قبل أن نلوم القطار
مرسل: الاثنين يوليو 02, 2012 5:24 pm
قبل أن نلوم القطار
بدر بن سعود
سكة الحديد السعودية في موقف لا تحسد عليه، فقد قامت ضدها حملة إعلامية غير مرتبة تناولت تاريخها ومخالفاتها وكشفت المستور والمسكوت عنه، وكان هذا على خلفية انقلاب قطار بعد انحرافه عن مساره قبل وصوله إلى الرياض قادما من الدمام وإصابة 44 من ركابه، وفتح ملف المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية، جاء نتيجة لأخطاء متكررة ارتكبتها المؤسسة في أقل من سنة، وبدأت ملامحها تتضح بتعليق استخدام القطارات الإسبانية الجديدة لأسباب تشغيليــة، وهذه القطـارات كلفت الدولة أكثر من ستمائة مليون ريال، ومن ثــم الحادث المروري الذي وقــــع بين القطار وشاحنة اقتحمت بالخطأ خطه غير المسور.
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في السعودية، حققت في موضــوع القطارات الإسبانية واستبعدت وجود احتمالات فساد أو استغلال للمال العام، ولكنها أكدت أيضا بأن هناك سوء إدارة، وحملت الأخطاء الإدارية كامل المسؤولية، وهذا يقدم سببا كافيا جدا لمواجهة قيادات المؤسسة، أو مبادرتهم بالانسحاب الجماعي احتراما لأنفسهم ولمن يستفيــــد من خدمات هذا الناقل الحديدي القديم، وطبقــا لأحدث التصريحات الرسمية لسكة الحديد، يظهر أن خيار الانسحاب غير مطروح ما لم يكن مستبعدا، فقد كان تركيزها على ما صدر بحق من تورط في حوادث قطارات في الفتـرة الماضية، ومعظمهم سائقون أو مساعدوهم أو موظفون صغار، والعقوبات تراوحت بين الاستغناء عن الخدمات والحبس والحسم التأديبي من الراتب، وحتى السرعة السلحفائية يعاقب عليها في مؤازرة مقدرة لنظام «ساهر» واهتمت التصريحات بالصيانة اليومية للقطارات وأنها تخضع لعملية تجديد مستمرة، وبطريقة تشبه تصريحات سابقة نقلها الإعلام المحلي على لسان بعض القيادات التنفيذية في الخطوط السعودية، وقيل فيها إن الخطوط تستبدل أي جزء يتعطل في الطائرة بقطع غيار جديدة وإن الصيانة لا تكون إلا لفحص الطائرة والتأكد من سلامة أجزائها فقط، مع أن الصيانة وإصلاح الأعطال ليست عيبا وتقوم بها شركات طيران عالمية، والناقل الجوي والقطار يتشاركان في تواضع وبدائية الخدمات المقدمة للركاب مقارنة بدول قريبة وبعيدة. المشكلة أكبر من تغيير قطار انتهت صلاحيته بقطار آخر موديل، وسرعة القطارات السعودية لا تقبل الزيادة إلا بحدود لا تشكل فارقا زمنيا يذكر، والسبب أن القضبان الحديدية الموجودة حاليا تم تصميمها بما ينسجم و وإمكانات القطارات الأمريكية المستخــدمة، وعمر القطارات والقضبان يزيد عن 60 سنة، والخطوط الحديدية جاهزة دائما فقد قالت في رد على مسألة العمر الافتراضي بأنه خاص ببعض الأجزاء في القطار، وأن القطارات معمرة وتعيش شبابا سرمديا، وبشرت بأن القطارات الإسبــــانية ــ المتحفظ عليها ـ ستــدخل الخـدمة نهاية الشهر القادم، وسيكون استخدام القطارات الأمريكية في الرحلات القصيرة، ومن يسمع الكلام يخيل إليه أن المؤسسة تسير رحلات مارثونية لمحطات كثيرة، والحقيقة أن الخطوط الحديدية في السعودية يعمل فيها آلاف الموظفين وتفرد لها ميزانية ضخمة ولديها 16 إدارة، ومهمتها تسيير خط حديدي واحد يربط بين الدمام والرياض ويمر بالهفوف وبقيق، وبالمقاربة فإن شبكة قطارات الصين والهند تنقل ملايين الركاب يوميا وقطارات العراق تنقل 40 ألف راكب يوميا بينما القطار السعودي لا ينقل إلا 2800 راكب يوميا في أحسن الأحوال وأغلبهم من طلبة الجامعات والعمالة، واستخدام السعوديين والسعوديات لوسائل النقل العام في السعودية بما فيها القطــــــارات لا يكون إلا عند غياب البـدائل، والطـائرة والسيـارة مفضلة سعوديا على غيرها، ومنطقيا ربحية القطار شبه معدومة والزبائن لا يتغيرون إلا في المناسبات، وقبل أن نلوم القطار ومن يعمل فيه أو يشرف عليه أو يديره، لم لا نوجه السؤال لمن تجاهله ولم يلتفت له إلا وهو في غرفة العناية المركزة، أو لمن حول معاناته إلى قضية رأي عام، رغم أنها لا تهم إلا أقل من واحد في المئة من عدد السكان مواطنين ومقيمين.
