صفحة 1 من 1

الوزير السلجوقي، نظام الملك

مرسل: الخميس يوليو 05, 2012 11:51 pm
بواسطة عبدالله العجلان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ألقى فضيلة الدكتور محمد موسى الشريف محاضرة ضمن السلسلة السابعةمن عظماء من بلاد الإسلام تناول فيها سيرة الوزير نظام الملك وذلك يو السبت 19 شوال 1426هـ. وهذا ملخص المحاضرة.


هو الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي نسبة إلى طوس وهي مشهد الموجودة في إيران اليو[/color]م .

مولده :

ولد سنة 408 هـ

نشأته وطلبه للعلم :

كان من أولاد الدهاقين ( رؤساء الفلاحين ) وكان أبوه يعمل في البساتين , وقد عني به وحفظه القرآن وعلمه المذهب الشافعي وقد كان رحمه الله ذكيا ونشأ على محبة الصالحين .

حياته العملية :

تنقل في خدمة الدواوين السلطانية إلى أن وصل إلى الديوان السلطاني .
بدأ مع محمود الغزنوي , وعمل مع غيره من أمثال داوود بن مكايل بن سلجوق الذي أوصى به ابنه وقال له اتخذه ولدا .

دور الدولة السلجوقية في إنقاذ الخلافة في بغداد :

مرت الدولة العباسية بأطوار ثلاثة :
ـ طور القوة
ـ طور الضعف
ـ طور النهاية
انتهى طور القوة بمقتل المتوكل سنة 247 هـ
أراد المعتصم أن يجند جيشا قويا فاعتمد على الأتراك من وسط آسيا , فتكاثروا ولما كثروا في بغداد أخرجهم إلى سامراء ( وكانت تعني سر من رأى ) وتحولت إلى ( ساء من رأى ) , ولما أخرجهم قتلوه وبدأوا يعينون من شاءوا . وفي هذا الطور تغلب عليهم البويهيون وكانوا شيعة . ثم جاء السلاجقة فتغلبوا على البويهيين وطردوهم بعد سيطرة على الحكم دامت قرنا من الزمن .
معركة ملاذ كرد
وأبقى السلاجقة الخلافة للعباسيين لكنهم كانوا هم أصحاب القوة , وكان رجلهم القوي أرسلان وهو الذي قاد المعركة المشهورة ضد قائد جيش الروم " رومانس " وكان جيش رومانس يقدر ما بين
80 ـ 200 ألف جندي أما جيش أرسلان فقد كان يقدر بحوالي 12 ألف رجل.
وكان رومانس معتدا بتفوقه وجيشه ومتأكدا من النصر لدرجة أنه عين حكاما على كل المناطق الإسلامية .
ونصر الله الجيش الإسلامي بقيادة أرسلان , وقد وقعت المعركة المعروفة بمعركة ملاذ كرد سنة 478 هـ .
وبعد أرسلان جاء ملك شاه ووزر نظام الملك وقضى نظام الملك 30 سنة في الوزارة .
وقد امتدت دولة السلاجقة على مدى قرن من الزمن .


أعظم أعماله :

سجل نظام الملك أعمالا جليلة منها :
ـ مقاومة الفكر الشيعي المتطرف الذي تغلغل في العالم الإسلامي , وقد بدأ مع تأسيس الدولة الفاطمية التي تأسست سنة 354 هـ وكانوا غلاة متطرفين .
وسيطر الشيعة على عدة مناطق : البويهية في العراق والحمدانية في سوريا
أعاد نظام الملك معالم السنة بطريقتين :
ـ المقاومة السياسية لغلاة الشيعة
ـ والمقاومة الفكرية .
ونجح قي ذلك حيث أخرج البويهيين من بغداد وقاوم الآخرين
ـ العمل الفكري
استطاع أن ينشأ ما يسمى بالمدارس النظامية في القرن الخامس الهجري , وبنيت هذه المدارس في المدن والقرى وأنفق عليها وعلى أساتذتها وطلابها , ولتأمين ما يصرف عليها أنشأ لها أوقافا ضخمة في بغداد ونيسابور , من ما جعل هذه المدارس تستغني عن كل مساعدة خارجية .
وأختار لها أكفأ المدرسين ويأتي في مقدمتهم إسحاق الشيرازي , وهو إمام شافعي كبير ومؤلفه المهذب هو الذي شرحه الإمام النووي في المجموع وقد برز في نظامية بغداد , وقد كثرت تلامذته في هذه المدارس حتى ذكر أنه لم يمر بقرية إلا وجد فيها تلميذا له يمارس القضاء أو الإفتاء .
والإمام الثاني الذي ارتبط اسمه بهذه المدارس هو أبو المعالي الجويني , وهو إمام عظيم كانت له مكانة كبيرة , ومن دلالة ذلك أنه لما توفي قضوا سنة لا يضعون عممهم على رؤوسهم حدادا عليه. وكان من منهج نظام الملك في هذه المدارس إتيانه بالأساتذة الزائرين .
كما كان يرسل الطلبة النابهين إلى الأماكن النائية ليدرسوا الناس ويعلموهم دينهم .

