صفحة 1 من 1

بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود

مرسل: الأحد يوليو 08, 2012 1:33 pm
بواسطة مالك العتيبي36
بندر بن سلطان، شخصية مثيرة للجدل عربياً وعالمياً، فهل هو حقاً مثير؟

استطيع أن آقول نعم هو مثير وأظنه يستحق هذه الإثارة كونه عمل كسفير للمملكة العربية السعودية قرابة الخمس وعشرين سنة. ولكن عن ماذا يتحدث هذا الكتاب؟

يحاول المؤلف وليام سيمبسون وهو بالمناسبة صديق للأمير بندر أن يعرض بعض جوانب الإثارة حول شخصية بندر ويجمع بعض جوانب حياته في هذا الكتاب سواء من بندر شخصياً أو من أصدقائه أو أفراد عائلته ومن يعمل معه أيضا.

بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود هو أحد أبناء ولي العهد الحالي ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلطان بن عبدالعزيز من أمة شابة اسمها خيزران. لم يُعترف بهذا الأبن في أول الأمر ولكنه أخيراً حصل على الاعتراف و اعتني به وأصبح كأبناء الآمير سلطان الباقين. كان حلم الأمير بندر أن يصبح طياراً حربياً، وقد حقق حلمه هذا على مرّ السنين فأكمل تعليمه وذهب ألى بريطانيا ليتعلم الطيران وحقق ما اراد، إلا أنه حصلت له حادثة جعلته يبتعد عن الطيران كطيار. تزوج الأمير بندر من ابنة عمه هيفاء بنت فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وأنجب منها عدة أبناء. بعد ابتعاده عن الطيران دخل معترك السياسة من أوسع الأبواب حيث ساعد وزير الخارجية الآمير سعود الفيصل في إنجاح صفقة طائرات أميركية وحصول السعودية عليها، بعد ذلك اختاره الملك فهد رحمه الله سفيراً له لدى الولايات المتحدة الأميركية وفي نفس الوقت شخصية مهمة في إنجاح صفقات السلاح سواء الأميركية أو غيرها. عمل كسفير ولعب دوره جيداً فهو طراز نادر في الحياة الدبلوماسية وخاض عدة معارك نجح في أغلبها سواء مع الولايات المتحدة أو مع غيرها. كون صداقات عدة مع شخصيات نافذة ورؤساء عظام كنيلسون مانديلا وعائلة بوش وتاتشر وغيرهم وقد أخلص لهم وأخلصوا له، واستفاد من هذه الصداقات سواء في مجال عمله كسفير أو على المجال الشخصي. أصابته خيبات أمل كبيرة من بعض الشخصيات العربية. أعظمها خيبة أمله في صدام حسين عندما دخل الكويت وخيبة أمله في ياسر عرفات عندما رفض مبادرة سلام كادت أن توقف الاحتلال الاسرائيلي. ترك الحياة السياسية بعد خمس وعشرين عاماً قضاها كسفير، وتمنى الحصول على الاستقالة وترك السياسة. ولكنه عاد مرة أخرى ولكن داخل المملكة كأمين عام لمجلس الأمن القومي بعدما طلب منه الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا العمل في ٢٠٠٥

لن أخوض في تفاصيل حياته ولن أدخل في تفاصيل الصفقات التي احتلت حيزاً كبيراً في الكتاب وعمله في مبادرات السلام. ولكن حياته عموماً كانت وصلة هامة بين السعودية والولايات المتحدة، ايضا بين السعودية وعدد من رؤساء الدول العربية. عمله مرهق جداً. لذلك حاول التخلص منه أخيراً.وحصل على ذلك أخيراً.

من أهم ما أثاره في هذا الكتاب هو صفقة اليمامة، ودعم السعودية للأفغان ضد الاتحاد السوفياتي، وحرب صدام مع إيران، وخيانة صدام حسين أخيراً للأشقاء العرب وخصوصاً الملك فهد، وصداقته لنيلسون مانديلا.



في أثناء الضغط للحصول على طائرات إف ١٥ الاميركية قال السيناتور تشيرتش لبندر في حديث عاطفي: إن ثمة قاعدة جوية سعودية في الشمال اسمها تبوك، تبعد خمس دقائق فقط عن مركز سكاني اسرائيلي، ألا تستطيع أن تشعر سيدي الأمير بما يشعرون؟ إنهم قلقون. ويمكن مهاجمتهم من قاعدتكم في غضون خمس دقائق… فنظر إليه بندر وقال: أوافقك الرأي أيها السيناتور لو كنت أبعد خمس دقائق من عدو محتمل لأحسست بقلق شديد؛ لكن هل لي أن أذكرك أن اسرائيل كانت قبل ذلك بخمس سنوات تبعد عشر دقائق. وقبل خمس عشرة سنة كانت تبعد بخمس عشرة دقيقة. أنا لم أنقل قاعدتي إلى الشمال، هم الذين اقتربوا مني.. وختم بقوله: لو ابعدتهم بخمس عشرة دقيقة إلي حيث كانوا سنكون كلنا سعداء.



يذكر بندر أيضا أن السعودية لم تقتصر في جهودها لمحاربة الشيوعيين على المساهمات بالنفط أو البترودولار لمصلحة عمليات السي آي أيه السرية فقط، ويؤكد أنها استخدمت الدين (قلنا، الشيوعيون ملحدون؛ إنهم غير مؤمنين ونحن نحاربهم لأسباب دينية. وجيّشنا العالم الإسلامي ورائن. وهو ما تلائم تماماً مع استراتيجية ريغن لقتال الاتحاد السوفياتي في منطقة لايستطيعون التأثير فيها كما نؤثر فيها نحن) كرر الأمير ذكر المنطق السعودي عند التحدث مع البلاد الإسلامية (لتذهب أمريكا إلى الجحيم. إننا نقاتل الشيوعيين لأنهم كفار)



يشير الأمير بندر إلى أن السعودية بعد حرب الخليج اقترحت أن تمول شيعة العراق بالسلاح سراً على أمل أن يؤدي ذلك إلى سقوط نظام صدام في النهاية وعلى الرغم من تطمينات السعودية أن شيعة العراق أبعد ماتكون عن شيعة إيران الذين قاتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية والعراقيون في الحرب الإيرانية العراقية فقد رفض الأميريكيون الخطة من دون تردد.





الكتاب عموماً جيد ومثير مع مافيه من تضخيم كما يشير إلى ذلك نيلسون مانديلا في تقديمه للكتاب (أعلم أنه مليء بالحيوية والمرح، وتتخلله قصص بندر الخاصة -المبالغ فيها دائماً- فهو قاصّ لانظير له).

أسال الله رب العرش العظيم ان يشفيه ويطيل بعمره اللهم امين