بدر بن سعود
سكة الحديد السعودية في موقف لا تحسد عليه، فقد قامت ضدها حملة إعلامية غير مرتبة تناولت تاريخها ومخالفاتها وكشفت المستور والمسكوت عنه، وكان هذا على خلفية انقلاب قطار بعد انحرافه عن مساره قبل وصوله إلى الرياض قادما من الدمام وإصابة 44 من ركابه، وفتح ملف المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في السعودية، جاء نتيجة لأخطاء متكررة ارتكبتها المؤسسة في أقل من سنة، وبدأت ملامحها تتضح بتعليق استخدام القطارات الإسبانية الجديدة لأسباب تشغيليــة، وهذه القطـارات كلفت الدولة أكثر من ستمائة مليون ريال، ومن ثــم الحادث المروري الذي وقــــع بين القطار وشاحنة اقتحمت بالخطأ خطه غير المسور.
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في السعودية، حققت في موضــوع القطارات الإسبانية واستبعدت وجود احتمالات فساد أو استغلال للمال العام، ولكنها أكدت أيضا بأن هناك سوء إدارة، وحملت الأخطاء الإدارية كامل المسؤولية، وهذا يقدم سببا كافيا جدا لمواجهة قيادات المؤسسة، أو مبادرتهم بالانسحاب الجماعي احتراما لأنفسهم ولمن يستفيــــد من خدمات هذا الناقل الحديدي القديم، وطبقــا لأحدث التصريحات الرسمية لسكة الحديد، يظهر أن خيار الانسحاب غير مطروح ما لم يكن مستبعدا، فقد كان تركيزها على ما صدر بحق من تورط في حوادث قطارات في الفتـرة الماضية، ومعظمهم سائقون أو مساعدوهم أو موظفون صغار، والعقوبات تراوحت بين الاستغناء عن الخدمات والحبس والحسم التأديبي من الراتب، وحتى السرعة السلحفائية يعاقب عليها في مؤازرة مقدرة لنظام «ساهر» واهتمت التصريحات بالصيانة اليومية للقطارات وأنها تخضع لعملية تجديد مستمرة، وبطريقة تشبه تصريحات سابقة نقلها الإعلام المحلي على لسان بعض القيادات التنفيذية في الخطوط السعودية، وقيل فيها إن الخطوط تستبدل أي جزء يتعطل في الطائرة بقطع غيار جديدة وإن الصيانة لا تكون إلا لفحص الطائرة والتأكد من سلامة أجزائها فقط، مع أن الصيانة وإصلاح الأعطال ليست عيبا وتقوم بها شركات طيران عالمية، والناقل الجوي والقطار يتشاركان في تواضع وبدائية الخدمات المقدمة للركاب مقارنة بدول قريبة وبعيدة. المشكلة أكبر من تغيير قطار انتهت صلاحيته بقطار آخر موديل، وسرعة القطارات السعودية لا تقبل الزيادة إلا بحدود لا تشكل فارقا زمنيا يذكر، والسبب أن القضبان الحديدية الموجودة حاليا تم تصميمها بما ينسجم و وإمكانات القطارات الأمريكية المستخــدمة، وعمر القطارات والقضبان يزيد عن 60 سنة، والخطوط الحديدية جاهزة دائما فقد قالت في رد على مسألة العمر الافتراضي بأنه خاص ببعض الأجزاء في القطار، وأن القطارات معمرة وتعيش شبابا سرمديا، وبشرت بأن القطارات الإسبــــانية ــ المتحفظ عليها ـ ستــدخل الخـدمة نهاية الشهر القادم، وسيكون استخدام القطارات الأمريكية في الرحلات القصيرة، ومن يسمع الكلام يخيل إليه أن المؤسسة تسير رحلات مارثونية لمحطات كثيرة، والحقيقة أن الخطوط الحديدية في السعودية يعمل فيها آلاف الموظفين وتفرد لها ميزانية ضخمة ولديها 16 إدارة، ومهمتها تسيير خط حديدي واحد يربط بين الدمام والرياض ويمر بالهفوف وبقيق، وبالمقاربة فإن شبكة قطارات الصين والهند تنقل ملايين الركاب يوميا وقطارات العراق تنقل 40 ألف راكب يوميا بينما القطار السعودي لا ينقل إلا 2800 راكب يوميا في أحسن الأحوال وأغلبهم من طلبة الجامعات والعمالة، واستخدام السعوديين والسعوديات لوسائل النقل العام في السعودية بما فيها القطــــــارات لا يكون إلا عند غياب البـدائل، والطـائرة والسيـارة مفضلة سعوديا على غيرها، ومنطقيا ربحية القطار شبه معدومة والزبائن لا يتغيرون إلا في المناسبات، وقبل أن نلوم القطار ومن يعمل فيه أو يشرف عليه أو يديره، لم لا نوجه السؤال لمن تجاهله ولم يلتفت له إلا وهو في غرفة العناية المركزة، أو لمن حول معاناته إلى قضية رأي عام، رغم أنها لا تهم إلا أقل من واحد في المئة من عدد السكان مواطنين ومقيمين.