- الجمعة يونيو 29, 2012 2:39 am
#51942
كان العامل المشترك في ثورات الشعوب حتي قبل نهاية 2010 بقليل " ثورة تونس " ... هو قيامها ضد الإحتلال الأجنبي الذي فرض حُكمه علي مواطني الدولة المُحتلة بقوة السلاح ، وأستباح ثروات البلاد وخيراتها ، وأستعبد رجالها ، وأستحل نساءها ، وكان الشعار ( الأستقلال التام أو الموت الزوءام !! ) هو شعار جميع الثورات أعتقاداً من هذه الشعوب أنه بمجرد الأستقلال ستعُم نسائم الحرية ، وتنتشر العدالة الاجتماعية ، وتتحقق الكرامة الإنسانية ..
ولأن الشعوب التي ثارت ضد الإحتلال أعتقاداً منهم بأن بديله الوحيد هو الحرية ، لم تجده كذلك !!
ولأنها ثارت ضده أعتقاداً منها بأنه سبب رئيسي في عدم تحقيق العدالة الاجتماعية ولم تجده كذلك !! فقد قامت بعضاً منها بما سُمي بثورات الربيع العربي بداية من تونس ، مروراً بمصر ، فالبحرين ، ثم لييبا فاليمن ، وليس أنتهاءً بسوريا ،،
وكان العامل المشترك فيها جميعاً هو المطالبة بالحرية بمفهومها الشامل المتمثل في أختيار الحُكام أختياراً حراً مباشراً ، حيث قامت الثورات جميعها ضد حُكام من نفس جنسية الشعب ولكنهم أستمروا في الحكم بشكل أستعماري مُهذب – وفق رأي الثائرين !! كما شملت مطالباتهم الحرية في أبداء الرأي ، وحرية الكلمة وحرية العقيدة ، واتسعت المطالبات إلي تحقيق العدالة الاجتماعية التي لم تتحقق بزوال الإحتلال الأجنبي ، وكان من الطبيعي أن تمتد إلي المطالبة بالكرامة الانسانية التي قتلها الفقر والعوز والحاجة !!
كل هذا السرد ليس إلا محاولة للوقوف علي أرضية صُلبة للبحث عن أجابة شافية للسؤال الحائر : وماذا بعد قيام الشعوب بثوراتها مطالبة بالحرية ؟! وماهو الخيط الرفيع بين الحرية وقلة الأدب ؟!
وأسمحوا لي أن أخص بالذكر ثورة مصر ، وثوارها - لأنها ، ولأنهم الأقرب إلينا ، ولأنها ، ولأنهم الأهم لنا ، ولأن تداعيات أحداثها ونتائجها المباشرة وغير المباشرة تعيش فينا وفقاً لعوامل جغرافية وأقتصادية وسياسية ومجتمعية وأخلاقية بأكثر مما نعيش فيها ، وتؤثر فينا بقدر ربما يتجاوز
تأثيرها علينا ، ولأن تصرفات بعضاً من ثوارها تؤثر فينا - شئنا أم أبينا - سواء سلبأ أو إيجاباً !!
وإذا كان بعضاً من شعب مصر أو أكثرية منه – لا يهم الآن – !! قد قام بثورة ضد رأس نظام أعتبروه طاغية وديكتاتور ولص هو وأنجاله وأغلبية من رموز نظامه وشخوصه ..
وإذا كان بعضاً من شعب مصر أو أكثرية منه – لا يهم الآن – !! قد قام بثورة مُطالباً بالحرية بمفهومها الشامل الواسع ..
فجديراً بنا جميعاً وأولي بنا - ونحن نمارس حريتنا المنشودة في إطارها الصحيح أن نُدرك تمام الإدراك الفارق الجوهري والخيط الرفيع بين الحرية وسوء الأدب ، حتي لانقع فرائس للمتربصين بها وبنا من أعدائنا وأعدائهم !!
فأن نقد الشخص المسئول في أي موقع " يُختار له " أو " يُنتخب فيه " هو حقاً وفعلاً واجب تفرضه الحرية علي الناقد والمُنتقد ، ولكن سب وقذف وأهانة وتجريح أو توبيخ هذا المسئول بأعتبارهم نقاط من نقاط ( النقد ) هو عين قلة الأدب !!
