منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#52003
المحالفة الثنائية :
تمثل هذه المحالفة كذلك تعبيراً عن موقف بسمارك من فرنسا ، فكما سبق أن أشرنا كان المستشار الألماني يرى في فرنسا عدو بلاده العنيد الخطير ، الذي يأكل الغل قلبه ، والذي يجب عدم الركون إليه قط ، وينبغي إضعافه وإقصاؤه على الدوام من حظيرة آي تحالف أوروبي وبالتالي فقد كانت سياسة بسمارك ترمي إلى عزل فرنسا وحرمانها من أن يكون لها آي صديق في أوروبا .

وتأسيساً على ما تقدم وعلى اثر ترنح عصبة الأباطرة الثلاثة وتدهور العلاقات مع روسيا غداة مؤتمر برلين راح بسمارك يقنع الإمبراطور الألماني بضرورة عقد محالفة مع النمسا ، وقد تم التوقيع على هذه المحالفة في 17 أكتوبر 1879 ونص أهم بنودها على ما يلي :

أولاً : أن تبادر كل من الدولتين المتحالفتين ( النمسا وألمانيا ) إلى مساعدة الدولة الأخرى بكامل قواتها إذا ما هاجمتها روسيا .

ثانياً : في حالة مهاجمة فرنسا أو ايطاليا لإحدى الحليفتين فإن الحليفة الثانية تلتزم جانب الحياد الودي ، فإذا ما أيدت روسيا الدولة المهاجمة بادرت الدولة الحليفة الثانية المتعاقدة إلى مساعدة حليفتها بكامل قوتها .
بدأت المفاوضات بين الجانبين الألماني والروسي بغية احياء عصبة الأباطرة الثلاثة ، وقد أسفرت هذه المفاوضات عن توقيع المعاهدة الجديدة للأباطرة الثلاثة في 18 يونيو عام 1881 ، وقد تمثل أظهر ما جاء في هذه المعاهدة فيما يلي :

أ‌- في حالة دخول أحد أطراف المعاهدة السامية في حرب مع دولة رابعة يلتزم الطرفان الآخران الحياد الودي .

ب‌- تحترم الدول المتعاقدة الثلاث حقوق النمسا في مقاطعتي البوسنة والهرسك على النحو المنصوص عليه بمقتضى معاهدة برلين ( 1878 ) .

ت‌- تسلم الدول الثلاث بمبدأ إغلاق المضايق التركية ، مع ضرورة أن تحترم الدولة العثمانية هذا المبدأ أو تطبقه على كافة الدول دون استثناء ( إشارة إلى انجلترا ) ، وإلا فإن الأطراف الثلاثة يكونون في حالة حرب مع الدولة العثمانية .

المحالفة الثلاثية :

عمد بسمارك إلى ضم إيطاليا إلى المحالفة الثنائية ( ألمانيا والنمسا ) كي تصبح بذلك محالفة ثلاثية ، إنها المحالفة التي وقعت في 20 مايو 1882 والتي تمثل أظهر موادها فيما يلي :

أ‌- في حالة تعرض إيطاليا للهجوم من جانب فرنسا ( دون أن تكون إيطاليا هي السبب فيه ) فإن الطرفين الآخرين يلتزمان بتقديم يد العون والمساعدة بكل قواهما إلى إيطاليا ، وفي المقابل تتحمل إيطاليا نفس الالتزام في حالة حدوث هجوم فرنسي على ألمانيا لا تكون ألمانيا هي المتسبب فيه .

ب‌- إذا ما هددت دولة عظمى غير موقعة على المعاهدة الحالية سلامة أي من الدول السامية المتعاهدة بحيث وجدت هذه الأخيرة نفسها مدفوعة إلى شن الحرب فإن الطرفين الآخرين يلتزمان الحياد الودي مع احتفاظ كل منهما بالحق في المشاركة في الحرب إذا ما رأت ما يبرر ذلك .

وقد حاول بسمارك أن يجدد المحالفة الثلاثية التي كان من المقرر أن تنتهي في عام 1887 ، وقد نجح المستشار البروسي بعد عناء في إقناع كل من إيطاليا والنمسا بتجديد المحالفة ، في مقابل موافقته على مطالبهما التي تم إقرارها بمقتضى وثيقتين جديدتين أضيفتا إلى المحالفة الأصلية .