحترم هذه القرارات؟".
وفي دمشق وصفت صحيفة سورية رسمية أمس احتمال حل الفريق الدولي لتقصي الحقائق حول ما جرى في مخيم جنين للاجئين بانه "فضيحة دولية" معتبرة أن هذه المسالة "تدل بشكل قاطع على هول المذبحة التي اقترفتها حكومة شارون، في هذا المخيم.
وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية تقول أن حل لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، "هو فضيحة دولية وإساءة بالغة لهيبة العالم المتحضر وشرعته".
وأضافت، ما حصل للجنة تقصي الحقائق في جنين كان متوقعاً منذ البداية، وهو يدل بشكل قاطع على هول المذبحة التي اقترفتها حكومة شارون في المخيم بدم بارد وعن سابق إصرار وتصميم.
وقالت الصحيفة من المدهش أن مجلس الامن الدولي الذي يملك كل وسائل الرد والردع لا يزال يقف عاجزاً أمام هذا التحدي الإسرائيلي وهو الذي اتخذ قرارات باستخدام القوة العسكرية لفرض استقلال دول وإزالة أنظمة حاكمة وحل صراعات ونزاعات".
وقالت "تشرين" أن شارون، وهو السفاح الموصوف، يفهم السكوت الدولي على عدوانه وجرائمه مثلما يفهم الفيتو الأمريكي فيزيد من عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين والأطفال الرضع وكبار السن ويوسع دوائر الاقتحام للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية".
لجنة لـ "دفن" الحقائق! ـــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم: خيري منصور
بصعوبة بالغة، تحاول اعتاق الأصابع المغلولة، وقك عقدة اللسان، في لحظة كهذه، فالمشهد الآن أشبه بالعورة التاريخية التي يتعذر سترها، حتى بكل ما فاض من الثرثرة الدبلوماسية، والاختصاصيون في الترميم، وتجميع البتور التي طفحت على الجلد، لم تعد أيديهم تقوى علىمطاردة ما يستجد ويتكاثر من تلك البثور، التي أوشكت على التقيح، فمن جهة، بدأت الدولة العبرية باستثمار انتصارها العسكري وتحويل المزيد من الاحتلال الى استحقاقات، ومن وجهة ثانية، بدأ العرب يستثمرون الهزيمة، على طريقتهم التقليدية العروفة.
فمن قبلوا باختزال القضية كلها الى جملة من المواقف الرمزية، عليهم الآن أن يقبلوا ما يطلب منهم لتسديد ديون لم يقبضوها، لأنهم منذ البدء وحسب متوالية الانحطاط وما يقترن بها من تخلف، امتثلوا حتى أصبحوا مثولة في التراخي،والتأقلم القسري مع الأمر الطارئ، لأن الأمر الواقع شملهم وشمل إرادتهم المشلولة قبل أن ينفخ في الأبواق، وقل أن يسقط قارع الأجراس في باحة الكنيسة، ويختلط دمه بدم ذلك المصلي الذي تحول أثناء السجود الى هدق لقناص لا يفرق بين صليب وهلال، وبين أرنب بري وطفل عربي.
ولم يبق امام هذا العالم الذي أسلم عربته لخيول الصهيونية الفولاذية، إلا أن يقبل بأن الأمم المتحدة هي من اطبلات اليهود، وأن مجلس الأمن هو حارسهم، وأن الولايات المتحدة لم تتخذ الإ من أجلهم.
ولم يكن إسراع الأمين "الخاص" سامر لجنة تقصي الحقائق، التي أرادت مثل "ديوجين" أن تحمل شمعة في عز الظهيرة، لتبحث عن الحقيقة، إلا المعادل الموضوعي لما يمكن تسميته إقصاء الحقائق، ويبدو أن الفارق بين التقصي والإقصاء هو مجرد خطأ مطبعي، وقعت فيه الصحف العربية وترجم الى اللغات الأخرى!
أية حقائق تلك التي أرادوا تقصيها، وهل كذبت الكاميرات، والمرماسلون، والشهود، وأخيراً العيون، وهي ترى الدم كالنوافير؟
وهل كانت بيوت جنين ورام الله وبيت لحم ونابلس، التي تتفجر وتتداعى بسرعة البرق، من الحيل السينمائية؟.
