الازمة السورية إلي اين
مرسل: السبت يوليو 07, 2012 8:12 pm
بعد هذه الفترة الغير قصيرة من بداية الثورة السورية و بعدما قدمت الثورة 1500 إلى 4200 شهيد و 10 إلى 14 ألف جريح و 11 إلى 15 ألف معتقل – و طبعا لا يعرف أحد الأرقام الحقيقية على الأرض التي قد تكون أكبر مما ذكرنا بكثير - يتساءل الجميع: إلى أين تتجه الأزمة؟ و هل لها حلول عاجلة؟
و للإجابة على السؤال الأول لا بد من العودة إلى الشهر الثاني من عمر الثورة و بالتحديد إلى يوم الجمعة العظيمة 22 نيسان 2011 حيث و بعد يوم واحد من الغاء العائلة الأسدية حالة الطوارئ خرجت الجموع في كل أنحاء سوريا من أقصى الجنوب و إلى أقصى الشمال و من الغرب إلى الشرق تهتف للحرية و الكرامة فما كان من قوات و مليشيات النظام إلا أن قامت بإطلاق النار على المحتجين و كأنهم أعداء للوطن!
فقضى في هذا اليوم أعداد كبيرة جدا من الشهداء تقدر بين 150 إلى أكثر من 300 شهيد! و أما الجرحى فتجاوز عددهم الألف. و كان نظام العائلة الأسدية قد قام قبل ذلك بحملة إعتقلات كبيرة جدا ناهز عدد المعتقلين فيها حدود العشرة آلاف. و حاصر عدة مدن مثل درعا و دوما و جبلة و بانياس و غيرها منفذا بذلك– وضمن تفكيره الملتوي - ما ظن أنه تطبيق لسياسة الشد و الرخي التي يسميها الناس: شعرة معاوية.
فاعتقل من ظن أنهم ناشطوا الحراك من جهة الشد. و حاصر المدن و قطع الاتصالات....الخ. و ألغى حالة الطوارئ و لو شكليا ليبدو و كأنه يرخي من جهة أخرى. و ظن بذلك أنه لا يوجد ثورة أصلا. و أن الإحتجاجات لن تمتلك أي قدرة على التحشيد أو الحركة بعد مزدوجته تلك التي كتمت على أفواه الناشطين و أعطت أملا و لو شكليا بالإصلاح. و لكن خاب فأله و خسر مسعاه و لم تمش الأمور كما تمنى و اشتهى!
فخرجت الحشود و الجماهير كما لم تخرج من قبل. و أصيب من أصيب كما مر فأصبح واضحا لجميع المراقبين تقريبا أن الثورة واقع معاش. بل و لعلها قد بلغت حدا يصعب أو يستحيل معه عكس اتجاه الثورة! أو تستحيل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبلها! و هكذا تسارعت الأحداث خلال الأسبوع الذي تلا تلك الجمعة التي كانت عظيمة بكل المعاني. و خاصة في دول الجوار السوري و التي لا تريد أن تتفاجئ في المستقبل بشيء.
أما الإحتمال الثاني لتطور الأحداث فهو انقلاب عسكري يقوم به بعض الضباط الكبار من نفس طائفة الأسرة الأسدية. فيأخذوا بزمام الأمور و يعلنوا عن إنتخابات حرة خلال ثلاثة أشهر. فقد تسربت أخبار عن تململهم الشديد مما آلت إليه الأوضاع. و لكن هؤلاء و تحركاتهم ليست سهلة مع وجود غالبية في قيادات الجيش ماتزال على دين الأسد و طريقته. و لكنهم أمل كبير في لجم الأحداث و الخروج بالوطن سالما متماسكا من الأزمة.
و الإحتمال الثالث الإقتتال الداخلي في الجيش أو حتى الحرب الأهلية. و هو احتمال لم نكن نسمع به قبل الإسبوع الماضي! ففي خلال تدخل الجيس في مدينة جسر الشغور لقمع المظاهرات السلمية هناك انشق عنه مجموعة من الجيش نفسه عددها بالمئات بعضهم برتب عالية و فيهم من هم من طائفة الأسد و شكلوا ما أطلقوا عليه اسم: لواء الضباط الأحرار. ومايزالون يزدادون كل لحظة. و قد ألزموا أنفسهم في الظرف الحالي: الدفاع عن الشعب و حمايته فقط و تهريبه من وجه قوات الأسد.