كما أن توجية المسئول إلي السير الصحيح في الاتجاه الصحيح لتحقيق مصالح البلاد والعباد هو ضرورة تستلزمها حالة الديمقراطية والحرية المُنادي بها ، ولكن السخرية المُهينة من هذا المسئول أو توبيخه أو اتهامه بالعمالة والخيانة لهو عين من عيون قلة الأدب !!
وكذلك ، فأن رفع لافتات تُنادي بشعارات مُعينة تُطالب المسئول بتحقيقها هو فرض من فروض الحرية ، ولكن أن تحتوي هذه الشعارات علي كلمات جارحة ( غير موثقة ) تخرق الآذان وتُخالف الآداب ، وتهدم الأخلاق والتقاليد لهو عين من عيون قلة الأدب !!
ومن حرية العقيدة أحترام الأديان ، وأحترام حرية الاخر في التدين بها ، أما من يُكفر أصحاب الديانات المُخالفة لدينه ويضعها في خانة ( النقائص ) فهو – بلا شك – يُعاني من مرض سوء الأدب !!
ومن حرية الحوار أن يتجاذب الطرفين أطراف الحوار بهدوء واتزان وعُمق وقدرة علي الأقناع ، أما من يستخدم الصوت العالي والشتائم والتشابك بالايدي في الحوار الفموي فهو دون شك قليل الأدب !!
ومن حرية الأبداع أن يُبدع المُبدع كما يتراءي له الأبداع دون تحريض ، ودون إزدراء ، ودون إحداث فتنة أو دسيسة ، ولكن أن ينقلب حال الأبداع إلي عرض مشاهد جنس بأجساد عارية وشبة عارية ، أو لنشر أفكار ضد ثوابت الدين أو ضد توقير الذات الألهية ، فأننا أمام مشاهد صريحة من قلة الأدب !!
أن الحرية طريق نظيف مُمهد قد يصل بنا إلي أعلي المراتب وأبعد الأفاق ، أما قلة الأدب فليس ورائها إلا تاخر ثم تأخر ثم تاخر إلي الدرك الأسفل من مستويات الحياة !!
ولم ولن يصل شعب للحياة التي يرتضيها إلا حين يعرف – حق المعرفة - الفرق بين الحرية وقلة الأدب !!
والله الموفق ......
ولأن الشعوب التي ثارت ضد الإحتلال أعتقاداً منهم بأن بديله الوحيد هو الحرية ، لم تجده كذلك !!
ولأنها ثارت ضده أعتقاداً منها بأنه سبب رئيسي في عدم تحقيق العدالة الاجتماعية ولم تجده كذلك !! فقد قامت بعضاً منها بما سُمي بثورات الربيع العربي بداية من تونس ، مروراً بمصر ، فالبحرين ، ثم لييبا فاليمن ، وليس أنتهاءً بسوريا ،،
وكان العامل المشترك فيها جميعاً هو المطالبة بالحرية بمفهومها الشامل المتمثل في أختيار الحُكام أختياراً حراً مباشراً ، حيث قامت الثورات جميعها ضد حُكام من نفس جنسية الشعب ولكنهم أستمروا في الحكم بشكل أستعماري مُهذب – وفق رأي الثائرين !! كما شملت مطالباتهم الحرية في أبداء الرأي ، وحرية الكلمة وحرية العقيدة ، واتسعت المطالبات إلي تحقيق العدالة الاجتماعية التي لم تتحقق بزوال الإحتلال الأجنبي ، وكان من الطبيعي أن تمتد إلي المطالبة بالكرامة الانسانية التي قتلها الفقر والعوز والحاجة !!
كل هذا السرد ليس إلا محاولة للوقوف علي أرضية صُلبة للبحث عن أجابة شافية للسؤال الحائر : وماذا بعد قيام الشعوب بثوراتها مطالبة بالحرية ؟! وماهو الخيط الرفيع بين الحرية وقلة الأدب ؟!