لقد قالها أبو الطيب المتني، الذي لو عاش حتى هذه القضيحة لسمى نفسه ابا الموتى كلهم، يوم قال: ان النهار إذا أصبح بحاجة الى برهان على وجوده فإن على الدنيا الليل والسلام معاً.
لكن أليس من وصف شارون بأنه "رجل سلام" هو سيد الكوكب الذي توقف عن الدوران، بعد أن أصابه الدوار والغثيان، فصار كل شيء يعني تقيضه، وتحولت اللغات كلها الى مغنية صلعاء كتلك التي تخيلها يوجين يونسكو وهو يبحر في أقاصي العبث واللامعقول.
وإذا كانت لجان تقصي الحقائق تتألف من أفراد، فإن لجنة اقصاء الحقائق تتألف من القارات الخمس ومن هذه البلايين التي تذرع الأرض كما لو أنها تقيس ما تبقى منها خارج أرض الميعاد التلمودية، ولم يبق أمام لجان اقصاء الحقائق إلا حذف أسماء الشهداء الفلسطينيين من ملفات الأحوال المدنية، وكأنهم لم يولدوا وقد لا يتعذر هذا على من مشوا في جنازة القتيل، واقتسموا عباءته، ورفعوا رايتهم على عصاه.
واذا كانت الجرائم العرقية التي حدثت ايامنا حظيت بكل هذا التوثيق و التسجيل و التلفزة فماذا كانوا سيقولوا انها تمت مثلما تمت سابقاتها في فبية و دير ياسين و الطنطورة ؟
لماذا يهمشون حتى عيونهم ، و اذانهم و يتحولون الى ثيرامن معصوبة العيون عندما يكون القتيل منا و القاتل من صلب ذهنيتهم و ادوات القتل من هداياهم ، و اعطياتهم ؟
اقصاء الحقائق لا يتوقف عند تهريب الواقع ، و اخراس الضحية ، و تزوير الشهادات ، انه ايضا استبدال لهذه الحقائق بأخرى مضادة لها ، كأن يصبح القاتل هو مصدر الاستغاثة ، وليس القتيل ، فلا نعجب إذاً ، إذا مدت الصخيونية الآن يدها المبللة بدمنا الى العام لتتسول النعونات تعويضاً عما فقدت من رصاص، وما فقد صلاحيته من جنازير الدبابات، لأنه ارتطم بعظامنا، ان الحقائق ذاتها باتت بحاجة الى عادة تعريف كالمقاومة والإرهاب والحق والباطل والخير والشر، ما دام الغرب قد تبنى نبوءة جورج أروديل واستبدال السلم بالحرب، والحب الكراهية والعزال بالقرد.
لكن هذه الحقائق المرسومة باللون الأحمر التي تغطي تضاريس فلسطين كلها من بحرها الى نهرها، ومن أيارها الى حزيرانها لا تحتاج الى شمعة "ديوجين".
فهي تصفع الجنرال على عينيه، ويرتطم بها الدبلوماسي الباحث عن وليمة من لحم بشري، وما يجري هو أقصاءها لا تقصيها.
فالعصر برمته هو عصر إقصاء، لهويات وأعراق بشرية، أما التقصي فهو ليس للحقائق قدر تعلقها بالذبح والتشريد، أنه الأن مطلوب للدفاع عن حق القاتل في سلخ جلد القتيل، و تحويل عظامه الى صولجان بيد من افرط في قتله ،حتى اشتهى لوانه يستطيع استئصال حفيده العاشر من نخاعه .
النص الكامل لتقريرالامين العام للامم المتحدة حول مجزرة مخيم جنين
اتخذت الامم المتحدة الحل الاسهل واصدرت تقريرا مطولا عن مجزرة جنين ساوت فيه بين " الجلاد " و " الضحية " لكي تتحاشى اغضاب اسرائيل والولايات المتحدة مؤكدة بذلك انحيازها للعدوان حيث لم يتضمن التقرير الصادر عن الامين العام كوفي عنان في 54 صفحة ما يشير الى ان قوات الاحتلال الاسرائيلية ارتكبت مذبحة ضد سكان هذا المخيم من اللاجئين الفلسطينيين و اكتفى التقرير بتوجيه اللوم الى اسرائيل على " انتهاكات " ارتكبت واخطاء تمت خلال عملية اجتياح المخيم التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة بينما القى التقرير - وسعياً من الامم