و الدلائل تدل أن هذا اللواء يكبر بسرعة كبيرة و قد يتحول إلى جيش حماة الديار في مقابلة سراق الديار! و قد ينضم إليه الضباط الذين يفكرون بالإنقلاب إذا لم ينجحوا في سعيهم. فيصبح بذلك مهددا حقيقا لجيش النظام. مما يعني عند النظام الذي لا يفهم إلا العنف وجوب مهاجمته فتقوم حرب في الجيش أو حتى الحرب الأهلية!
و إذا لم يكبر فقد تمتد إليه اليد التركية لدعمه و إقامة المنطقة الآمنة التي مر الكلام عليها.... أي أن الإحتمالات الثلاثة كلها احتمالات عسكرية ستدمر البلد كليا أو جزئيا!
و يبقى الاحتمال الرابع و هو قيام الشعب السوري كله و خاصة المترددون منه إلى الآن... أن يقوموا جميعا قومة رجل واحد فتخرج المظاهرات المليونية التي تجبر النظام على السقوط. هذا الاحتمال هو الاحتمال الوحيد الذي سينجي سورية من الدمار الكلي أو الجزئي! فالرهان على أن يدرك النظام أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء و أن الأحرار لن يعودوا في ربق العبودية مهما كان الثمن مستبعد جدا. فهو نظام لن يدرك الصورة إلا بعد فوات الأوان.
و سيبقى متمسكا بخيار شمشون الذي تسميه العامة: علي و على أعدائي!
أي تدمير المعبد على العدو و الصديق, هو خياره الوحيد! مما يعني وقوع أحد الاحتمالات الثلاثة الأولى. و يبقى الاحتمال الرابع خيار خروج كل الشعب للدفاع عن وطنهم و بلدهم الذي فرط به حماته هو الخيار المنقذ الوحيد. و هو له متسع من الوقت قد يصل إلى اسبوعين.
اللهم احفظ سوريا و أهلها من كل شر.
و للإجابة على السؤال الأول لا بد من العودة إلى الشهر الثاني من عمر الثورة و بالتحديد إلى يوم الجمعة العظيمة 22 نيسان 2011 حيث و بعد يوم واحد من الغاء العائلة الأسدية حالة الطوارئ خرجت الجموع في كل أنحاء سوريا من أقصى الجنوب و إلى أقصى الشمال و من الغرب إلى الشرق تهتف للحرية و الكرامة فما كان من قوات و مليشيات النظام إلا أن قامت بإطلاق النار على المحتجين و كأنهم أعداء للوطن!
فقضى في هذا اليوم أعداد كبيرة جدا من الشهداء تقدر بين 150 إلى أكثر من 300 شهيد! و أما الجرحى فتجاوز عددهم الألف. و كان نظام العائلة الأسدية قد قام قبل ذلك بحملة إعتقلات كبيرة جدا ناهز عدد المعتقلين فيها حدود العشرة آلاف. و حاصر عدة مدن مثل درعا و دوما و جبلة و بانياس و غيرها منفذا بذلك– وضمن تفكيره الملتوي - ما ظن أنه تطبيق لسياسة الشد و الرخي التي يسميها الناس: شعرة معاوية.
فاعتقل من ظن أنهم ناشطوا الحراك من جهة الشد. و حاصر المدن و قطع الاتصالات....الخ. و ألغى حالة الطوارئ و لو شكليا ليبدو و كأنه يرخي من جهة أخرى. و ظن بذلك أنه لا يوجد ثورة أصلا. و أن الإحتجاجات لن تمتلك أي قدرة على التحشيد أو الحركة بعد مزدوجته تلك التي كتمت على أفواه الناشطين و أعطت أملا و لو شكليا بالإصلاح. و لكن خاب فأله و خسر مسعاه و لم تمش الأمور كما تمنى و اشتهى!