وأسمحوا لي أن أخص بالذكر ثورة مصر ، وثوارها - لأنها ، ولأنهم الأقرب إلينا ، ولأنها ، ولأنهم الأهم لنا ، ولأن تداعيات أحداثها ونتائجها المباشرة وغير المباشرة تعيش فينا وفقاً لعوامل جغرافية وأقتصادية وسياسية ومجتمعية وأخلاقية بأكثر مما نعيش فيها ، وتؤثر فينا بقدر ربما يتجاوز
تأثيرها علينا ، ولأن تصرفات بعضاً من ثوارها تؤثر فينا - شئنا أم أبينا - سواء سلبأ أو إيجاباً !!
وإذا كان بعضاً من شعب مصر أو أكثرية منه – لا يهم الآن – !! قد قام بثورة ضد رأس نظام أعتبروه طاغية وديكتاتور ولص هو وأنجاله وأغلبية من رموز نظامه وشخوصه ..
وإذا كان بعضاً من شعب مصر أو أكثرية منه – لا يهم الآن – !! قد قام بثورة مُطالباً بالحرية بمفهومها الشامل الواسع ..
فجديراً بنا جميعاً وأولي بنا - ونحن نمارس حريتنا المنشودة في إطارها الصحيح أن نُدرك تمام الإدراك الفارق الجوهري والخيط الرفيع بين الحرية وسوء الأدب ، حتي لانقع فرائس للمتربصين بها وبنا من أعدائنا وأعدائهم !!
فأن نقد الشخص المسئول في أي موقع " يُختار له " أو " يُنتخب فيه " هو حقاً وفعلاً واجب تفرضه الحرية علي الناقد والمُنتقد ، ولكن سب وقذف وأهانة وتجريح أو توبيخ هذا المسئول بأعتبارهم نقاط من نقاط ( النقد ) هو عين قلة الأدب !!
كما أن توجية المسئول إلي السير الصحيح في الاتجاه الصحيح لتحقيق مصالح البلاد والعباد هو ضرورة تستلزمها حالة الديمقراطية والحرية المُنادي بها ، ولكن السخرية المُهينة من هذا المسئول أو توبيخه أو اتهامه بالعمالة والخيانة لهو عين من عيون قلة الأدب !!
وكذلك ، فأن رفع لافتات تُنادي بشعارات مُعينة تُطالب المسئول بتحقيقها هو فرض من فروض الحرية ، ولكن أن تحتوي هذه الشعارات علي كلمات جارحة ( غير موثقة ) تخرق الآذان وتُخالف الآداب ، وتهدم الأخلاق والتقاليد لهو عين من عيون قلة الأدب !!
ومن حرية العقيدة أحترام الأديان ، وأحترام حرية الاخر في التدين بها ، أما من يُكفر أصحاب الديانات المُخالفة لدينه ويضعها في خانة ( النقائص ) فهو – بلا شك – يُعاني من مرض سوء الأدب !!
ومن حرية الحوار أن يتجاذب الطرفين أطراف الحوار بهدوء واتزان وعُمق وقدرة علي الأقناع ، أما من يستخدم الصوت العالي والشتائم والتشابك بالايدي في الحوار الفموي فهو دون شك قليل الأدب !!
ومن حرية الأبداع أن يُبدع المُبدع كما يتراءي له الأبداع دون تحريض ، ودون إزدراء ، ودون إحداث فتنة أو دسيسة ، ولكن أن ينقلب حال الأبداع إلي عرض مشاهد جنس بأجساد عارية وشبة عارية ، أو لنشر أفكار ضد ثوابت الدين أو ضد توقير الذات الألهية ، فأننا أمام مشاهد صريحة من قلة الأدب !!
أن الحرية طريق نظيف مُمهد قد يصل بنا إلي أعلي المراتب وأبعد الأفاق ، أما قلة الأدب فليس ورائها إلا تاخر ثم تأخر ثم تاخر إلي الدرك الأسفل من مستويات الحياة !!
ولم ولن يصل شعب للحياة التي يرتضيها إلا حين يعرف – حق المعرفة - الفرق بين الحرية وقلة الأدب !!
والله الموفق ......