انجازات المدارس النظامية
وقد استطاع نظام الملك بتأسيس هذه المدارس تحقيق ثلاثة أمور :
ـ محاربة الفكر المغالي
ـ إنشاء طبقة من العلماء تتولى الخطابة والإفتاء
ـ تكوين طبقة من الإداريين يتولون أمور الإدارة .
كما كان لخريجي هذه المدارس إسهام جيد في محاربة الصليبيين

نظام الملك والباطنية :

هؤلاء أصحاب فكر ضال وكان منهجهم يتمثل في قتل العلماء والمجاهدين وقد تغلغلوا في حرس صلاح الدين الأيوبي وحاولوا اغتياله .
وكان من زعمائهم الحسن بن الصباح الذي ذهب إلى الدولة الفاطمية في زمن المستنصر , فأمره أن يكون داعي الدعاة وكافي الكفاة , فاتجه إلى بحر قزوين وتنسك فأحبه الناس , فلما اطمأنوا إليه أباح لهم الفروج والأموال الحرام , وأرسل أتباعه في العالم الإسلامي ليقتلوا أهل العلم والفضل . وهم مشهورون بـأنهم يسكنون القلاع وقمم الجبال ويغرون الناس بعبادتهم .
تصدى لهم نظام الملك وحاربهم فقرروا قتله , وهم يعرفون أيضا بالحشاشين وقد كانوا يظهرون الرفض وسب الصحابة رضوان الله عليهم .
لقد وفق الله نظام الملك لمحاربتهم في العراق ونور الدين الزنكي في الشام وصلاح الدين في مصر وإلا لكان أمرهم أشد .

تواضعه وحلمه :

كان رحمه الله متواضعا حليما رفيقا بالرعية , ومن شواهد ذلك أن أحد الرعية رمى له معروضا فتقاطر الحبر على عمامته وثيابه فتحمل ذلك بهدوء ولم يغضب ولم يتكلم .
وفي إحدى المرات هاجت ريح شديدة ولم يجد فراشا واحدا من خدمه ليزيل الغبار وكان عددهم أربعين فغضب رئيسهم , فقال له نظام الملك لا تعجل عليهم , فينبغي أن لا تقابل نعمة الله علينا بالإساءة إليهم في أمر يسير .
وجاءته مرة امرأة وقدمت له معروضا وكان على الطعام فنهرها أحد الحجاب فقال له : ما جعلتك إلا من أجل أمثال هذه .

عبادته :

كان رحمه الله عابدا , يحب الصالحين ويبالغ في الخضوع لهم .
وكان يصوم الاثنين والخميس ولا يجلس للناس إلا على وضوء ولا يتوضأ إلا و صلى ركعتين .

وفاته :
كان رحمه الله متوجها إلى الحج ومر بالقرب من نهاوند يوم العاشر من رمضان , وقال لمرافقيه هذا المكان فيه كثير من الصحابة والتابعين .
تقدم إليه صبي على شكل فقير صوفي وطعنه بسكين مسمومة , فسقط وقال لهم : إني عفوت عنه فكتبت له الشهادة وهو متوجه إلى الحج وكانت هذه خطة الباطنية لقتله .
عاش رحمه الله حوالي ثمانين سنة فكانت أيامه دولة للعدل ونصرة للإسلام .

قال عنه ابن عقيل :
مات ملكا في الدنيا وملكا في الآخرة .
خلف رحمه الله أعمالا جليلة وانجازات عظيمة نفعت الإسلام والمسلمين .
وترك رحمه الله رسائل جميلة بالفارسية وترجمت إلى العربية .

رحمه الله رحمة واسعة