فخرجت الحشود و الجماهير كما لم تخرج من قبل. و أصيب من أصيب كما مر فأصبح واضحا لجميع المراقبين تقريبا أن الثورة واقع معاش. بل و لعلها قد بلغت حدا يصعب أو يستحيل معه عكس اتجاه الثورة! أو تستحيل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبلها! و هكذا تسارعت الأحداث خلال الأسبوع الذي تلا تلك الجمعة التي كانت عظيمة بكل المعاني. و خاصة في دول الجوار السوري و التي لا تريد أن تتفاجئ في المستقبل بشيء.
أما الإحتمال الثاني لتطور الأحداث فهو انقلاب عسكري يقوم به بعض الضباط الكبار من نفس طائفة الأسرة الأسدية. فيأخذوا بزمام الأمور و يعلنوا عن إنتخابات حرة خلال ثلاثة أشهر. فقد تسربت أخبار عن تململهم الشديد مما آلت إليه الأوضاع. و لكن هؤلاء و تحركاتهم ليست سهلة مع وجود غالبية في قيادات الجيش ماتزال على دين الأسد و طريقته. و لكنهم أمل كبير في لجم الأحداث و الخروج بالوطن سالما متماسكا من الأزمة.
و الإحتمال الثالث الإقتتال الداخلي في الجيش أو حتى الحرب الأهلية. و هو احتمال لم نكن نسمع به قبل الإسبوع الماضي! ففي خلال تدخل الجيس في مدينة جسر الشغور لقمع المظاهرات السلمية هناك انشق عنه مجموعة من الجيش نفسه عددها بالمئات بعضهم برتب عالية و فيهم من هم من طائفة الأسد و شكلوا ما أطلقوا عليه اسم: لواء الضباط الأحرار. ومايزالون يزدادون كل لحظة. و قد ألزموا أنفسهم في الظرف الحالي: الدفاع عن الشعب و حمايته فقط و تهريبه من وجه قوات الأسد.
و الدلائل تدل أن هذا اللواء يكبر بسرعة كبيرة و قد يتحول إلى جيش حماة الديار في مقابلة سراق الديار! و قد ينضم إليه الضباط الذين يفكرون بالإنقلاب إذا لم ينجحوا في سعيهم. فيصبح بذلك مهددا حقيقا لجيش النظام. مما يعني عند النظام الذي لا يفهم إلا العنف وجوب مهاجمته فتقوم حرب في الجيش أو حتى الحرب الأهلية!
و إذا لم يكبر فقد تمتد إليه اليد التركية لدعمه و إقامة المنطقة الآمنة التي مر الكلام عليها.... أي أن الإحتمالات الثلاثة كلها احتمالات عسكرية ستدمر البلد كليا أو جزئيا!
و يبقى الاحتمال الرابع و هو قيام الشعب السوري كله و خاصة المترددون منه إلى الآن... أن يقوموا جميعا قومة رجل واحد فتخرج المظاهرات المليونية التي تجبر النظام على السقوط. هذا الاحتمال هو الاحتمال الوحيد الذي سينجي سورية من الدمار الكلي أو الجزئي! فالرهان على أن يدرك النظام أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء و أن الأحرار لن يعودوا في ربق العبودية مهما كان الثمن مستبعد جدا. فهو نظام لن يدرك الصورة إلا بعد فوات الأوان.
و سيبقى متمسكا بخيار شمشون الذي تسميه العامة: علي و على أعدائي!
أي تدمير المعبد على العدو و الصديق, هو خياره الوحيد! مما يعني وقوع أحد الاحتمالات الثلاثة الأولى. و يبقى الاحتمال الرابع خيار خروج كل الشعب للدفاع عن وطنهم و بلدهم الذي فرط به حماته هو الخيار المنقذ الوحيد. و هو له متسع من الوقت قد يصل إلى اسبوعين.
اللهم احفظ سوريا و أهلها من كل شر.